شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

اشترك/ ي وشارك/ ي!
هل تريد أن تعيش إلى الأبد؟

هل تريد أن تعيش إلى الأبد؟

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

تكنولوجيا

الأربعاء 29 يونيو 201606:24 م

بحسب مجموعة البحث في علم الشيخوخة، Gerontology Research Group، فإن 51 شخصاً اليوم على قيد الحياة، تفوق أعمارهم الـ110سنوات، ويسمّونهم السوبر سنتناريانز Super Centenarians ، إشارة إلى تعدّي عمر الواحد منهم القرن بأكثر من10 سنوات. توفي الأسبوع الماضي ياسوتارو كويده عن عمر112 سنة، متنازلاً عن الرقم القياسي لماسامميتسو يوشيدا، مواطن ياباني عمره 111سنة.

لعقود عدّة انشغل رجال العلم في إيجاد أسرار العمر المديد، وكيفية "تمهيل" الساعة البيولوجية التي لا ترحم، وإيجاد دلالات على الجينات المسؤولة عن العمر المديد. ومن المتوقع أن يكون على الأرض 3 ملايين شخص أعمارهم فوق المئة بحلول العام 2050، بعد أن كان الرقم 316,000 عام 2012 حسب أرقام الأمم المتحدة.

البحث عن الحياة الطويلة اليوم أصبح هاجس المليارديرية الجدد، الذين صنعوا ثرواتهم من التكنولوجيا. هم مقتنعون أن التكنولوجيا ستغير طبيعة تكوين الإنسان وعمره المتوقع. أبرز هؤلاء لاري أليسون مؤسس شركة أراكل ومديرها التنفيذي، الذي يستثمر45 مليون دولار سنوياً، مدى عشر سنوات لدراسة مشكلة الشيخوخة. وسرچاي برين، أحد مؤسسي جوجل، استثمر 50 مليون دولار لإيجاد حلّ لمرض باركنسون Parkinson بعد أن أدرك من خلال فحص لجيناته، أنه معرّض للإصابة بهذا المرض. وپيتر ثيل، أحد مؤسسي PayPal استثمر 6 ملايين دولار لتمويل دراسة عن العمر المديد.

وفي المؤتمرات العلمية، يتداول العلماء رقم 200 لعدد السنوات التي قد يعيشها الإنسان المولود اليوم، بعدما كان الرقم 50 سنة مطلع القرن الماضي. العلماء اليوم على اقتناع بأن جسم الإنسان لا يمكن أن يعيش إلى الأبد، وأن زيادة العمر المتوسط من50 سنة مطلع القرن الماضي، إلى80 سنة اليوم، هو نتيجة التكنولجيا الطبية والنظام الاجتماعي الجديد، وليس عبر تطور الإنسان ككائن حيوي يتأقلم مع حياة اليوم. لكن النقطة المهمة هي اقتناع العلماء بأنهم لو فكّوا شيفرة الدورة العمرية لخلايا الإنسان وعملوا على إيقافها، فإن الإنسان قادر أن يعيش إلى الأبد.

فما هي التقنيات المستقبلية التي ستمكننا من العيش 100سنة أخرى؟ السرطان وAlzheimer يواجهان اليوم كلّ من عاش أكثر من المعدّل، والعلماء الذين يعملون على إيجاد دواء لهذين المرضين، يحاولون فهم سبب دورة الشيخوخة، عبر الهورمونات والأدوية القادرة على مكافحة موت الخلايا، كما عبر نقل الدم من الشباب إلى المسنين! في تجارب على الفئران، وجد العلماء أن حقنها بمادة الراباماسين، وهو لقاح يعطى لكلّ من أجرى عملية زرع للأعضاء، يطيل حياتها 25% كما يحميها من الإصابة بالسرطان.

وفي دراسة نشرت عن هورمون الـFGF21، وجد العلماء أن هذا الهرمون قادر على إطالة عمر الفئران 40%، ويحميها من ضعف المناعة التي يعاني منها المسنّون. في جامعة ستانفورد، تقام تجارب نقل دم شباب إلى مسنّين لإيجاد دواء لمرض Parkinson. العملاقة جوجل استثمرت730 مليون دولار في مختبرات علمية، لتمكين الإنسان من العمل20 عاماً إضافياً في حياته في شراكة مع مصنّعي الأدوية العالميين والجامعات، وتركّز الدراسة على إيجاد الجينات التي يتمتّع بها المعمرّون اليوم.

وفيما يجهد العلماء لكشف سرّ الحياة والتعمير، انشغل مؤتمر دافوس الأسبوع الماضي في درس إمكانية الجميع العيش حتى عمر الـ200 بحلول القرن المقبل، وما سينتج عن ذلك، مثل سن التقاعد مثلاً. فامرأة في الـ60 من عمرها لن تتقاعد أبداً، بل ستكون في بداية حياتها المهنية، وإلى ذلك من تغييرات في نمط حياتنا، خصوصاً حضانات للمسنين بدلاً من الأطفال! وإن لم يكن سن الـ200 في متناولنا اليوم، فمن المتوقع أن تمنحنا العلوم الجديدة حياة أفضل ونهاية أفضل!


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

WhatsApp Channel WhatsApp Channel
Website by WhiteBeard