شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

انضمّ/ ي إلى ناسك!
ذبحوا أصيل طالب الطب الجزائري للاشتباه بمثليته الجنسية

ذبحوا أصيل طالب الطب الجزائري للاشتباه بمثليته الجنسية

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الأربعاء 13 فبراير 201903:49 م

قُتل الشاب الجزائري أصيل بلالطة (21 عاماً) مساء الأحد ذبحاً "من الوريد إلى الوريد" في سكنه الجامعي. وترجع مصادر قريبة من الشاب قتله بسبب الشك بميوله الجنسية، وهي الرواية التي ينكرها الإعلام العربي رغم كتابة جملة "He is gay" أي "إنه مثلي" بدمائه على الحائط حيث عثر على جثته.

Assil-Belalta3

جريمة ذبح الشاب التي هزت الحرم الجماعي والمجتمع الجزائري تقول الرواية الجزائرية بشأنها إن أصيل، ابن ولاية برج بوعريريج دخل السكن الجامعي "طالب عبد الرحمن" عند السابعة مساءً ولاحظ أحد حُرّاس السكن بعد نحو ثلاث ساعات خروج شخص آخر "لا يحسن القيادة" بسيارة أصيل، وحين طالبه الحارس بوثائق السيارة وطرح عليه بعض الأسئلة، أخبره بأن أصيل على علم بقيادته سيارته ثم ارتبك ولاذ بالفرار، وهو ما جعل الأمن يتوجه لغُرفة أصيل "35G" اعتقاداً منه أنها محاولة سرقة لكن رجال الأمن وجدوه "جثة هامدة ملفوفة في بطانية غارقاً في دمائه".

Assil-Belalta1 Assil-Belalta2

وقال مصدر من مصلحة الطب الشرعي من المركز الاستشفائي الجامعي مصطفى باشا إن أصيل الطالب في كلية الطب ببن عكنون بالجزائر العاصمة، تعرّض للتعنيف ومحاولة اعتداء جنسي قبل نحره من الوريد إلى الوريد والتنكيل بجثته، وفقاً لصحيفة النهار الجزائرية.

ونقل موقع "البلاد" الجزائري عن مدير السكن الجامعي أن المشتبه به زميل للضحية في "كلية الطب وفي السكن" لافتاً إلى أن شجاراً بين الاثنين أدّى إلى موت أحدهما. وتعقيباً عن انتقاد الخلل في الإجراءات الأمنية في السكن، قال: هل الإجراءات الأمنية كافية في الجزائر؟

فيما أكد رئيس أمن ولاية الجزائر مراقب الشرطة محمد بطاش، الثلاثاء، أن عملية البحث والتحريات عن "الفاعل" أو "الفاعلين" في قضية مقتل الطالب الجامعي لا تزال متواصلة.

إنه مثلي

لم يذكر الإعلام الجزائري المحلّي ما كُتب على الحائط، ولم يتحدث بشأن ميول أصيل الجنسية، بعكس ما نقلته جمعية ألوان المعنية بحقوق المثليين ومزدوجي الميول والمتحولين جنسياً، وهي أوّل من كشفت عن مُلابسات الجريمة، قائلةً: استيقظ الحرم الجامعي على وقع جريمة شنيعة دافعها رهاب المثلية (الهوموفوبيا).

وفي حوار مع رصيف22، قال آدم، أحد أعضاء جمعية ألوان، إنه بغض النظر عن ميول أصيل الجنسية، كتابة "إنه مثلي" على الحائط تدل على الكراهية تجاه المثليين "وكأنه مسموح قتل المثلي" بحسب قوله. وأضاف: أن يأتي بعض الناس ويقولون إن الضحية "ليس مثلي ويجب عدم تلطيخ سمعته" هو مثال آخر عن الهوموفوبيا في المجتمع.

واتهم في حديثه رئيسَ نقابة القضاة الجزائريين السيد العيدوني ورئيس الوزراء أحمد أويحيى ووزير الشؤون الدينية والأوقاف محمد عيسى بمقتل أصيل "بغض النظر عن التوجه الجنسي للضحية" لافتاً إلى أن تصريحاتهم ولّدت كُرهاً لمُجتمع المثليين ومزدوجي الميول والمتحولين جنسياً من أجل اكتساب الشهرة وركوب "الموجات الشعبوية".

وأشار آدم إلى وقوع الجريمة بعد نحو أسبوعين من تصريحات العيدوني بأن جمعيات حقوق الإنسان والمنظمات غير الحكومية التي تدعو إلى إلغاء تجريم المثلية الجنسية في الجزائر ومكافحة رُهاب المثلية "يدوسون على قيم وأسس الشعب الجزائري الذي لا يظهر التسامح تجاه المثليين جنسياً" مُضيفاً أن القضاة "سيواجهون كل من يُريد وضع قوانين ضد خصوصيات الشعب الجزائري".

وقال لرصيف22 إن رئيس الوزراء الجزائري رفض في وقت سابق التعامل مع حقوق المثليين ومكافحة رهاب المثلية في الجزائر حين استجوبه صحفي ألماني فرد: للمجتمع الجزائري  تقاليده والجزائريون غير معنيين بالتوجه العالمي للتطور.

فيما صرّح وزير الشؤون الدينية قبل سنتين أن أولويات الدولة هي مُكافحة المثليين والملحدين، أكثر من مكافحة داعش، لأنهم سبب "انحراف الأخلاق وتفكك الأسرة".

يقول آدم عضو جمعية ألوان المعنية بحقوق المثليين إنه بغض النظر عن ميول أصيل الجنسية، كتابة "إنه مثلي" على الحائط تدل على الكراهية تجاه المثليين. وأضاف: أن يأتي بعض الناس ويقولون إن الضحية "ليس مثلي ويجب عدم تلطيخ سمعته" هو مثال آخر عن الهوموفوبيا في المجتمع.
تعليقاً على التغطية العربية لمقتل أصيل، قال آدم، عضو جمعية ألوان المعنية بحقوق المثليين إن "العالم العربي يعيش حالة من ازدواجية الشخصية بل ويؤكد لمن يسألهم أنه لا يوجد مثليون"

التغطية الإعلامية

"كتبوا 'مثلي' على الحائط بعد ذبحه". هكذا جاء عنوان صحيفة Metro البريطانية فيما كتب موقع Medium "مقتل طالب جزائري بسبب الهوموفوبيا على الأرجح"، لكن  اللافت كان تجاهل بعض المواقع العربية ذكر عبارة "إنه مثلي" التي كُتبت بدماء أصيل.

ونقل موقع العربية الحادثة قائلاً إن شابين غريبين قاما بذبحه ثم أخذا مفاتيح سيارته وكتبا على أحد الجدران عبارات "غير مفهومة" بدمه قبل خروجهما من بعد سرقة سيارته، فيما ذكر موقع عربي بوست "قام الجناة بكتابة عبارات بالإنجليزية بدم الضحية على جدار غرفته"، دون ذكر ما هي العبارات، وهو ما يُثير الكثير من التساؤلات.

وتعليقاً على التغطية العربية لمقتل أصيل، قال آدم، عضو جمعية ألوان لرصيف22 إن "العالم العربي يعيش حالة من ازدواجية الشخصية بل ويؤكد لمن يسألهم أنه لا يوجد مثليون"، لافتاً إلى أن عديد المواقع الجزائرية والعربية حاوت "طمس الحقيقة".

ولفت إلى ضرورة تغيير المادة 333 من قانون العقوبات الجزائري التي تنص على أنه "يُعاقب بالحبس ستة أشهر إلى ثلاث سنوات وبغرامة من 1000 دينار جزائري إلى 10 آلاف (نحو 84 دولار) من ارتكب فعلاً علانياً مخلاً بالحياء من أفعال الشذوذ الجنسي"، إلى جانب تغيير المادة 338 التي تنص على مُعاقبة "كل من ارتكب فعلًا من أفعال الشذوذ الجنسي على شخص من نـفـس جنسه بالحبس من شهرين إلى سنتين وبغرامة مـن 500 إلى 2000 دينار".

كيفاش ما نفرحش؟

أما والد أصيل، جمال بلالطة، فقال: كيفاش (كيف) ما نفرحش وابني شهيد العلم؟ مُضيفاً: "لله ما أعطى ولله ما أخذ" ومؤكداً أن ابنه لم "يُعيبه" يوماً ولم يؤذِ أحد.

https://youtu.be/tyaIYk-2C4U?t=29

فيما قال هشام، شقيق الراحل على فيسبوك: "باسمي وباسم كل عائلة بلالطة نرجو من الشعب الجزائري وكل العالم أن يتضامن معنا ويساندنا من أجل تطبيق حكم الإعدام على القاتل السارق الغدّار (من قتل نفساً بغير حق كمن قتل الناس جميعاً)". مُضيفاً: القصاص، القصاص، القصاص. لترقد روحك بسلام يا أخي يا قرّة عيني يا أصيل.

وشهدت كلية الطب وقفة احتجاجية الثلاثاء على مقتل أصيل ومن بين الهتافات "يا قاتل الروح وين بتروح؟". ولم تكن جريمة أصيل الأولى إذ قُتل الفنان العراقي كرار نوشي في بغداد عام 2017 بعد يومين من اختطافه بسبب الشكّ بأنه مثلي. كما قُتل الطفل العراقي محمد المطيري في أكتوبر 2018 طعناً بالسكين للاشتباه بمثليته الجنسية أيضاً لا لشيء سوى لأنه كان باهر الجمال.


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard