شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

اترك/ ي بصمَتك!

"قافلة النور" والهروب الجماعي للسوريين من تركيا... "زحفاً زحفاً" نحو أوروبا

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

سياسة

الاثنين 12 سبتمبر 202204:11 م

"كنا خمسة عشر مهاجراً، أنا أصغرهم، نحمل حقائبنا باستثناء الريبري (مرشد الطريق) الذي رافقنا حتى قطع نهر إيفروس الحدودي بين تركيا واليونان. طلب منا الكوماندوز اليوناني أن يحمل كلّ واحد منا أمتعته، ليتمكن من معرفة الريبري الذي لا يحمل معه شيئاً، وهنا بدأ الضرب الوحشي؛ تكاثر عليه الحرس الحدودي، بهرواتهم وعصيهم، وبدقائق فقط أصبح بلا حراك".

لكماتٌ وإجبارٌ على خلع الملابس في جو بارد، وسلب للنقود والحقائب وأجهزة التواصل، مشاهد ليلة مأساوية لا يمكن أن تغيب عن ذاكرة الشاب العشريني، محمد العلي، حصلت معه قبل ستة أشهر. يتابع الشاب المتحدر من ريف دمشق حديثه إلى رصيف22: "كانت وحدات حرس الحدود اليوناني تراقب تحركاتنا منذ ركوبنا البلم على الطرف التركي، منتظرةً عبورنا نحوها. كانت بينهم مجموعة من السوريين عرفناهم من لهجتهم السورية. كانوا أكثر من يتلذذ بلكمنا وإهانتنا".

محمد اليوم هو أحد المنضمين إلى "قافلة النور" التي تضجّ بها وسائل التواصل الاجتماعي منذ أيام عدة، وتهدف إلى حشد أكبر عدد من السوريين الراغبين في الخروج من تركيا والتوجه نحو أوروبا بشكل جماعي، إذ يؤكد، أنه لن يفلت هذه الفرصة وسيحاول مجدداً العبور إلى أوروبا برفقة آلاف من السوريين مهما كانت النتائج، معتقداً، أن الوضع سيكون أفضل مع هذه الأعداد الهائلة، "فليس لدي خيار آخر".

موجة هجرة جديدة

أنشئت مجموعة على تطبيق تيليغرام قبل أيام عدة، تحمل اسم "الهجرة إلى أوروبا-قافلة النور"، وتضم أكثر من 70 ألف عضو

في موجة تُعدّ الثالثة من نوعها والأكبر بعد موجتي الهجرة أواخر عامي 2015 و2019 من تركيا في اتجاه الدول الأوروبية، رصد رصيف22، مجموعةً أنشئت على تطبيق تيليغرام قبل أيام عدة، تحمل اسم "الهجرة إلى أوروبا-قافلة النور"، وتضم أكثر من 70 ألف عضو، موزعين في مجموعات مخصصة لبعض الولايات التركية، بغرض التنظيم أكثر وحشد أكبر عدد من الراغبين في الهجرة، وتوجيه نصائح إلى المشاركين عبر منشورات عدة، تتناول أفكاراً عدة، من ضمنها:

- توضيح أسباب هذه الهجرة الجماعية بلغة واضحة مترجمة (يوناني- إنكليزي- تركي-عربي)، والبعد عن خطابات الكراهية.

- توقع كل الاحتمالات وردود الفعل الغاضبة من الجانب اليوناني.

- التنسيق اللوجستي والدعم المالي لحث الناس على التطوع كتأمين الاحتياجات الأساسية للرحلة من مواصلات نقل ومياه شرب وأغذية وأدوية ومعدات الإسعافات.

- تقسيم القافلة إلى مجموعات (كحد أقصى 50 شخصاً)، وكل مجموعة يكون لها مشرف خاص به حتى لا تتحكم بالقافلة أيادٍ خفية تحرّف هدفها.

- التواصل مع المنظمات الإنسانية لتأمين ما يمكن تأمينه وخاصةً للأطفال والنساء.

- القانون التركي لا يسمح بتشكيل أي تجمع أو تظاهر من دون إبلاغ السلطات، لذا من الأفضل الترخيص بشكل قانوني قدر الإمكان والمستطاع.

- الابتعاد عن إثارة الفوضى والتخريب واستفزاز حرس الحدود.

كانت وحدات حرس الحدود اليوناني تراقب تحركاتنا منذ ركوبنا البلم على الطرف التركي، منتظرةً عبورنا نحوها. كانت بينهم مجموعة من السوريين عرفناهم من لهجتهم السورية. كانوا أكثر من يتلذذ بلكمنا وإهانتنا

تواصل رصيف22، مع المنسق الإعلامي للقافلة وأحد القائمين عليها، عبد الله الحسن، الذي أكد أن أهم الأسباب التي دفعت إلى التفكير في هذه الهجرة، هي الضغوط التي حصلت مؤخراً تجاه الجالية السورية، وصعوبة العمل، والعنصرية، مضيفاً أن "الهدف من القافلة فقط هو الوصول إلى طريق الأمان وتأمين حياة كريمة للجالية السورية الموجودة في تركيا، والقافلة لا تحمل أي هدف تخريبي أو زعزعة للاستقرار ولا أي توجه سياسي معادٍ لتركيا التي احتضنت الشعب السوري على مدى أعوام.

ودعا الحسن، الجهات المعنية والمنظمات الإنسانية المهتمة بشؤون المهاجرين والهجرة وحقوق الإنسان، بالإضافة إلى الصحافة والمؤثرين، لمساعدتهم في تسهيل عبور القافلة بشكل إنساني آمن إلى دول الاتحاد الأوروبي.

توثيق الرحلة

قصي الأسمر، شاب سوري، يستعد ليكون أحد المنضمين إلى هذه القافلة بعد محاولات عديدة للعبور إلى أوروبا، آخرها قبل سنة. الأسمر الذي اختبر طرق الهجرة القاسية والخطيرة كحال كثير من السوريين المهاجرين، بعد العديد من المحاولات التي كاد بعضها أن يودي بحياته، حسب وصفه، علّل في حديثه إلى رصيف22، استمرار محاولاته برغبته الملحة في طي صفحة خمس سنوات من العيش في تركيا، حملت معها وضعاً اجتماعيّاً واقتصاديّاً متدهوراً، وازدياداً في جرائم العنصرية، وخسارةً للمستقبل الدراسي، والأهم الخوف من مصير مجهول بعد تقلبات السياسية التركية بخصوص عودة العلاقات مع نظام الأسد.

ويلفت الأسمر، إلى أنه سيحرص على توثيق هذه الرحلة، خطوةً خطوةً، عبر صفحته في تيك توك، بهدف عرض تجربته وتجارب مجموعته، لدعم الراغبين في الهجرة، أسوةً بأصدقائه الذين سبقوه إلى أوروبا، ورغبةً منه في كف يدّ المهربين وتجار الحروب عن استغلالهم لحاجة السوريين من دون شفقة.

باتت اليوم ظاهرة توثيق يوميات المهاجرين منتشرةً جداً، والتي تروي قصص الهجرة ومخاطر الطرق ويوميات المهاجرين

وباتت اليوم ظاهرة توثيق يوميات المهاجرين منتشرةً جداً عبر تطبيقات (يوتيوب وفيسبوك وتيك توك)، والتي تروي قصص الهجرة ومخاطر الطرق ويوميات المهاجرين التي قد تستمر أشهراً، كما تقدّم نقاط علام دلاليةً للطرقات، ونصائح لتنظيم المأكل والمشرب وأوقات النوم وأماكنه وطرق التعامل مع الحالات المرضية، والإسعافات الأولية.

مصير مجهول

انتقدت "قافلة النور" عبر بيان أصدرته في 10 أيلول/ سبتمبر الجاري، صمت الأطراف السورية، كالحكومة المؤقتة والائتلاف المعارض، تجاه الضغوط التي تعرضت لها الجالية السورية في تركيا خلال السنوات الماضية، متهمةً إياها بأنها لم تستطع تقديم شيء يُذكر لقضية اللاجئين السوريين في دول الجوار، ومحملةً في الوقت ذاته هذه الأطراف المسؤولية عن أي تقاعس في حماية القافلة وتلبية مطالبها.

في المقابل، رأت إناس النجار، مديرة الاتصال في اللجنة السورية التركية المشتركة التابعة لـ"الائتلاف الوطني السوري" المعارض، وهي لجنة مشتركة من الجانبين السوري والتركي تضم شخصيات وكيانات سورية وتركية رسمية عدة، "أن هذه الدعوات غير مدروسة، خاصةً أن القائمين عليها مجهولو الهوية"، واصفةً تلك الخطوة بـ"الفخ الذي يُنصب من قبل العنصريين الأتراك"، خاصةً بعد دعوات الأحزاب العنصرية لترحيل المشاركين في القافلة، مشيرةً إلى أنه "حتى الإضراب الذي دعا إليه سوريون قبل أيام، لا يمكن أن تكون نتائجه مضمونةً، وربما يسبب ضرراً للعمال السوريين في رزقهم، وردة فعل عكسيةً من العنصريين، كتحويل الإضراب إلى صفوفهم بهدف شل حركة البلاد والضغط على الحكومة في ما يتعلق بملف اللاجئين".

وأوضحت النجار في حديثها إلى رصيف22، أنه بعد اجتماع اللجنة المشتركة مع شخصيات تركية رسمية تمّ التنبيه إلى عدم الاستجابة لهكذا دعوات، لأنها يمكن أن تعرّض أصحابها لمسائلة قانونية، مذكرةً بأن القافلة التي انطلقت في العام 2020، لم تنجح في الوصول إلى هدفها بسبب الجدار الأمني الذي أقامته اليونان وبلغاريا، ولعدم وجود اتفاقية بين تركيا والاتحاد الأوروبي.

ولم تنكر النجار، في ختام حديثها، حالة الغضب والاستياء التي يعيشها السوريون من الوضع العام في تركيا، وحالة العنصرية التي وصلت إلى أقصى مستوياتها، والتي تجاوز خطرها السوريين إلى العرب والأجانب السياح أيضاً، إلا أن المرحلة -وفق وصفها- حساسة ولكن مؤقتة، إذ لا يمكن أن ننسى فتح تركيا أبوابها منذ البداية للسوريين من جهة، والضغوط التي تتعرض لها الحكومة منذ العام 2019، مطالبةً بالتحلي بالصبر الكافي لتجاوز هذه الأزمة بأقل الخسائر.

مبررات منطقية

يغيب عن كثير من السوريين أن وضع العبور الجماعي يختلف كلياً عن الهجرتين السابقتين، ويأتي في مقدمة ذلك، عدم منح الحكومة التركية حتى الآن أي تصريح رسمي لانطلاق أي قافلة إلى الحدود، ما يعني أن أي شخص يخالف قرارات التنقل من دون إذن سفر للوصول إلى الولايات الحدودية مع الدول الأوروبية، فإنه سيعرّض نفسه لخطر إبطال وثيقة الحماية المؤقتة (الكملك)، والترحيل القسري إلى شمال سوريا، بالإضافة إلى أن العائلات والأطفال هم الأكثر عرضةً للمخاطر، بسبب طول المسافة واقتراب فصل الشتاء القارس، وما ينتج عن ذلك من خطر الموت جوعاً أو عطشاً أو برداً، خاصةً في غابات اليونان وبلغاريا، التي فارق عشرات السوريين حياتهم فيها، فضلاً عن تأكيد اليونان مؤخراً عزمها تمديد الجدار الفاصل مع تركيا، ليبلغ طوله 180 كيلومتراً، ونشر 250 شرطياً جديداً على الحدود بهدف الحد من الهجرة غير النظامية.

تعامل الدول الأوروبية اليوم مختلف تماماً عن تعاملها مع موجات اللجوء القادمة من الشرق، فالحالة الأوروبية تغيرت في ما يتعلق بأزمات اللجوء، والسبب أن أوروبا أُغرقت باللاجئين وخاصةً بسبعة ملايين لاجئ أوكراني

في المقابل، كانت الحكومة الهولندية أواخر الشهر الفائت، قد علّقت العمل مؤقتاً باتفاق استقبال طالبي اللجوء من تركيا حتى نهاية 2023، بموجب الاتفاق التركي الأوروبي الموقع عام 2016 بشأن اللاجئين.

طه الغازي، وهو ناشط حقوقي مهتم بقضايا اللاجئين في تركيا، كان قد اشترك مع النجار في التحذّير من واقع أسود ينتظر الأطفال والنساء، في حال غياب المنظمات والهيئات الدولية المختصة بقضايا حقوق الإنسان واللاجئين، عن هذه القافلة، لفت إلى أن تعامل الدول الأوروبية اليوم مختلف تماماً عن تعاملها مع موجات اللجوء القادمة من الشرق، فالحالة الأوروبية تغيرت في ما يتعلق بأزمات اللجوء، والسبب أن أوروبا أُغرقت باللاجئين وخاصةً بسبعة ملايين لاجئ أوكراني، إذ لم تعد أوروبا تنظر إلى ملف اللاجئين كما كانت تنظر إليه في 2015 و2016.

التأييد الواسع

وحول الأسباب التي أدت إلى تأييد واسع لفكرة القافلة، رأى الغازي، أنها تتمثل في عدم التزام تركيا حماية اللاجئين السوريين من آثار خطاب الكراهية والتمييز العنصري المتنامي والذي بات واضحاً التحريض عليه من قبل شخصيات وتيارات عدة في المعارضة التركية، وغياب دور الحكومة التركية في محاسبة ومسائلة كل من يثير مشاعر الكراهية والتمييز العنصري، بالإضافة إلى ذلك مشاريع وخطابات إعادة اللاجئين سواء عند قسم من أحزاب المعارضة أو عبر مشروع الحكومة التركية الذي أقرّته مؤخراً، والذي يهدف إلى إعادة مليون لاجئ خلال الفترة الزمنية القادمة، مع ما يظهر من تسريبات باتت تظهر إلى العلن من نية أنقرة إعادة فتح قنواتها السياسية مع دمشق، وهذا الأمر بدأ يشكل خوفاً كبيراً عند المجتمع اللاجئ الذي فضّل البحث عن مأوى غير الدولة التركية.

قد تتعرض "قافلة النور" لمواجهة غير إنسانية وعنف مفرط من قبل حرس الحدود اليوناني والبلغاري والصربي، خاصةً بعد إعلان تلك الدول بشكل صريح تشديد الإجراءات الأمنية على حدودها

ونفى الغازي أن تكون الحكومة التركية هي المحرك لهذه القافلة، إلا أن "الحكومة يمكن لها أن تستغل القافلة كورقة سياسية للضغط على دول الاتحاد الأوروبي، ولا سيما أن الأسابيع الماضية شهدت تصاعد الخلاف السياسي ما بين تركيا واليونان، فكثيراً ما استخدمت الحكومة التركية ملف اللاجئين خلال السنوات الماضية ضد دول الاتحاد في ما يتعلق بإلزامية دفع بعض المبالغ المالية لتركيا".

وتوقع أن تتعرض "قافلة النور" لمواجهة غير إنسانية وعنف مفرط من قبل حرس الحدود اليوناني والبلغاري والصربي، خاصةً بعد إعلان تلك الدول بشكل صريح تشديد الإجراءات الأمنية على حدودها، بالرغم من أن حق اللجوء حق مشروع للإنسان اللاجئ وإلى الدولة التي يجد فيها فرص حياة ومستقبل أفضل، مرجحاً، التزام تركيا بتطبيق اتفاقية عام 2016 بشكل صارم مع دول الاتحاد الأوروبي، والتي تنص على عدم السماح لأي موجات لجوء أو هجرة من أراضيها، مقابل تقديم الاتحاد الأوروبي منحاً ماليةً كبيرةً لتركيا.

ويشير اتفاق 18 آذار/ مارس 2016، بين تركيا والاتحاد الأوروبي، إلى مكافحة الهجرة غير الشرعية وتهريب البشر، عبر إعادة تركيا المهاجرين المنطلقين من أراضيها والواصلين إلى جزر يونانية، وإيوائهم في مخيمات ضمن أراضيها، وإرسال لاجئ سوري مسجل لديها إلى بلدان الاتحاد الأوروبي مقابل كل سوري معاد إليها.

يشير اتفاق 18 آذار/ مارس 2016، بين تركيا والاتحاد الأوروبي، إلى مكافحة الهجرة غير الشرعية وتهريب البشر

شبكات التهريب تراقب

لم يلبث على انطلاق مجموعة قافلة النور في تطبيق تيليغرام ساعات فقط، حتى أنشأ القائمون عليها مجموعةً أخرى حملت اسم "قافلة النور للشكاوى"، وهي مجموعة مخصصة للشكاوى، وفضح تجار الحروب والمهربين الذين بدأوا بزيادة نشاطهم لاستغلال الأعداد الكبيرة مادياً، والسمسرة.

وطالب القائمون عليها المشاركين بعدم دفع مبالغ مالية لأي شخص كان، وفضحه في المجموعة لأخذ الحذر منه، خاصةً أن المهربين سيقومون ببث الشائعات التي من شأنها إفشال هذه الهجرة، طمعاً في استمرار عملهم في عمليات التهريب والحصول على مبالغ مالية ضخمة، إذ باتت تتراوح أجرة التهريب اليوم من الحدود التركية وصولاً إلى أي دولة أوروبية ما بين 10 آلاف إلى 15 ألف يورو، حسب طريقة العبور براً أو بحراً أو جواً.

وحذّر الغازي، من عمليات ابتزاز قد يتعرض لها المهاجرون والاستفادة من مستجدات ليست في صالح المهاجرين، مشيراً إلى أنه لا يمكن تلافي عملية الابتزاز من المهربين وتجار الحروب إلا بوجود منظمات حقوقية، وأممية مهتمة بشأن اللاجئين ترعى تنقلاتهم، فإن لم تكن هذه المنظمات حاضرةً فسوف يكون مجتمع اللاجئين بكل أطيافه في مستنقع تجار الحروب والأزمات والمهربين.


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

WhatsApp Channel WhatsApp Channel
Website by WhiteBeard