شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

قدّم/ ي دعمك!
أشهر السفّاحين اللبنانيين: من علي شفيق الى الأخوين تناليان

أشهر السفّاحين اللبنانيين: من علي شفيق الى الأخوين تناليان

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

ثقافة

الخميس 4 مايو 201704:34 م

لطالما جذبت حكايات عتاة المجرمين مخيلة محبي القصص البوليسية، وتحول بعضها الى أعمال مسرحية وروائية مثل حكاية "ريا وسكينة" المصريتين اللتين قتلتا عدداً كبيراً من السيدات بهدف السلب. ويتعدى الأمر مصر ليطال أغلب دول العالم حيث تحولت قصص هؤلاء الى حكايا شعبية بفضل السينما أو الرواية.

تخلف لبنان قليلاً عن ركب الرواية والفن في تتبع قصص الجريمة، إذ انشغل فنانوه بحربهم الأهلية، ومشهدياتها التي طبعت ذاكرة سكانه، إذ لا شك أن فترة الحرب الأهلية شهدت بعضاً من أسوأ الجرائم، وأفلت معظم مرتكبيها من العقاب.

بالرغم من أنه لا توجد جريمة كبرى، وأخرى صغرى عندما يتعلق الأمر بإزهاق الأرواح، ولا مجال للمفاضلة بين ضحايا الجرائم السياسية وغيرها، يتناول هذا الترتيب عشرة من أشهر جرائم القتل التي ارتكبها مدنيون فقط، وشكل الإفصاح عنها موجات صادمة للمجتمع اللبناني، وبقيت محور أحاديثهم لسنوات.

مقتل المواطن خضر القهوجي 1923

بعد  أيام على اختفاء خضر القهوجي، استنفرت قوة جندرما بيروت للبحث عنه في كل مكان، حتى عثر بعض الأطفال على جثته أثناء لعبهم في حرش الصنوبر، فيما بيّن التحقيق أنه توفي نتيجة طعنات قاتلة. هزت الجريمة المجتمع البيروتي الذي لم يكن له عهد بالجرائم البشعة في ظل الأمان النسبي الذي تمتعت به المدينة. لم تعلن القوى الأمنية بوضوح اسم مرتكب الجريمة، لكن اسمه عرف عندما هرب من سجن الرمل قبل تنفيذ حكم الإعدام له، وتبين أن اسمه علي شفيق، وافتضح أمره لما حاول أن يبيع خاتم زواجه الذي كان قد حفر اسم زوجته عليه. واللافت أن وقع الجريمة كان كبيراً لدرجة أن أهالي المنطقة أطلقوا على المنطقة اسم "حرش القتيل" بدلاً من حرش الصنوبر، إلى أن أعادت الدولة التسمية الأصلية بعد إعادة إعمار المنطقة في التسعينيات، كما ذكر في كتاب فوق أرض لبنان. 

استشهاد النقيب بربر الخازن 1948

بعد انتشار حوادث السرقة في منطقة عين حزير، أرسل الملازم أول بربر الخازن إلى المنطقة لتفقدها، ولما وصل شاهد طنبراً يحمل بعض المسلحين فأشار اليهم بالتوقف، لكنهم بادروا بإطلاق النار تجاهه فأصيب في صدره وتوفي في الحال، كرمته الدولة اللبنانية بترفيعه الى رتبة نقيب وإطلاق اسمه على الثكنة العسكرية في منطقة فردان.

ضحايا القاتل المتسلسل فيكتور عواد 1948 و1949

فيكتور عواد المشهور بالأديب السفاح هو أول القتلة المتسلسلين الذي عرفهم لبنان، ارتكب أغلب جرائمه في منطقة الجميزة، إذ أقدم على ذبح سيدة من آل نجار كانت تعمل في الدعارة ويقال إنه قطع رأسها وخبأه في خزانة المؤن، ثم قتل ابن عمه جوزيف عواد وسرقه. القي القبض عليه بعد قتل إميلي عنطوري بهدف السرقة أيضاً، فيكتور عواد كتب مذكراته الكاملة ونشرها محاميه بعد وفاته. والجدير بالذكر انه كان مفوهاً وخطيباً بارعاً وكاتباً محنكاً في السياسة والاجتماع. أعدم عام 1949 بتدخل شخصي من رئيس الجمهورية بشارة الخوري ورئيس الحكومة رياض الصلح لتهدئة الشارع اللبناني.

تخلف لبنان عن ركب الرواية والفن في تتبع قصص الجريمة إذ انشغل فنانوه بحربهم الأهلية التي طبعت الذاكرة
قصص "ريا وسكينة" على الأسلوب اللبناني، تخايلوا التفنن في الإجرام

مقتل حسن عيتاني 1971

دفعت الخلافات العائلية محمد عيتاني إلى ضرب ابن عمه حسن عيتاني على رأسه بقضيب من الحديد، ثم حمله ووضعه في فرن بهدف إحراق الجثة والتخلص منها، لكن الدخان الكثيف كشف أمره وأعدم عام 1972.

مقتل ماتيلد باحوط الحلو وولدها مارسيل 1983

قام المدعو ابراهيم طراف المستأجر لدى ماتيلد الحلو في منطقة الصنائع بقتلها وابنها مارسيل طعناً حتى الموت بعد خلاف مادي، ولإخفاء معالم جريمته قطعهما الى قطع صغيرة بواسطة منشار خشب ووضع بقاياهما في أكياس نفايات وزعها على عدد من المكبات، ولشدة الغضب الذي اجتاح أهالي المنطقة قامت القوى الأمنية بإعدام طراف قرب مدخل حديقة الصنائع على بعد 50 متراً من مكان الجريمة. بشاعة الجريمة دفعت الكاتب الراحل يوسف سلامة لكتابة رواية "جريمة في البيت" التي تتناول وقائع المحاكمة.

مقتل الطفلة مريم محسن في القاسمية 1993

بعد نحو أسبوع من مقتل الطفلة مريم محسن (7 سنوات) في مدينة صور الجنوبية، أوقفت القوى الأمنية قاتلها المدعو بسام صالح المصلح، وكان المصلح قد أصبح محور شك ومتابعة كونه مكتشف الجثة وهو أمر عجزت عنه الكلاب البوليسية والقوى الأمنية، وبالتحقيق معه اعترف باغتصابها أكثر من مرة ثم ضربها على رأسها بحجر ففارقت الحياة. أُعدم المصلح عام 1994 في سرايا صيدا. وهي أول حالة إعدام تنفذ بعد نهاية الحرب الأهلية.

إذابة رأفت سليمان بالأسيد حتى الموت 1996

كان رأفت سليمان أميناً عاماً لصندوق بيع الطوابع في وزارة المال، وبعد أن أوقفت الدولة اللبنانية التعامل بطوابع فئة 20 ألف ليرة لوجود حالات تزوير كثيرة، حاول أنطوان الطيار ومحمد هرموش الحصول على الطوابع من رأفت سليمان، فرفض، فقام هرموش باختطافه وضربه حتى فقد الوعي ثم وضعه في برميل أسيد وأغلقه بهدف إذابة الجثة. وجدت بعض من بقاياه في أحراج بلدة غوسطا. صدر الحكم النهائي في القضية عام 2007 بإعدام الطيار وهرموش ثم خفف الحكم الى 20 عاماً. 

مجزرة الضمان الاجتماعي 2002

بعد أن يئس من وضعه المادي، ولدى مصادرة سيارته من قبل الدائنين، حاول أحمد منصور الموظف في الضمان الاجتماعي في الأونيسكو الحصول على سلفة جديدة فلم يُستجب طلبه، فغادر الى الجنوب ثم عاد الى مبنى الضمان في بيروت حاملاً سلاحاً رشاشاً، وفتح النار على زملائه في العمل فقتل 6 منهم، إضافة الى زائرين اثنين صودف وجودهما في مبنى الضمان، ومنصور هو آخر من نُفذ فيهم حكم الإعدام في كانون الثاني 2004.

11 جريمة للأخوين تناليان 2011

على مدى سبعة أشهر، طاف الأخوان جورج وميشال تناليان في شوارع منطقتي برج حمود والنبعة، يبحثان عن ضحاياهما في سلسلة من الجرائم المتسلسلة، ولأجل مبالغ زهيدة كانا يزهقان أرواح أبرياء، هدفهما الأول كان سائقي سيارات الأجرة. يعمدان الى الصعود الى السيارة كراكبين، ثم يقتلان السائق ويستوليان على السيارة ويستعملانها لإصطياد زبائن آخرين، حتى بلغ عدد الضحايا 11، ثم يتركان السيارة في مكان بعيد.

حير الأخوان تناليان الأجهزة الأمنية وأرعبا سائقي التاكسي حتى تم القبض عليهما عندما نسيا إخراج الشريحة الهاتفية من هاتف أحد القتلى قبل بيعه، وبتفتيش منزلهما عثر على مسدسهما الحربي مخفياً في لفافة من النايلون في فرن الغاز، ولا تزال محاكمتهما جارية حتى اليوم.

مقتل جورج الريف 2015

اصطدمت سيارة المغدور جورج الريف بسيارة أخرى على طريق مطار بيروت الدولي كان يجلس فيها القاتل طارق تميم، الذي استمر بمطاردة سيارة المغدور حتى تمكن من إيقافه في شارع الجميزة في بيروت، ثم عمد الى إخراجه من السيارة وطعنه حتى الموت على مرأى من عشرات المواطنين. توفي الريف ونظم مواطنون مسيرات بالشموع احتجاجاً على الوضع الأمني المتفلت، فيما اعترف تميم بما نسب إليه وحكم عليه بالإعدام.


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image