شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

لنبدأ من هنا!
بعد خلعها حجابها اعتراضاً على القمع في إيران... حكم بـ20 سنة سجن على أيقونة

بعد خلعها حجابها اعتراضاً على القمع في إيران... حكم بـ20 سنة سجن على أيقونة "الأربعاء الأبيض"

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

سياسة

الأربعاء 11 يوليو 201806:00 م
بالتأكيد، كانت المواطنة الإيرانية شابارك شاجاريزاده تعلم أنها تعيش في ظل نظام قمعي، لا مساحة للحرية فيه إلا خلف الأبواب المغلقة. لكنها، رغم ذلك، قررت، هي ونساء أخريات، الخروج في تظاهرة في شوارع طهران، في فبراير الماضي. كانت ملامح شاجاريزاده التي تبلغ من العمر 42 عاماً والنساء الأخريات في التظاهرة التي اشتهرت إعلامياً بـ"الأربعاء الأبيض" ترسل رسائل عدة، أبرزها أن نساء إيران قررن، رغم كل القيود، أن يخرجن إلى العلن للاعتراض على أوضاعهن داخل الجمهورية الإسلامية. وقررت نساء "الأربعاء الأبيض" التعبير عن اعتراضهنّ على القمع من خلال الاعتراض على الزي الذي يلزم النظام الإيراني النساء به. وصارت صورة شاجاريزاده وهي ترفع حجابها الأبيض الذي خلعته رمزاً للاعتراض. وتتهم منظمات حقوقية دولية عدة نظام طهران بقمع الإيرانيين بشكل عام، والنساء بصفة خاصة، وتقول شبكة CNN الأمريكية إن موجة التظاهرات المناهضة للحكومة التي اجتاحت إيران في الشهور الأخيرة بسبب سوء الأوضاع الاقتصاية، وفّرت فرصة لنساء إيران للمطالبة بالمساواة في الحقوق. لكن ثمن خروج شاجاريزاده إلى الشارع كان باهظاً، إذ حكم عليها القضاء الإيراني مؤخراً بالسجن لمدة 20 عاماً، بسبب خلعها الحجاب أثناء التظاهرة. وكان النائب العام في طهران قد أعلن في الثاني من يوليو صدور حكم بالسجن 20 سنة بحق ناشطة خلعت حجابها علناً، دون أن تُعرف هويتها. إلا أن تقارير حديثة كشفت أنها شاجاريزاده. ونشرت شاجاريزاده على موقعها الشخصي على الإنترنت أنها سُجنت بتهمة "معارضة الحجاب الإلزامي" و"رفع علم سلام أبيض في الشارع". واعتقلت الشرطة الإيرانية شاجاريزاده مع 28 امرأة إيرانية أخرى في فبراير الماضي "بتهمة" خلعهن الحجاب أثناء تظاهرة، لكن أطلق سراحها في أواخر شهر أبريل، بكفالة مالية، ومنذ ذلك الحين ومكانها غير معلوم. وقالت محامية شاجاريزاده، نسرين سوتوده، لمنظمة العفو الدولية، إن موكلتها تعرضت للتعذيب والضرب بعد اعتقالها، قبل أن يُفرج عنها بكفالة. ولم يصدر حتى الآن أي تعليق رسمي من المسؤولين الإيرانيين، ولم يؤكد متحدث باسم السفارة الإيرانية في لندن صحة خبر الحكم بالسجن على شاجاريزاده.

"مؤامرة خارجية"

وكثيراً ما تصف إيران أية تظاهرات تخرج على أراضيها بأنها مؤامرة خارجية تهدف إلى إسقاط النظام. وفي الفترة التي اعتُقلت فيها شاجاريزاده وأخريات، قالت وكالة أنباء تسنيم الإيرانية شبه الرسمية إن هناك أجانب حرّضوا النساء على خلع الحجاب، مضيفة أن أولئك المعتقلات "خُدعن" لإزالة حجابهن. لكن مسيح نيجاد، وهو ناشط إيراني حقوقي يقف خلف حملة "الأربعاء الأبيض" المعارضة للحجاب الإلزامي على وسائل التواصل الاجتماعي، يقول لشبكة CNN إن الحملة داخلية ولا علاقة لأي دولة خارجية بها، مؤكداً أن الحركة بدأت أساساً من داخل إيران. وبحسب نيجاد، المقيم حالياً في الولايات المتحدة، بدأت الحملة داخل إيران منذ سنوات كثيرة مضت، بسبب تجاهل حقوق النساء، مضيفاً أن تدخّل نشطاء من خارج إيران لتشجيع الحملة هدفه الوحيد إعطاء المحتجات منصة للتعبير عن أنفسهن.
بالتأكيد، كانت المواطنة الإيرانية شابارك شاجاريزاده تعلم أنها تعيش في ظل نظام قمعي، لا مساحة للحرية فيه إلا خلف الأبواب المغلقة. لكنها، رغم ذلك، قررت، هي ونساء أخريات، الخروج في تظاهرة وخلعت حجابها علناً اعتراضاً على القمع
وفي السنوات الأخيرة، ثار جدل غر مسبوق داخل إيران حول حقوق النساء والقيود الدينية المفروضة عليهن منذ سقوط الشاه وقيام الثورة الإسلامية عام 1979، ومنها فرض الحجاب على النساء. وأشار تقرير رسمي أُعدّ عام 2014 ونُشر عام 2018 إلى أن 49% من الإيرانيين يعارضون فرض الحجاب الإلزامي في البلاد، لكن من المحتمل أن تكون النسبة الحقيقية الرافضة للأمر أعلى من ذلك. والحكم على شاجاريزاده ليس الأول من نوعه، إذ سبق أن حكمت محكمة إيرانية على مواطنة إيرانية أخرى بالسجن سنتين "بتهمة" خلع الحجاب، ورأت المحكمة أن فعلها "تحريض للناس على الفساد من خلال خلع غطاء الرأس على الملأ"، و"ارتكاب الفعل الحرام" و"الوجود في الأماكن العامة دون غطاء الرأس".

معاداة للرقص أيضاً

وكثيراً ما تتعقب السلطات الإيرانية النساء إذا قررن الخروج عن العادات التي تريد الجمهورية الإسلامية فرضها على الشعب. ومؤخراً، ألقت السلطات القبض على مراهقة إيرانية بسبب نشرها مقاطع رقص على إنستغرام. وبث التلفزيون الحكومي لقطات ظهرت فيها مائدة حجابري (18 عاماً)، التي يتابعها عشرات آلاف المستخدمين على إنستغرام، وهي تعترف بـ"مخالفة المعايير الأخلاقية"، دون أن يتضح إذا كان اعترافها تحت الإكراه أم لا. وخلال السنوات الأخيرة، حظرت طهران رقصات، منها رقصة الزومبا اللاتينية، حتى داخل صالات تمرينات اللياقة البدنية الخاصة بالسيدات. وفي يونيو 2017، قال مسؤولو الرياضة في إيران إن "التمارين التي تشمل حركات إيقاعية ورقصات، غير قانونية تحت أي شكل أو مسمى". وفي أحد تقاريرها، أكدت منظمة هيومن رايتس ووتش الحقوقية غير الحكومية أن المشترك بين النساء الإيرانيات المسجونات، ومنهنّ ناشطات حقوق إنسان ومحاميات وصحافيات، هو سعيهن الحثيث للعدالة. وأشارت المنظمة الدولية إلى أن إيران صعّدت منذ عام 2005 إجراءاتها القمعية ضد ناشطي المجتمع المدني الإيراني، بما في ذلك أولئك الذين ينادون بحقوق المرأة ويرفعون صوتهم ضد القوانين التمييزية.
إنضمّ/ي إنضمّ/ي

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard