شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

اشترك/ ي وشارك/ ي!

"لحظة توافق تاريخية نادرة"... الصومال ماضٍ في دحر "الخوارج"

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

سياسة نحن والتطرف

السبت 12 نوفمبر 202205:30 م

اجتماع غير مسبوق وعزم في الصومال على القضاء على حركة "الشباب" الإسلامية الأصولية من خلال المعارك الدائرة في مختلف أنحاء البلاد منذ أشهر. إطلاق تسمية "الخوارج" على الجماعة الإرهابية أحدث علامة على ذلك.

منذ بداية الشهر الجاري، قالت السلطات الصومالية إنها  قتلت عشرات الجنود من "الخوارج" في مناطق متفرقة من أنحاء البلاد. ردت الجماعة بمزاعم عكسية تُظهر تفوقها في المعارك.

ومساء 11 تشرين الثاني/ نوفمبر، اغتالت الحركة الجنرال عبدالله حسين ورسمة، والعالم عبد العزيز أحمد حرسي في العاصمة الصومالية مقديشو، في ما اعتبره البعض علامةً على عجز "الشباب" عن تحقيق مكاسب حقيقية في القتال ضد القوات النظامية، وترجيحاً لصدق الرواية الرسمية عن تحرير كثير من القرى والبلدات في محافظات هيران وشبيلي الوسطى وجلجدود.

ما سر التسمية الجديدة؟

وحديثاً، مالت الجهات الرسمية الصومالية الإعلامية والسياسية والعسكرية إلى اعتماد مصطلح "الخوارج" في الإشارة إلى "الشباب".

"يبدو نافعاً وأكثر تأثيراً حتى الآن"... قوات الجيش والعشائر في #الصومال تواصلان انتصاراتهما على حركة #الشباب الإرهابية، التي باتت تُعرف بـ"الخوارج". ما سر اعتماد هذه التسمية الدينية لا تعابير سياسية أخرى مثل الخونة؟

وتنفيذاً لتوجيهات رئاسة الجمهورية ورئاسة الوزراء ومؤتمر علماء الصومال، الذي انعقد بين 24 و29 تشرين الأول/ أكتوبر الفائت، عمّمت وزارة الأوقاف والشؤون الدينية الصومالية قراراً بإطلاق تسمية "الخوارج" فقط على الحركة الإرهابية.

واتساقاً مع الجهود الحربية ضد الحركة، منعت الوزارة جميع رجال الدين التابعين لها من الذهاب إلى معاقل الحركة أو التعامل معها بأي شكل. جاء ذلك عقب تحذيرات مشابهة أطلقتها السلطات في البلاد لجميع قوى المجتمع من تجار وصحافيين وإعلاميين وغيرهم.

يبدو أن الهدف من مصطلح "الخوارج" هو تعرية الجماعة المتشددة وكشف تخفيها وراء ستار الدين للسيطرة على السلطة عبر ارتكاب أعمال القتل والنهب. وفق ما تقوله لرصيف22 الكاتبة الصومالية سمية عبد القادر شيخ محمود، فإن هذه التسمية "دينية لا سياسية" أطلقتها هيئة علماء الصومال وتبنتها الحكومة التي لم تفضل اعتماد مصطلحات سياسية أخرى مثل الخونة والعملاء.

بل ترى الكاتبة أن المصطلح الديني "يبدو نافعاً وأكثر تأثيراً حتى الآن، ولا ندري إلى متى سيستمر تأثيره".

بوجه عام، تبيّن سمية أن اللافت في المعارك الراهنة هو أن "العمود الفقري لهذه المعارك هم رجال العشائر الذين ظلوا صابرين حتى تعرضوا للاستهداف والقتل بل قتلت الحركة أطفالهم ونساءهم وكبارهم"، مشيدةً بـ"تحرير ما يزيد عن 200 كم وعدد من القرى حتى الآن".

مع ذلك، هي لا تنكر الدور الذي يقوم به الجيش الصومالي. وتضيف سمية: "لأول مرة، نرى حرباً مستمرة لما يزيد عن ثلاثة أشهر. من غير الواضح متى ستنتهي تلك المواجهات. لكنها بالتأكيد ألحقت بمقاتلي الحركة الإرهابية ‘هزيمة غير مسبوقة‘".

المختلف في الحرب ضد #الشباب هذه المرة هو "مشاركة العشائر التي يمكنها التمييز بين المزارعين والرعاة ومقاتلي الحركة، عكس أفراد الجيش أو القوات الأجنبية الداعمة لهم جويّاً" ما يساعد في "إحراز النصر في جميع المعارك وبدون ضحايا عزل تقريباً"

التطورات على الأرض

وفي بيان أمني مهم، الجمعة 11 تشرين الثاني/ نوفمبر، حثّت الحكومة المواطنين على "توخي الحذر من هجمات حركة الشباب"، قائلةً إنه "يجب أن يكون الجمهور في حالة تأهب أثناء العمليات الجارية. كذلك يجب على أصحاب الفنادق والمطاعم والشركات توخي المزيد من الحذر - تقليل الحركة غير الضرورية - والإبلاغ عن الأنشطة المشبوهة".

بالتزامن، تفقّد الرئيس حسن شيخ محمود وحدات القوات الجوية التي يجري تدريبها حالياً في إريتريا. وأعرب عن أمله أن تتمكن هذه الوحدات من لعب دور محوري في العمليات الأمنية التي تشهدها بلاده في مواجهة الجهاديين.

بدورها، أشادت وزارة الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة الفيدرالية بالدور الذي لعبه السكان المحليون في التعاون مع قوات الجيش الوطني في "تصفية 200 عنصر في صفوف مليشيات الخوارج في مناطق جنوب ووسط البلاد".

واحتفت وكالة الأنباء الوطنية الصومالية (صونا) بصد القوات المسلحة الصومالية "هجوماً قام به عناصر من مليشيات الخوارج المتشددة بمنطقة بردار بإقليم هيران". ونقلت عن المتحدث الرسمي باسم وزارة الدفاع، عبدالله علي عانود، أن الحادث أسفر عن "مقتل 12 عنصراً من مليشيات الخوارج المتشددة، وإصابة ثلاثة جنود أثناء تصديهم للهجوم الإرهابي".

"لأول مرة منذ سقوط النظام عام 1991، تجتمع كل العشائر الممثلة عبر رؤساء الولايات الصومالية مع الحكومة الصومالية ومعارضتها وحتى مع صوماليّ المهجر لأجل هدف واحد هو ‘دحر الخوارج الإرهابيين عسكرياً‘. لحظة توافق تاريخية نادرة" في #الصومال

كيف تختلف مكافحة "الشباب" هذه المرة؟

في غضون ذلك، ترى الكاتبة سمية شيخ محمود أن أبرز اختلاف في المواجهات التي يقودها الجيش والعشائر ضد ميليشيات الشباب، مقارنةً بمحاولات دحر الجماعة الإرهابية من قبل القوات النظامية سابقاً، "هو مشاركة العشائر التي يمكنها التمييز بين المزارعين والرعاة وبين مقاتلي الحركة الشباب على عكس أفراد الجيش القادم من العاصمة أو القوات الأجنبية الداعمة لهم جوياً".

تؤكد سمية أن هذا يساعد في "إحراز نصر غير مسبوق في جميع المعارك وبدون ضحايا عزل تقريباً".

وعبر تويتر، قالت الطبيبة والناشطة الصومالية هبة شوكري: "لأول مرة منذ سقوط النظام عام 1991، تجتمع كل العشائر الممثلة عبر رؤساء الولايات الصومالية مع الحكومة الصومالية ومعارضتها وحتى صوماليّ المهجر لأجل هدف واحد هو ‘دحر الخوارج الإرهابيين عسكرياً‘. لحظة توافق تاريخية نادرة يجب أن نستفيد منها ونستثمرها"، منتقدةً ضعف الاهتمام من قبل الإعلام العربي بما يحدث في بلدها.


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

WhatsApp Channel WhatsApp Channel

بالوصول إلى الذين لا يتفقون/ ن معنا، تكمن قوّتنا الفعليّة

مبدأ التحرر من الأفكار التقليدية، يرتكز على إشراك الجميع في عملية صنع التغيير. وما من طريقةٍ أفضل لنشر هذه القيم غير أن نُظهر للناس كيف بإمكان الاحترام والتسامح والحرية والانفتاح، تحسين حياتهم/ نّ.

من هنا ينبثق رصيف22، من منبع المهمّات الصعبة وعدم المساومة على قيمنا.

Website by WhiteBeard