شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

قدّم/ ي دعمك!
خالد جبارة: ضحية جديدة لخطاب الكراهية على طريقة ترامب

خالد جبارة: ضحية جديدة لخطاب الكراهية على طريقة ترامب

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

سياسة

الخميس 18 أغسطس 201607:32 م
يبدو أن خطاب الكراهية الذي يروّج له المرشح للرئاسة الأميركية دونالد ترامب، بدأ يحصد نتائجه بالدماء. فمع ارتفاع الجرائم المبنية على كراهية ضد العرب والمسلمين، انضم الشاب الأميركي من أصل لبناني خالد جبارة (37 عاماً) إلى اللائحة. وقتل جبارة في شرفة منزله في مدينة تولسا في ولاية أوكلاهوما، على يد جاره ستانلي فيرنون ماجورز (61 عاماً) الذي نعته "باللبناني القذر"، و"العربي الوسخ".

"عرب قذرون"

ارتكب ماجورز الجريمة أمس، بعد مدّة قصيرة من إطلاق سراحه في مايو الماضي، بسبب دهس والدة جبارة هيفاء بالسيارة متسبباً لها بكسور. وأفرج عن ماجورز بكفالة، وكان ينتظر الخضوع للمحاكمة في جريمة الدهس التي ارتكبها في سبتمبر 2015. وبحسب تقارير إخبارية، كان القاتل يتعقّب عائلة جبارة لسنوات، ويوجّه لهم شتائم عنصرية، ويهدّدهم بالعنف. وكتبت شقيقة القتيل فيكتوريا جبارة وليامز منشوراً طويلاً، أوضحت فيه أن عائلتها عاشت تحت وطأة كراهية ماجورز لسنوات. وأشارت فيكتوريا إلى أن شقيقها اتصل بالشرطة قبل نصف ساعة من مقتله طالباً المساعدة، وبلّغ عن وجود مسدس بيد جاره. كان رد الشرطة أنه "لا يمكن فعل شيء". وأضافت أن القاتل كان يوجه للعائلة شتائم تحمل طابعاً عنصرياً مثل "العرب القذرين" و"مسلمين". وحمّلت شقيقة جبارة الشرطة مسؤولية الحادثة، قائلةً أن خالد كان سيكون على قيد الحياة لو تم التعامل مع الملف بطريقة مختلفة، علماً أن ماجورز كان يشكّل خطراً واضحاً. وتظهر وثائق قضائية أن القاتل أعتقل عدة مرات، على خلفية بلاغات تقدمت بها عائلة جبارة ضده، بسبب التهديدات المتلاحقة بالقتل والإهانة على خلفية عنصرية. من جهتها، أصدرت شرطة تولسا بياناً أشارت فيه إلى أنها استجابت لنداء خالد جبارة ليلة مقتله، وعند توجه عناصرها إلى مكان الحادثة، لم تتمكن من "تعيين نشاط إجرامي".

ليست المرة الأولى

تأتي جريمة قتل جبارة في سياق عام من تصاعد الكراهية ضد المسلمين والعرب عموماً، بحسب ما أكّدت الناطقة باسم "مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية" في أوكلاهوما لموقع "الجزيرة الانكليزية"، إذ قالت إن الجرائم المبنية على كراهية العرب زادت كثيراً خلال الفترة الماضية. فبين جريمة قتل جبارة، ومجزرة جامعة نورث كارولينا أقل من سنة ونصف السنة. ففي فبراير 2014، قتل الأميركي كريك سيتفن هيكس ضياء شادي بركات (23 عاماً) وزوجته يسر محمد أبو صالحة (21 عاماً) وأختها رزان محمد أبو صالحة (19 عاماً) في شقتهم، في أحد المجمعات السكنية الخاصة في شابل هيل بالقرب من جامعة نورث كارولينا.
وقبل أيام قتل إمام الجامع مولاما أكونجي (55 عاماً) ومساعده ثارا الدين (64 عاماً) في حي كوينز النيويورك. وتقدم مجهول من الرجلين وأطلق عليهما النار من الخلف في الشارع، وفي وضح النهار. القتيلان من أصل بنغالي، وقد خلّفت الجريمة غضباً شديداً وسط الجالية البنغالية التي تظاهر بعض أفرادها مطالبين بتحقيق العدالة. وفي سبتمبر 2015، قتل كريغ تامبر (يقول بتفوّق العرق الأبيض) الشاب شايان مزروعي (22 عاماً) وهو أميركي من أصل إيراني، على خلفية عرقية. وفي هيوستن، قتل روبرت كريغ كليمك (43 عاماً) الشاب زيد أو نعيم (42 عاماً) الفلسطيني الأميركي، على خلفية كراهية دينية أيضاً. وعند ارتكابه الجريمة دعا كليمك الضحية "للعودة إلى الإسلام".

أرقام مقلقة

مع تصاعد خطاب الكراهية والإسلاموفوبيا في الولايات المتحدة، بموازاة السباق الرئاسي، زادت جرائم الكراهية ضد العرب بشكل مقلق، بحسب دراسة صدرت عن "جامعة جورجتاون" في مايو الماضي. وأشارت الدراسة إلى أنّ أفعال العنف ضد المسلمين زادت بشكل خطير خلال العام 2015، وتصاعدت بموازاة الحملات الانتخابية للرئاسة الأميركية. ووثقت الدراسة 180 حادثة عنف ضد المسلمين بين مارس 2015 ومارس 2016، بينها 12 جريمة قتل، و34 اعتداء جسدياً، و56 حالة اعتداء وتحطيم أملاك، و9 حرائق متعمّدة، و8 حالات إطلاق نار أو تفجير. وتعيد جريمة قتل جبارة تسليط الضوء على طبيعة جرائم الكراهية الموجهة تجاه المسلمين والعرب على أساس عنصري بحت. وذكّر بعض المغردين على تويتر بأصول جبارة المسيحية، في إشارة إلى أن القاتل أعمته الكراهية العرقية تجاه العرب بغض النظر عن ديانتهم. وانتقد بعض المعلقين تعاطي الإعلام الأميركي مع الجريمة بدم بادر، في حين حمل بعضهم الآخر ذلك الإعلام جزءاً من المسؤولية بسبب ما ينقله من خطب وأفكار تؤجّج مشاعر الكراهية.

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard