شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ضمّ/ ي صوتك إلينا!
حين

حين "يتآمر" الدين والتهميش والعسكرة على طائفة… عن العلويين في "مواطنهم"

Read in English:

The Alawites: Religion, marginalization, and militarization conspire against them

لا شيء يكشف الأوهام أكثر من الحروب والأزمات، فالحرب هي لحظة حقيقةٍ صافية، خالية من الكذب والمجاملات والمحاباة. من يحبك بصدق يفديك بحياته، ويدافع عنك أو لا يؤذيك (أضعف الإيمان)، ومن يكرهك يأكلك ويرمي عظامك، وربما يقتلك لمجرد القتل ويترك لحمك للضباع. لذلك، فإن مراحل الحروب والنزاعات هي المراحل الأهم لدراسة سلوك الإنسان وهويته وعقائده، وتأثره بماضيه وحاضره ومستقبله، وبيئته الثقافية والجغرافية سواء في الصحراء التي يسكنها أو البحر الذي يشم رائحته. الحرب تعرّي الإنسان أمام نفسه وأمام الآخرين.

يستمد المكون العلوي أهميته في الحالة السورية من كونه مجهولاً أو مُجهّلاً، لا يحب الكلام عن نفسه أو ربما لا يستطيع ذلك، إما بسبب الخوف من التكفير أو الخوف من السلطة. "جريمته جريمتان" كما يقال، وهذا ما فتح باب الشائعات والاتهامات على مصراعيه، وعلقت صورة طائفة العلوية بين مطرقة من يكفّرها ويتهمها بالهرطقة وزنا المحارم، وسندان رجال الدين العلويين القلائل الذين يتحدثون إلى وسائل الإعلام بكلام خشبي، فيه الكثير من التقية التي أصبحت مكشوفةً في ظل أعاصير وسائل التواصل الاجتماعي.

العلويون بين الساحل والداخل

برأي علي (28 عاماً)، وهو طبيب في أمراض الجهاز الهضمي من محافظة طرطوس الساحلية في سوريا، وقد تنقل بين بيته في إحدى قرى ريف طرطوس وعمله في الداخل السوري في أحد مشافي حمص: "يوجد فارق شاسع لمسته بين العلويين في الساحل (طرطوس واللاذقية)، وبين العلويين في الداخل مثل حمص. يميل العلويون في حمص إلى التعصب والانغلاق، وهذا ما لمسته في هيئة الناس وتصرفاتهم حيث كنت أفحصهم وأعالجهم في المشفى، وأحتكُّ بهم في باصات النقل الداخلي، وطوابير الخبز وغيرها، ومنهم جيراني في المنزل الذي استأجرته لمدة سنتين في حي الزهراء في مدينة حمص".

جاء رجل مع زوجته التي تكاد تُنهي عقدها السادس، ورفض رفضاً قاطعاً أن تكشف زوجته عن بطنها، وقال: "أنا جايب عيلتي لهون مشان تفحصها دكتورة أنثى مثلها"

يروي في حديثه إلى رصيف22، أن المريضات اللواتي يأتين إلى العيادة يرفضن في الكثير من الحالات الفحص الطبي الذي يتضمن فحص الأرجل أو حتى البطن في بعض الحالات، "حتى لو كانت غير محجبة"، فيطلبن منه بإلحاح أن يُشخّص المرض ويصف الدواء المناسب من خلال الكلام فقط، وفي مرات كثيرة كان يصل الأمر إلى حدّ الصراخ والتهديد.

في إحدى المرّات، جاء رجل مع زوجته التي تكاد تُنهي عقدها السادس، ورفض رفضاً قاطعاً أن تكشف زوجته عن بطنها، وقال: "أنا جايب عيلتي لهون مشان تفحصها دكتورة أنثى مثلها". يقول علي: "أما حين كنت طبيباً مقيماً في اختصاص الداخلية العامة في مشفى تشرين الجامعي في اللاذقية، فقد كانت هذه الحالات أقلّ بكثير. كنت أرى الناس هناك، ذكوراً وإناثاً، يلبسون ما يحلو لهم من ملابس الصيف، ولم تكن النساء يتعرضن للكثير من المضايقات، أو على الأقل لم تكن الأعين تشخص نحوهن وتتهامس النساء ويتغامزن عليهنّ، لقد تأثر العلويون في الساحل بشكل كبير بجوّ الانفتاح والتحرر النسبي الذي تعيشه المدن، وحتى بعض القرى الساحلية. وتأثر من هم في الداخل بجوّ الانغلاق".

الأيديولوجيا بين البحر والصحراء

تُرجع أنسام (27 عاماً) وهي طبيبة نفسية في أحد مشافي دمشق، هذا الواقع -جُزئياً- "إلى وجود البحر الذي له تأثيرات إيجابية كبيرة على الناحية النفسية، فللشاطئ والمحيطات تأثير إيجابي على الاكتئاب، حيث يساعد صوت المياه والأمواج التي تصطدم بالصخور في تخفيف المشاعر السلبية، كما تمتلئ مياه البحر بالأيونات الموجبة التي لها تأثير مهدئ على الدماغ، ما يمكن أن يساعد على تخفيف التوتر والقلق، بالإضافة إلى الدراسات الكثيرة التي تشير إلى أنّ اللون الأزرق يعزز الإبداع، وأنّ التواجد بالقرب من البحر يساعد الناس على الشعور بالامتنان".

برأيها، "هذا يساعد الإنسان على الوصول إلى حالة ذهنية وعقلية ونفسية أقرب ما تكون إلى المتوازنة، تعطيه السكينة اللازمة لقراءة حياته وأفكاره بشكل عقلانيّ بعيداً عن التعصبات الدينية والطائفية والمذهبية، التي تستثمر وتتكاثر في القلق والاكتئاب والخوف، فالدين كما هو معروف يزدهر على أساس القلق الوجودي".

وتضيف: "كما أنّ البحر هو وسيلة لتعويد الذكر منذ طفولته على التواجد إلى جانب الأنثى، وهي في أقصى درجات أنوثتها تقريباً، فيتعود على رؤيتها بملابس البحر ويألف حريتها في لباسها ومن ثم شؤون حياتها، فلا يُثار بشكلٍ جنوني عندما يراها في الشارع، وفق المبدأ النفسي المعروف 'التعرض يلغي الاستجابة، أو يخففها على الأقل'، على عكس ما تقوم به المؤسسات الدينية من فصل بين الجنسين في المدارس، وفرض الحجاب والنقاب على الإناث، ما يزيد من الكبت عند الذكر، فيجعله يفرغ كبته بطرقٍ شاذة مثل التحرش والاغتصاب".

تروي الطبيبة أنها صادفت فتياتٍ محجباتٍ في اللاذقية أكثر تحرراً وانفتاحاً من أخريات علويّات ومسيحيات يعشن في الداخل، و"كأنّ البحر والصحراء لهما تأثيرٌ على الأيديولوجيا والعقيدة! أو على مدى الارتباط بها".

العلويون صراع أجيال من نمطٍ آخر

تقول لجين (38 عاماً، اسم مستعار)، وهي خريجة من جامعة دمشق، وتقطن في اللاذقية: "يتفاوت أعمامي في درجة التدين، فمنهم من يتدين شكلياً من دون أي تعمق أو مشاركة في الصلوات الجماعية والمناسبات الدينية، ومنهم من يشارك فيها من دون أن ينغمس في الأحكام وقراءة الكتب، أي ما يسمونه 'التَّفقُّه'، ومنهم من يقرأ الكتب الدينية ويناقش فيها ويسعى إلى تطبيقها على زوجته وأولاده وتفاصيل حياته اليومية، وكان منهم عمي كمال. وهذه النماذج أو الدرجات تُعبر عن تركيبة المجتمع العلوي".

لم تظهر التغيرات جليةً على عمي الأصغر، كمال، البالغ من العمر 56 عاماً، إلّا بعد استشهاد ابن أخيه ومن بعده ابن أخته في معارك حلب ودرعا على يد التنظيمات الإرهابية أو هكذا أخبرونا لنكون دقيقين

تقول: "لم تظهر التغيرات جليةً على عمي الأصغر، كمال، البالغ من العمر 56 عاماً، وهو موظفٌ بسيطٌ في إحدى الدوائر الحكومية، إلّا بعد استشهاد ابن أخيه ومن بعده ابن أخته في معارك حلب ودرعا على يد التنظيمات الإرهابية أو هكذا أخبرونا لنكون دقيقين. صحيح أنه كفر بالسيد الرئيس بعدها، لكنه انغمس أكثر في القضايا الدينية وبدأ بتربية ذقنه والتدخل في شؤون جيرانه في ما يخص العادات الدينية. وحاول التدخل في شؤوني الشخصية كوني فتاةً قد تخطت سن الزواج وفق العرف السائد وتعيش وحدها في المدينة بعيداً عن أهلها. لكنني كنت صارمةً معه وأجبرته على ألا يفكر مرةً أخرى في الحديث معي والتدخل في حياتي".

في أحد أيام الجمعة التي اعتادت فيها هيام زيارة منزل جدها وجدتها في البسيط في القرية، جلسوا على أرض الدار تحت شجرة المشمش الكبيرة التي تمنّ عليهم بظلّها وثمارها، "أتى عمي كمال وجلس معنا. ومن حديث إلى آخر وكعادته، قاد الحديث إلى القضايا الدينية، وقال إنَّ المرأة يجب عليها أن تلتزم 'قعر دارها'، ولا يزال هذا التركيب اللفظي يطنّ في أذنيّ منذ ذلك اليوم، ويقول إنّه يجب أن تنحصر واجباتها كأنثى في تربية أطفالها والاهتمام بزوجها، وعندما سألته عن السبب، أجابني: لأنّها ناقصة عقل ودين".

استُفزت هيام من جملة خالها كمال، فأجابته: "يُفترض عليّ ألا أرد عليك، لأن كلامك أتفه من أن يُرد عليه، ولكن أعطني سبباً واحداً لتكون المرأة أقل عقلاً وديناً من الرجل". فأجاب: "بسبب الدورة الشهرية، حيث لا تستطيع الحفاظ على طهارتها من أجل أداء الصلوات مثل الرجل". تقول: "جاوبته بأن هذا السائل الذي تنعته بالنجاسة وتحقّر المرأة به، سبحتَ فيه تسعة أشهر وشربتَ منه وتنفستَه. فارتبكَ وحاول تبرير الأمر من المعلومات التي ربما سمعها في المجالس الدينية التي يرتادها، بالقول: كلامكِ غير صحيح، يوجد كيسٌ يغلّف الجنين ليفصله عن هذا السائل، وهذا من ورائه حكمة إلهية!".

المرأة العلوية "تطرش" إذا سمعَتْ

يقول راتب شعبو، وهو كاتب سوري علويّ، وسجين سياسي سابق قضى 16 عاماً في السجون السورية، وحاصل على شهادة الماجستير في الطب، له كتب عدة منشورة، ويكتب في الصحف العربية: "المرأة عند الطائفة العلويّة يُنظر إليها على أنها لا تحفظ السرّ، ويتناقل العامة في البيئة العلوية أنه إذا مرّت المرأة في الأعياد بجانب غرفة الصلاة، وهي غرفة لا تدخلها النساء، وسمعَت كلاماً آتياً من الداخل، فإنها تطرش (أي تُصاب بالصمم). ولكن على الجانب الآخر، هناك الكثير من الآباء العلويين الذين يعطون البنت مثل الصبي من الميراث، وهذا ما رأيته كثيراً. كما أنه لا يوجد تعدد زوجات عند العلويين، وهو قليل جداً. وكذلك، الطلاق".

ويروي أنه في القرية التي عاش فيها حياته ويعرف سكانها، لا توجد أي حالة تعدد زوجات، ولا توجد أي حالة طلاق. لذلك يرى أن وضع المرأة في الطائفة العلوية أفضل من الطائفة السنّية. وهذه الحرية التي تتمتع بها المرأة في البيئة العلوية من الرواسب المسيحية.

تبرز في قصة هيام وعمها كمال، الفوارق بين الأجيال في المجتمع العلوي، حيث يستجيب كبار السن لضغوط الحياة والحروب والكوارث التي تلمُّ بهم، للدين، ويرجعون إلى الوراء في محاولة منهم لإصلاح الأحوال التي فسدت بسبب "بعد الناس عن الدين". فيما تلقّى الشباب الصدمات نفسها في عمر مبكر، ولم يفقدوا القدرة على تغيير أفكارهم ومبادئهم، حيث اضطرّتْ الكارثة السورية الكثير من الشبان العلويين إلى إعادة النظر في معتقداتهم وأفكارهم، مستغلين جوّ الحرية النسبيّ في البيئة العلوية مقارنةً ببيئات أخرى أكثر تشدداً وانغلاقاً.

عندما تعسكر طائفةً بالكامل تكون قد جحّشتَها، وخصوصاً عندما تقنعها بأنّ العسكرة ضربٌ ولجمٌ وقمعٌ وبوطٌ وانتقامٌ، وتعفيش وحماية مصالح، ولا أهمية للأهليّة الجسدية

وهذا ما يُرجعه الباحث والمفكر السوري الراحل نبيل فياض، إلى "ضعف الكهنوت العلوي -إن صحَّ التعبير- حيث أنّه بعيدٌ عن التحكم بعقول الناس، لذلك تجد النزوع إلى الحرية سمةً غالبةً عند العلويين كنسبةٍ مئويةٍ مقارنةً بالعديد من الطوائف الأخرى".

الشيخ... كسلطة أدبية

يعود سلمان (28 عاماً)، وهو مهندس اتصالات، تخرّج حديثاً ويعمل الآن محاسباً في أحد المتاجر في مدينة طرطوس، كل يوم في الساعة السادسة مساءً (أو حسب حركة السير!) إلى بيته، ليضع رأسه على وسادته وأرقام الفواتير تنقر دماغه.

يقول لرصيف22: "في بداية مراهقتي، كنت أدأب على حضور المجالس الدينية التي كانت أقرب إلى مجالس اجتماعية تدور فيها أحاديث عن أحوال القرية والناس فيها، ولم يكن يستحوذ الدين أو الفقه عليها بشكل كامل. وفي أوّل أيام رمضان دخلتُ المجلس، وكان فيه عددٌ لا بأس به من الشبّان الصغار من عمر 13 سنةً وحتى الثلاثينات، يترأّسهم الشيخ وهو في الستينات من عمره. كانت غالبية الحضور ممن لم يتجاوزوا العشرين من العمر، فأغلب الشباب ملتحقون بالخدمة الإلزامية أو أصبحوا تحتَ التراب".

يروي سلمان أن شابّاً في الرابعة والثلاثين من عمره تكلم حينها إلى الأولاد الصغار بعد استئذان الشيخ، ليوضح لهم النعمة التي يعيشونها في هذه الأيام، فهم يستطيعون الصلاة والصيام على الملأ من دون أن يضايقهم أحد على عكس أيام آبائهم وأجدادهم، حيث كانوا في ذلك الزمن يتعرضون للمضايقات والسخرية والتنمر من قبل جيرانهم وأقربائهم ومحيطهم الاجتماعيّ العلويّ في القرى المجاورة وفي قريتهم نفسها الآن، إلى درجة كانوا فيها يصومون سرّاً ويصلّون سرّاً.

في هذا السياق، يقول شعبو إن "الشيخ في الطائفة العلويّة ليست له سلطة بما تعنيه كلمة سلطة من قوة أو سيطرة. ويمكن القول إن له سلطةً أدبيةً فقط، بمعنى أنه إذا قال الشيخ إن فلاناً خارجٌ عن المعقول أو كافرٌ، فقد يراه شخصٌ من الحاضرين بعد أيام ويقوم بالتعدي عليه وقد يراه ولا يفعل أيّ شيء، أي أنه غير مُلزَم بكلام الشيخ، ويمتلك الحرية في عدم تنفيذه".

العلويون وعامل الزمن

يعتقد شعبو، أن هناك تغييراً أصاب البيئة العلوية نتيجة الضغط السياسي، حيث تم تشجيعهم من قبل أطراف أخرى (الشيعة مثلاً)، على بناء المساجد، "وإنو يا أخي اطلعوا من القوقعة يلّي عايشين فيها واندمجوا بالعالم". فصاروا يبنون المساجد، وفي البداية كانت شكليةً، لكن بعدها أصبح الناس يقصدونها للصلاة، فازدادت نسبة المصلّين والصائمين، خصوصاً من فئة الشباب والمراهقين، بعد أن كان الصيام، على سبيل المثال، محصوراً ضمن فئة كبار السن.

وعن الضغوط والتحولات السياسية والاجتماعية والثقافية والتعليمية التي خضعت لها الطائفة العلوية، تقول الطبيبة النفسية والباحثة الدكتورة وفاء سلطان، التي وُلدت في بانياس لعائلةٍ علوية، في الفصل (61) من كتابها "دليلك إلى حياةٍ مقدسة": "في الثمانينيات من القرن المنصرم، كانت عصابات رفعت الأسد تغزو قرى العلويين وتنهق بالميكروفات، مشجعةً الشباب على الالتحاق بسرايا الدفاع، مقابل راتب يبلغ 3،000 ليرة سورية (كان أعلى راتب يومها لمدرّس الجامعة 2،500)، وثلاث وجبات في اليوم، وليس شرطاً أن تملك أي شهادة دراسية. في تلك المرحلة بالذات، كانت أعلى نسبة للطلاب في الجامعات السوريّة مقارنةً بنسبة طوائفهم إلى المجموع العام للسكان، هي من العلويين".

لم تكن هناك عائلةٌ علويةٌ إلا وفيها طالبٌ جامعي، إذ أيقنوا أنه لا خلاص لهم إلا بالعلم، ولما بانَتْ بوادر الخلاص، بدأتْ عملية عسكرتهم

تتابع سلطان قائلةً: "في ذلك الزمن، قالت لي صديقة من عائلة الخيّر، إنّ في جامعة دمشق وحدها، 17 طالباً، كل واحدٍ منهم يحمل اسم 'علي الخيّر'! لم تكن هناك عائلةٌ علويةٌ إلا وفيها طالبٌ جامعي، إذ أيقنوا أنه لا خلاص لهم إلا بالعلم، وفي ذروة تحليقهم العلمي، ولما بانَتْ بوادر الخلاص، بدأتْ عملية عسكرتهم. ومع جلّ احترامي لكل عساكر الأرض، عندما تعسكر طائفةً بالكامل تكون قد جحّشتَها، وخصوصاً عندما تقنعها بأنّ العسكرة ضربٌ ولجمٌ وقمعٌ وبوطٌ وانتقامٌ، وتعفيش وحماية مصالح، ولا أهمية للأهليّة الجسدية، ناهيك عن الأهليّة العقلية والأخلاقية".

في الختام، إنّ البيئات العلوية متنوعة جداً بسبب عدم وجود مرجعية واحدة، وأحكام واضحة وصارمة للديانة العلوية، حيث تختلف الاتجاهات بين قريةٍ وأخرى وبيتٍ وآخر. وحتى بين الأخوة كثيراً ما تجد واحداً منهم متزمتاً بشدة، وآخر منفتحاً وربما ملحداً أو لا دينياً، لذلك لا يمكن بأي شكلٍ من الأشكال وضع الطائفة العلوية في سلّةٍ واحدة، ولا يمكن تعميم أي صفةٍ عليهم.

إنضمّ/ي إنضمّ/ي

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

قد لا توافق على كل كلمة ننشرها…

لكن رصيف22، هو صوت الشعوب المضطهدة، وصوت الشجعان والمغامرين. لا نخاف من كشف الحقيقة، مهما كانت قبيحةً، أو قاسيةً، أو غير مريحة. ليست لدينا أي أجندات سياسية أو اقتصادية. نحن هنا لنكون صوتكم الحرّ.

قد لا توافق على كل كلمة ننشرها، ولكنك بضمّك صوتك إلينا، ستكون جزءاً من التغيير الذي ترغب في رؤيته في العالم.

في "ناس رصيف"، لن تستمتع بموقعنا من دون إعلانات فحسب، بل سيكون لصوتك ورأيك الأولوية في فعالياتنا، وفي ورش العمل التي ننظمها، وفي النقاشات مع فريق التحرير، وستتمكن من المساهمة في تشكيل رؤيتنا للتغيير ومهمتنا لتحدّي الوضع الحالي.

شاركنا رحلتنا من خلال انضمامك إلى "ناسنا"، لنواجه الرقابة والترهيب السياسي والديني والمجتمعي، ونخوض في القضايا التي لا يجرؤ أحد على الخوض فيها.

Website by WhiteBeard