شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ادعم/ ي الصحافة الحرّة!
من الصحافة العبرية: قريباً، سفارة رمزية لإيران في القدس!

من الصحافة العبرية: قريباً، سفارة رمزية لإيران في القدس!

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

ثقافة

السبت 9 يوليو 201609:49 م

مجموعة من الفنانين الإسرائيليين يعتزمون في شهر أغسطس المقبل افتتاح سفارة رمزية لإيران في القدس. السفارة تضم معارض فنية وستعمل على الشأن الثقافي لا السياسي، وأحد أهدافها هو الاعتذار للشعب الإيراني عن دعم إسرائيل لشاه إيران في السابق، خاصة أن كثيراً ممن يعملون في المبادرة هم يهود من أصول فارسية. مع هذا، فيبدو أن الفكرة لا تحظى بترحاب واسع في إسرائيل. الصحافي والشاعر روعي تشيكي إراد كتب مقالاً في هاآرتس بعنوان "تعرفوا على سفارة إيران في القدس"، عن هذه القصة.

في شهر أغسطس تخطط مجموعة "الطوفان - هامبول" وهي مجموعة من نشطاء ومبدعين مقدسيين، لإقامة سفارة لإيران في حي التل الفرنسي في القدس، وهو الحدث الذي يعيد صدى العلاقات الساخنة بين إيران وإسرائيل التي استمرت حتى ثورة 1979. وفق صفحة المجموعة على فيسبوك، فإن السفارة تخطط لأن تعرض أمام "التوجه السلبي، الذي يفصلنا ويخيفنا، حركة إيجابية، ترينا وجهاً مختلفاً عن هذا الذي يطعمنا الإعلام منه ويرضعنا إياه".

"نقترح أن نُبقي الصراع على مستوى القادة وليس الشعوب"، يقول متان بينكاس، الذي وصل إلى هذه الفكرة عندما كشفت له جدته العراقية عن كون أبيها فارسياً. "قبل الثورة، أخطأت إسرائيل عندما دعمت الشاه الفارسي، الذي أذى شعبه. نحن نقول "أخطأنا، آذيناكم"، هذا أمر يمكن فعله أمام سفير إيران في إسرائيل. في كل الحملات الانتخابية يُطرح الموضوع الأمني بخصوص إيران. أردنا تحدي ماهية السفارة، وإقامة سفارة تمثل الثقافة وليس الحكومة".

 من الصحافة العبرية:

كيف حوّلت إسرائيل اللغة العربية إلى لغة العدو؟

قبل داعش، الاستعمار الغربي دمر الآثار العربية

"برغم تطرقه للموضوع بروح طيبة وبشيء من المشاغبة، فبينكاس ينزل ببطء إلى الأرض الإسرائيلية ويفهم أن الجميع لن يحتضنوا هذه المبادرة. عندما اشترى أعلاماً في تل أبيب، عانى انتقادات من المارة. "وقف شخص ومعه صفيحة فيها وجبة بوركاس، وسألني ماذا في الكيس؟"، قلت له علم إيران، فقال إنه لا يصدقني. عندما قلت له إننا نؤسس سفارة، غضب جداً. قال لي: أنت خائن لدولتنا". في إطار المشروع، يخطط منظمو الحدث للوصول ومعهم أعلام إيران والتلويح بها في وسط المدينة. البداية لم تكن جيدة. "لوحت بالقليل من أعلام إيران في تل أبيب، لأجل دعاية تشويقية"، يقول بينكاس، "وقالوا لي "الأفضل أن تحرق العلم". بسبب الوجوه الغاضبة أدخلت الأعلام للحقيبة، حتى لا يأخذوها مني. آمل ألا يردوا على السفارة بعدوانية".

ستتألف السفارة من مكتب رسمي، غرفة لمعارض لفنانين من أصول فارسية من جميع العالم وتحتها حفلات شاي فارسية. الآن، المهمة الأساسية هي العثور على السفير. قبل ثلاثة أسابيع نُظم امتحان لخمسة مرشحين، ردوا على صفحة فيسبوك وعلى الإعلانات التي نشرها بينكاس بين الطائفة الفارسية في إسرائيل. بدأ الامتحان بمسابقات لكسر الجليد بين المرشحين المختلفين، وكان من بينهم طفل في الفصل الدراسي السابع، تضمن رمي كرات الواحد على الآخر. بين المتنافسين برز رجل، أراد أخذ السفارة نحو اتجاه عنفي، شرح أن "الإيرانيين هم عدو"، وحاول كذلك في الصور الجماعية أن يبدو غاضباً، لأجل زرع الخوف في الشعب الإيراني. يحاول بينكاس التعلم من هذا أيضاً: "كان هذا درساً مهماً، ولكن انكسرت لنا مزهرية".

بين المشاركين في المبادرة هناك أيضاً الدكتورة تامار عيلام جيندين، الباحثة في الشأن الإيراني، التي عينت كواحدة ممن يقومون بالاختبار، ولركن ضاع عليها اليوم بسبب ثقب في دولاب السيارة. "أتخيل اليوم الذي تقوم فيه هنا سفارة ونتمكن من السفر لطهران وشوشان"، تقول. "سفارة كهذه ستقوم، ولكن بعد الثورة القادمة". ومع كل هذا فلدى جيندين انتقادات، بالأساس ضد العلم الذي اختارت المجموعة استخدامه، والذي يقدم الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وهي تفضل أعلاماً أقدم. "فكرة السفارة إيجابية جداً، ولكنها ليست حقيقية، للأسف. الفكرة تجيب عن سؤال: ماذا سيحدث لو حدث كذا؟". ليست هذه المبادرة الفنية الطائفية السياسية الأولى لبينكاس، الذي يعرّف نفسه كـ"ساحر وباحث في الوعي". في الماضي أقام حملة انتخابات لرئيس شارع هستدروت في القدس. في مشروع آخر له بعنوان "مسيح للقدس"، سار الفنان جوزيف شفرينتسك، الذي تُوج مسيحاً، حافياً من شارع نحلاؤوت حتى ميدان صهيون وشاركه خمسون شخصاً كانوا واقفين في المقاهي. "في ميدان صهيون زعق للسماء وألقى خطاباً ركيك. عندما فعل هذا، بكيت ببساطة"، تذكر بينكاس.

ألا تخاف أنه في عصر (وزيرة الثقافة) ميري ريجف، تحبط بلدية القدس المشروع وتأخذ منكم المكان؟

"أعتقد أن ريجف ستسعد وستنضم إليها. أحاول الوصول إليها. نحن أيضاً لا نستخف الهوية اليهودية، وإنما نعرض وجهاً إيجابياً للشعب الإيراني، وهي لن تعارض هذا وتسود وجوهنا". وفق كلامه، فحتى القائمون على الفن في بلدية القدس، الذين قدموا للمجموعة المكان، راضون". "أحد المديرون قال إنه سيصور أمه الفارسية من أجلنا"، لا يعتقد بينكاس أن ثمة مشكلة مع فكرة أن المكان يقع خارج الخط الأخضر: "لو سألتني، فالكلام عن الخط الأخضر يعني خسارة اللعبة. أنا إنسان حر ويمكنني الوجود تحت أية سلطة".

علماً أن إيران حصلت على مساحة في تل أبيب لإقامة سفارة في المستقبل، وكان مقرراً لها الوجود في ناصية شارعي ريمز ويلين. لأن القانون الدولي يمنع مصادرة أرض سفارات دول تم قطع العلاقات معها، وفق وثيقة فيينا، فقد أقيمت حديقة عامة مؤقتة في المكان.
إنضمّ/ي إنضمّ/ي

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard