شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ساهم/ ي في صياغة المستقبل!
تقاليد الزواج في مصر... سحر وحسد و

تقاليد الزواج في مصر... سحر وحسد و"شرف" معلّق بـ"غطا حلّة"

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الخميس 9 يونيو 202201:15 م

"في المساء جاءوا بحناء سوداء لطخوا بها كفي وقدمي وشعر رأسي، ثم لفوا عليها أربطة من قماش خفيف ونمت ملفوفة بالعُصابات، وفي الصباح جاءت صديقتي برفقة امرأتين سنهما كبير وغير جميلتين، وطلبا مني أن أتجرد من ملابسي لأستحم وأغسل الحناء، فطلبت منهما الخروج أولا، انفجرن بضحكٍ فاحش لا أعرف لماذا، رجوتهن مراراً للخروج لكن تقاليد هؤلاء القوم ترفض ذلك".

تفتتح بطلة رواية النبطي للكاتب يوسف زيدان الفصل الذي تصف فيها انتقالها من "حيث المدنية والتحضر" في مصر إلى البداوة في الصحراء القاحلة في الشرق، بتلك الحكاية عن ليلة زفافها.

الوقائع التي ترويها البطلة تفوح بالقسوة التي تتسرب بين السطور، لكنها لا تختلف كثيراً عن طقوس الأعراس في كثير من النواحي في مصر، وتكون الاختلافات فيها بين الريف والحضر طفيفة تكاد تنحصر في هوية وأسلوب من يقوم بإعداد العروس للذبح في ليلة الزفاف.

ربما تراجعت عادة مواقعة العروس للمرة الأولى في وجود "شاهدة" على عذريتها ولم تعد تُمارس بنفس الفجاجة، إلا أن هذه العادة التي يتبدى فيها الهوس بـ"البكارة"، وعدم الاكتراث لمشاعر النساء، صار لها تمثلات أخرى وطقوس بديلة تؤدي نفس الغرض  

تحكي عروس "النبطي": "جاء زوجي ليأخذني إلى غرفة الافتضاض، وكانت خلفي ليلى القريبة مني، والناس بين مهلل ومبتهج، عند الحجرة طردت ليلى الأطفال من أمام الباب ونهرت النسوة فابتعدن، ثم أغلقت علينا الباب، القنديل في الزاوية ضوؤه قوي، والأصوات في الخارج هدأت، بدأ زوجي كأنه يترنح وحينما شلح عنه جلبابه تولاني الفزع فارتميت في حضن ليلى التي برفقتنا داخل الغرفة، أنزلتني إلى البساط المفروش على الأرض، مددتني على ظهري، رأسي عند ساقيها وعند قدمي يجثو زوجي، سحبت ثوبي فانكشف مكمني، تيبست أعضائي حينما أزاح زوجي ساقي إلى صدري، ومس معدني بشيءٍ طري، فكاد يُغشى علي، تزحف فوقي حتى اقترب وجهه من وجهي، تفزعتُ فقالت ليلى: اصبري قليلاً". تمضي العروس في الحكي عن معاناتها والمها وعدم الاكتراث لصرخاتها وألمها فقط كي يخرج العريس الجديد بعلامة العذرية ويلوح بها أمام الخلق.

ربما تراجعت تلك العادة الأخيرة في مصر، ولم تعد تمارس بنفس الفجاجة ولا نفس الانتشار، إلا أنها لا تزال تمارس بشكل رمزي، يجعل الشهادة من الزوج بديلاً عن العلامة، فيما يبقى عدم الاكتراث لآلام النساء ورغباتهن، أمراً لا يجري التفكير فيه من الأساس.

موروث لا ينقطع

 في دراستها عن الرقص الشعبي لدى النساء، المنشورة ضمن كتاب "بحوث في الثقافة الشعبية"، ترصد  الباحثة سمر سعيد شعبان تغيرات طرأت على تقاليد وعادات الزواج والزفاف في مصر، وتقدم ثبتاً يوثق تلك العادات قبل أن تغيب.

عادات "جغرافية"

يعمل مصريون كثيرون في الدلتا والصعيد بمهنة الزراعة (الفلاحة)، لكن لقب "فلاحين" يطلق حصراً على أهالي الشمال في الدلتا المصرية، لذا عندما نقول "مجتمع الفلاحين" فالمقصود هو أهالي قرى المحافظات الواقعة في دلتا النيل.

بحسب الدراسة، تتميز حفلات الزفاف في المجتمع الفلاحي ببعض الرقصات الشعبية التي تجعل من الفرح "أكثر من مجرد احتفال عائلي، وكأن الأمر تحول إلى مهرجان وعرس تشارك فيه القرية كلها من رجال ونساء وأطفال، والأنوار صارت تضيء ظلمة الأراضي الزراعية وتعلو أصوات الحفل التي جعلت من ليلها الهادئ إلى آخر ملئ بالبهجة والسرور".

أما في المجتمع البدوي، فيقام من أجل الزفاف حفل "سامر" ويأتي موعده قبل الزفاف بقرابة بـ15 يوماً، و"السامر" هو وقوف الرجال على هيئة صف، ويبدأ أحدهم بالغناء الفردي ويرد الجميع عليه. تتضمن عادات السامر أقساماً أخرى، لها طقوسها. ويبدأ بعد السامر قسم "الدحيحة" الذي يتسم بالسرعة والحماس ويردد الرجال فيه " دحية –دحية" طول الأداء ويعتبر هذا الحوار الحركي الراقص من أبرز ما يميز السامر.

في بعض قرى سوهاج، توجد عادة متوارثة لا تزال تمارس على نطاق ملحوظ، إذ يقف أطفال البلدة تحت شرفة العروسين وفي أيديهم أغطية  أواني معدنية، منتظرين إشارة من الزوج يؤكد بها بكارة العروس، فيهرولون في البلدة طارقين على الأغطية ليعلنوا أن العروس "خالية من العيوب"

أما القسم الثالث فهو "الريدة" وهذا الجزء يتسم بالبطء والهدوء، وفيه يبدأ أحد الرجال الموجودين في الغناء بطريقة ارتجالية، وبعد هذا الاستعراض، أشارت الكاتبة إلى أنه يمكن القول إن هذه الاحتفالات أصبحت نادرة إلا في أماكن قليلة جداً وأصبح الاحتفال يقتصر على استخدام قاعات الأفراح وأغاني المهرجانات.

زفاف في المنيا - حسام الحملاوي - فليكر - منشورة تحت رخصة المشاع الإبداعي 

رحلة إلى ماضٍ قريب

عاشت حنان سالم* حياتها التي تجاوزت الخمسين عاماً بقليل في دلتا مصر، وتطبعت بالعادات والتقاليد الريفية ولم تخلع ثوب الريف يوماً، كان زفافها قبل 35 عاماً، تذكره جيداً وكأنه أمس، فتلك الليلة التي يقال عنها "ليلة العمر" أفسدها المطر، كان زوجها يرتدي جلباباً أبيض يسر الناظرين اشتراه من العراق أثناء عمله هناك، ويركب حصاناً أسود داكن، ويرقص على أنغام الطبل البلدي التي تملأ الأسماع في أرجاء المكان.

في هذه الأثناء كانت حنان خاضعة لعمليات التجهيز برفقة فتاتين من الجيران، إحداهما تمشط شعرها والأخرى تحف حواجبها بعض الشيء، "مكانش فيه مكياج ولا كريم"، ثم ارتدت الفستان الأبيض الذي استأجرته من أحد المحال المتخصصة في بيع وتأجير فساتين الزفاف في المدينة، كي تقضي به حفل زفافها ثم تعيده.

الشمس أوشكت على الغروب، وخرج القمر مع خروج حنان من المنزل مرتدية فستان الزفاف، حينها عم الأجواء إطلاق الرصاص والغناء احتفالاً بها. كانت نظراتها تدور لترصد الجميع، إلا أنها توقفت عند والدتها الباكية التي تنثر الملح في أعين الجميع حتى لا تطولها نظرات الحسد والحقد كما يعتقدون.

الحفل من المقرر أن يبدأ من منزل حنان، ويزفونها حتى يصلوا منزل العريس في نهاية الشارع، وبالطبع بدأ الأمر هكذا إلا أن المطر أفسد تلك الفرحة العارمة، فكانت ليلة ممطرة وكأن السماء فتحت أبوابها احتفالاً بحنان؛ ناهيك بالبرق والرعد اللذين استمرا طوال الليلة، فتلك الأحداث المفاجئة التي قلبت الأجواء رأساً على عقب لم تتمكن من إنهاء تلك الطقوس الريفية التي تفعلها والدة العريس عند وصوله.

عند مدخل المنزل تقف سيدة عجوز تمسك مبخرة وتحركها، وتتلفظ بكلمات تعتقد حنان أنها كانت قرآناً وأوراداً للحماية، وعند عتبة الشقة تماماً، تقف سيدة أخرى في يدها بيض دجاج تكسره على الأرض وتطلب من العريس أن يمر عليه أولاً بادئاً بقدمه اليمنى، ثم تليه العروس

المشهد يبدو للسيدة الخمسينية مألوفاً، استقبلتها النساء بغناء من نوعية "رش الشارع ماية عروسة الغالي جاية" و"صلى على النبي يا عين"، وغيرهما من الأغاني ذات الطابع الريفي، وعند مدخل المنزل تقف سيدة بلغت من العمر عتياً تمسك مبخرة وتحركها، وتتلفظ بكلمات تعتقد حنان أنها كانت قرآناً وأوراداً للحماية، وعند عتبة الشقة تماماً، تقف سيدة أخرى في يدها بيض دجاج تكسره على الأرض وتطلب من العريس أن يمر عليه أولاً بادئاً بقدمه اليمنى، ثم تليه العروس.

تقول حنان إن الهدف من تلك الطقوس هو كسر السحر الذي قد يكون أحدهم قد صنعه للعروسين، وحمايتهما من الحسد والسحر والحقد.

طقوس سرية لحماية العروسين

في كتاب المظاهر الثقافية لاحتفالية الزواج بالفيوم، الصادر عن الهيئة العامة لقصور الثقافة، يتناول الباحث أحمد فاروق السيد عثمان، عادات وتقاليد الريف والبدو في الزواج بشكل تفصيلي، مركزاً على محافظة الفيوم الواقعة إلى الجنوب الغربي من العاصمة.

من الطقوس التي يرصدها الباحث وقاية العروسين، التي تتمثل في قيام والدة العروس الريفية أو إحدى قريباتها بالذهاب إلى "شيخ" مشهور، لعمل أحجبة للعروس، بينما يذهب أحد أقارب العريس لعمل "تحويطة" وهي عبارة عن شبكة صياد يلف بها العريس وسطه، وكذلك العروس، وهذا كله للوقاية من "الربط" أي العجز الجنسي، وتم عملها عقب كتب الكتاب مباشرة.

الاستعدادات للعرس تشمل ذهاب أحد أقارب العروس إلى شقتها قبل الزفاف بيومين لتنظيفها وترتيب ملابسها وإعطاء المفتاح إلى والدة العريس، التي بدورها تمنع دخول أي شخص لرؤية الشقة، ولذلك للوقاية من أعمال السحر والربط والحسد، حيث من الممكن أن تقوم إحدى السيدات بعمل سحر ووضعه في الشقة، وبالتالي يقدم أهل العريس دائماً الأعذار لمنع دخول أحد إلى منزل الزوجية.

وتشير الدراسة إلى أهمية وجود كاسيت يتلو القرآن في الشقة باعتباره "خير حافظ"، وذلك بجانب مداومة العريس على الصلاة المكتوبة في وقتها إن أمكن.

الطقوس العلنية

إذا كانت هناك طقوس سرية لحماية العريس من السحر والحسد، فثمة طقوس علنية تتمثل في نثر الملح على المعازيم لدرء الحسد، وكذلك نثر حبوب الحلوى وأحياناً بعض العملات المعدنية لصرف العين عن العروسين، كما تتجلى وسائل وقاية العروسين حتى في أغاني الزفة من نوعية:

ياساتر استر من دخول الحارة... دي حارة وحشة ونسوانها أراره

الشارع ضيق ميخدناش... يالا يا حارة هس هس دا احنا اللي عملنا لكم حس

طوارئ ما قبل الزفاف

"قبل زفافي بقرابة 15 يوماً، كنت أعيش حياة مرعبة للغاية، فكانت هناك تدابير قوية من والدتي تتصل بعدم فتح الشقة لأي شخص غريب عن العائلة، كنت أعيش لحظات محرجة أيضاً حينما تأتي أصحابي قبل الزفاف لقضاء بعض الوقت معيّ، بعضهن يريد رؤية الشقة ولكني لا أستطيع أن أفعل ذلك، لذا كنت أتهرب من الاستجابة إلى هذا الطلب بالدخول في حديث آخر". هكذا تحدث إبراهيم الشاب العشريني لرصيف22 عن حالة الطوارئ التي يعيشها قبل زفافه بأيام.

في قرية ريفية بدلتا مصر يعيش إبراهيم الذي يروي بعض التفاصيل الغريبة التي رأها في يوم زفافه، لكنه كان لا يستطيع الرفض أو حتى التعليق عليها، إذ بدأت معه قبل الزفاف بخمسة أيام حين طلبت منه والدته وضع "حجاب" في جيبه وذلك لمنع أعمال السحر والحسد، يقول: "رغم أنني محافظ جداً على الصلاة، أخافتي حديثهم وجعلني أضعه في جيبي حتى انتهاء الزفاف، وبالطبع جلبت راديو من أحد الجيران لتشغيله على القرآن طوال الوقت في الشقة".

الأمر هو مجرد عادات وتقاليد اعتاد الجميع تنفيذها كما يقول إبراهيم، ولكنه يوم الزفاف رأى أشياء أخرى بدت له غريبة، يقول: "عند ارتداء البدلة، طلبت والدتي من جميع أصدقائي الخروج من الغرفة، وطلبت مني أن أرتدي ملابسي الداخلية مقلوبة. حاولت الاستفسار لكنها كانت مشغولة بوضع (دبابيس الطرحة) في البدلة، بينما تتمتم بكلمات كأنها تقول الرقية الشرعية، وحينما سألتها عن ذلك ردت: ‘استودعتك عند ربنا... ربنا يحميك من كل عين’، ثم نزلت دموع الفرح على خدها الأمر الذي جعلني اتغاضى عن كل شيء واحتضنتها".

توقع الشاب العشريني أن الأمر انتهى بتلك الأشياء التي فعلتها والدته قبل الذهاب لاصطحاب العروس، لكنه فوجئ عند دخول بيت عروسه بسيدة تضع أمامه عصا، وتطلبه منه المرور من فوقها، وذلك بجانب الملح الذي يتناثر في كل مكان، لكن يبقى هناك شيء يذكره إبراهيم ساخراً، وهو أنه بعد مرور قرابة أربعة أيام، شمَّ رائحة كريهة في غرفة نومه، ومع الفحص والبحث عن مصدر الرائحة عثر على "باذنجان" فاسد، موضوع في دولابه وسط الملابس، تلك الأشياء الكثيرة يفسرها الشاب العشريني بأنها تستخدم لمنع أعمال السحر والحسد، وحفظ العروسين، وهذه مجرد عادات تتوارثها الأجيال على مر السنين.

حفل زفاف في أسوان - جو بيرك - فليكر - منشورة تحت رخصة المشاع الإبداعي 

طلقة الغدر من أقرب الأقربين

أما إسلام الذي عاش حياته في محافظة سوهاج، فيتحدث عن تلك العادات الغريبة في الزواج لرصيف22، ويؤكد أن ابن عمه ظل عامين بعد زفافه لا يستطيع أن يقترب من زوجته فيما يفسره بأنه "مربوط"، والربط هذا يعني أن أحد الأشخاص قام بعمل سحر للعروسين لا يستطيع أحدهما الاقتراب من الآخر.

يعتقد كثيرون فيما يسمى بـ"عمل الربط" وهو سحر يسبب العجز الجنسي للزوج، يقول غسلام إن هذا السحر "يأتي من أقرب الأقربين" أو من رجل كان يرغب في الزواج من العروس ولم يوفَّق، فيقوم بسحر يُعجِز زوجها عن الاقتراب منها

يؤكد إسلام أن هذه الأشياء من الممكن أن تأتي من أقرب الأقربين في الأسرة، أو من شخص حاول الزواج من العروس ولم يتمكن، وبالتالي يسعى لعمل هذه الأعمال، لذا قبل الزفاف بسبعة أيام على الأقل لا يدخل أحد إلى منزل العريس والعروس، وذلك لتفادي تعكير صفو حياتهما.

وعن طريقة أعمال السحر يقول إسلام إنه بكل سهولة يستطيع من يريد عمل سحر للعريس أن يجلب قطعة من ملابسه إلى الشيخ الذي يفعل ذلك وينتهي الأمر، حيث أكد أن ابن عمه ظل عامين يبحث عن شيخ "يفك هذا السحر الذي ربطه عن زوجته"، وبالتالي من الأشياء المهمة التي تحدث هناك، أن يضع العريس "الحجاب" في جيبه دائماً، ويحافظ على الصلاة قبل الفرح بأكثر من 10 أيام، إذا كان ليس محافظاً عليها، وتشغيل القرآن في المنزل دائماً، وعدم تناول الطعام إلا من يد والدته فقط، وذلك لأنها الوحيدة التي يمكن الوثوق بها، لأنه من الوارد أن يضع أحد للعريس شيئاً في الطعام على حد قوله.

"شرف العروس" و"غطا الحلة"

الزواج واحد، لكن العادات تختلف من منطقة إلى أخرى في مصر، ففي مركز طما بمحافظة سوهاج، عاشت سهام عبدالله* طفولتها تراقب وتلاحظ ما يجري حولها، وتعلمت جميع العادات والتقاليد التي ترتبط بحفلات الزفاف في العديد من المحافظات الصعيدية، تقول سهام إن أغربها عادة متوارثة منذ سنوات طويلة، تتمثل في وقوف الأطفال الصغار أسفل منزل العريس بعد انتهاء حفل الزفاف مباشرة ووصوله وعروسه إلى بيتهما، يمسكون في أيديهم أغطية أواني الطعام، وينتظرون إشارة من العريس تفيد بأن العروس كانت بكراً، إذا ما تلقوها من شرفة العريس، يهرولون في شوارع البلدة ويطرقون بأغطية الأواني، وفي ذلك إشارة لإخبار الأهالي أن العروس ليس بها أي عيوب.

يبدو أنه مع تطور الزمن تختفي عادات وتظهر عادات أخرى، هذا ما تؤكده سهام في حديثها لرصيف22، إذ ظهرت عادة جديدة ترتبط بـ"زواج الصالونات" لم تكن موجودة من قبل، فبعد أول زيارة لطلب يد الفتاة، يضع الزوج المنتظر أموالاً على "الصنية" المقدم عليها المشروب، هذه الأموال في الغالب هي ما تحدد مدى نجاح الزيجة أو فشلها: "فيه ناس تحط ألف جنيه وفيه آخرين يحطوا عشرة آلاف ودي بتكون علامة إن أهل العريس موافقين أو لا على العروس، ومدى تقديرهم لأهلها يظهر في المبلغ الموضوع"، وتؤكد: "هذه الأموال ليس لها علاقة بالمهر، إنها هدية بسيطة تقدم للعروس وتعني القبول".

إنضمّ/ي إنضمّ/ي

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard