على الرغم من الاضطرابات السياسية والأمنية التي تعيشها المنطقة إلا أنها ما زالت تمثل ساحة جذب سياحي، ليس فقط في أسواق السياحة الترفيهية التقليدية بل حتى في سوق السياحة الاستشفائية وسياحة المنتجعات الصحية والتجميلية والحمامات المعدنية العلاجية.
وتسجل المنطقة نمواً سريعاً يفوق المعدل العالمي بخمس مرات، وفقاً لبيانات نشرها مؤخراً معهد الصحة والعافية العالمي (Global Wellness Institute) .
المعهد كشف عن أن أسواق المنتجعات الصحية في العالم العربي ارتفعت بوتيرة قياسية، فقد قفزت العائدات السنوية من 1.7 مليار دولار إلى 2.1 مليار دولار وذلك بمعدل نمو سنوي 10%، أي أسرع من معدل النمو العالمي البالغ 2%.
في المقابل أشارت بيانات المعهد إلى أن مداخيل السياحة الاستشفائية في المنطقة عموماً قد حققت زيادة سنوية تقدر بـنسبة 6% بين سنتي 2013 و2015، إذ كانت في 2013 حوالي 7.3 مليار دولار لترتفع في 2015 إلى 8.3 مليار دولار، وهو ما يتناسب مع معدلات النمو العالمي في القطاع، البالغة 6.6%.
ويلعب نمط الحياة الاستهلاكي والسريع وضغوط العمل دوراً كبيراً في ارتفاع أعداد الراغبين في تمضية الوقت في منتجعات صحية توفر خدمات استشفائية كالتدليك والحمامات المعدنية الساخنة وجلسات الاسترخاء واليوغا، ويشير المعهد في تقريره إلى أن مستقبل هذا النوع من السياحة في المنطقة واعد إلى أبعد الحدود.
أسواق المنتجعات الصحية في العالم العربي ترتفع بوتيرة قياسية ونموها يفوق 5 مرات المعدل العالمي
الإمارات أقوى الأسواق العربية في السياحة الاستشفائية، وتستحوذ على 35% من عائدات المنتجعات الصحيةوتتميز السياحة الاستشفائية في العالم العربي بأنها مورد هام للعملة الصعبة، ففي أغلب الأسواق العالمية نسبة 33% فقط من عائدات السفر للاستشفاء في العالم تأتي من السياح الوافديين، في حين تصل نسبة العائدات الواردة من السياح الوافدين إلى 68% من إجمالي السوق في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. وفي سنة 2015 حققت المنطقة مداخيل من السياحة الاستشفائية الوافدة ناهزت الـ5.6 مليار دولار في مقابل مداخيل من السوق المحلي بلغت 2.72 مليار دولار.
أقوى الأسواق
حققت الإمارات من السياحة الاستشفائية بشكل عام عائدات هائلة بلغت حوالي 2.7 مليار دولار خلال سنة 2015، لتحتل بذلك المركز الأول عربياً وشرق أوسطياً، أي حوالي ضعفي ما حققه أقرب منافسيها وهو المغرب بـ1.5 مليار دولار. وقد ضاعفت عُمان خلال العامين 2013 - 2015 عدد الرحلات السياحية الاستشفائية من 100 ألف إلى 200 ألف وارتفاع الإيرادات بـ96 مليون دولار، كما نجحت البحرين في إضافة 100 ألف رحلة ورفعت من مداخيلها في هذا القطاع بـ132 مليون دولار. في المقابل كانت تونس أبرز الخاسرين بسبب ما عاشته من هجمات إرهابية واضطرابات سياسية وأمنية كبدت القطاع السياحي خسائر فادحة. لكن اللافت في المنطقة بروز السوق الإيرانية كمنافس جديد للأسواق العربية التقليدية. فإيران التي لم تكن في المراتب العشر الأولى لأقوى الأسواق الشرق أوسطية في السياحة الاستشفائية في العام 2013 نجحت بحلول العام 2015 في جذب 500 ألف رحلة سياحية استشفائية وحققت مداخيل تقدر بحوالي 311 مليون دولار. والواضح أن الإيرانيين أصبحوا يتوجهون نحو تنويع موارد الاقتصاد خاصة بعد أزمة أسعار النفط.النمو الهائل لسوق المنتجعات
سجلت المنطقة ثاني أسرع نمو سنوي في إيرادات صناعة المنتجعات الصحية والتجميلية (SPA) في العالم خلال الفترة بين 2013 و2015. وبحسب المعهد فإن القوة العاملة في صناعة المنتجعات الصحية سيستمر عددها في الارتفاع ومن المتوقع أن تنمو بنسبة 37% بين 2015 و2020 لتصل إلى أكثر من 88 ألف موظف، حيث أنها تبلغ اليوم حوالي 64 ألف موظف وكانت في 2013 لا تزيد عن 57 ألف. في المقابل ارتفع عدد المنتجعات الصحية في المنطقة خلال نفس الفترة، إذ كان يناهز 3.889 منتجعاً ليصل في العام 2015 إلى 4.465. فيما ارتفعت مداخيل سوق المنتجعات الصحية في المنطقة العربية بين 2013 و2015 من 1.7 مليار دولار إلى 2.1 مليار. وتهمين الأسواق الخليجية على السوق العربية بشكل عام من حيث المداخيل، باستثناء المغرب المنافس الكبير وصاحب التاريخ العريق في مثل هذا النوع من السياحة، والذي يحتل المركز الثالث عربياً بمداخيل تناهز الـ 244 مليون دولار خلال سنة 2015. ومازالت الإمارات تسيطر على صدارة الأسواق العربية، إذ تستحوذ على 35% من عائدات المنتجعات الصحية في المنطقة فقد حققت مداخيل تفوق 742 مليون دولار في عام 2015، وهو حوالي ثلاثة أضعاف ما حققه صاحب المركز الثاني. كما أضافت 121 منتجعاً بين 2013 و2015 و160 مليون دولار في العائدات لتصبح واحدة من أقوى 20 سوقاً للمنتجعات الصحية في العالم. كما صعدت السعودية للمركز الثاني متجاوزةً المغرب وزادت مداخيلها حوالي 75 مليون دولار، وحققت 255 مليون دولار في العام 2015 من خلال 352 منتجعاً. فيما شهدت بقية الأسواق الخليجية نمواً واضحاً في 2015 إذ ارتفعت مداخيل السوق البحرينية بـ42 مليون دولار، والسوق الكويتية، والسوق العمانية بـ 21 مليون، والسوق القطرية بـ 18 مليون. وعلى الرغم من أن عدد المنتجعات الصحية في دول شمال إفريقيا أكثر عدداً من نظيرتها الخليجية إلا أن مداخيل المنتجعات الخليجية أكبر. فالمغرب الذي يملك مثلاً أكثر من 1785 منتجعاً يجني سنوياً منها 255 مليون دولار، في المقابل لا تملك الإمارات سوا 687 لكنها تجني حوالي ثلاثة أضعاف ما يحققه المغرب. وكذلك الأمر بالنسبة لتونس التي تملك 196 منتجعاً تحقق منها سنوياً مداخيل تقدر بحوالي 76 مليون دولار، في المقابل يوجد بالكويت 100 منتجع تدر أكثر من 100 مليون دولار سنوياً. وفي مصر تبدو المفارقة أكثر وضوحاً إذ تضم البلاد أكثر من 362 منتجعاً بمداخيل لا تتجاوز 67 مليون دولار، في المقابل تحقق السعودية 255 مليون دولار سنوياً من 352 منتجعاً. ويعود ذلك إلى تركيز الدول الخليجية على السياحة الفاخرة وجذب نوعية من السياح من ذوي الدخل المرتفع في مقابل توجه دول شمال إفريقيا إلى السياحة الشعبية أو الجماهيرية التي تركز على الكم. وكذلك الفجوة القائمة في مستوى المعيشة وقوة الأجور والقدرة الشرائية بين المنطقتين. لكن Global Wellness Institute يشير في تقريره إلى أن دولاً مثل تونس ومصر والجزائر وإيران قادرة مستقبلاً على تطوير سياحتها الاستشفائية بشكل كبير من خلال الاعتماد على مواردها الطبيعية خاصة الينابيع المعدنية الساخنة، لكن ذلك يبقى رهين تطويرها لبنية تحتية ذات جودة في مجال الضيافة توفر ظروف الرفاه للوافدين.رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ 3 أيامرائع. الله يرجعك قريبا. شوقتيني ارجع روح على صور.
مستخدم مجهول -
منذ 3 أيامحبيت اللغة.
أحضان دافئة -
منذ 4 أياممقال رائع فعلا وواقعي
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعمقال جيد جدا
مستخدم مجهول -
منذ اسبوعينحب نفسك ولا تكره الاخر ولا تدخل في شؤونه الخاصة. سيمون
Ayman Badawy -
منذ اسبوعينخليك في نفسك وملكش دعوه بحريه الاخرين