استمرارك في تصفّح الموقع يعني قبولك باستخدام ملفّات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك على موقعنا، وإظهار إعلانات ومقالات وخدمات تناسب اهتماماتك.
تبدو كلمة "تحديات" أقرب إلى كليشيه في عالم الصحافة والكتابة منها إلى الوصف الموضوعي، ومع هذا لا نتردد في رصيف22 بوصف العام الماضي بأنه عام التحديات اليومية، والمهنية، والأخلاقية كذلك، فـ2024 غيرت الكثير في العالم، ولم ينجُ العالم الافتراضي من هذا التغيير.
في هذا الملف نضع تحديات العام بين أيدي قراء وقارئات رصيف22، وربما يهمنا أن نترك هذه الشهادات من العاملين في الموقع متاحة كي نشارك قراءنا بما هو أكثر من الخبر المقروء والمرئي والمسموع، ولنكرّس مفهوم صحافة تفاعلية لا تكتفي بعلاقة المرسل والمستقبل.
هذا العام انتقلنا معكم أو بكم إلى عالم الـ"مالتي ميديا" والفيديوهات القصيرة والطويلة، وتعلمنا -من إخطائنا في بعض الأحيان- نقل الخبر بشكل أقصر، ومع وتيرة الأخبار المتسارعة، كانت عملية التعلم خلال العمل أساس هذا العام، وعلى قدر ما تبدو المنتجات الخبرية الجديد -البصرية والسمعية- ملونة وممتعة، لكنها لم تكن كذلك دائماً، فقد كانت الحروب التي شهدناها كفيلة بأن تضفي ألوان الفحم على كثير من الأخبار.
على المستوى التقني، فاز مشروع "رصيف عالسمع" هذا العام بجائزة بجائزة "أثر الذكاء الاصطناعي في غرف الأخبار"، فكما أنّ الرصيف مساحة عامة للّقاء، أردنا أن نخلق مساحةً تتيح لقصصنا أن تنتقل من الشاشة إلى الأذن، من القراءة إلى الاستماع، لتصبح رفيقةً لكم في سياراتكم، وفي مشاويركم، وفي لحظات استراحتكم، على قارعة الطرق والأرصفة.
على المستوى الحرياتي، وبقدر ما كسبنا من قراء وقارئات جدد، لكننا نذكر اليوم الذي خسر فيه رصيف22 أكثر من 5000 قارئ وقارئة في يوم واحد، بسبب مدونة لفتاة تُخاطب ربّها بقولها إنها تشعر بالقهر من الحجاب الذي تضعه على رأسها: "عزيزي الله… أشعر بالقهر بسبب الحجاب".
هذا لا يعني بأي من الأحوال الندم على النشر من قبلنا، بل يعني أن فتاة كانت حرة في التعبير عن شعورها، و5000 آخرين مارسوا حريتهم في التعبير كذلك.
فمنذ انطلاقته وحتى اليوم ظل رصيف22 صوتاً للفئات المهمّشة، ومساحة للتعبير عن كل من مارسوا حرياتهم العقائدية والجنسية والسياسية في 22 بلداً عربياً واضطروا لدفع "ثمن الحرية"، ونأمل أن نظل كذلك.
و"كان لنا في الخيال حياة" أيضاً في مشروع "لنتخيل"، الذي يستقبل نصوصكم القائمة على تخيّل مستقبل جميل لبلادنا، والذي يفك قيود الحاضر الثقيلة ليفسح مساحة لتوقعات غير منطقية لا تخلو من الحريات والتكنولوجيا والمدن الخضراء والحياة الآمنة.
الاختبارات الجديدة لتساؤل ما هو الإعلام تكاثرت على نحو متسارع هذا العام كذلك، لا سيما في عالم اليوم الذي لا يفرض قيوداً على الخبر ويتخطى قيود الدول بقفزات خفيفة، التساؤل ازداد حدة لا سيما مع تكاثر الحروب والاعتداءات، ومع تكاثر الأخبار المزيفة، وتحيّز الإعلام العالمي للرواية الإسرائيلية، ما جعل من الضروري توسيع قسم اللغة الإنكليزية في رصيف22 لننقل روايتنا إلى جمهور أكبر.
في نهاية العام، نأمل أن يظل رصيف22 دائماً مساحة حرة لأفكاركم/ ن، وأن يظل محتواه محافظ على وتيرته في تجديد المفاهيم التي يحتاجها العالم العربي لينتقل عبر الزمن إلى المستقبل، وعلى إثارة الأسئلة والنقاشات بدلاً من تقديم الأجوبة الجاهزة، والخلاصات المعلّبة.