شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ساهم/ ي في صياغة المستقبل!
أندية السيارات في الإمارات: تفحيط وأدرينالين أم شغف وانتماء؟

أندية السيارات في الإمارات: تفحيط وأدرينالين أم شغف وانتماء؟

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الخميس 18 أغسطس 201607:29 م
نراهم في شوارع الإمارات وفي الاحتفالات العامة. أعداد كبيرة من السيارات المتشابهة تنتظم في طابور واحد، فنعرف فوراً أن هذا تجمهر لأحد أندية السيارات. هذه الأندية هي غير ربحية في معظم الأحيان، تجمع أعضاءً يحبون نوعاً معيناً من العربات، ليحتفلوا بشغفهم المشترك، عبر أنشطة متعلقة بالسيارة نفسها، أو بروح الفريق التي تجمعهم. لكن أندية السيارات لم تكن دائماً مسالمة كما نعرفها اليوم، فبحسب ما ذكر موقع Rodauthority، إن أعضاء تلك الأندية كانوا من المتمردين، الذين يتسابقون في الشوارع العامة، معرضين حياة الآخرين للخطر. وكانت تلك التجمعات فرصة للتباهي بالتعديلات التي يقوم بها أصحاب السيارات لتجميل عرباتهم وإعطائها خصوصية. ما يجعل ذلك كله أنشطة حكراً على ذوي الدخل الأكبر، فتحصل بينهم منافسات واعتداءات دموية مصدرها الغيرة. تعود انطلاقة أندية عشاق السيارات إلى بداية صناعة السيارات نفسها، ولكنها كثرت تحديداً في الولايات المتحدة في الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي. شهدت تلك الفترة بداية صناعة السيارات السريعة الأمريكية المعروفة بالـMuscle Cars، منها الشيفروليه كورفيت والدودج تشالينجير والفورد موستانغ، التي لم ينقطع إنتاجها إلى يومنا هذا. DSC_0194DSC_0194 انتقلت فكرة التجمع تحت راية حب سيارة معينة إلى دول عديدة كاليابان، التي اشتهرت بعصابات أندية السيارات كالـMid Night Club، هذا النادي الذي كان ينظم سباقات غير قانونية في شوارع طوكيو. ونتج عن هذه الظاهرة الرياضات المعروفة بالـDrifting والـDrag Race. وقد شكلت هذه الأنشطة إلهاماً لأفلام شهيرة مثل سلسلة أفلام The Fast and the Furious وTokyo Drifter. اليوم، يلتقي الكثير من الشباب المحبين للإثارة في أندية السيارات والدراجات في مدن الإمارات المختلفة. لا يجمعهم عشق الإثارة والأدرينالين فقط، بل مجموعة من بعض القيم والأهداف الأخرى التي يصفها الأعضاء "بالسامية". فما هي أشهر أندية السيارات وأكثرها نشاطاً في الإمارات؟ UAE-Mustang-GroupUAE-Mustang-Group

الفورد موستانغ UAE Mustang Club

يقول فؤاد الهاشمي، وهو أحد مؤسسي نادي الموستانغ في الإمارات، إن الخطوة الأولى جاءت بعدما اجتمع محبو سيارة الفورد موستانغ الأمريكية الصنع، من جميع أنحاء الإمارات السبع، على اختلاف ثقافاتهم وخلفياتهم وجنسياتهم وأعمارهم، الأمر الذي أثرى المجموعة وجعلها أكثر تنوعاً. يقيم النادي العديد من الأنشطة المسلية، بدءاً بالـDrag racing، أي سباق المسافات القصيرة لمقارنة قوة التسارع (Acceleration) والـDrifting، المعروفة بـ"التفحيط" في اللغة العربية العامية، وهي جعل السيارة تنزلق على الإسفلت مع استمرارية تحكم السائق فيها، فيكون اتجاه العجلات الأمامية مخالفاً للاتجاه الفعلي الذي تسير فيه السيارة. ويؤكد الهاشمي أن هذه الأنشطة تجري في أماكن متخصصة، مثل حلبة ياس وحلبة دبي أوتودروم. ويضيف: "تكون هذه الأماكن مغلقة وتحت إشراف مختصين بإجراءات السلامة المناسبة، لأننا نريد تثقيف الأعضاء بأهمية القيادة السليمة". ويعد تصوير إعلان لسيارة فورد موستانغ 2015 في الشرق الأوسط من أهم إنجازات النادي. UAE-Dodge-GroupUAE-Dodge-Group

الدودج Dodge Club UAE

يجتمع في هذا النادي 98 عضواً من عشاق مختلف أنواع السيارات التي تنتجها شركة دودج الأمريكية، وقد أسسه جورج ماثيوز عام 2014. يفضل معظم الأعضاء الـAmerican Muscle، خصوصاً سيارتي التشالنجر Challenger والتشارجر  Charger. يقول أحد مديري النادي، الذي يعمل موظفاً في مجال العقارات، سوراف داستيدار Saurav Dastidar، إنهم يهتمون بنشاطات السرعة والقيادة. وينضم الأعضاء إلى معارض مهمة، مثل مهرجان السيارات في الخليج Gulf Car Festival الذي يقام في دبي و"ياس دراغ" Yas Drag الذي يقام في جزيرة ياس في أبو ظبي. يقدم النادي حصص توعية للأعضاء، ويعلمهم القيادة بشكل صحيح والتحكم الكامل بالمقود أثناء السرعة, وشرح خصائص المحرك وأنواع قطع غيار السيارات. بدورها، تقدم شركة دودج فرصة للأعضاء لقيادة السيارات الجديدة قبل وضعها في السوق. UAE-Camaro-GroupUAE-Camaro-Group

شيفروليه كامارو UAE Camaro Club

بدأ الحب للنسخة الجديدة من هذه السيارة الأمريكية بعد ظهورها في سلسلة أفلام ترانسفورمرز Transformers، فيتم ربطها دائماً بصورة الروبوت المتحول في ذلك الفيلم. بدأ نادي كامارو عام 2010 في أبو ظبي بعشرة أشخاص، ويضم الآن أكثر من 350 عضواً. يعتبر هذا التجمع نادراً في العالم، لعدم وجود نواد مشابهة تهتم بسيارات الكامارو، وذلك بحسب أبرز الإداريين فيه مريم المنصوري، التي نشأت في عائلة تعشق السيارات، ما دفعها لتكريس وقتها للنادي الذي "يقدر جمال" سيارتها المفضلة.
تحبون عالم السرعة والتفحيط؟ جولة على أشهر أندية السيارات وأكثرها نشاطاً في الإمارات
وهو من قلة حاصلة على تصريح نادي السيارات والسياحة للإمارات العربية المتحدة، والذي يعنى بتطوير الرياضات التي تتعلق بالقيادة في الدولة وفي المنطقة بشكل عام. LamborghiniLamborghini

سيارات اللامبورغيني Lamborghini Owners Club

بدأ هذا النادي أنشطته بثلاث سيارات فقط في شهر أبريل 2015. حظيت انطلاقته الرسمية الأولى بالكثير من الاهتمام والتغطية الإعلامية. يقول أحد مؤسسي النادي، جلين مكتاجارت (44 عاماً)، إن الأعضاء يحضرون فعاليات تُعنى بالقيادة والعربات، ويحصلون على العديد من التخفيضات على منتجات وخدمات مختلفة من معارض اللامبورغين. ويضيف: "شخصياً عندما أقود برفقة عدد كبير من الناس يصبح الأمر عبارة عن الشعور بالانتماء والصداقة أكثر من أهمية السيارة نفسها، ونشعر أننا جميعاً نأتي من مكان واحد برغم اختلاف ثقافاتنا". وهو يرى أن اسم الإمارات يقترن بشعور الفخامة، وهو ما تحاول المجموعة أن تعكسه، خصوصاً وهم يشعرون أن العيون تتجه صوبهم أينما اتجهوا. ويذكر: "مرة زرنا جبل حفيت، وفي اللحظة التي توقفنا فيها، جاءنا العديد من السياح الذين أرادوا التقاط صور والحديث معنا". ويضيف: "نلتزم بقوانين الدولة ولا نريد أن نشكل أي إزعاج للشرطة، بل نريد أن نكون سفراء للامبورغيني ونحافظ على سلامة الطرق".

هل يجتمع حب السيارات وعمل الخير في ناد واحد؟

لا تقتصر أنشطة الأندية هذه على الرياضة والإثارة والتسلية، بل لكل نادٍ حصة في الأعمال الخيرية التي تفيد المجتمع. ففي رمضان، وزع أعضاء نادي الموستانغ وجبات على عمال البناء في مناطق مختلفة. ويطمح الهاشمي إلى أن تتوسع أنشطتهم الخيرية لتشمل توزيع ملابس على عمال البناء مجاناً. ويعد العمل التطوعي مهم جداً بالنسبة لنادي دودج، فقد jبرع الأعضاء بوجبات الطعام مع الهلال الأحمر الإماراتي في الشارقة. وأقاموا حملات توعية عن أضرار التدخين مع شرطة الشارقة، بالإضافة إلى الاهتمام بالأطفال الذين يعانون من التوحد. ويقول سوراف: "ذهبنا مسبقاً إلى مدرسة أطفال يعانون من التوحد، تقربنا منهم وأخذناهم في جولات في السيارة، وقد استمتع الأطفال كثيراً". ويحاول نادي الكامارو أن يكون فعالاً في العديد من المناسبات المحلية والعالمية، كعيد الاتحاد ويوم سرطان الثدي. كما يهتم بنشر ثقافة القيادة الآمنة واحترام قوانين الشارع، وعدم التهور في القيادة.

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard