"اسأل خالتك": مساحة جديدة للحديث عن الجسد والحقوق والاختيارات

نؤمن في رصيف22، بأنّ الصحافة ليست لنقل الأخبار فحسب، بل لفتح النقاشات التي تهمّ حياتنا. ومن هذا الإيمان وُلد أحد أكثر مشاريعنا طموحاً: "اسأل خالتك"، تشات بوت يقدّم إجابات موثوقةً عن أسئلة الصحة الجنسية والإنجابية بالعربية، بشخصية "خالة" مصرية ودودة وذكية وقريبة إلى الناس.

"اسأل خالتك" متوافر عبر موقع وتطبيق رصيف22، وهو مجاني، سرّي، ومتاح للجميع، جاء ليجعل طرح الأسئلة الحسّاسة أمراً أسهل وأقلّ رهبة.

لا حاجة إلى تسجيل الدخول، ولا تكلفة، ولا أحكام مسبقة، بل إلى مساحة آمنة فحسب لطرح الأسئلة والحصول على إجابات موثوقة بالعربية.

لماذا "اسأل خالتك"؟

حين ألقينا نظرةً فاحصةً على استخدام قرّائنا للموقع، اكتشفنا حقيقةً لافتةً: نحو ثلث الزيارات تأتي من مقالات تتعلق بالصحة الجنسية والإنجابية، وهذا يعني شيئاً واحداً: هناك حاجة ملحّة إلى معلومات موثوقة في منطقة لا تزال فيها الوصمة والمعلومات المغلوطة والصمت، تتحكّم في النقاش حول الجسد والجنس والاختيارات الشخصية.

وُلد مشروع "اسأل خالتك"، لتلبية هذه الحاجة، وهدفه تقديم معلومات دقيقة وآمنة وخالية من الأحكام، والمساهمة في كسر المحرّمات التي تمنع الناس من طرح الأسئلة التي تعنيهم.

في جوهره، يعكس "اسأل خالتك"، إيمان رصيف22 بأنّ الوصول إلى المعلومات الموثوقة حقّ وليس امتيازاً، وأنّ الأدوات الرقمية قادرة على خلق مساحاتٍ جديدة للنقاش الشامل والمستنير حول القضايا التي تمسّ حياتنا اليومية لكن نادراً ما نتحدّث عنها.

تعرّفوا على "الخالة"

في كلّ عائلة، ثمّة شخص نلجأ إليه حين تثقل الأسئلة على الصدر. حين نحتاج إلى أذن تسمع من دون أن تقاطع، وقلب يفهم من دون أن يحاسب. في بيوتنا، غالباً ما تكون هذه الشخصية هي "الخالة".

خالتنا هنا تشبه تلك الخالة تماماً، لكن مع إضافة بسيطة: في جعبتها دائماً معلومات موثوقة ووقت كافٍ للإجابة عن كلّ أسئلتكم، حتى تلك التي تبدو محرجةً أو صعبة.

خالة رصيف22، ودودة، قريبة، ذكية، ولا تُصدر أحكاماً. تمزج بين الحسّ الثقافي والمعرفة الموثوقة، وتبني جسراً بين الحكمة التقليدية والمعلومات المستندة إلى الأدلة العلمية. وهي هنا لتضمن أن يُقابَل الفضول بالتفهّم، لا بالخجل.

بناء "اسأل خالتك"

وُلدت فكرة "اسأل خالتك" من التزام رصيف22 بتجريب أشكال جديدة من السرد الرقمي والصحافة الخدمية. يعتمد التشات بوت في إجاباته على أرشيف رصيف22 التحريري الغني ومصادر موثوقة من شبكة مسارنا، لضمان أنّ كلّ إجابة يقدّمها تستند إلى معرفة دقيقة ومبنيّة على منظورٍ حقوقيٍّ واضح.

طُوّر المشروع بدعم من JournalismAI وGoogle News Initiative، وبجهود فريق رصيف22: رقية كامل، أيمن شروف، لين عيتاني، ديانا خنافر، وميشال أبي راشد.

تصميم أخلاقي ورقابة بشرية

منذ البداية، أردنا أن يكون "اسأل خالتك" أكثر من مجرد روبوت ذكي. لذلك، جعلنا الشفافية والخصوصية وتقليل التحيّز والرقابة البشرية جزءاً أساسيّاً من كلّ مرحلة في بنائه.

صُمّمت شخصية "الخالة" بعناية لتعكس الحسّ الثقافي من دون ترسيخ الصور النمطية. وأولينا أمن البيانات وسرّية المستخدمين أولويةً قصوى، ليتمكّن أي شخص من طرح أي سؤال بلا خوف. ندرك أنّ الأسئلة حول الجسد، والجنسانيّة، والعلاقات، والصحة النفسيّة تحمل ثقلاً خاصّاً في مجتمعاتنا. لذا بُنيت الخالة على مبدأ أن كلّ محادثة محميّة، ولا يُحفظ منها ما يمكن أن يُعيد تحديد هوية المستخدم.

كما أنشأنا آليات مراجعة بشرية مستمرة لضمان أن تبقى إجابات "الخالة" دقيقةً وموثوقةً ومتوافقةً مع قيمنا التحريرية. فريقنا يُقيّم الأداء بانتظام، ويُحدّث المصادر، ويتدخّل حين تظهر فجوات أو أخطاء، لأنّ التكنولوجيا، مهما تطوّرت، تحتاج إلى عقل بشريّ يفهم الفروق الدقيقة ويُقدّر السياقات الثقافية المعقّدة.





في عالمٍ عربيّ لا تزال فيه هذه المواضيع محاطةً بجدرانٍ شاهقة من التابوهات والمحرّمات، رُسّخت باسم التقاليد و"الحشمة"، يُترك الناس ليتلمّسوا طريقهم في عتمة المعلومات المغلوطة، ويبحثوا عن إجاباتٍ في أماكن غير موثوقة تملأها الخرافات التي تتنقل همساً بين الآذان وكأنّها حقائق موحى بها. لذا أردنا، من خلال هذا المشروع، أن نقول بوضوحٍ وبلا مواربة: حقّكم في المعرفة عن أجسادكم وصحّتكم ليس قابلاً للتفاوض أو المساومة، وفضولكم ليس عيباً يجب إخفاؤه أو خطيئة تستدعي الخجل.

"اسأل خالتك" ليس مجرّد تشات بوت، بل خطوة نحو كسر الصمت حول الصحة الجنسية والإنجابية في عالمنا العربي، بجرأة رصيف22 المعهودة.

Website by WhiteBeard
Popup Image