شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ساهم/ ي في صياغة المستقبل!

ملف ما لم نقرأه عن الإسلام

في نهايات القرن التاسع عشر وبدايات القرن الماضي، حاول مفكّرو النهضة إعادة قراءة الإسلام. كانت الفكرة المحفّزة لحركتهم هي تكييف الإسلام بشكل يسمح للمسلمين باللحاق بتقدّم الغرب الذي أبهرهم.

أكثر من قرن مرّ على تلك المحاولات الإصلاحية، ولكنّ المسلمين لم ينجحوا في تجديد تراثهم الثقافي والديني، لا بل يمكننا القول إن المعوقات التي كانت تحول دون تقدّمهم زادت.

كان الإسلام ولا يزال جزءاً أساسياً من حياتنا في العالم العربي، روحياً وقانونياً وثقافياً. والإسلام هو أكثر من دين. هو منظومة ثقافية كاملة أنتجتها حضارة مستمرة منذ نحو خمسة عشر قرناً.

يحاول البعض اليوم طمس تنوّع عمره أكثر من 1400 سنة وفرض صورة واحدة بسيطة للإسلام. ولكن واقع التنوّع الهائل في المجتمعات الإسلامية لا بد أن يفرض نفسه. إن أي دين في العالم ليس مجرد نصوص جامدة، بل هو فعل عقلي مستمر يفهم النص ويعيد إنتاجه على أرض الواقع. من هنا يبدأ رصيف22 مشروع فتح ملف عن الإسلام، لنتعرّف على تاريخنا ولنقرأ ميراثنا ونضيء على بعض جوانبه بحرية مسؤولة، بعيداً عن تقديس البشر الذي لا مبرّر له لا ثقافياً ولا دينياً.

يهدف هذا الملف إلى فتح حوار داخلي بيننا، حوار حرّ لا يتقيّد بعقدة نفي بعض الاتهامات التي تطال الإسلام والمسلمين جزافاً ولا بعقدة تحويل مجتمعاتنا إلى مجتمعات مماثلة للمجتمعات الغربية.

ولكن في نفس الوقت، على أي حوار جدّي أن يعترف بأن تاريخنا يتضمّن صفحات قاتمة علينا مواجهتها، وأن يعترف بأن الكثير مما بين أيدينا من ترجمات للدين تحكم حياتنا لم يعد ملائماً لحاجاتنا في القرن الحادي والعشرين.

ولكي نناقش تاريخنا لا بد لنا من المعلومة، والمعلومة لا تنتشر إلا بالقراءة الحرة، والعقل النقدي الشجاع الذي لا يعترف بخطوط الكهانة الحمراء. من أجل هذا اجتهدنا وقرّرنا البدء بهذه المجموعة من المقالات في ملف أعطيناه اسم "ما لم نقرأه عن الاسلام".

يسلّط الملف الضوء على التاريخ المسكوت عنه لبعض الشخصيات التي تُعتبر اليوم من مرجعيات الدين الإسلامي، ويلقي أضوءاً على التعددية التي شهدتها مراحل مختلفة من التاريخ الإسلامي منذ بدايته، دون أن يتهاون في نقد جوانب مظلمة من هذا التاريخ ونقد كتابات كُتبت لتمنع المسلمين من إعمال عقولهم، كما يتطرّق إلى أسئلتنا الراهنة وأبرزها شرعية ممارسة العنف باسم الإسلام وإمكانية توافق الإسلام مع الحداثة.

لن يكتفي الملف بالمواضيع المنشورة اليوم بل سيكون ملفاً متجدداً نضيف إليه بشكل دوري ما لم نتطرق إليه الآن. يأمل رصيف22 في أن يساهم الملف في فتح حوار حضاري جاد حول علاقتنا بالتراث، ويفتح صفحاته أمام مساهمات الراغبين في استكمال هذا الحوار.

Website by WhiteBeard
Popup Image