شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

اشترك/ ي وشارك/ ي!
حظر حساب جو الخولي... هل يعاني بعض موظفي تويتر العرب من رهاب المثلية؟

حظر حساب جو الخولي... هل يعاني بعض موظفي تويتر العرب من رهاب المثلية؟

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

رأي

الثلاثاء 26 أبريل 202212:08 م

في وقت يسرح فيه مغردون في تويتر، ويمرحون، بتعليقاتهم وهجومهم ضد المثليين جنسياً والمثلية الجنسية من دون حسيب ولا رقيب، يتم حظر حساب جو خولي بشكل دائم، وهو الصحافي اللبناني في قناة الحرّة، وأوّل إعلامي عربي يفصح عن ميوله الجنسية، ويدعو باستمرار إلى كسر "التابو"، والتحرّر من القوالب المفروضة في مجتمعاتنا الشرقية.

الخولي هو من أكبر المدافعين عن حقوق مجتمع الميم-عين.

وهذا ما حصل معه عندما رد على بعض الأشخاص الذين كانوا يتطاولون عليه، وعلى مجتمع الميم-عين، بأسوأ العبارات التي تنتهك قواعد تويتر. فقد تم التبليغ عن حسابه لأنه ردّ عليهم بأسلوب واضح وصريح.

في وقت يسرح فيه مغردون في تويتر، ويمرحون، بتعليقاتهم وهجومهم ضد المثليين جنسياً والمثلية الجنسية من دون حسيب ولا رقيب، يتم حظر حساب جو خولي بشكل دائم، وهو الصحافي اللبناني في قناة الحرّة، وأوّل إعلامي عربي يفصح عن ميوله الجنسية

استعمل الخولي كلمات مثل الجهل والسخافة والتخلف والتفاهة، وهي أوصاف فعلية للهوموفوبيا، أو رهاب المثلية، في مجتمعاتنا العربية، وليست خرقاً لقواعد تويتر. لم يتهجم خولي على أي دين أو عرق أو جندر أو ميول جنسية لأحد، بل وصف الأشخاص "الهوموفوب"، وخوفهم غير المبرر من المثليين والعابرين والعبارات جنسياً الذين يتعرضون يومياً للمضايقات على وسائل التواصل الاجتماعي، بالإضافة إلى تعليقاتهم المهينة التي تخرق قوانين تويتر وقواعده، وتحديداً قاعدة التعرّض للميول الجنسية. حسابات هؤلاء "الهوموفوب" يتم حظرها مؤقتاً مع التحذير إذا ما تم التبليغ عنها، فلماذا تم حظر حساب جو الخولي بشكل دائم؟

هل حظر حسابه من دون أي إنذار سابق، أتى من مجموعة موظفين في تويتر هم بدورهم لديهم رهاب المثلية؟

"انتهى زمن الخوف من المضايقات، لأن الحبّ سينتصر دائماً"

في تعليق له على حظر حسابه، كتب جو الخولي عبر صفحته في إنستغرام: "الهجوم على المثليين والعابرين والعابرات على مواقع التواصل الاجتماعي مستمر، وما يجب فعله هو عدم الرضوخ، فمن واجبنا الرد ووصف الهوموفوبيا بالتخلف والجهل والسخافة، فهي وصف للكراهية التي هي الخوف غير المبرر ضد مجتمع الميم-عين، والمحاولات المستمرة لإلغاء وجودنا. انتهى زمن الخوف من المضايقات، لأن الحبّ سينتصر دائماً، وسنحارب الهوموفوبيا ولن نسكت ولن نرضخ لمحاولات تغييبنا وتخوفينا، حتى وإن كان ذلك من قبل بعض الموظفين العرب في تويتر الذين يتركون تعليقات الحاقدين التي تنتهك القواعد التي وضعها تويتر، وهو شركة أمريكية".

ويتابع الخولي في تعليقه: "يجب على بعض الموظفين العرب في تويتر احترام المثليين والعابرين وإغلاق حسابات الهوموفوب وليس حسابات الناشطين والناشطات في مجتمع الميم-عين".

يناضل أفراد مجتمع الميم-عين في ظلّ مجتمعات قمعية غير متقبّلة لميولهم وأسلوب حياتهم وحتى آرائهم التي يعبّرون عنها على وسائل التواصل.

فأيُّ كلامٍ عن الدين أو الجنس، وأيُّ رأي يخالف معتقدات أولئك الذين يعانون من رهاب كل ما هو مختلف، يواجهونه بمحاولات الإقصاء،

إذ تحاول شرطة الأمر بالسكوت والنهي عن التعبير، أن تمنع العديد من الذين يدافعون عن حقوق مجتمع الميم-عين وآخرهم جو خولي، من إبداء آرائهم والدفاع عن حقوقهم.

أصبح دفاعنا كناشطين وناشطات عن حقوق الأقليات يشكّل خطراً على بنية مجتمعاتنا المتديّنة والمحافظة، إلى درجة أن مجرّد تغريدة أو تعليق أو ردّ بإمكانها أن تهزّ هذه البنية الصلبة والمتينة التي يدّعون العيش في كنفها

يقول جو الخولي في مقابلة أجريتها معه لرصيف22: "أن نكون مغايرين أو مثليين وثنائيي الميول الجنسية، ليس شيئاً يمكننا أن نختاره أو أن نغيّره، فالناس لا يستطيعون اختيار ميولهم الجنسية، تماماً كما لا يستطيعون اختيار طولهم أو لون عيونهم".

بدأ العالم اليوم بالتحرر من القيود الفكرية القمعية. ومن الواضح أن حركة حقوق المثليين تمكنت من تغيير آراء الناس بشكل أسرع من أي حركة أخرى للحقوق المدنية في التاريخ الحديث، مما يجعل المدافعين عنها عرضةً للهجوم والتنمّر.

أصبح دفاعنا كناشطين وناشطات عن حقوق الأقليات يشكّل خطراً على بنية مجتمعاتنا المتديّنة والمحافظة، إلى درجة أن مجرّد تغريدة أو تعليق أو ردّ بإمكانها أن تهزّ هذه البنية الصلبة والمتينة التي يدّعون العيش في كنفها.

سنبقى نحن الأقليات التي تصرخ في برّيتكم، لنزعزع أفكاركم المهترئة، فكلما أغلقتم حساباتنا على وسائل التواصل، كلما أصبحنا أقوى وأشرس.


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.



* يعبّر المقال عن وجهة نظر الكاتب/ة وليس بالضرورة عن رأي رصيف22

Website by WhiteBeard