شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ادعم/ ي الصحافة الحرّة!
حملة تشويه ضدّ كاتب كويتيّ بسبب

حملة تشويه ضدّ كاتب كويتيّ بسبب "مظهره الأنثويّ"

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة نحن والحريات الشخصية

الأربعاء 1 فبراير 202301:09 م

فرض الكاتب الكويتي عبد الله الرومي اسمه في الوسط الفني والمجتمع بالكويت بفضل موهبته كمؤلف مسلسلات مميز رغم صغر سنه (29 عاماً). فقدّم مسلسلات دراما اجتماعية حققت نجاحاً مبهراً على غرار "حضرة الموقف" و"تعبت أراضيك" و"عافك الخاطر" و"بين إيديك" و"حوبتي".

هذا النجاح لم يشفع للرومي الذي يتعرض في الساعات الأخيرة إلى هجوم ذكوري وحملة تشويه على خلفية أحدث ظهور له مع ريان جيلر المشهور في مواقع التواصل الاجتماعي إذ وصمه عشرات الكويتيين النشطين عبر الإنترنت بأنه "مخنّث" بناءً على ما وصفوه بـ"مظهره الأنثوي".

في مقطع فيديو بُث عبر حسابه في سناب شات، عرّف جيلر عن الرومي بأنه "صديقي الصدوق اللي أحبه مرّة وفخور فيه الناجح الكاتب اللي مكسّر أم الدنيا بمسلسلاته اللي دائماً وأبداً ناجحة". ورد الكاتب الكويتي الشاب: "حبيبي. ما أدري إيش أقولك. قاعد تحرجني بصراحة"، مشجّعاً جيلر على التمثيل في المسلسلات الدرامية والتعاون معه في المستقبل القريب.

وبينما قبّل الرومي صديقه واحتضنه شاكراً كلماته المادحة له، وصف صداقتهما بأنها "روحانية وطيبة وحنونة وما فيها أي مصلحة".

فرض الكاتب الكويتي عبد الله الرومي اسمه كمؤلف مميز مع أعمال ناجحة مثل "عافك الخاطر" و"تعبت أراضيك"، رغم صغر سنه. لم يشفع له ذلك وتعرض لحملة تشويه عقب أحدث ظهور له بسبب ما وصف بـ"مظهره الأنثوي"

كراهية وهوموفوبيا

في غضون دقائق، راج المقطع بقوة عبر مواقع التواصل المختلفة وأعاد العشرات من الكويتيين مشاركته عبر حساباتهم مع تعليقات ذكورية وعنصرية وصلت في الكثير من الأحيان إلى خطاب كراهية وهوموفوبيا (رهاب المثلية). علماً أن جيلر لطالما تعرض لتعليقات مماثلة بناءً على مظهره الخارجي ونمط حياته وتطرق الكثيرين إلى ميوله الجنسية وصداقاته وما شابه.

هذه المرّة انصبّت غالبية التعليقات المسيئة على الرومي، وكان من بينها: "أستغفر الله" و"لا حول ولا قوة إلا بالله" و"الله لا يبلانا"، مع تعابير عنصرية مثل "هالعينات" و"هذه الفئة" و"هذولا الأشخاص"، مع دعوات إلى "إعادة تأهيل هؤلاء لإعادتهم إلى رشدهم أو تطبيق شرع الله في حقهم".

ولم تسلم النسويّة من التشويه في سياق الهجوم على الكاتب إذ وصفه البعض بـ"الكاتب النسوي" وقالوا إنه نموذج "الرجل الحقيقي عند النسويات".

ولم تقتصر التعليقات المسيئة على الكويتيين الذكور فقط. تساءلت إحدى الفتيات: "هذا شنو! شباب ديروا بالكم فريقكم قاعد يخلص". وقالت ثانية: "ماني مستوعبة الصوت (تقصد ذكوري) مع الشكل! وهذا بالله شنو مألّف أي مسلسل!".

وكانت ثالثة أكثر حدة حين كتبت: "والله الوضع مخيف على الأجيال المقبلة تشبّه الرجال بالنساء أو العكس صار مخيف ومرعب ومنتشر ويلقى قبولاً من البعض مع عدم إنكار له. وللأسف إذا انتقدت هالتصرفات أو دوافع قيامهم بذلك عادي يشتكون ويرفعون عليك قضايا".

تخطّى الأمر الإساءة إلى شخص الرومي إلى تشويه أعماله الفنيّة. غرّد أحدهم: "هو صاحب كل تلك المسلسلات التي تظهر الرجل الخليجي بمظهر الضعيف اللي زوجته متحكمة فيه أو بمظهر السارق اللي متبري من عياله أو اللي يتزوج الخدامة وينحاش... عموماً تتمحور حول ضعف الشخصية لأن الكاتب نفسه فاقدها. عكس المسلسلات الغربية اللي تظهر الرجل أنه شجاع ويحب الخير".

وحذّر البعض من أن "الكاتب في النهاية يغرس رسائله ومفاهيمه عن الحياة، فلكم أن تتخيلوا ما يُغرس في مجتماعتنا من خلال من يتصدر كتابة الأعمال الدرامية التي يشاهدها أبناؤنا".

لم تسلم #النسويّة من التشويه في سياق الهجوم على الكاتب الكويتي عبد الله الرومي إذ وصفه البعض بـ"الكاتب النسوي" وقالوا إنه نموذج "الرجل الحقيقي عند النسويات"

"التشبّه بالجنس الآخر"

وكان "التشبه بالجنس الآخر" مجرّماً بموجب المادة 198 من قانون الجزاء الكويتي، حتى قضت المحكمة الدستورية في الكويت بعدم دستوريتها مطلع العام 2022، بعد نضال مرير للجمعيات الحقوقية ومطالبات متكرر بإلغائها لانتهاكها حق العبور الجنسي، واستغلالها ذريعةً لإساءة معاملة العابرين/ات جنسياً في البلد الخليجي.

بوجه عام، تفرض المعايير الذكورية المتشددة بالمجتمع الكويتي المحافظ صورةً نمطيّة للذكور وللإناث، بينما تظهر بين الحين والآخر حملات كراهية ضد أفراد مجتمع الميم من المثليين/ات والعابرين/ات جنسياً. 

حتّى أولئك الأشخاص الذين لم يعلنوا صراحةً عن ميول جنسية أو جندرية مخالفة للسائد في المجتمع، قد يتعرضون للإساءة والهجوم لا لشئ إلا لمخالفة "كود المظهر النمطي" المتمثل بالنسبة للرجال في الصوت الخشن والملامح الحادة والملابس الرجالية بألوان قاتمة غالباً، وبالنسبة للنساء في الصوت الناعم والشعر الطويل غالباً والملامح الناعمة والملابس الأنثوية، لكن "المحتشمة"، وفق مفهوم الوسط الاجتماعي الذي تعيش فيه.

إنضمّ/ي إنضمّ/ي

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

نؤمن بأن للإنسان الحق في التفكير وفي الاختيار، وهو حق منعدم في أحيانٍ كثيرة في بلادنا، حيث يُمارَس القمع سياسياً واجتماعياً، بما في ذلك الإطار العائلي، حيث أكثر الدوائر أماناً، أو هكذا نفترض. هذا الحق هو الخطوة الأولى نحو بناء مجتمعات ديمقراطية، فيها يُحترم الإنسان والآخر، وفيها يتطوّر وينمو بشكل مستمر. لا تكونوا مجرد زوّار عاديين، وانزلوا عن الرصيف معنا، بل قودوا مسيرتنا!/ رحلتنا في إحداث الفرق. اكتبوا قصصكم. أخبرونا بالذي يفوتنا. غيّروا، ولا تتأقلموا.

Website by WhiteBeard