شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

لنبدأ من هنا!
مَن قال إنّ الحلاوة والخيار don’t mix؟

مَن قال إنّ الحلاوة والخيار don’t mix؟

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

السبت 16 أبريل 202204:00 م

يدخل رالف إلى المطبخ، ولا يخرج منه إلّا بعد أن يكون قد أعدّ مزيجاً غريباً عجيباً من الأطعمة غير المتجانسة في شيء.

منذ الصغر، يزاوج رالف معلولي (شاب لبناني عشريني)، بين المكوّنات: لبنة ومربّى، وكوسى مسلوقة وأناناس، والمجدّرة في قرن البوظة، وبيتزا مع قطَع الشوكولا... وغيرها من الثنائيّات التي لا تخطر في بال أحد.

لا يخجل رالف بذوقه الغريب، بل يشارك أصدقاءه ومتابعيه على تويتر صوراً لأكلاته المركّبة. "حالياً توقّفت عن عرض صور خلطاتي الغريبة نظراً للوضع الاقتصادي الصعب في بلدي لبنان، حيث يعاني عدد كبير من الناس من نقص وسوء في التغذية"، يخبر رالف رصيف22.

لم يتوقّف الأمر عند مزج مكوّنَين غريبَين وأكلهما، فمؤخّراً اكتشف رالف شغفاً جديداً، وهو متابعة أشخاص صاروا معروفين من خلال فيديوهاتهم على السوشال ميديا، والتي يظهرون فيها وهم يجرّبون خلطات من الأطعمة غير المتجانسة. يعترف رالف بأنّه يمضي ساعات متواصلةً في مشاهدة تلك الفيديوهات، خصوصاً قناة Eat With Boki على يوتيوب: "حتى بعجقة السير بكون قاعد عم اتفرّج عليها".

مع العلم أنّ عدداً كبيراً من الناس ينزعجون ويتوتّرون من صوت مضغ الطعام، إلّا أنّ رالف يجد في الأمر راحةً نفسيّةً واسترخاءً حسب ما يقول.



استطلع رصيف22 آراء متابعيه حول أغرب خلطاتهم، فتعدّدت الإجابات المفاجئة، وقد جمعنا بعضها ضمن قائمة لأغرب خلطات مؤلّفة من مكوّنَين.

أغرب 10 خلطات طعام

1- البيض المقلي مع الحلاوة

2- السردين مع اللبنة

3- الفلافل مع العسل

4- المانغا مع الفلفل الحار

5- المكدوس مع الطحينة

6- الدجاج مع الشمّام

7- الحلاوة مع الخيار

8- الدبس مع البصل الأخضر

9- اللبنة مع الكاتشاب

10- الكيك مع الزيتون الأخضر   


ملوك "الخلطبيطة"

مَن هم ملوك "الخلطبيطة" أو "الخبيصة"؟ هل هم أبطال قائمة العشرة أعلاه أم أنّ ثمّة ما ينافس تلك الخلطات في الغرابة؟

الأكيد أنّ مزج الأكل Food Combo، موضة تزداد رواجاً، وما عادت تقتصر على تغميس البطاطا المقليّة بالمثلّجات أو تناول البرغر مع الميلك شايك، بل تعدّتها إلى ما هو أغرب من ذلك بكثير؛ إذ ثمّة من يستسيغ الكبيس الممزوج بزبدة الفستق مثلاً، وذاك الذي يسكب صلصة الصويا على البوظة، وتلك التي لا يحلو لها تناول الملوخيّة إلّا مع اللبن!

حلاوة وبيض

تتربّع زينة شهلا على رأس قائمة العشرة، مع خلطة البيض المقلي بالحلاوة، والتي تشاركنا سبب تعلّقها بها، إذ تقول لرصيف22 إنّها أكلة قديمة ورثتها أمّها عن جدّتها، وقد تكون خلطةً خاصةً بمدينة صافيتا السوريّة من حيث تتحدّر الوالدة.


لا ترى زينة في الخلطة غرابةً: "أنا ما بشوفها غريبة، بعكس الناس لمّا خبّرهن عنها... بينصدموا". وتوضح هنا أنّ البيض يُقلى بلا ملح وتُضاف إليه الحلاوة فتصبح الخلطة أقرب إلى الحلويات. 


تحب زينة استكشاف النكهات الجديدة: "مع التقدّم في العمر نصير أكثر مرونةً من فترة الطفولة وأكثر انفتاحاً على الأكلات الغريبة".


سردين ولبنة

استحقّ محمود رسمي، لقب "سفير السردين باللبنة"، عن جدارة! يكاد لا يمرّ يوم من دون أن ينشر تغريدةً يتغزّل فيها بهذا المزيج غير المألوف. يقول لرصيف22: "منذ مدّة طويلة وأنا أعدّ خلطات غريبةً. أرجّح أن يعود الأمر إلى الفترة التي كنت أخضع خلالها لنظام الحمية المتقطّعة intermittent fasting، إذ كنت أتناول وجبة طعام واحدةً في اليوم، فدرجت العادة أن أحتفل بتلك الوجبة من خلال خلط كل شيء فيها".

أمّا عن السردين واللبنة، فيخبرنا محمود بأنّ التركيبة وُلدت بالصدفة، يوم كان برّاده شبه فارغ، ولم يكن يرغب في الطبخ، ففتح علبة سردين وسكب فوقها اللبنة، ليصبح هذا الـ"كومبو" مفضّلاً عنده.

مَن يتابع محمود على تويتر يلاحظ أنّه جريء لا بل مجنون في خلطاته، إلّا أنّ السردين واللبنة بقيا الأكثر رواجاً. 


فلافل بالعسل

كما في كل صباح، تحبّ سامية علّام أن تختم فطورها ب"لقمة مسكّرة": "فاكرة إني كنت بفطر وآخر حاجة أكلتها كانت فلافل (طعميّة)... أخدت بعد كده ملعقة عسل أسود ولقيت ميكس النكهات حلو قوي". ومنذ ذلك اليوم صار "كومبو" سامية المفضّل الفلافل بالعسل الأسود، بالرغم من أنها تقليديّة جداً في الأكل، حسب ما تخبر رصيف22، ولولا الصدفة لما فكّرت أبداً في أنها قد تقع في حب الفلافل بالعسل!

أما شادي جواد، فاعتاد منذ فترة طويلة على أن يخلط الكاتشاب مع اللبنة، فصار مزيجه المفضّل الذي يجمع بين الحلو والمالح والحامض.

تَناقُض النكهات شرطٌ أساس في هكذا خلطات غريبة، فهي غالباً ما تجمع بين متضادّين: حلو ومالح، وحلو وحامض، وحلو وحارّ...

منذ ذلك اليوم صار "كومبو" سامية المفضّل الفلافل بالعسل الأسود، بالرغم من أنها تقليديّة جداً في الأكل

أذواقٌ شخصيّة وموضة  

القصّة قصّة ذوق، ولا جدوى من البحث عميقاً عن مسبّباتٍ نفسيّة لهواية مزج النكهات غير المتجانسة. وفي هذا الإطار تقول أخصائية التغذية رلى غدّار، لرصيف22: "لا أرى أي مشكلة في مزج مكوّنَي طعام غير متجانسَين وتناولهما معاً، هذا ليس بالأمر غير الطبيعيّ. لكل إنسان الحق في أن يأكل ما يحب وما يفضّل". تضيف: "قد تلعب العادات الغذائيّة خلال مرحلة الطفولة دوراً في هذا الموضوع، مثل مَن اعتادوا أن يأكلوا المنقوشة مع التشيبس أو اللبنة مع البطاطا المقليّة". وتوضح غدّار أنّ هذه رغبات وأذواق شخصيّة ونادراً ما تؤثّر سلباً على عمليّة الهضم أو على الصحّة بشكل عام، طبعاً إذا كان تناولُها ضمن الكمّيات المعقولة.

في زمنٍ مضى، كان الناس يخجلون من مشاركة الآخرين عاداتهم الغذائيّة الغريبة، إذ كان هناك مَيلٌ إلى ربط الأمر باضطرابات الطعام eating disorders، أما اليوم فقد تحوّلَ الموضوع إلى ما يشبه الموضة خصوصاً بفعل وسائل التواصل الاجتماعي التي ظهّرت هذا السلوك على أنه cool ، ويأتي من باب التسلية والاختراع والمغامرة.

"لكل إنسان الحق في أن يأكل ما يحب وما يفضّل. قد تلعب العادات الغذائيّة خلال مرحلة الطفولة دوراً في هذا الموضوع، مثل مَن اعتادوا أن يأكلوا المنقوشة مع التشيبس أو اللبنة مع البطاطا المقليّة"

كرّست السوشال ميديا إذاً مزج المكوّنات الغريبة وتناولها، وصار لتلك الموضة نجومها، مثل ألونزو لرون الذي يجرّب خلطات غريبةً أمام الكاميرا ومتابعيه، كأن يغطّ البسكويت بالحمّص بطحينة، أو التشيبس بالحليب...

يتذوّق ويشارك انطباعاته، سواء أكانت سلبيّةً أم إيجابيّةً، مع حركات استعراضيّة وانفعالات مضحكة.


أمام هؤلاء المشاهير الجدد، تبقى ردود الفعل متناقضةً، فمن المتابعين مَن يشعرون بالقرف، ومنهم من يتحمّسون ليخوضوا التجربة بأنفسهم، أما الثابت الوحيد فهو أنّ أرقام المشاهَدات مرتفعة جداً، لأنّ كل ممنوع مرغوب، ولأنّ كل غريبٍ جذّاب، فكيف إذا كانت الغرابة مرتبطة بالطعام؟  

إنضمّ/ي إنضمّ/ي

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard