شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

اشترك/ ي وشارك/ ي!
قطر تحدّ من الإنفاق على المشاريع الثقافية في ظل انخفاض أسعار النفط

قطر تحدّ من الإنفاق على المشاريع الثقافية في ظل انخفاض أسعار النفط

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

ثقافة

الجمعة 17 يونيو 201603:30 م

ترجمة للمقال الصادر أمس باللغة الإنغليزية على موقع Financial Times تحت عنوان "Qatar Targets Cultural Assets For Cuts As Oil Price Hits Budget".

الثقافة في قطر - لوحة بول غوغانgauguin1

اشترت قطر العام الماضي لوحة للرسام بول غوغان بمبلغٍ قياسي، لتكون الصفقة الأكبر في عقدٍ شهد إنفاقاً هائلاً على الفن. أما اليوم، فها هم موظفو متاحف قطر من دون عمل بعد أن قررت قطر، الدولة الغنية بالمواد الهيدروكاربونية، اتباع سياسة خفض التكاليف والتخلص من أهم أصولها.

آخر المتضررين من خفض التكاليف فهي قناة "الجزيرة أميركا". ففي 12 يناير الجاري، قررت الحكومة إقفال القناة، التي تخطت تكلفتها ملياري دولار منذ عام 2013. وفي وقتٍ سابقٍ صرّح مراقبون بأن القناة لن تحصل مجدداً على هذا المبلغ، خصوصاً أن الجزيرة العربية والجزيرة الإنجليزية، واجهتا انخفاضاً في موازنتيهما.

ويقول بعض الموظفين في القناة إن نحو 550 موظفاً في المقر الرئيسي في نيويورك، سيصرفون من عملهم، ونحو 150 مكتبًا في الولايات المتحدة سيتم إغلاقها.

يضيف موظف آخر: "لم تكن التوقعات صائبة منذ اليوم الأول، لكن مع استقرار سعر النفط على 100$ للبرميل، كان الوضع مستقراً. أما في ظل انخفاض الأسعار إلى 30$، فقد بات الوضع مختلفاً تماماً".

علاوة على ذلك، تُقدم قطر على صرف 240 موظفاً من موظفي هيئة المتاحف، كما ستخفض المخصصات والمصاريف الداخلية للهيئة، في مسعى للحد من الإنفاق عقب انخفاض أسعار النفط.

ومنذ سنتين بلغ عدد موظفي "متاحف قطر"، التي تترأس مجلس أمنائها الشيخة الميّاسة بنت حمد بن خليفة آل ثاني، 1200 شخص، كما كانت الهيئة تسعى إلى مضاعفة ذلك العدد، إلّا أنها خفّضته إلى ما دون 800 وفقأً للعاملين فيها.

ونُقل عن مديرين في المتاحف تحذيرهم السائقين بعدم الإنفاق على غسل سيارات المتحف ولو مبالغ ضئيلة، كما أن عدد قوارير المياه التي تُقدم للموظفين انخفض من قارورتين في اليوم إلى واحدة.

يقول موظفٌ ثالث: "يأتي بعض الموظفين إلى عملهم فيجدون البريد الإلكتروني معطّلاً، وعندما يلجؤون إلى المتخصصين في تقنية المعلومات لا يجدونهم، لأنهم صرفوا من العمل. إن ما يحصل هنا محبط ولكن الإدارة لا تزال تنفق على شراء القطع الفنية على الرغم من الحالة المزرية".

وفي السنة الماضية، اشترت قطر لوحة لبول غوغان “Nafea Faa Ipoipo” بمبلغٍ قياسي، وصل إلى 300 مليون دولار، وحين طُلب من إدارة هيئة المتحف والمكتب الإعلامي للحكومة التعليق على الموضوع، لم يصدر عنهما أي رد.

وكانت قطر بدأت بخفض التكاليف مع وصول الشيخ تميم بن حمد آل ثاني إلى الحكم عام 2013، قبل بدء انخفاض أسعار النفط. فقد أرادت الحكومة صب الجهود على تطوير البنية التحتية لاستضافة كأس العالم عام 2022، وهو ملف يشوبه الكثير من الجدل.

علماً أنّ قطر هي أقل دول الخليج تأثراً بانخفاض أسعار النفط نظراًَ لعدد سكانها القليل، واعتمادها على عقود النفط الطويلة الأمد، إلا أن انخفاض أسعار النفط أرخى بثقله على الموازنة العامة القطرية.

يبقى النفط أحد أهم مصادر الدخل لقطر، ولكن في ظل انخفاض الأسعار، يسعى الشيخ تميم على غرار جيرانه إلى تنويع مصادر الدخل، للتخفيف من اعتماد دولته على المواد الهيدروكاربونية، التي تشكل 90% من موارد الحكومة، بحسب إحصاءات صندوق النقد الدولي.

وقد وظّف الشيخ تميم انخفاض أسعار النفط ليشدد على أن حكومته لا يمكنها بعد اليوم تلبية كل حاجات الشعب القطري، ولتشجيع المواطنين على الانخراط في القطاع الحكومي.

أما القطاعات المستهدفة في سياسة خفض التكاليف، فهي القطاعات الثقافية والتعليمية والصحية، التي ترعاها مؤسسة قطر برئاسة والدة الأمير الشيخة موزة بنت ناصر المسند.

وكانت مؤسسة قطر في العام الماضي، أنهت عقد الشراكة مع "بلومزبري بابلشينغ" Bloomsburry Publishing، وهي شراكة يقال إنها كلفت الدولة نحو مليون دولار سنوياً منذ عام 2008. كما تقلص سوق إنتاج الأفلام في قطر، عام 2014.

وحتى المغتربون، الذين اعتادوا جني الأموال، يبدو أنهم خرجوا عن سكّتهم المعتادة مع تولي القطريين الوظائف الحكومية بدلاً من الأجانب.

بالإضافة إلى ذلك، يبدو أن المغتربين، الذين كانوا يستأثرون بالوظائف في قطر، بدأوا يفقدون وظائفهم لمصلحة المواطنين في القطاع الحكومي. وتقول مصادر مقربة من متاحف قطر، إن الإدارة تسعى إلى رفع نسبة التوطين من 40% إلى 90%.

وفي ظل مساندة معظم القطريين لخطط رفع نسبة التوطين، يعتقد بعض المراقبين أن استبدال العمالة الأجنبية الماهرة بأخرى محلية تفتقد الخبرة قد يعرض بعض المشاريع للفشل.

وعلى الرغم من الحد من الإنفاق، تبني إدارة متاحف قطر 4 متاحف إضافية من أصل 12 كان مقرراً بناؤها في الأعوام الماضية، كتكملةٍ للمتاحف الحالية للفن الإسلامي والفن المعاصر. واليوم يجري بناء المتحف الوطني القطري على شاطئ وسط مدينة الدوحة، ومن المقرر افتتاحه خلال العام الجاري.


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard