شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ادعم/ ي الصحافة الحرّة!
الأكلات الشعبية في مصر تكاد تصير حلماً

الأكلات الشعبية في مصر تكاد تصير حلماً

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

السبت 12 نوفمبر 201611:44 ص
أن تتناول وجبة الفول والطعمية صباحاً، والكشري عصراً في مصر، وسط شريحة كبيرة من جموع الشعب المصري، فكرة لم تعد جيدة بعكس ما كانت في الماضي، لا سيما بعد ارتفاع أسعار مكونات تلك الأكلات إلى مستويات غير مسبوقة، وتجاوزها لقدرة محدودي الدخل الشرائية. فرواتب المصريين تقف متجمّدة ولا تتحرك بالتزامن مع القرارات الحكومية الأخيرة بتعويم الجنيه أمام الدولار، وما تبعه من ارتفاع لأسعار الوقود والطاقة وتعرفة نقل الركاب والسلع كافة.

الغلاء يطال الكشري

وفي ما يخص وجبة الكشري الشهيرة، فقد ارتفع سعر كيلوغرام العدس الأصفر إلى خمسة وعشرين جنيهاً، والبصل إلى خمسة جنيهات والأرز إلى ستة، فيما تستقر أسعار الطماطم عند جنيهين ونصف للكيلوغرام، و"المكرونة" عند خمسة جنيهات والليمون عند خمسة أيضاً، وفق آخر بيانات غرفة الحبوب. وتشير رشا فتحي، ربة منزل، ولديها طفلان، إلى أن إعداد وجبة لمدة يوم واحد لأسرتها يكلفها حوالي 28 جنيهاً، أما إذا لجأت إلى شراء الوجبة جاهزة فستصل إلى أربعين، أي بمعدل عشرة جنيهات للفرد، موضحةً أن أزمة الدولار تسببت في زيادة سعر الوجبة حوالي ثلاثين في المئة خلال شهر ونصف. وأكّد محمد بالونة، صاحب أحد محال الكشري لرصيف22 أن الارتفاع المطرد لأسعار مكونات الوجبة الشعبية الشهيرة في مصر وكذلك تعرفات الطاقة والوقود وإيجار المحالّ والبلاستيك والعمالة، يدفع أصحاب محال الكشري إلى تقليل الكميات في العبوات الخاصة بتلك الأكلات، أو الثبات عليها مع رفع سعرها، موضحاً أن سعر العبوة الصغيرة يبدأ من خمسة جنيهات، وتتدرج حتى الوجبة "السوبر" البالغ سعرها 15 جنيهاً للفرد. ولمواجهة التغيرات في أسعار المكوّنات، يوضح "بالونة" أنه وغيره من أصحاب المحال لديهم مخازن للأرز والمعكرونة والعدس والطماطم والليمون والبصل المستخدم في إعداد الكشري، إلا أن تلك المخزونات لا تكفي لفترات طويلة، كما أن بعضها لا يصلح للتخزين حتى لا تتعرض للتلف.

ارتفاع أسعار السلع الغذائية

وقد شهدت أسعار السلع الغذائية ارتفاعاً ملحوظاً في الأسواق والسوبر ماركت بعد قرار البنك المركزي، الخميس الماضي بتعويم الجنيه، وتجاوزت نسبة الارتفاع ثلاثين في المئة بالنسبة لبعض الأغذية مقارنة بالشهر الماضي. فقد وصل سعر كيلوغرام الأرز إلى تسعة جنيهات بدلاً من سبعة، وارتفع سعر كيلوغرام الزيت الخليط من ثمانية جنيهات إلى 14، وكيلوغرام الفول إلى 15 جنيهاً بدلاً من 12 جنيهاً، كما أوضح نصر متولي نائب رئيس شعبة الحبوب في اتحاد الغرف التجارية. وقال متولي لرصيف22 إن سعر الفول المستورد يقل عن البلدى بنحو خمسين بالمئة لاختلاف جودته مقارنة بنظيره المحلي، مؤكداً أن مصر تستورد نصف احتياجاتها من الفول من أستراليا وفرنسا وإنجلترا.

لا فول بجنيه بعد اليوم

ونتيجة لذلك، ألغت مطاعم الفول في المناطق الشعبية الحصة التي تبيعها بجنيه وصار سعر أصغر حصة جنيهين، ورفعت سعر قرص الطعمية إلى خمسة وعشرين قرشاً بعد أن كان بعشرة، فيما رفعت مطاعم المناطق الراقية سعر سندوتش الفول إلى أربعة جنيهات، وكذلك باقي أنواع السندوتشات التي يفضلها المصريون في إفطارهم، فيما رفعت عربات الفول المنتشرة بشوارع مصر سعر الطبق إلى جنيهين ونصف والسندوتش إلى جنيه ونصف لمواجهة ارتفاع سعر كيلو الفول. وعلق حسن السوهاجي، صاحب أحد المطاعم في القاهرة، بأن زيادة الأسعار في الماضي كانت تترك مجالاً لأصحاب المطاعم لتقليل الكميات المباعة لزبائنها مع الحفاظ على الأسعار نفسها، إلا أن الموجة الحالية لم تسمح بذلك، موضحاً أن قرص الطعمية ظل بعشرة قروش لأكثر من سبع سنوات، إلا أنه ارتفع إلى ربع جنيه لمواجهة ارتفاع سعر مكوّناته بشكل كبير، وكذلك باقي أنواع المأكولات، وطال الارتفاع خدمة توصيل الطلبات للمنازل بعد رفع سعر البنزين.

الطعام المنزلي لم ينجُ

وتؤكد سهام بشارة، ربة منزل ولديها ثلاثة أبناء، أن مكونات وجبات الإفطار التي تعدّها في المنزل ارتفعت أسعارها حوالي عشرين في المئة في أقل من شهر، من حيث أنواع الجبن والعصائر، فيما دفعها قفز سعر الفول المدمس إلى الكف عن شرائه جاهزاً وإعداده في المنزل. وقالت إنها تبحث عن أطعمة بديلة للجبن، وتعد العصائر بالمنزل، كما أنها صارت تلجأ إلى الدواجن والأسماك كبديل اقتصادي عن اللحوم الحمراء. واتهمت ربة المنزل الحكومة المصرية بأنها لا تراعي وضع محدودي الدخل، ولا تلتفت للزيادات في كل أوجه حياتهم في الوقت نفسه، مثل ارتفاع مصاريف الدراسة وجشع المدرسين في الدروس الخصوصية للمراحل التعليمية كافة، وكذلك ارتفاع فواتير المياه والكهرباء وقوارير الغاز والبنزين وإيجار الوحدات السكنية والمواصلات.

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard