شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ادعم/ ي الصحافة الحرّة!
الطائفية في إيران... مقتل رجال دين شيعة وسنة خلال 3 أيام

الطائفية في إيران... مقتل رجال دين شيعة وسنة خلال 3 أيام

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

سياسة

الخميس 7 أبريل 202204:13 م

بعد ثلاثة أيام علی مقتل اثنين من رجال الدين داخل مدرستهما الدينية ‏السُنية في محافظة كُلستان شمال إيران، بمسدس حمله رجل شيعي، في الثاني من ‏نيسان/أبريل، هاجم  شاب سُني ذو 21 عاماً باسم ‏عبد اللطيف مرادي، ثلاثةً من رجال الدين الشيعة في مرقد الإمام الرضا، ‏ثامن أئمة الشيعة، في مدينة مشهد، وإثر طعنهم بالسكين،‎ ‎قتل شخصاً ‏وأصاب شخصين آخرين.‏

وتحدث شاهد عيان وهو أحد المتطوعين في هذا المرقد، السيد يوسفي، أنه ‏عند الساعة الثانية بعد الظهر، حسب التوقيت المحلي فی یوم الثلاثاء الخامس من نيسان/أبريل، شاهد رجلاً بالزي ‏البلوشي أو الأفغاني حاملاً بيده السكين وهو يهاجم رجال دين في إحدی باحات ‏المرقد. وقد سارع الزوار علی إلقاء القبض عليه في موقع الحادث ‏وتسليمه إلی الجهات الأمنية.‏

الهجوم الذي وقع في أبرز معلم ‏ديني في البلاد أثار صدمة كبيرة لدی الشارع الإيراني، إلى جانب الصدمة التي أثارها بين الأوساط السياسية والدينية، حیث أنه حدث في أبرز مكان ديني في البلاد، والذي ‏تطوقه أشد التدابير الأمنية.

ينشط رجال الدين المستهدفين في الهجوم، في مناطق نائية ذات أغلبية سُنية ‏حوالي مدينة مشهد، في مجال التبشير بالمذهب الشيعي

وقد سارع سادن المرقد، الشيخ أحمد مروي ‏ببيان أكد فيه علی "التعامل بشكل جاد مع أي تقصير أدی إلی وقوع هذه ‏الحادثة"، في إشارة منه إلی الخرق الأمني الذي حدث داخل مرقد الإمام ‏الرضا، حيث يتم التفتیش الشخصي لجميع الزوار قبل دخولهم المرقد.‏

السلطات تحذر من التفرقة ونشر الفكر التكفيري ‏

وفقاً للتقارير الإعلامية الإيرانية، ينشط رجال الدين المستهدفين في الهجوم، في مناطق نائية ‏ذات أغلبية سُنية حوالي مدينة مشهد، في مجال التبشير بالمذهب الشيعي. وهذه ‏الأحياء نفسها التي يقيم فيها منفذ الهجوم الذي يقال إنه أفغاني من أصول أوزبكية.

أدی ذلك إلی تأكيد محافظ مشهد، العميد يعقوب علي نظري، علی أن ‏الهجوم تم بتنسيق مسبق ولكن من غیر المعلوم إن كانت هناك عناصر ‏أخری تدعمه. وبعد التحقيقات الأولية من المنفذ و6 آخرين مشتبه بهم، ‏أعلن المحافظ أن منفذ الهجوم یحمل فكراً تكفیریاً. ‏

وأوعز رئيس الجمهورية، إبراهيم رئيسي، إلی وزارة الأمن، متابعة جريمة الطعن في ‏مشهد لغاية الكشف عن ملابساتها وتحديد سائر العناصر المتورطة فيها ‏ورفع تقرير شامل للشعب والحكومة. ‏

وفي اجتماع مجلس الوزراء صباح أمس الأربعاء قال رئیسي ‏‏"إن الحادث الذي وقع علی ید أحد العناصر المنحرفة المتأثرة من الفرق ‏التكفیریة الأمريكية ستكون عاملاً للوحدة والتماسك بين محبي الإسلام ‏وإيران الإسلامية وتفضح مخططات الفرق المنحرفة. كما ویجب ألا ‏یسمح للسمتعمرين والمنافقين أن یستغلوا تنوع الأقوام والمذاهب المختلفة ‏داخل البلاد أو يفرقوا بين الشعب الإيراني والجيران"، إشارة منه إلی ‏هوية المنفذ.‏

وإلى جانب تأكيدها على أن أبعاد وتفاصيل الهجوم على رجال الدين الثلاثة في مشهد لم تتضح بعد، وفي إشارتها إلى حادث مقتل 2 من رجال الدين السنة في شمال البلاد قبل أيام، كتبت صحيفة "كيهان" التابعة لمكتب المرشد الأعلى: "حادث مشهد جزء من لغز أمني صممه المتآمرون لخلق فتنة وأزمة في مجال الأمن القومي، من خلال الانقسام بين الشعب الإيراني والرعايا الأجانب وبين الشيعة والسنة".

وذكرت وكالة تسنيم للأنباء المقربة من الحرس الثوري الإيراني، أن "‏منفذ العملية، عبداللطيف مرادي، دخل البلاد بشكل غیر شرعي عبر ‏الحدود البرية الإيرانية الباكستانية قبل عام، وكان عاملاً مع شقیقه بشركة ‏شحن بري في مدينة مشهد حیث یحمل فكرا تكفیریاً يعتبر الشيعة ‏روافض ومجوساً ويحلل قتلهم". ‏

طالبان وتسلل العنف لإيران ‏

وتعتبر مدينة مشهد بعد العاصمة طهران، المعقل الأكبر للجالية الأفغانية ‏حيث يصل عدد المهاجرين الأفغانيين في إيران إلی 8 ملايين نسمة، ‏وبعد سيطرة حركة طالبان علی جارة إيران الشرقية، يدخل يومياً نحو ‏‏10 آلاف مواطن أفغاني عبر الحدود البرية إلی البلاد.‏

وبعد خروج الولايات المتحدة من أفغانستان وسيطرة الحركة هناك نشرت ‏مقاطع فيديو من احتفال أنصار طالبان بتوزيع الحلوی ونشر علم طالبان ‏ورفع التكبير والتهليل في الأحياء السكنية الهامشية بمدينة مشهد مما ‏اعتبرها البعض تعزیز نفوذ عناصر الحرکة المقيمين داخل إیران.‏

وأثناء سيطرة طالبان علی الحكم في أفغانستان حذر خبراء ومسؤولون ‏سابقون إيرانيون من الأوضاع التي تحدث في البلد الجار والتغلغل في ‏الأراضي الإيرانية عبر الحدود البرية المشتركة التي تمتد إلی 920 کلم.‏

وبعد حادث طعن رجال الدين في مشهد، أشارت تعليقات الناشطين في شبكات التواصل الاجتماعي وبعض الصحف الإيرانية ‏إلى إنذارات وتحذيرات سابقة من حدوث خروق أمنية عبر أفغانستان، ‏بعد وصول طالبان إلى السلطة في العام الماضي، منتقدين عدم اكتراث السلطات لها.‏

ورداً على التعليقات، وفي محاولة إلى إبقاء طالبان بعيدة عن حادث مشهد، أعلن المتحدث باسم طالبان في أفغانستان، ذبيح الله مجاهد، أن "الإمارة الاسلامية في أفغانستان تدين الهجوم على المزارات ورجال الدين في إيران، وتؤكد أن ما حصل في مشهد لا يرتبط بأفغانستان والشعب الأفغاني".

نشاط واسع للمتشددين الشيعة داخل البلاد

من جهة أخری أكد الناشطون علی أن هذه الحادثة ناتجة من أجواء ‏التفرقة التي تصدر من التيارات الشيعية المتشددة داخل البلاد وإهانة ‏رموز أهل السنة، مؤكدين علی وجوب مواجهة الحكومة مع أي تطرف ‏شيعي أم سني حسب الدستور الإيراني الذي يجرم ذلك وفق مادة 470 ‏من قانون العقوبات الإسلامية، حتی لا تشهد البلاد مثل هذه الجرائم التي ‏حدثت خلال ثلاثة أيام فقط في شمال وشمال شرقي البلاد، کفعل وردّ ‏الفعل من قبل المتشددين، حسب قول ناشطين في مواقع التواصل ‏الاجتماعي.‏

ويشكل المسلمون من أهل السنة نحو 10 المئة من سكان البلاد الذي يبلغ ‏عددهم 85 مليون نسمة، لكن مولوي عبدالحميد الذي يعتبر الزعيم ‏الروحي للسنة داخل إيران يصحح الإحصائية إلی 20 بالمئة وفق ما ‏يمتلك من معلومات حسب قوله.

أعلن المتحدث باسم طالبان في أفغانستان، ذبيح الله مجاهد، أن "الإمارة الاسلامية في افغانستان تدين الهجوم على المزارات ورجال الدين في إيران وتؤكد أن ما حصل في مشهد لا يرتبط بأفغانستان والشعب الأفغاني"

وينفذ النظام الإيراني عدة خطط لترويج ‏المذهب الرسمي (الشيعة) في البلاد في المدن والمناطق السنية ويحدد النشاط ‏السني فيها.‏

هذا ومن جهة أخرى، أعرب بعض المواطنين عبر تغريدات في تويتر عن فرحتهم تجاه ‏قتل رجال الدين الشيعة، نظراً لما يمثل رجال الدين من رمز الدولة ‏والنظام في إيران.

وازداد في الآونة الأخيرة الكره تجاههم بعد تأزم ‏الوضع الاقتصادي والتدخل في شؤون المواطنين وسلب حريتهم علی ‏قرار تطبيق الشريعة الإسلامية، خاصة في مدينة مشهد التي شهدت ‏الحادث هذا، والذي يُمنع فيها المواطنون من إقامة حفلات الموسيقی ‏والنشاط الرياضي النسائي أمام مرأی الجميع. ‏

وفي آخر الأحداث التي وقعت في مدينة مشهد، مُنعت النساء من دخول الملعب لمشاهدة مباراة كرة القدم بين إيران ولبنان، وتم تفريقهن أمام الملعب من جانب الشرطة برذاذ الفلفل. ووجهت أصابع الاتهام في هذا الحادث إلى المتشددين في المدينة بزعامة احمد علَم الهدى، خطيب جمعة المدينة وممثل المرشد الأعلى فيها، ووالد زوجة الرئيس الإيراني الحالي.

إنضمّ/ي إنضمّ/ي

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard