شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

لنبدأ من هنا!
هل أنقذت إسرائيل حياةَ محمود عباس؟

هل أنقذت إسرائيل حياةَ محمود عباس؟

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

سياسة

الخميس 24 يناير 201912:01 م

زعمت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، الأربعاء، أن طبيباً إسرائيلياً عمل على علاج الرئيس الفلسطيني محمود عباس العام الماضي بعد أن تدهورت حالته الصحية وخشي الأطباء على حياته، الأمر الذي نفاه قطعياً طبيبان من الفريق الطبي لأبي مازن.

 في 20 مايو/ أيار من العام 2018، دخل  محمود عباس المستشفى الاستشاري في رام الله مرتين في يوم واحد وترددت أنباء آنذاك عن إصابته بالتهاب شديد في الأذن الوسطى بالإضافة إلى التهاب رئوي حاد. وخشي الأطباء يومها أن ينهار تباعاً جسم الرئيس البالغ من العمر 83 عاماً.

الرواية الإسرائيلية

ازدادت المخاوف وانتشرت توقعات بوفاة أبي مازنبل وبدأت بعض الصحف العالمية والعربية تتساءل عمّن يخلف الرئيس الفلسطيني، فيما حرصت صحف أخرى على دحض تلك التكهنات واعتبرتها "حملةً إسرائيليةً ممنهجة" لإثارة الفزع في الشارع الفلسطيني.

تقول "يديعوت أحرونوت" كان المسؤولون في إسرائيل "غير مبالين" حيال تدهور صحة أبي مازن في البداية، لافتةً إلى أنهم "في النهاية أرسلوا سراً اختصاصياً ساعد على استقرار حالته الصحية".

ولفتت الصحيفة العبرية في الوقت نفسه، إلى أنه بعد وصول "التقارير الصحيحة والدقيقة عن الحالة الصحية للرئيس عباس إلى إسرائيل"، اقترحت تل أبيب نقلَ أبي مازن إلى مستشفى أكثر تجهيزاً في إسرائيل بغرض العلاج، غير أن الفلسطينين رفضوا الاقتراح خوفاً من غضب الشعب الفلسطيني حيال ذلك.

وادعى موقع "واينت" العبري أن "المسؤولين الفلسطينيين تقبلوا الاقتراح ودرسوه بجدية، لكنهم رفضوه بأدب في النهاية معربين عن شكرهم وتقديرهم للمقترح الإسرائيلي، الذي بقي طي الكتمان" آنذاك.

"لم يستسلم الإسرائيليون" تقول يديعوت أحرونوت مؤكدةً إرسالَ طبيب إسرائيلي إلى رام الله وصل المستشفى وباشر بعلاج أبي مازن حتى استقرت حالته الصحية عقب يومين من "العلاج المكثف" على حدِّ زعمها.

زعمت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، الأربعاء، أن طبيباً إسرائيلياً عمل على علاج الرئيس الفلسطيني محمود عباس العام الماضي بعد أن تدهورت حالته الصحية، الأمر الذي ينفيه طاقم عباس الطبي.

التكذيب الفلسطيني

في المقابل، نفى الطبيب ياسر أبو صفية الذي كان أحد أعضاء الفريق الطبي المعالج للرئيس الفلسطيني أثناء تلك الوعكة الصحية بشكل قاطع ما روجته وسائل الإعلام الإسرائيلي بشأن قيام طبيب إسرائيلي بمعالجة عباس وإنقاذ حياته.

وأكد أبو صفية، استشاري الأمراض الباطنية والجهاز الهضمي في المستشفى الاستشاري برام الله، لصحيفة العربي الجديد أن علاج الرئيس محمود عباس تمّ "من قبل فريق طبي فلسطيني يترأسه الدكتور محمد البطراوي المختص بأمراض القلب".

واعترف الطبيب الفلسطيني أن "طبيباً أمريكياً وآخر إسرائيلياً زارا عباس خلال فترة علاجه في المستشفى"، لكنه نفى في الوقت نفسه أن يكون أحدهما قام بفحص الرئيس، مشدداً على أنهما "لم يكونا ضمن فريق العلاج ولم يتدخلا في الخطة العلاجية على الإطلاق".

وأكد طبيب آخر من فريق عباس المعالج ما قاله أبو صفية لـ "العربي الجديد"، لكنه رفض الإفصاح عن هويته، وأضاف: " صحيح أن طبيباً إسرائيلياً زار الرئيس عباس خلال فترة مرضه، لكنه لم يعالجه".

وينظر إلى أبي مازن على أنه أحد أكثر القادة الفلسطينيين اعتدالاً، وكان واحداً من أوائل من باشر بالحوار والتفاوض مع الجناح اليساري اليهودي والحركات الداعية إلى السلام في تل أبيب خلال السنوات العصيبة في السبعينيات من القرن الماضي قبل أن تنطلق المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين بشكل رسمي.

كما أفقدته دعواته المتكررة لوقف العمليات العسكرية الفلسطينية ضد الاحتلال، ومع الحث على ضرورة التوصل لاتفاق سلام مع إسرائيل قدراً من شعبيته بين صفوف الفلسطينيين، بينما جعلت منه قائداً وشريكاً "مثالياً" لدى فئة من الإسرائيليين، بعكس الزعيم الراحل ياسر عرفات الذي كان بمثابة "صداع" في رأس الكيان الصهيوني أولاً لقدرته على جمع الفلسطينيين تحت رايته رغم الاختلافات، وثانياً لنضاله المستميت في سبيل قضية وطنه حولته إلى أيقونة النضال اللفلسطيني رغم توقيعه عام 1993 اتفاق السلام مع شمعون بيريز والمعروف باتفاق أوسلو، ما دفع الكثير من الفلسطينيين للتشكيك بضلوع الإسرائيليين باغتياله عام 2004.


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard