شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

انضمّ/ ي إلى ناسك!
منيرة رمضان… رائدة سمراء منسيّة

منيرة رمضان… رائدة سمراء منسيّة

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

ثقافة

الثلاثاء 20 سبتمبر 202202:30 م

في مباريات كأس العالم المقبلة في قطر نهاية هذا العام، ستكون هناك ثلاث سيدات حكّام من أصل 36 حكم؛ الفرنسية ستيفاني فرابارت، واليابانية ياشيمي ياماشيتا، والرواندية سليمة موكانسانغا. الأولى والثانية كانتا قد حققتا شهرةً كبيرة لمشاركتهما مسبقاً في مباريات دوري أبطال أوروبا، وتعتبر سليمة موكانسانغا أول امرأة أدارت مباراةً من أرض الملعب في تاريخ نهائيات كأس أمم أفريقيا.

جميلٌ طبعاً هذا المنجز، وقد أثار ضجيجاً كبيراً في عالم الرياضة، لكونهن أول سيدات حكّام في تاريخ مباريات الرجال في كأس العالم منذ سنة 1930. لكن هؤلاء الثلاث لسن الأوائل في هذه المهنة، المحصورة عادةً بالرجال فقط، فقد سبقتهن قبل سنواتٍ طويلةٍ السودانيةُ الراحلة منيرة رمضان، التي لم يكتب عنها إلا القليل، ولم تنل حقَّها لا من الفيفا ولا من أي منظمة رياضية عالمية.

رائدة السودان

ولدت منيرة رمضان في حيّ العباسية القديم في مدينة أم درمان سنة 1955، وبدأت نشاطها الرياضي عام 1975 وهي في العشرين. عملت في وزارة الرياضة والشباب، وفي جامعة الخرطوم، وكانت أول حكم كرة قدم من السيدات في تاريخ بلادها، قبل أن تتخصص في التربية الرياضية، وتنال شهادةً من المعهد العالي في السودان عام 1981.

كانت منيرة رمضان أول حكم لكرة القدم وكرة السلة من السيدات في العالميْن العربي والإسلامي، قبل أن تعتزل الرياضة، وتنتقل للعيش في المملكة العربية السعودية بعد زواجها من رجل أعمال سعودي، حيث أسست مدرسةً لتحفيظ القرآن الكريم في مكة المكرمة

كانت رمضان سبّاقة في كل شيء؛ فهي أول سيدة سودانية تُشارك في سباقات رمي القرص والجلة، وقد توّجت بطلةً للسودان في الدورات المدرسية في ستينيات القرن الماضي، ونالت شهادة في تحكيم كرة السلّة، مع مشاركتها في تأسيس أول فريق نسائي لكرة السلّة في السودان، مع زميلتها هدى زين العابدين.

دعمها الرئيس السوداني الراحل جعفر النميري، وأنشأت منيرة رمضان معهداً للرشاقة في الخرطوم، وكانت مُدرّسة محترفة للسباحة، وأول حكمٍ لكرة القدم وكرة السلة من السيدات في العالميْن العربي والإسلامي، قبل أن تعتزل الرياضة، وتنتقل للعيش في المملكة العربية السعودية بعد زواجها من رجل أعمال سعودي، حيث أسست مدرسةً لتحفيظ القرآن الكريم في مكة المكرمة. وقد توفيت في 18 آذار/مارس 2021، دون أن يسمع بها إلا القليلُ من المتابعين.

من هي أول حكم من السيدات في العالم؟  

يبقى السؤال: هل كانت منيرة رمضان حقاً أول حكم كرة قدم من السيدات في العالم؟ في عودتنا إلى الأرشيف نجد أن النمساوية أديث كلينغر قد سبقتها بأربعة عقود، وكان نشاطها مثل نشاط منيرة رمضان محصوراً مع أندية صغيرة في بلادها، وكلاهما لم ينتقل يوماً إلى العالمية.

كانت منيرة رمضان سبّاقة في كل شيء؛ فهي أول سيدة سودانية تُشارك في سباقات رمي القرص والجلة، وقد توّجت بطلةً للسودان في ستينيات القرن الماضي، ونالت شهادة في تحكيم كرة السلّة، مع مشاركتها في تأسيس أول فريق نسائي لكرة السلّة في السودان

وقد توقفت مسيرة كلتي السيدتين باكراً: رمضان بعد ست سنوات عام 1981، وكلينغر بعد أربع سنوات، أي قبل نشوب الحرب العالمية الثانية في أوروبا سنة 1939.  ولكن منظمة الفيفا لم تعترف بكلتيهما كأول حكم من السيدات، وقد أعطت هذا الشرف للتركية Drahşan Arda سنة 2018.

ولكن يبدو أن الفيفا أخطأت التقدير عند منحها هذا اللقب، لأن السيدة التركية بدأت حياتها في المباريات المدرسية سنة 1968، قبل أن تنتقل إلى مباريات الهواة في بلدها أولاً، ومن ثم في مدينة مونيخ الألمانية، حيث عملت طوال ثلاثين سنة، أي أنها لم تكن حكم درجة أولى، مثل منيرة رمضان.  

وإن كانت السيدة التركية هي الأولى في العالم الإسلامي بين الحكام، فإن منيرة رمضان تبقى الأولى في شمال أفريقيا والوطن العربي بأسره.

من المؤكد أيضاً أن منيرة سبقت الولايات المتحدة الأميركية في هذا المنجز، حيث كانت أول حكم من السيدات بيتي إليس Betty Ellis تُحكم مباراة للرجال من الملعب يوم 16 أيار/مايو 1981، أي بعد ست سنوات من ظهور منيرة رمضان في ملاعب الخرطوم.

وتأخُّر الأميركيين في هذه الرياضة بالعموم هو بسبب تأخر دخولها على حياة الناس، حيث لم تستطع أن تنافس الركبي أو البيسبول. وقد تلت بيتي الحكَم إنغريد جونسون من السويد سنة 1983، التي شاركت في تحكيم مباريات كأس العالم في الصين سنة 2007.

إنضمّ/ي إنضمّ/ي

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard