شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

انضمّ/ ي إلى ناسك!
طيران العالم العربي: من عبّاس بن فرناس إلى طيران الإمارات

طيران العالم العربي: من عبّاس بن فرناس إلى طيران الإمارات

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

رود تريب

الثلاثاء 18 يونيو 201903:35 م

يُحكى أن أول من فكر في الطيران كان عربياً. لا يجعلنا هذا أمّة سبّاقة وطموحة، لكنه إن دلّ على شيء، فعلى أن امتطاء الغيوم ليس لعبة جديدة على العرب، فقد أثار فضولهم منذ أن صمم عبّاس بن فرناس جناحين وارتداهما ثم قفز. وعلى الرغم من أنه حلق بضع دقائق، فإن تجربته باءت بالفشل، وسقط. لكن الأجيال التي تلته لم تسقط جميعها. فمنهم من حلّق وسجّل أرقاماً قياسية، فأصبح الأكثر أمناً والأكثر كرماً والأكثر ضخامة والأكثر دقة، ومنهم من سقط وتحطم فعلياً ومجازياً.

ليست هناك صفة واحدة تنطبق على جميع شركات طيران العالم العربي. هناك الكثير من النجاحات والكثير من الخيبات. حوادث ومضيفات جميلات وطعام شهي ومطارات ضخمة.

ملفّنا هذا يعرض إنجازات العرب وإخفاقاتهم في مجال الطيران. لكن لمَ الطيران؟ لأنه قطاع حساس، كالترموميتر الدقيق الذي يعكس أحوال البلدان العربية والتغيرات التي واكبتها منذ تعيين حدودها التي نعرفها اليوم. فلا يمكن فصل حركة الملاحة المدنية وأحوال المطارات وأمنها وزوارها عن موقع الدولة وحال جيرانها واقتصادها وسياستها. فكيف يمكن فصل نجاح طيران الإمارات الذي تأسس عام 1985، عن أحوال دبي؟ أليست هذه الشركة انعكاساً لنظام الحكم فيها؟ وكيف يمكن فصل حركة الملاحة الجوية فيها عن موقعها الجغرافي وخياراتها السياسية، وهي التي تنأى بنفسها عن معظم صراعات المنطقة؟ أو عن أمنها ونهضتها الحديثة، ألا تشبه هذه الشركة المكان الذي يحتضنها؟

لذا أليس غريباً أن يحقق مطار دبي، المدينة "الأكبر والأطول والأعظم"، أرقاماً قياسية أيضاً، وألا يعكس مطار الدوحة الجديد رغبة هذه العاصمة بالحضور الدائم دولياً، وبحجز مكانٍ في التصنيفات العالمية؟ وماذا عن مطار جدة، الذي يشعر مرتادوه أنه مهمل حزين، يستقبل أضعاف طاقته الاستيعابية، ألا يشبه المدينة التي يشعر سكانها أنها مهملة؟ عدا ذلك، هنالك قصص أخرى تبين واقع المشرق الصعب. "مصر للطيران” التي كانت أول شركة طيران في الشرق الأوسط وأفريقيا (1932)، والعضو السابع في الهيئة الدولية للملاحة الجوية (IATA)، تخسر اليوم الأموال، وتعاني من كثرة عدد الموظفين ومن نقص في عدد الركاب.

أما في دمشق التي أرهقتها الحرب، فقد نقص أسطول شركة الطيران العربية السورية حتى بات ثلاث طائرات مدنية فقط، في الوقت الذي تحلق في سماء البلاد أعداد لا تحصى من الطائرات الحربية، قاصفةً المدن والقرى. وفي بيروت، حيث يقيم الأمن على كف عفريت، يخضع المطار لسيطرة بعض الأحزاب ويعاني، كالمدينة التي تضمّه، خللاً كبيراً في نظامه الأمني. ليست هناك صفة واحدة تنطبق على جميع شركات طيران العالم العربي. هناك الكثير من النجاحات والكثير من الخيبات. حوادث ومضيفات جميلات وطعام شهي ومطارات ضخمة، وجوانب مختلفة لهذا القطاع الواسع، نحاول تغطية بعضها لنفهم أكثر هذا العالم الذي يقرّب المسافات بين مدن 22 دولة عربية.


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

WhatsApp Channel WhatsApp Channel
Website by WhiteBeard