شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

اترك/ ي بصمَتك!
تبعات ممتدّة على حياة الشعوب… أبرز 10 أحداث أثّرت على المنطقة العربية في 2022

تبعات ممتدّة على حياة الشعوب… أبرز 10 أحداث أثّرت على المنطقة العربية في 2022

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

السبت 17 ديسمبر 202201:29 م

على مدار الاثني عشر شهراً الفائتة، تعاقبت على المنطقة العربية الأحداث التي لعبت دوراً محورياً في حياة مواطنيها، بعضها مرتبط بالمشهد السياسي، أو الاقتصادي أو الاجتماعي أو الثقافي. 

في بعض الأحيان، وقعت هذه الأحداث خارج المنطقة العربية لكن تأثيرها كان حاضراً على أبناء الدول العربية، علماً أن لغالبية هذه التطورات تبعات ممتدة على حياة شعوب عربية ربما لسنوات قادمة سلباً و/ أو إيجاباً.

في هذا التقرير نستعرض 10 من أبرز الأحداث التي شهدتها المنطقة العربية في 2022.

1- الانتخابات البرلمانية في تونس 

انطلقت صباح السبت 17 كانون الأول/ ديسمبر 2022 في تونس المرحلة الأولى لانتخاب برلمان جديد "بدون صلاحيات فعلية" وسط مقاطعة واسعة من غالبية الأحزاب السياسية المعارضة للصلاحيات المتعاظمة لنظام الرئيس قيس سعيد.

وهذه الانتخابات هي أحدث مرحلة في النظام السياسي الذي أسس له سعيد منذ احتكاره السلطات في 25 تموز/ يوليو 2021، حين جمّد البرلمان السابق وحلّه لاحقاً، مبرراً خطوته بعدم فاعلية البرلمان السابق ومعلناً انطلاق "عهد جديد".

في 20 آذار/ مارس 2023، تُعلن التركيبة النهائية للبرلمان بعد تنظيم الدورة الثانية للانتخابات التشريعية خلال الفترة بين شهري شباط/ فبراير وآذار/ مارس 2023.

ترشح لهذه الانتخابات 1085 شخصاً غالبيتهم غير معروفين للرأي العام التونسي وبلا انتماءات سياسية واضحة. ويقدّر "المرصد التونسي للانتقال الديمقراطي" أن نصف هؤلاء المرشحين "أساتذة وموظفون حكوميون" من ذوي الدخل المتوسط  (نحو 26% و22% على الترتيب). وأثارت الشعارات الانتخابية للعديد من هؤلاء المرشحين سخرية واستياء واسعين في المجتمع التونسي.

وتأتي هذه الانتخابات عقب التعديلات الدستورية التي أدخلها نظام قيس سعيد في 25 تموز/ يوليو 2022، والتي تُسهر في مزيد من تكريس السلطة بيد الرئاسة.

وفق الدستور الجديد، سيتكون البرلمان من 161 نائباً ولن تكون له صلاحيات حكم فعلية وواسعة، كما البرلمان السابق، وإنما يمكن للبرلمان اقتراح مشاريع للقوانين التي تُقدّم من 10 نواب على الأقل، مع منح الأولوية لمناقشة المقترحات التي يقدّمها الرئيس.

يُشار إلى أن تمرير الدستور الجديد جرى وسط مقاطعة كبيرة للاستفتاء الذي تعالت أصوات أيضاً بحدوث "تزوير" لأرقامه. 

كأس العالم في قطر والاتفاق الإطاري في السودان والانتفاضة الشعبية في إيران… 10 أحداث محورية في 2022 أثّرت سلباً و/ أو إيجاباً على حياة شعوب المنطقة العربية

2- الاتفاق الإطاري في السودان 

مرحلة جديدة من مراحل الانتقال السياسي بدأت في السودان بالتوقيع على "الاتفاق الإطاري" من قبل قوى معارضة رئيسية في البلاد وقادة الجيش المسيطر على السلطة الاثنين 5 كانون الأول/ ديسمبر 2022. 

الاتفاق الذي وقعه قرابة 40 حزباً سياسياً ونقابات مهنية، أبرزها قوى الحرية والتغيير، من جهة، وقائد الجيش الفريق عبد الفتاح البرهان وقائد قوات الدعم السريع الفريق محمد حمدان دقلو عن المكون العسكري من الجهة الأخرى، ينظم عملية قيادة المدنيين المرحلية للبلاد قبيل إجراء انتخابات ديمقراطية.

تتمثل أهم بنود الاتفاق في ابتعاد الجيش كلياً عن السياسة وعن ممارسة الأنشطة الاقتصادية والتجارية الاستثمارية، علاوة على دمج قوات الدعم السريع وقوات الحركات المسلحة في الجيش. مع تشكيل حكومة مدنية يترأسها رئيس وزراء بصلاحيات واسعة، ومجلس سيادة برئاسة مدنية، لفترة انتقالية مدتها سنتان تبدأ من تاريخ تعيين رئيس الوزراء.

ونصّ الاتفاق كذلك على تشكيل مجلس تشريعي من ممثلي الأحزاب ولجان المقاومة، تُمنح فيه المرأة 40% من نسبة المقاعد. وتشكيل مجلس للأمن والدفاع برئاسة رئيس الوزراء وعضوية عدد من الوزراء، من بينهم وزراء الدفاع والخارجية والمالية.

كما تضمن بنداً عن إصلاح جهازي الشرطة والمخابرات ووضعهما تحت رئاسة رئيس مجلس الوزراء، وإصلاح الأجهزة العدلية بما يضمن استقلاليتها ونزاهتها. وشدد الاتفاق على ضرورة محاكمة المتورطين في مقتل المتظاهرين وغيرها من الانتهاكات وعدم الإفلات من العقاب.

مع ذلك، بقيت بعض القضايا المؤجلة، ضمنها إصلاح الجيش والعدالة الانتقالية، في شق ثانٍ من الاتفاق يُرتقب استكماله "في غضون أسابيع".

حظي الاتفاق بدعم واسع على الصعيدين الدولي والإقليمي ومن الأمم المتحدة لكنه أثار مواقف متباينة في السودان بين مؤيد ورافض ومتحفظ. وكان مبدأ الرفض القاطع لـ"أي تفاوض وأي شراكة" مع العسكر مبرراً لدى الكثير من مقاطعي الاتفاق، اعتبره آخرون "ثنائياً وإقصائياً" فيما فريق ثالث شكّك في التزام المكون العسكري بالاتفاق بعد انقلابهم على اتفاق سابق لتقاسم السلطة.

على الجانب الآخر، يُصر موقعو الاتفاق ومؤيدوه على أنه يُرسي دعائم الحكم المدني ويُسهم في عودة الهدوء والاستقرار للبلد الذي يعاني من تدهور اقتصادي لا يُحتمل إثر تعليق دول غربية مساعداتها إليه.

3- الانتفاضة الشعبية في إيران

يوم 16 أيلول/ سبتمبر 2022، توفيت الشابة الكردية الإيرانية مهسّا أميني (22 عاماً) أثناء احتجازها لدى شرطة الحجاب لتتحول جنازتها، في مسقط رأسها مدينة سقز في كردستان إيران، إلى مظاهرة ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية.

في غضون أيام، اتسعت شرارة الغضب والاحتجاجات الشعبية لتشمل مدن إيرانية عديدة وتتسع المطالبات من وقف سياسة الحجاب القسري إلى مطالبات بالحرية وإنهاء حكم رجال الدين.

ورغم قتل السلطات الإيرانية مئات المتظاهرين واعتقال آلاف آخرين منهم وممارستها كافة أشكال العنف والقمع ضد المحتجين السلميين، استمر الحراك الشعبي الإيراني وحصد تعاطف الآلاف الذين تضامنوا معه في العديد من دول العالم.

أخيراً، أصدرت بدري حسيني خامنئي، شقيقة المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، بياناً تبرأت فيه من شقيقها ومن حكمه الاستبدادي، وأعلنت قطع علاقتها معه. بدري التي تسكن في طهران هي والدة الناشطة فريدة مُرادْخاني التي اعتُقلت مؤخراً بسبب مواقفها من خامنئي ومن الاحتجاجات ودعوتها الحكومات الأجنبية إلى قطع علاقاتها مع إيران. كما أعدم النظام الإيراني متظاهرين اثنين من الشباب الذين شاركوا في الاحتجاجات السلمية.

إلى الآن، لا يُعرف مصير الاحتجاجات الإيرانية. هل يصمد النظام الإيراني كما يعتقد داعموه أو يسقط كما يعتقد ويأمل معارضوه؟ لكن هناك شبه اتفاق في الآراء على أن إيران مع كلّ ما حدث ويحدث منذ وفاة مهسّا أميني، لم تعد إيران السابقة.

4- كأس العالم في قطر

شكّلت استضافة قطر لبطولة كأس العالم لكرة القدم 2022، البطولة الأهم في اللعبة الشعبية الأوسع انتشاراً في العالم أجمع، حدثاً محورياً في تاريخ المنطقة العربية سيّما أن مواطنيها لم يحلموا بأن يكون كأس العالم قريباً إلى هذا الحد.

اشتعلت الحماسة في جمهور كرة القدم في مختلف الدول العربية، وتهافت من استطاع منهم على قطر منتهزاً أن الأمر ليس مكلفاً وصعباً كما هو معتاد في البطولات السابقة ولعبت قطر دوراً في ذلك بتيسيرها إجراءات السفر للمواطنين من الدول المجاورة. حتى أولئك الذين تابعوا المونديال من بلدانهم، كانوا في قمة الحماسة لشعورهم بأن المباريات تقام "بالقرب" وإن كان قرباً نسبياً.

اكتملت الملحمة وساهم الإنجاز غير المسبوق للمنتخب المغربي، ببلوغه نصف نهائي البطولة كأول فريق عربي أمازيغي وأفريقي يحقق هذا الإنجاز، في حالة نادرة من الحماس الكروي للشعوب العربية إذ يُعد هذا الإنجاز تاريخياً على الصعيد المغربي والعربي والأفريقي.

يُعطي النجاح المغربي إشارات متعددة وهامة تكسر أوهاماً خُلقت وزُرعت على مدى عقود لمجتمعات هذه المنطقة من العالم، أصبحت تؤمن أنه "نعم نستطيع!" وبكوادر وطنية بعيداً عن "عقدة الخواجة".

برغم الخسارة مع فرنسا بهدفين دون رد، في دور قبل النهائي، ما تزال للمنتخب المغربي فرصة لحصد الميدالية البرونزية والمركز الثالث حين يُلاقي المنتخب الكرواتي السبت 17 كانون الأول/ ديسمبر الجاري. لكن هذه المرة لن تكون مفاجأة إذ بات كل مشجع عربي تقريباً يعوّل على اللاعبين المغاربة ومدربهم الشاب وليد الركراكي لكسر كل ما قد يعتقد بأنه "مستحيل".

التونسيون ينتخبون برلماناً جديداً "بدون صلاحيات فعلية"، والحكومة والقبائل تُحارب "الخوارج" في الصومال، والمغرب يصنع التاريخ في مونديال قطر، وفرقة "ميّاس" ترفع معنويات لبنان المنهار… 10 أحداث محورية شهدتها الدول العربية في 2022

 5- قمة المناخ (كوب 27) في مصر

بين 6 و19 تشرين الثاني/ نوفمبر 2022، استضافت مصر وترأست مؤتمر الأطراف للاتفاقية الإطارية بشأن المناخ (كوب 27) الذي تنظمه الأمم المتحدة.

شهد المؤتمر هذه السنة "انقسامات عميقة" بين المشاركين حول المساعدات النقدية المرجوة لمساعدة البلدان الفقيرة على التكيف مع الآثار الناجمة عن التغير المناخي علاوة على قضية خفض استخدام الوقود الأحفوري بكل أشكاله للحد من ارتفاع درجات الحرارة حول العالم.

 بالتزامن، سُلط الضوء خلال فترة المؤتمر على وضع حقوق الإنسان في مصر عامةً، كما شهدت فعاليات عدة منه تصاعداً في المطالبات بالإفراج عن الناشط السياسي علاء عبد الفتاح حتى أن البعض اعتبر أنه "مؤتمر علاء"، قائلين إن التضامن الواسع معه "أحرج" النظام المصري.

في الختام، أصابت المسودة الأولية لكوب27 نشطاء المناخ بخيبة أمل شديدة، بسبب "تجاهل" التخلص من الوقود الأحفوري، فيما لم تقم مسودة الوثيقة النهائية بأكثر من إعادة صياغة الوثيقة النهائية الصادرة العام الماضي عن مؤتمر غلاسكو، ما أصاب دولاً عديدة، غنية وفقيرة، بالإحباط.

6- الحرب على حركة الشباب الإرهابية في الصومال

بعكس سلفه، جعل الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود القضاء على حركة الشباب الإرهابية أولوية له منذ قدومه إلى الحكم، وأمر بشن "حرب شاملة" على ميليشيات الحركة بعد ثلاثة أشهر على انتخابه رئيساً.

أعقب القرار هجوماً للحركة استهدف فندق في مقديشو أسفر عن مقتل أكثر من 20 شخصاً، تلاه بنحو الشهرين انفجار مزدوج بسيارات مفخخة في منطقة مزدحمة بالعاصمة مقديشو تسبب في مقتل 100 شخص، أقرت الحركة بالمسؤولية عنه كذلك. 

اللافت في الحرب ضد الحركة التي تأسست قبل نحو 15 عاماً هذه المرة هو حشد الرئيس محمود الجيش الصومالي والعشائر المدعومة من الحكومة علاوة على التعاون مع الحلفاء الدوليين لاسترداد القرى والبلدات من قبضة التنظيم الذي يسطو على مساحات شاسعة من البلاد.

واعتمدت السلطات الصومالية إطلاق تسمية "الخوارج" على الجماعة الإرهابية، لتعرية الجماعة المتشددة وكشف تخفيها وراء ستار الدين للسيطرة على السلطة عبر ارتكاب أعمال القتل والنهب.

وأحدثت مشاركة العشائر في الحرب تغيراً محورياً إذ يستطيع أفرادها التمييز بين المزارعين والرعاة وبين مقاتلي الحركة على عكس أفراد الجيش القادم من العاصمة أو القوات الأجنبية الداعمة لهم جوياً"، وهو ما من شأنه "إحراز نصر غير مسبوق في جميع المعارك وبدون ضحايا عزل تقريباً".

برغم النجاحات التي أحدثتها القوات الحكومية والمساحات الكبيرة من الأراضي التي أعادت السيطرة عليها، أصر الرئيس الصومالي في أحدث تصريحاته على أن الحركة الإرهابية تشكل خطراً على بلاده.

7- فوز فرقة "ميّاس" اللبنانية بجائزة "أمريكا جوت تالنت"

فجر 15 أيلول/ سبتمبر 2022، فازت فرقة "ميّاس" اللبنانية بلقب America’s got talent، برنامج المسابقات والمواهب الأكثر شهرة في أمريكا والعالم، محققةً إنجازاً فنياً وثقافياً تاريخياً أخرج اللبنانيين ولو لبعض الوقت من شعور الإحباط إزاء المعاناة المتعددة الأوجه التي يعيشها بلدهم إلى مشاعر الفرح والزهو والأمل.

الفرقة التي أسسها مصمم الرقص اللبناني نديم شرفان عام 2019، والمكونة من 36 شابة لبنانية تراوح أعمارهن بين 13 و25 عاماً، أبهرت الجميع بعروض فائقة الاحترافية والتميز، وأكدت بما لا يدع مجالاً للشك أن النجاح والأمل قرار مهما كانت الصعاب والتحديات.

8- زيارة بايدن للسعودية

خلال حملته الرئاسية، تعهد الرئيس الأمريكي جو بايدن مراراً وتكراراً التعامل مع السعودية كدولة "منبوذة". وهو ما التزم به إلى حد كبير خلال عامه الأول في الحكم.

شهد ذلك العام إصدار بايدن تقريراً استخبارياً يُرجح إصدار ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان أمر قتل الصحافي الراحل جمال خاشقجي عام 2018، وكشف النقاب عن تقرير عن هجمات 11 أيلول/ سبتمبر أشار إلى تورط محتمل للسعودية فيها، وامتناعه عن تزويد الرياض بصواريخ دقيقة لاستخدامها في حربها في اليمن، ورفض تواصله مباشرةً مع بن سلمان.

لكن ما لبثت عدة قضايا أن أرغمت الرئيس الأمريكي على تغيير سياسته بل وزيارة الرياض ولقاء بن سلمان ومصافحته. كان فشل إعادة إحياء الاتفاق النووي مع إيران، والغزو الروسي لأوكرانيا وما ترتب عليه من ارتفاع جنوني لأسعار النفط، وبالتالي ارتفاع معدلات التضخم في الولايات المتحدة وتدني شعبية بايدن، في عداد أكثر العوامل المؤثرة التي دفعت بايدن إلى الرضوخ.

هدف بايدن من زيارة المملكة إلى إقناع الرياض بزيادة إنتاجها النفطي، وإلى إنشاء تحالف عربي إسرائيلي للدفاع الجوي شبيه بحلف شمال الأطلسي (الناتو) من خلال الحصول على تنازلات من السعودية متعلقة باتفاقات أبراهام، أي التطبيع مع إسرائيل. كل ذلك لغرض تعزيز شعبيته داخلياً.

في ما يتصل بالهدف الثاني، وافقت السعودية على فتح مجالها الجوي أمام الطائرات المدنية الإسرائيلية مقابل الاعتراف بالسيطرة السعودية الكاملة على جزيرتَي تيران وصنافير، دون أي خطوات إضافية على صعيد التطبيع. كما حصل على وعود من السعودية بزيادة إنتاجها النفطي خلال أشهر الصيف.

لكن المملكة كانت "الرابح الأكبر" من الزيارة، وفق محللين ومراقبين، إذ اضطرت الرئيس الأمريكي للتراجع عن تعهداته السابقة بتجاهلها، ولم ترضخ لضغوطه للتطبيع مع إسرائيل، كما استغل بن سلمان الزيارة لإظهار قوته فأرسل رسائل واضحة إلى إدارة بايدن بأنه سيردّ المعاملة بالمثل ولم يذهب لاستقبال بايدن في المطار، وأرسل أمير مكة عوضاً عنه.

عودة نتنياهو بـ"أكثر الحكومات يمينية في تاريخ إسرائيل"، وزيارة بشار الأسد للإمارات، وزيارة بايدن مرغماً للسعودية… أبرز التحولات في المشهد السياسي في الشرق الأوسط في 2022

في الوقت نفسه، وقّعت الرياض العديد من الاتفاقيات المهمة مع واشنطن في مجالات الطاقة النظيفة، والأمن السيبراني، واستكشاف الفضاء، والصحة العامة، والأمن البحري وتعزيز الدفاع الجوي السعودي.

9- عودة نتنياهو لرئاسة الحكومة في إسرائيل

عقب انتخابات الكنيست الـ25، وهي الانتخابات الخامسة التي تجري خلال أقلّ من أربع سنوات، عاد بنيامين نتنياهو إلى الحياة السياسية بـ"واحدة من أكثر الحكومات يمينية وتطرفاً في تاريخ إسرائيل".

المتابع للحركة السياسية في إسرائيل، يعلم أن هناك الكثير من الأحزاب اليمينية التي تلتقي تحت سقف مطلبي واحد، يرفض المعايشة مع العربي/ الفلسطيني، ويدعو لـ"ترانسفير" للعرب الفلسطينيين في إسرائيل وكذلك لتوسيع الاستيطان اليهودي في الضفة الغربية.

بحسب مقال حديث لجيمس شوتر في "الفايننشال تايمز"، فإن "المؤيدين (لنتنياهو) يرون أنها فرصة لا تتكرر إلا مرة واحدة في كل جيل لإعادة تشكيل إسرائيل في صورتها الدينية المحافظة. لكن الخطاب المعادي للعرب والخطاب المتصل بكراهية المثليين (اللذين يتبناهما اليمين)، إلى جانب خطط تفكيك الضوابط والتوازنات القضائية، أثارا رد فعل عنيفاً من المعارضين الليبراليين وتزايد القلق بين حلفاء إسرائيل".

في الأثناء، يخشى المسؤولون الفلسطينيون أن تُسهم حكومة بهذا التشدد في تلاشي أي احتمال باق لحل الدولتين، سيّما أن العديد من حلفاء نتنياهو اليمينيين يرفضون إقامة دولة فلسطينية ويدعمون توسيع المستوطنات الإسرائيلية (غير الشرعية بموجب القانون الدولي) في الضفة الغربية.

الأمر الآخر المثير للقلق هو أن تشكيل حكومة كهذه يسير جنباً إلى جنب مع انحراف حاد داخل المجتمع الإسرائيلي صوب تبنيه أفكاراً يمينية ذات مدلولات ناتجة من الفكر الصهيوني المتطرف، القائم على إثارة النعرة القومية والعرق السامي، بما يشكل خطراً وجودياً على أي عرق أو قومية أخرى تجاورهما.

في تصريح حديث لرصيف22، قال أحمد أبوزيد، الناشط السياسي الفلسطيني: "هذه الصورة القاتمة تحت ظلال اليمين الفاشي الإسرائيلي، تقود بشكل جاد وحقيقي نحو نعش الآمال المتعلقة بعملية السلام، وأنه في ظل سيطرة بنيامين نتنياهو والحاضنة الشعبية التي تؤمّن له هذه السيطرة، فإننا أمام تحديات كبيرة تجاه مزيد من العزل والحصار المتوقع أن يفرض على قطاع غزة، ومزيد من التمزيق للضفة الغربية، ومزيد من التغول في حقوق المجتمع العربي الفلسطيني في الداخل المحتل، وتغييب كامل لعملية التسوية التي كان الخطأ الإستراتيجي للقيادة الفلسطينية هي جعلها الخيار الأوحد لهم وأمامهم".

10- زيارة بشار الأسد للإمارات

بشكل مفاجئ، زار الرئيس السوري بشار الأسد الإمارات، الجمعة 18 آذار/ مارس 2022، في أول زيارة له إلى دولة عربية منذ اندلاع الحرب الأهلية السورية قبل 11 عاماً. والتقى الشيخ محمد بن زايد، كان ما يزال ولي عهد أبو ظبي، والشيخ محمد بن راشد حاكم دبي.

مثّلت الزيارة تحسناً محتملاً في علاقات سوريا وجيرانها العرب الذين فرضوا عزلة وقطيعة عليه عقب تعامل نظامه العنيف مع المتظاهرين المعارضين له قبل أكثر من عقد من الزمن.

أفادت وسائل إعلام إماراتية في حينه بأن الأسد وبن زايد ناقشا الدعم السياسي والإنساني الذي يمكن أن تقدمه الإمارات لسوريا، وسبل تعزيز العلاقات الاقتصادية بين البلدين نظراً لتأكيد الزعيم الإماراتي أن "سوريا ركن أساسي من أركان الأمن العربي، والإمارات حريصة على تعزيز التعاون معها".

وبينما رجّح محللون إماراتيون أن بلادهم تسعى جدّياً إلى إعادة سوريا إلى مقعدها وبيتها العربي كبديل عن روسيا وإيران اللتين طالما ارتمى الأسد في أحضانهما، لم يستبعد معارضون سوريون أن الرئيس السوري يبحث عن بديل لروسيا يلعب دوراً في انتشال الاقتصاد السوري من الانهيارات المتتالية. 

من جهتها، انتقدت واشنطن الزيارة واعتبرتها "خيبة أمل شديدة" لها.


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

WhatsApp Channel WhatsApp Channel
Website by WhiteBeard