شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ادعم/ ي الصحافة الحرّة!
مروان عبادو: أسئلة قليلة عن المنفى والهوية

مروان عبادو: أسئلة قليلة عن المنفى والهوية

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

ثقافة

السبت 9 مارس 201904:59 م
مروان عبادو عازف عود ومؤلّف موسيقي ومغنّي فلسطيني، ولد في بيروت سنة 1967، هاجر إلى النمسا سنة 1985 وأكمل دراسة الموسيقى هناك، صدر له حتى اليوم أسطوانات مسار حب (2015)، روشنة (2012)، نرد (2010)، قبيلة (2005)، مراكب (2003)، إشعاعات مطر (2000)، ابن الجنوب (1999)، دواير (1996) بالإضافة إلى أسطوانات أخرى مشتركة مع موسيقيين آخرين. Marwan-Abado هنا حواره لرصيف22 وأسئلة قليلة عن المنفى والهوية وفلسطين.

● أنت لاجئ مرّتين، مرّة لاجئ فلسطيني في لبنان ومرة لاجئ عربي في النمسا، هل يؤرّقك سؤال الهويّة؟ ما هي الهويّة؟ وكيف تُعرّف نفسك اليوم؟

لم أولد لاجئاً بل وُلدت في بيت لوالدين من الجليل الفلسطيني، والدين بذلا أقصى ما في وسعهما لأن يكون لي ولإخوتي حياة عاديّة رغم القهر والمعاناة، الفقر والحروب، الجادّة في فعلها الصغير والكبير، جعلتنا نتعرّف على اللجوء وعلى أن تكون الأشياء العاديّة المحيطة بك ممنوعة عنك وأن يكون المخيم هو المكان الذي يعطيك الطمأنينة. ذهبت الى النمسا طلباً للعلم ولم أكن مدركاً أنّ فينّا ستصبح محطة دائمة في حياتي وأنني سأمضي في هذا المكان، حيث أعيش اليوم مع عائلتي، سنوات طويلة. الهويّة شيء حيوي وديناميكي، لذا ليس لدي أرق بخصوص هويّتي، أنا فلسطيني الجذور والهوى، وكما أغنت تجارب طفولتي وشبابي في لبنان هويّتي، أضافت فينّا أيضاً الكثير إليها، أنا اليوم مواطن نمساوي من جذور فلسطينيّة.

● بعد هذه السنين الطويلة في المهجر-المنفى، كيف هو ارتباطك بفلسطين التي تغنيها في أغنياتك (مش قادر أنسى حيفا، عكا وبرعم والجليل… إلخ)؟

الانتماء إلى فلسطين ليس انتماءً مرتبطاً بالجغرافيا بل هو انتماء إلى قضية، قضية عادلة، هو اصطفاف إلى جانب العدل والحق والحريّة، هو اصطفاف إلى جانب المعذّبين والمستضعفين في هذا العالم، والأغنية التي ذكرتها الآن، هي أغنية تحكي هذه القضية العادلة بكلمات بسيطة، كوني اليوم في فينّا لا يقلّل من انتمائي إلى فلسطين البتة، بل على العكس تماماً. https://youtu.be/QisWP-ZL56c

● بالحديث عن أغنياتك، هناك حكاية مميزة لأغنية مراكب، هل لك أن تحكيها لنا، كيف عرفت بحكاية الأغنية وأين وجدتها ولماذا قرّرت أن تغنيها؟

مراكب هو مشروع أسطوانة صدرت في العام 2003. كنت دائماً أبحث عن أغنية تقليديّة عن البحر الفلسطيني، وعثرت على نصّين يتيمين في كتاب علي الخليلي عن أغاني العمل والعمّال في فلسطين، هذا الكتاب يحتوي فقط على النصوص دون الألحان. اصطحبت عودي والكتاب وانعزلت في بيت ريفيّ في جبال النمسا، والنمسا لا يحدّها بحر. من أعالي هذا البيت الريفي النمساويّ خرج لحن أغنية مراكب، والتي جاء نصهّا التقليدي من بحر غزة البعيد عني. 

● ما الغاية من غناء أهازيج قديمة؟ ما الذي تضيفه هذه الأغنيات إلى ثقافتنا المعاصرة؟

الأهازيج هي الذاكرة والمنابع الأولى لهويّتنا الفنيّة، ثقافتنا المعاصرة لم تولد من بوتقة فارغة بل بُنيت على ما سبق، لكن القديم من تراثنا بحاجة إلى المراجعة والتمحيص، فلا يكفي أن نعود إليه لمجرّد الحنين إلى ماضٍ غابر، بل من أجل تطويره والبناء عليه.
"الهويّة شيء حيوي وديناميكي، لذا ليس لدي أرق بخصوص هويّتي، أنا فلسطيني الجذور والهوى، وكما أغنت تجارب طفولتي وشبابي في لبنان هويّتي، أضافت فينّا أيضاً الكثير إليها، أنا اليوم مواطن نمساوي من جذور فلسطينيّة" مروان عبادو في مقابلة مع رصيف22
Marwan-Abado2 قرأت عنك في واحد من المواقع الإلكترونيّة ما يلي: "شكّل الشعر العربي المعاصر والأغنيات والأهازيج الشعبيّة الفلسطينيّة مصدر الإلهام الرئيسي لكلمات أغنيات مروان عبادو الذي أخذ على نفسه مهمة حكاية قصة شعبه في الوطن والمنافي"، والسؤال الذي تبادر إلى ذهني أثناء قراءة ما سبق هو:

● كيف تحكي حكاية شعبك؟ هل الموسيقى كافية لإيصال صوت الفلسطينيين وسرد حكايتهم؟ هل تحمي الموسيقى والأغنيات الحكاية من الضياع؟

لا توجد آلية واحدة كافية لإيصال رسالة وصوت الفلسطيني وقضيته، في السنوات الاخيرة باتت الهوية الفنيّة والثقافيّة الفلسطينيّة منبعاً حيوياً لنضال ومواجهة مبدعة. أبناء الشعب الفلسطيني، وكلّ بحسب مواهبه ومجالات عمله، يمكنه أن يساهم في سرد وحماية الحكاية. للموسيقى دور وللسياسة دور وللنضال دور. Marwan-Abado3

● في زمن الموت الشامل الذي نعيشه الآن في بلادنا، هل تستطيع الموسيقى أن تفعل شيئاً، وخاصة أن موسيقاك تأتي من مكان بعيد، من النمسا؟

في زمن الموت تفقد الكثير من المجالات قدرتها على فعل شيء وهذا ليس حكراً على الموسيقى والفنون، ولكن يمكن للموسيقى أن تحمل رسالة شعب يؤمن بالحياة ويتمسّك بها رغم القهر والموت. بإمكان جملة من قصيدة "على هذه الأرض ما يستحق الحياة" إعطاء أمل لشعب كامل قابع تحت الاحتلال أكثر بكثير من بيانات رسميّة لقمم سياسيّة. أما فيما يخصّ مكان تواجدي، فقد حان الوقت لترسيخ نظرة شمولية للفلسطيني أينما وجد: قضيتنا واحدة أينما رست مراكبنا.


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard