شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

اشترك/ ي وشارك/ ي!
أمير ويلز يدعم منتخب إنكلترا...

أمير ويلز يدعم منتخب إنكلترا... "أرض الآباء" لا تهتف بـ"حفظ الملك"

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة نحن والفئات المهمشة

الاثنين 28 نوفمبر 202202:28 م

"اللحظة الأكثر ندماً في حياة الملكة إليزابيث"؛ هكذا يصف سكرتير خاص بالملكة ردة فعلها تجاه كارثة أبرفان، التي قُتل فيها 116 طفلاً و28 شخصاً بالغاً، بعد انهيار جبل من نفايات الفحم على مدرسة في ويلز.

يقول تشارتس، سكرتير الملكة وقتها، إن تأخر زيارة الملكة إلى موقع الحادث عام 1966 ومواساة الضحايا، هي أحد أكبر الأخطاء التي شعرت الملكة بالندم عليها لاحقاً، وعززت شعور مواطني ويلز بأنهم مواطنون من الدرجة الثانية بعد مواطني إنكلترا.

يعتز الشعب الويلزي بهويته المحلية، وحتى بلغته المختلفة عن الإنكليزية، الأمر الذي دفع الملك تشارلز إلى تعلّم اللغة المحلية لأهل ويلز على يد معلم خاص، والعيش مع أهل البلد لفترة، حتى يتقبلوا إعلانه أميراً عليهم، وبالفعل خاطب تشارلز شعب ويلز بلغته المحلية في أثناء مراسم تنصيبه أميراً لويلز من قبل والدته، في بادرة حاول من خلالها تشارلز التقرب إلى الويلزيين، وعدم تعزيز شعور التهميش لديهم.

فخ التهميش الذي وقعت فيه الملكة إليزابيث، عاد ليقع فيه حفيدها ولي العهد الأمير ويليام، الذي يحمل حالياً لقب أمير ويلز، بالإضافة إلى أنه يشغل منصب رئيس الاتحاد الإنكليزي لكرة القدم، والذي أظهر مساندته العلنية لمنتخب إنكلترا وقام بزيارة لاعبيه قبل الذهاب إلى مونديال قطر 2022، لمؤازرتهم.

ولي العهد الأمير ويليام، الذي يحمل حالياً لقب أمير ويلز، أظهر مساندته العلنية لمنتخب إنكلترا في كأس العالم، في استعادة لتهميش وقعت فيه الملكة إليزابيث سابقاً، فما الذي حصل؟

لم يقم ويليام بالمثل مع منتخب ويلز، بالرغم من كونه يحمل لقب "أمير ويلز"، الأمر الذي قد يوقع ولي عهد التاج البريطاني في حرج أيضاً، خصوصاً مع وقوع المنتخبين الإنكليزي والويلزي في مجموعة واحدة في كأس العالم.

من ضمن المنتقدين، كان الممثل الويلزي الشهير مايكل شين، الذي قال في تغريدة: "يمكن للأمير مساندة من يشاء بحكم منصبه أيضاً كرئيس لاتحاد كرة القدم الإنكليزي، ولكن الأمر غير لائق وعليه أن يشعر بالحرج والحساسية خاصةً أنه يحمل لقب أمير ويلز".

الأمير ويليام رد على الانتقادات التي وُجّهت إليه، بأنه ترعرع على تشجيع إنكلترا في كأس العالم لكرة القدم، وويلز في لعبة الركبي، كون ويلز لم تتأهل إلى كأس العالم قبل النسخة الحالية منذ عام 1958، وقال إنه سيشجع المنتخبين، كما نشر تغريدةً فيها صورة قبعة تحمل ألوان العلم الويلزي كان قد حصل عليها كهدية من رئيس البرلمان في ويلز، معبّراً عن مساندته لمنتخب ويلز في المونديال.

اعتزاز الشعب الويلزي بثقافته وهويته اللتين يراهما مختلفتين عن ثقافة الإنكليز وهويتهم، وصل إلى حد مطالبته الفيفا بتغيير اسمه الرسمي في منافسات كرة القدم إلى لغته المحلية بعد نهائيات كأس العالم، فهو يريد أن يُعرَف المنتخب باسم "Cymru"، سيمرو، وهي الترجمة الويلزية لاسم البلد باللغة الإنكليزية، وبالفعل يدخل لاعبو المنتخب في المونديال الحالي إلى الملاعب بسترات تحمل اسم "سيمرو".

وبالرغم من كونها جزءاً من بريطانيا، إلا أن ويلز لا تخوض منافسات كرة القدم بالنشيد الوطني البريطاني “God save the king/Queen”، "فليحفظ الله الملك/ الملكة"، وتنشد بلغتها المحلية "Hen Wlad Fy Nhadau"، "أرض آبائي"، وتحذو إسكتلندا حذوها في منافسات كرة القدم، على عكس إيرلندا الشمالية التي تشارك إنكلترا النشيد الوطني البريطاني نفسه.

كل هذه الاختلافات في دول التاج البريطاني نراها في منافسات كرة القدم، أما الألعاب الأخرى والمنافسات الأولمبية وحتى كيانها السياسي بعضويتها في الأمم المتحدة، فهي دولة واحدة باسم "بريطانيا"، فكيف يسمح الفيفا لدولة واحدة بأن تمتلك 4 منتخبات كرة قدم؟

كل هذه الاختلافات في دول التاج البريطاني نراها في منافسات كرة القدم، أما في الألعاب الأخرى والمنافسات الأولمبية، فهي دولة واحدة باسم "بريطانيا"، فكيف يسمح الفيفا لدولة واحدة بأن تمتلك 4 منتخبات كرة قدم؟

الأمر يعود إلى أواخر القرن التاسع عشر، كون بريطانيا هي مهد كرة القدم وتمارس اللعبة بشكل قانوني قبل نشأة الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" عام 1904. وكانت بريطانيا هي من اخترع فكرة كرة القدم الدولية، وتم عقد أول مباراة دولية رسمية بين إنكلترا وإسكتلندا عام 1872، في غلاسكو.

وبعد 32 عاماً من هذه المباراة، تأسس الاتحاد الدولي لكرة القدم مكوناً من 9 اتحادات، ورفضت بريطانيا الانضمام إلى الفيفا في البداية، ثم وافقت بعد عام على الانضمام بـ4 منتخبات مختلفة، إنكلترا وإسكتلندا وويلز وإيرلندا الشمالية.

عارض الألمان منح بريطانيا امتياز امتلاكها 4 منتخبات مختلفةً في منافسات كرة القدم، لكن حاجة الفيفا إلى الاعتماد على خبرات مهد كرة القدم وإكساب منظمته الشرعية، أجبرته على الموافقة على مطالب البريطانيين، الأمر الذي لا نراه في رياضات أخرى.

كذلك اعتزاز الويلزيين والإسكتلنديين بهويتهم وثقافاتهم المحلية، وظهور حركات ترغب في الانفصال لديهم، يعززان فكرة استمرار خوض منافسات كرة القدم بمنتخبات مستقلة.

ويعتقد البعض أنه لا وجود لدوري مستقل لكرة القدم في ويلز بسبب مشاركة بعض من أنديتها في الدوري الإنكليزي، أشهرها كارديف وسوانسي سيتي، ولكن الحقيقة أن ويلز لديها دوري كرة قدم مستقل عن الدوري الإنكليزي، نشأ عام 1992، ولكن أندية كارديف وسوانسي التي أُسست في عشرينيات القرن الماضي رفضت ترك الدوري الإنكليزي والانضمام إلى دوري حديث العهد.

يشار إلى أن الظهور الأخير لويلز في كأس العالم قبل منافسات المونديال الجاري، يعود إلى عام 1958، الذي شهد للمرة الوحيدة تمثيل بريطانيا بمنتخباتها الأربعة في كأس العالم، إنكلترا وإسكتلندا وإيرلندا الشمالية وويلز، عكس عام 2022 الذي يشهد وقوع إنكلترا وويلز معاً في مجموعة واحدة، ولقاءهما في ختام أدوار المجموعات.

إنضمّ/ي إنضمّ/ي

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

قد لا توافق على كل كلمة ننشرها…

لكن رصيف22، هو صوت الشعوب المضطهدة، وصوت الشجعان والمغامرين. لا نخاف من كشف الحقيقة، مهما كانت قبيحةً، أو قاسيةً، أو غير مريحة. ليست لدينا أي أجندات سياسية أو اقتصادية. نحن هنا لنكون صوتكم الحرّ.

قد لا توافق على كل كلمة ننشرها، ولكنك بضمّك صوتك إلينا، ستكون جزءاً من التغيير الذي ترغب في رؤيته في العالم.

في "ناس رصيف"، لن تستمتع بموقعنا من دون إعلانات فحسب، بل سيكون لصوتك ورأيك الأولوية في فعالياتنا، وفي ورش العمل التي ننظمها، وفي النقاشات مع فريق التحرير، وستتمكن من المساهمة في تشكيل رؤيتنا للتغيير ومهمتنا لتحدّي الوضع الحالي.

شاركنا رحلتنا من خلال انضمامك إلى "ناسنا"، لنواجه الرقابة والترهيب السياسي والديني والمجتمعي، ونخوض في القضايا التي لا يجرؤ أحد على الخوض فيها.

Website by WhiteBeard