شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ساهم/ ي في صياغة المستقبل!
أكبر لوحة فنية تدخل غينيس... رسمها فنان من عرب إيران وسطع نجمه في المونديال

أكبر لوحة فنية تدخل غينيس... رسمها فنان من عرب إيران وسطع نجمه في المونديال

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

ثقافة

الاثنين 12 ديسمبر 202204:56 م

موسوعة غينيس للأرقام القياسية أدخلت إلى قائمتها الأربعاء الماضي 7 كانون الأول/ديسمبر في جامعة قطر، أكبرَ لوحة فنية على القماش وعنوانها "قصة كرة"، بمساحة موازية لملعب كرة القدم من إنجاز الفنان عماد عزيز الصالحي.

وصف شادي جاد، المحكّم الرسمي في موسوعة غينيس للأرقام القياسية في الحفل أن الفنان عماد أنجز لوحة بحجم 9.652 متراً مربعاً، وقال بأنه صاحب اللقب الجديد في غينيس عن أكبر لوحة فنية على مدى التاريخ، موجهاً له تهنئة وشهادة الموسوعة العالمية.

تمثل اللوحة، قصة كرة القدم، وتستعيد الذاكرة التاريخية، وتشرح طبيعة الكرات المستخدمة والدول المستضيفة والفائزة خلال تاريخ كرة القدم، وأفضل اللاعبين والهدافين على مدى فترات كأس العالم أجمع، كما تعكس الجانب المشرق للتعددية الثقافية والفكرية، وتروج للمحبة والسلام خلال إقامة كأس العالم.

عمل عماد يومياً بين 14 إلى 18 ساعة لفترة 5 أشهر كي ينجز إرثاً تاريخياً يجسد مسيرة كرة القدم من أول بطولة في عام 1930 حتى آخرها في قطر 2022.

يعتبر عماد عزيز الصالحي، الذي ولد في المحمرة جنوب غربي إيران عام 1977، أن هذا الإبداع القياسي، هو مساهمة من عرب إيران وخاصة المنتمين لمنطقة الأهواز في أحداث المونديال في تعزيز الفن البصري والهوية العربية لكأس العالم.

صرح الفنان التشكيلي عماد صالحي لرصيف22: "خرج المنتخب الإيراني مبكراً من البطولة، لكننا مازلنا متواجدون في المونديال من الناحية الفنية وإسهامنا المنفرد، ونحن نمثل الثقافة العربية الإيرانية".

لوحة غيرت عالم الفن التشكيلي

وشرح عماد لنا أن العمل تطلب أكثر من 3 آلاف ليتر من الأصباغ، وما يزيد عن 150 فرشاة، ما يعني أن اللوحة غيرت معاني العالم في مجال الفن  التشكيلي المعاصر، ودمجت بين التراث والحداثة والرياضة والفن، ورُسمت بأحدث أساليب الرسم التعبيري والتجريدي والحركي، عبر مزج الألوان والخطوط، كي تشرح تاريخ كرة القدم بأسلوب حديث في مجال الفن البصري.


ولفت إلى أنه عند أطراف اللوحة تظهر ملامح الجماهير من جميع شعوب العالم لتعبر عن ثقافات مختلفة، ويبرز فيها إصالة الفن العربي مع مجموعة ألوان وخطوط تعكس ملامح من تاريخ كأس العالم منذ عام 1930 حتى بطولة عام 2022.

أنجز الفنان عماد الصالحي لوحة بحجم 9.652 متراً مربعاً، وهو صاحب اللقب الجديد في غينيس عن أكبر لوحة فنية على مدى التاريخ. هذا الإبداع القياسي هو مساهمة عرب إيران في أحداث المونديال في تعزيز الفن البصري والهوية العربية لكأس العالم

وكان قد اقترح الفنان التشكيلي الأهوازي على وزارة الثقافة القطرية، رسم لوحة قياسية تحت عنوان "قصة كرة"، وبعد عامين من البحث والدراسة، وافقت الدوحة وباشر بعمله هناك، حسب وصفه.

عماد الذي جاب العالم بلوحاته التي يبلغ عددها 1800، وحصد 80 جائزة محلية ودولية عبر مشاركته في 220 معرضاً، ترعرع في عائلة كبيرة تتكون من 11 شخصاً، كلهم فنانون بارعون.


"والدتي كانت تتفنن في صناعة الفخار ومنها تنانير الطين في قرى الأهواز، كما أن أخواتي وإخواني يمارسون فن الرسم"، هكذا شرح لنا وأكد أنه تأثر كثيراً بأخيه الذي قتل في الحرب العراقية الإيرانية في ثمانينيات القرن المنصرم.

"عندما استشهد أخي في الحرب، ورثت منه دفتره وبدأت أقلد رسومه. هكذا تكونت لدي فكرة عن الرسم. بعد ذلك تأثرت ببرنامج (المرسم الصغير) على شاشة التلفزيون العراقي"، هكذا أكمل لنا عماد.

ممارسة الفن على شاطئ نهر كارون

في غياب مدارس ومعاهد تعليم الفن في الأهواز أثناء تسعينيات القرن الماضي، تعلم عماد الفن عصامياً، ومارس الرسم على الرمال في شاطئ نهر كارون في الأهواز.

نال الرسام بعد متابعات حثيثة دبلوماً في الغرافيك، وشيئاً فشيئاً دخل في دورات تدريبية دولية حتى أقام في دبي ليترأس الشؤون الفنية في مركز الإبداع الحديث. وإضافة على الرسم والتدريس، قام بتنظيم مهرجان" فتيات الخليج" وعشرات الفعاليات الفنية الأخرى.

ومنحته إحدى المراكز الأكاديمية الفنية في كندا، شهادة دكتوراه تطبيقية في مجال كيفية الدمج بين العمل الفني والتسويق له إدارياً، وذلك لتجربته وعمله الدؤوب في مجال الفن التشكيلي عبر سنوات.

وبعد دخوله موسوعةَ غينيس للأرقام القياسية، تلقى عماد عدة مقترحات لإنجاز أعمال فنية في كلّ من تركيا، والبرتغال، وإيطاليا، وإسبانيا والهند، لكنه لم ينس حصته في إسهام قدرات الفنانين في مسقط رأسه الأهواز،  ويخطط لإقامة ورشة تدريبية حول كيفية الاعتماد على الذات، والوصول للأهداف، وإيصال الرسالة الفنية لأكبر عدد ممكن من الجماهير.

لوحة الهجرة والجفاف

"العمل على تعزيز الفن الأهوازي، والتعريف بهويتي في لوحاتي ورسوماتي هي مسؤولية أحملها دائماً كواجب وطني، كما هو الحال في لوحة بطولة كأس العالم التي يبرز فيها شيء من الثقافة الأهوازية"، هذا ما قاله لنا عماد الذي رسم نحو 60 لوحة تناولت موضوع عرب إيران.


ولعل أبرز هذه اللوحات تلك التي حظيت بشهادات فخرية وجوائز من منظمة اليونسكو ومعارض الفن في إيطاليا والمغرب، كما عُرضت في دول عدة، أي لوحة "هجرة أهل الهور". يشرح لنا الفنان عن هذه اللوحة: "عندما عدت بعد فترة طويلة إلى هور الدورق في مدينة الفلاحية جنوب الأهواز، وجدت الجفاف قد حلّ محل المياه والقصب والثروات الحيوانية هناك. حزن ومشاعر كئيبة سيطرت علي، إلى أن عبرت عنها في لوحة (هجرة أهل الهور)".

"العمل على تعزيز الفن الأهوازي، والتعريف بهويتي في لوحاتي ورسوماتي هي مسؤولية أحملها دائماً كواجب وطني، كما هو الحال في لوحة بطولة كأس العالم التي يبرز فيها شيء من الثقافة الأهوازية"... عماد الصالحي الذي رسم نحو 60 لوحة تناولت موضوع عرب إيران

والتقى عماد خلال أشهر من العمل في الدوحة مع فنانين من دول مختلفة ومسؤولين قطريين، ولاقى ترحيباً به كفنان عربي من إيران، بل وقد وجد عطشاً فيهم لمعرفة الثقافة والفن الأهوازيين، واستفسارات منهم عن نقاط التشابه والاختلاف مع ثقافة وفن الشعوب العربية الأخرى.

حول طموحه المستقبلية وأعماله المقبلة، فيركز الفنان التشكيلي المتزوج من الرسامة الإيرانية "سِبِيدة فَرامَرْز"، والتي ترافقه في مشروعه بقطر، على إنجاز لوحة رسم تضم ذاكرة تاريخ الأهواز، لتبقى وثيقة مسجلة في سجل الفن التشكيلي العالمي عن عرب إيران.   

فنانون عرب إيرانيون

ولعرب إيران حصة في بناء الثقافة والفن الإيرانيين على مدى التاريخ؛ يمكن هنا الإشارة إلى الفن التشكيلي والنجوم الأهوازيين الذين لمعت أسماؤهم في البلاد، منهم: عبدالقهار العامري، وأمجد حَلبي، وسِهام سَجيرات، ونزار الموسوي، وأحمد سعدوني.  

وخلال النسخة الإيرانية الأولى من مسابقة "غوت تالنت" ضمن برنامج المواهب الإيراني (عصر جديد)، فازت الفنانة العربية من الأهواز فاطمة عبادي عام 2019 في فئة الرسم التشكيلي بالرمل بعد رحلة طويلة وشاقة من التنافس مع ما يزيد عن ألف متسابق آخر.

وأبدعت الفتاة الأهوازية في إنجاز لوحات فنية سلطت الأضواء فيها على معاناة الأهواز جراء التلوث الناتج عن العواصف الترابية، وازدياد مرضى السرطان.

وتمتلئ المحافظة بمنشآت نفطية، وأنهار كثيرة، وتربة خصبة، بينما يعاني أهلها من التلوث البيئي وظاهرة الغبار التي تتفاقم عاماً بعد عام، جراء جفاف الأنهار والأهوار (المستنقعات) بعد نقل المياه إلى محافظات وسط البلاد، مما جعل استخدام السكان للكمامات ضرورةً لا بد منها.


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

WhatsApp Channel WhatsApp Channel
Website by WhiteBeard