شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

اترك/ ي بصمَتك!
البابا فرنسيس يزور البحرين... ترحيب واسع ودعوات لتدخله في الوضع الداخلي

البابا فرنسيس يزور البحرين... ترحيب واسع ودعوات لتدخله في الوضع الداخلي

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

يزور بابا الكنيسة الكاثوليكية فرنسيس، من الثالث حتى السادس من تشرين الثاني/ نوفمبر، البحرين، في أول زيارة من هذا النوع للمملكة، وذلك للمشاركة في منتدى البحرين للحوار: "الشرق والغرب من أجل تعايش إنسانيّ"، وهو منتدى مشترك بين الأديان ترعاه الحكومة.

سيلتقي البابا بـ28 ألفاً من مسيحيي ومسيحيات المنطقة، من مختلف الطوائف المسيحية، في قداس إلهي في إستاذ البحرين الوطني. وتتضمن الزيارة لقاءً مع ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة، بالإضافة إلى مؤسسات مجتمع مدني وعاملين في السلك الدبلوماسي.

كذلك، سيلتقي بشيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب وأعضاء مجلس حكماء المسلمين، والأساقفة والكهنة والمكرسين والإكليريكيين والعاملين الراعويين في كنيسة القلب الأقدس في المنامة، كما سيزور كاتدرائيّة سيّدة شبه الجزيرة العربية، أكبر كنيسة كاثوليكية في المنطقة ليشارك في لقاء مسكوني وصلاة من أجل السلام.

ترحيب رسمي

وسط ترحيب رسمي، اعتبَرت عضوة مجلس الشورى البحريني هالة رمزي الزيارة "فرصة تاريخية لا تتكرر كثيراً"، مضيفة لرصيف22: "تعني هذه الزيارة لمملكة البحرين الكثير على الصعيد الشخصي والصعيد الوطني، لما للقاء قداسة البابا في بلدنا من أهمية دينية وروحية كبيرة، كما أنها الزيارة الأولى لقداسة بابا الفاتيكان للبحرين، وتجسّد قوة العلاقات الدبلوماسية مع الفاتيكان، وتعني اعترافاً دولياً بدور المملكة ورؤية الملك في أهمية نشر مبادئ وقيم التعايش والتسامح وقبول الآخر بين مختلف الديانات والحضارات لتحقيق عالم أكثر سلاماً وأماناً".

وتوقعت رمزي أن يكون لهذه الزيارة "دور كبير في تعزيز رؤى جلالة الملك المعظم ومبادراته المختلفة في احترام حقوق الإنسان وإبراز دور المملكة في تعزيز الحوار بين مختلف الديانات والحضارات وتحقيق التعايش السلمي ونبذ العنف والخلافات والمواجهات المسلحة التي تؤدي إلى هلاك الإنسان".

يتفق معها راعي الكنيسة الإنجيلية الوطنية ورئيس جمعية البيارق البيضاء في البحرين القس هاني عزيز. يقول لرصيف22: "ما كان البابا سيلبّي الدعوة لزيارة المملكة لو كان يعرف أن لا سلام فيها ولا تعايش ولا تعاطف ولا قبول للآخر، لأن قداسة البابا هو رجل سلام، ولقاء جلالة الملك مع البابا في البحرين، أرض السلام، يعطي رسالة رائعة للشعوب والدول، لنبذ العنف، ونبذ الحروب وإحلال السلام".

"زيارة قداسة البابا مع فضيلة الإمام الأكبر الدكتور الشيخ أحمد الطيب، شيخ الأزهر، هي تلاقٍ لأكبر ديانتين في العالم لنشر روح السلام وقبول الآخر والتوافق، فالحدث يدعو للحوار ونبذ آلات الحرب وتفجير آلات المحبة"

كما يرى القس هاني أن "زيارة قداسة البابا مع فضيلة الإمام الأكبر الدكتور الشيخ أحمد الطيب، شيخ الأزهر، هي تلاقٍ لأكبر ديانتين في العالم لنشر روح السلام وقبول الآخر والتوافق، فالحدث يدعو للحوار ونبذ آلات الحرب وتفجير آلات المحبة".

دعوات لإدانة الانتهاكات ودعم الحوار

تأتي هذه الزيارة التاريخية وسط دعوات للبابا لنصرة حقوق الإنسان والدعوة للسلام داخل المملكة التي تشهد انتخابات نيابية في الـ12 من تشرين الثاني/ نوفمبر، وأزمة سياسية منذ العام 2011.

فقد دعا المرجع الشيعي الأكبر في البحرين الشيخ عيسى قاسم "الوجوه الدينية" التي ستحضر مؤتمر التعايش إلى إعلان رأيها الصريح الناصر للدين والحقوق الإنسانية، وقال في بيان أصدره أن "المؤتمر يُقام في سياق مسار التطبيع والتمكين لإسرائيل والاضطهاد لشعب البحرين، ولا بد لعلماء الدين من الموقف الحازم المشرّف الذي يخدم الحقّ والعدل".

ويرى المسؤول الإعلامي في جمعية الوفاق الوطني الإسلامية المعارضة التي حلّتها السلطات البحرينية، طاهر الموسوي أن "زيارة البابا فرنسيس وشيخ الأزهر وجمع من العلماء والشخصيات الروحية تأتي في وقت دقيق، فالأزمة السياسية لا زالت تستحكم بالمشهد السياسي العام في البحرين، وتتصاعد حدة الخلاف والتدافع السياسي السلبي قبيل الانتخابات النيابية التي تقاطعها قوى المعارضة بسبب تخلف وتراجع المسار السياسي واستمرار انتهاكات حقوق الإنسان وتراجع واقع الحريات بشكل غير مسبوق".

"زيارة البابا تأتي في وقت دقيق، فالأزمة السياسية لا زالت تستحكم بالمشهد السياسي العام في البحرين، وتتصاعد حدة الخلاف والتدافع السياسي السلبي قبيل الانتخابات النيابية التي تقاطعها قوى المعارضة بسبب تخلف وتراجع المسار السياسي واستمرار الانتهاكات"

ويتطلع الموسوي لأن يكون للبابا وشيخ الأزهر "دور مباشر في العمل باتجاه تبريد الأجواء ودفعها نحو الحوار والتوافق الوطني المفقود، وترك أثر إيجابي على الواقع الداخلي والعالمي، وترجمة عناوين الزيارة الداعية للسلام والتعايش والتسامح وتقوية أواصر الأخوّة في الوضع الداخلي غير السليم والدفع نحو حوار وطني جاد بين الحكم والشعب والتأسيس لمصالحة وطنية شاملة وإعادة بناء العلاقة القانونية الطبيعية بين الحُكم والشعب واختبار مصداقية العناوين المطروحة في السلام والتسامح والتعايش على الساحة الداخلية البحرينية كانطلاقة أولى للفضاء الأكبر".

كما أشار الموسوي لرصيف22 إلى أنه "في الوقت الذي ينعقد فيه مؤتمر التعايش والسلام، تقبع كوكبة من علماء الدين في السجون البحرينية بينهم الشيخ علي سلمان، الأمين العام لجمعية الوفاق الذي يشكل أيقونة للسلام والتعايش والتسامح والعمل السلمي، فيما يعيش الشيخ عيسى قاسم خارج البحرين منفياً قسراً بسبب إسقاط جنسيته ومحاكمته لأسباب تتعلق بانعدام الحريات الدينية وغياب التنوع الثقافي".

وكانت تِسع منظمات حقوقية من بينها "هيومن رايتس ووتش" قد وقّعت على بيان يدعو البابا لحث سلطات البحرين على إنهاء انتهاكاتها الحقوقية، والدعوة علناً وخلف الأبواب المغلقة إلى تخفيف أحكام الإعدام الصادرة بحق محكومين، ووقف إصدار أحكام الإعدام ووقف نفيذها، خصوصاً وأن الكنسية الكاثوليكية سبق أن اعتبرت "عقوبة الإعدام غير مقبولة لأنها اعتداء على حرمة الفرد وكرامته" وأن الكنيسة تعمل بعزم على إلغائها في جميع أنحاء العالم، كما دعت البابا إلى حث المسؤولين/ات البحرينيين/ات على إصدار مرسوم يؤكد الحظر على جميع أشكال التعذيب وسوء المعاملة الوارد في دستور البحرين وقوانينها.

ودعا البيان البابا إلى حث ملك البحرين على الإفراج عن "كل مَن سُجن جرّاء ممارسة حقه في حرية تكوين الجمعيات والتجمع السلمي والتعبير، بمَن فيهم النشطاء الحقوقيون، والمعارضون، والصحافيون".

كما دعاه إلى حث السلطات البحرينية على "إنهاء الانتهاكات ضد العمال الوافدين"، ودعوة السلطات إلى "الإفراج غير المشروط عن جميع المحكوم عليهم بسبب معتقداتهم السياسية بتهم تعسفية أو إثر محاكمات جائرة".


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

بالوصول إلى الذين لا يتفقون/ ن معنا، تكمن قوّتنا الفعليّة

مبدأ التحرر من الأفكار التقليدية، يرتكز على إشراك الجميع في عملية صنع التغيير. وما من طريقةٍ أفضل لنشر هذه القيم غير أن نُظهر للناس كيف بإمكان الاحترام والتسامح والحرية والانفتاح، تحسين حياتهم/ نّ.

من هنا ينبثق رصيف22، من منبع المهمّات الصعبة وعدم المساومة على قيمنا.

Website by WhiteBeard