شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

لنبدأ من هنا!
مواقع التعارف العربية: للراغبين بأكثر من المواعدة

مواقع التعارف العربية: للراغبين بأكثر من المواعدة

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الاثنين 15 أغسطس 201612:13 م
هل تبحثين عن شريك أو هل تبحث عن شريكة؟ هل تريد أن تكون زوجتك مسلمة أو هل تريدين أن يكون زوجك مسيحياً؟ ما هي الصفات التي تبحث(ين) عنها في نصفك الآخر؟ شهدت مواقع المواعدة الالكترونية في السنوات الأخيرة قفزة كبيرة، وتحوّلت إلى حل، بعيداً عن الضغوط، لإيجاد الزوج أو الزوجة المناسبة في المجتمعات التي تمنع المواعدة العلنية، أو حتى في الدول حيث يصعب عليك أن تجد من ينتمي إلى الدين أو الثقافة أو الجنسية نفسها. وبحسب آخر الدراسات، فإنّ 34.95% من الأمريكيين تعرفوا إلى زوجاتهم أو أزواجهم على الإنترنت، بين عامي 2005 و2012. في حين أنّ القطاع درّ 957 مليون دولار من العائدات عام 2008 على الولايات المتحدة. تطوّرت مواقع المواعدة الإلكترونية، من تلك التي تساعدك على لقاء الشخص الآخر، أكان بحثاً عن صداقة أو علاقة غرامية أو جنسية، إلى مواقع تستهدف مجموعات محددة، لإيجاد شريك(ة) العمر. ومن بين هذه المواقع تلك المخصصة للشابات والشباب المسلمين أينما كانوا في العالم لا سيما في دول الغرب.

IslamicMarriage للزواج الشرعي

"موقعنا يركّز على مساعدة المسلمين على إتمام نصف الدين في الزواج. ومنذ إطلاقه العام 2008، قدّم خدماته إلى نحو ربع مليون مسلم من معظم دول العالم، لا سيما المملكة المتحدة والولايات المتحدة وكندا وباكستان وإندونيسيا". هكذا يعرّف سعيد أمين عن موقعه للزواج الشرعي.
مع كسر حاجز الحرج وتحطيم كل التابوهات، وفي الوقت نفسه، الحفاظ على التقاليد والعادات
تسأل مواقع التعارف إلامٓ تنظر بداية:صدر المرأة أم شفتيها؟ أسئلة لا يمكن أن ترد على المواقع الموجهة للسعودية
https://vimeo.com/95529807 ويضيف مؤسس islamicMarriage أن معدل عمر الرجال الذين يزورون الموقع هو 35 عاماً، و27 عاماً للنساء، وهم من المهنيين الحاملين شهادات جامعية. ويتابع: "جزء بارز من أعضائنا أشخاص يتطلعون للزواج في وقت متأخر عن المعدل، ونرى ذلك تحديداً مع الأشخاص الذين أدت مساعيهم التعليمية إلى تأخير البحث عن زوجة أو زوج". ساعد هذا الموقع كثيرين على التعرف إلى شريك حياتهم، فعلى الرغم من تردد بعضهم، فقد أثبت أن التجربة كانت ناجحة. ويرى أمين أن جزءاً كبيراً من حياتنا اليومية يسير على الإنترنت، "فكيف تعزز التكنولوجيا الإلكترونية وتدعم مبادئنا وعلاقاتنا؟ كيف تساعدنا على التعبير عن مبادئنا الدينية بشكل أكثر فعالية؟ نسعى لأن نجعل منها وسيلة لربط المسلمين بشكل مكمّل للممارسات المقبولة، مع منح الأفراد والعائلات خيارات أوسع". https://vimeo.com/55913951

اتعرف: الخطابة الإلكترونية

في حين أن الشبكة العنكبوتية تعجّ بمواقع التعارف، يطل موقع "اتعرف" الذي انطلق العام 2013 "كمنصة مواعدة جادة في المنطقة العربية"، كما يقول سيدريك معلوف، المؤسس الشريك لموقع "اتعرف". ويضيف: "حين أجرينا الأبحاث حول المنافسة، وجدنا أن معظم المواقع ليست مفصلة لتتناسب مع الثقافة العربية، وبعضها يُساء استعمالها أو أنّها غير حرفية. وجدنا نقصاً في العرض الحقيقي في المنطقة، ونؤمن أن هناك حاجة لهذا النوع من المنصات لا سيما مع وجود القيود الثقافية، إذ لا يستطيع العرب لقاء الجنس الآخر بسهولة". إلا أن موقع "اتعرف" الذي بدأ كموقع يستهدف كل المنطقة العربية، حوّل تركيزه إلى السعودية، حيث يوجد أفضل المستخدمين الناشطين، وأكبر عدد من الرجال، مستلهمين من الخطابة التقليدية لتكون الشخصيّة المحركة للموقع والتعارف لإتمام الزواج الشرعي والتعددي وليس المسيار أو زواج المتعة. يعتمد الموقع على قوانين صارمة وعملية تسجيل وتعارف طويلة وصعبة، لإحباط عزيمة كل من هم غير جادين، بفضل اختبار طويل تم إعداده مع عالم نفس متخصّص بالزواج. ويوضح معلوف: "بداية، لم نكن نركز على السعودية، ولدينا جنسيات مختلفة غالباً ما تتواعد في ما بينها. حتى الآن، لدينا 600 ألف مستخدم مسجل، من بينهم 75% من السعوديين. في حين أن عدد المستخدمين الناشطين شهرياً يبلغ 150 ألف من بينهم 93% من السعوديين". ويضيف: "معدل عمر النساء بين 26 و27 عاماً، والرجال بين 32 و33 عاماً". وقد ساهم "اتعرف" في 1323 زواجاً منذ 2013. ويقول معلوف: "أجمل ما في موقعنا أنّه يحمل قيمة مضافة، هي المشاعر. فالعديد من المستخدمين الذين يريدون أن يتزوجوا وأهلهم يرفضون مثلاً يستنجدون بنا ويطلبون منا مساعدتهم في إقناع أهلهم. أو حتى قصص الذين يتشاجرون بعضهم مع بعض فنقوم بإصلاح العلاقة بينهما. وبالتالي، أنت لا تشتري منتجاً بل تمنح المشاعر". يسعى معلوف إلى تطوير الموقع ليشمل العرافات التقليديات، ليكون منصة لتسهيل أعمالهن، أو حتى للأهل لمساعدتهم على انتقاء عروس أو عريس.

مواقع التعارف مستقبل الزواج؟

مع كسر حاجز الحرج وتحطيم كل التابوهات، وفي الوقت نفسه، الحفاظ على التقاليد والعادات، باتت مواقع التعارف منصة مفتوحة تسهل مهمة التعارف الموجهة إلى المسلمين. وهنا يتّفق كل من معلوف وأمين على أهمية تخصيص الجمهور المستهدف لإنجاح المهمة، إضافة إلى أهمية استخدام التكنولوجيا لمساعدة الأفراد على اللقاء والزواج. يجد معلوف أن الكثير من المواقع موجودة، لكنّها لم تنجح باستهداف السوق الصحيحة. ويتابع: "لا نجد منتجاً مناسباً بشكل حقيقي. فمواقع التعارف العامة على غرار "ميتيك" Meetic، تطرح أسئلة مثل إلامٓ تنظر بداية عند المرأة؟ صدرها، شفتيها… بينما لا تستطيع أن تطرح الأسئلة نفسها في السعودية، بل تسأل إذا كان المستخدم مع تعدد الزوجات أو يوافق على أن تعمل زوجته خارج المنزل". ويرى أن المواقع الغربية فشلت في مهمتها، في حين أن الأهم هو استخدام التكنولوجيا لخدمة مبادئ وتقاليد ثابتة في مجتمعاتنا، كالخطابة. وبالحديث عن مواقع الزواج والتعارف الأجنبية، يشير معلوف إلى أنها "تركز بشكل خاص على المسلمين الذين يعيشون في الغرب، وهم مختلفون جداً عن العرب الذين يعيشون في منطقتنا". ويقول أمين: "يستخدم الناس موقعنا لأنهم يستطيعون أن يجدوا عدداً كبيراً من الأشخاص الذين يشبهونهم في التفكير، والذين يبحثون عن الوفاء بالتزاماتهم لدينهم. في العديد من المواقع العصرية، ليس الزواج هو الهدف، في حين أن تركيزنا هو الزواج لا المواعدة". بينما يحلم معلوف بأن يشهد يوماً ما "جيل اتعرف"، وأن تصبح مواقع التعارف والزواج وسيلة اعتيادية للعازبين في أكثر الدول العربية محافظة، فإن زيارة مواقع كهذه لم تزل من التابوهات. ويوضح: "نرى أن العديد من المستخدمين لا يحبون مشاركة شهاداتهم وقصصهم. ما زلنا متأخرين عن الغرب، إلا أن القطاع بدأ يتطور. لدى معظم المشاهير حسابات على تطبيقات المواعدة، لكننا في الدول العربية ما زلنا متأخرين بضع سنوات"، من دون أن ننسى الأهم: تغيير الصورة النمطية السلبية لهذه المواقع في المنطقة.

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard