استمرارك في تصفّح الموقع يعني قبولك باستخدام ملفّات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك على موقعنا، وإظهار إعلانات ومقالات وخدمات تناسب اهتماماتك.
القرآن الكريم كتاب مقدس عند المسلمين، وهو، بالإضافة إلى صفة القداسة التي تُسبغ عليه، يمتاز بجماليات لغوية باهرة، وبثراء بلاغي، كما أن سوره مفعمة بالدلالات المباشرة والكامنة في آن، ما جعله كنص يتبوأ مكانة رفيعة، ليس في الثقافة الإسلامية فقط، بل، وفي الثقافة العربية أيضاً على مر العصور.
وكان القرآن باستمرار حاضراً، مادياً ورمزياً، بمعانيه، وقيمه، وصوره، واتساع إيحاءاته وآفاقه، وميّز الثقافتين العربية والإسلامية بطابع خاص، وساهم في صنع هويتيهما المميزة كما نعرفها.
يتتبع هذا الملف في رصيف22 كيف تفاعل المفسرون والمفسرات مع سور القرآن الكريم وآياته، وكيف قرأوها. فيها نجد أن القرآن فتح مجالاً دينامياً للخيال المعرفي الذي أبدع من خلاله المجتمع الإسلامي نُظُماً معرفية جديدة تشمل في ما تشمله التعددية، ومرونة تفسير النصوص في السياقات الثقافية السياسية التي مرت بها المجتمعات الإسلامية، وخبرتها عبر تاريخها.
نسأل في هذا الملف: كيف شاركت التفاسير في الجدل حول معنى "الخلافة" في التاريخ الإسلامي؟ كيف تبلورت "الأنثربولوجيا الروحية" كمحور أساسي وكلي الراهنية، للتفاعل مع المدونة القرآنية ومع التراث التفسيري؟ كيف فسّر المتصوفة القرآن؟ كيف قدّمت التفاسير، ببحثها في الرؤى والملائكة، إنتاجاً معرفياً إبداعياً؟ كيف تجاوبت التفاسير مع التغيير في علاقة العرب مع جيرانهم الفرس والأوروبيين في تفسير "سورة الروم"؟ كيف أعاد كتّاب العصور الوسطى وشعراؤها تأطير صور القرآن وعباراته عن طريق "الاقتباس"؟
وننتقل فيه من التفاعل مع الإسرائيليات، وتعدد الروايات في قصتي فرعون موسى وأهل الكهف، واتساع رمزية التين والزيتون، ونبحث في التشابك العميق بين التفاسير والتراثين المسيحي واليهودي.
ومن أقصى المغرب العربي إلى وسط آسيا، نتتبع في الملف قصة مصحف عثمان وكيف تحول إلى مصدر شرعية سياسية تعاقبت على ادعائها ممالك العالم الإسلامي.
الملف من إعداد محررة قسم ثقافة إيناس خنسه.