شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ادعم/ ي الصحافة الحرّة!
كيف نستعد لحرب نوويّة؟ والفوبيا الروسيّة الحمقاء... عصارة الأسبوع في 7 أخبار

كيف نستعد لحرب نوويّة؟ والفوبيا الروسيّة الحمقاء... عصارة الأسبوع في 7 أخبار

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

ثقافة

الأحد 6 مارس 202212:18 م

لا جنة لمن يقاتل إلى جانب روسيا

لا تخلو الحروب والكراهيّة المترافقة معها من مفارقات، تلك التي بالرغم من تراجيديتها تحوي نوعاً من الكوميديا، خصوصاً أن الكراهية حين تكون فردية، سواء كانت ضد الأعداء أو الغزاة، لا تعرف منطقاً، وهذا بالضبط ما ينطبق على الجندي الأوكراني الذي يدهن رصاص بندقيته الكلايشنكوف بدهن الخنزير لحرمان المقاتلين المسلمين الشيشان من دخول الجنة حين تقتلهم هذه الرصاصات.

الملفت في هذا الحدث الفردي هو طبيعة الصراع الأيديولجي بين روسيا وأوكرانيا: روسيا تريد اجتثاث النازيّة من أوكرانيا وترحب بقوات قاديروف، وأوكرانيا تريد الدفاع عن ديمقراطيتها الغربيّة.

الملفت أن  هناك عبارات ترعب أوروبا حين تلفظ:: كتيبة إسلامية، نازيّة، حرب نووية، كلها تدفعنا لإعادة النظر في طبيعة الخطاب الغربي والأمريكي وأسلوب احتلاله للعالم، فروسيا تزحف بالدبابات والجنود لاستعادة ما هو لها من وجهة نظرها، أما أمريكا و"الغرب" فبالدرونات والطائرات، ومنظمات مجتمع مدني تستبدل الدولة في تأمين الطعام.

لا نعلم مدى جدية فتح أبواب القتال إلى جانب أوكرانيا، لكن المرعب لا يتمثل بنتيجة الحرب والدفاع عن الوطن، بل بالسلاح نفسه ومستقبله في ظل هذه الكراهية المتبادلة بين المعسكرات الأيدلوجية.

لا يمكن تصديق المنع الذي يطال كل ما هو روسي الآن، والحماقات التي تكشف عن عطب ثقافة الإلغاء، كمنع القطط الروسية من دخول أوروبا وسحب ديستويفسكي من المقرر الدراسي في جامعة إيطالية ومنع مقطوعات تشايكوفسكي من أن تعزف في أحد الأوركسترات الأمريكية

كيف تستعد لحرب نووية؟

أكد لافروف أن الحرب النووية موجودة فقط في أذهان الأوربيين وأمريكا، فروسيا لن تشعل حرباً نووية عالميّة، لكن لا يمكن لنا سوى تدليل الخوف وتربية الرعب، والنظر حولنا في محاولة لرسم خطة للنجاة في حال اندلعت هكذا حرب، وتحول الغلاف الجوي إلى سحابة من الإشعاعات والغبار النووي الذي سيخنق ويعمي كل من يتعرّض له، لذا حرصاً منا في المقتطف على سلامة "المواطنين" في المنطقة العربيّة، نقترح بعض الخطوات من أجل النجاة في حال "انفجر" العالم:

1- لا تنس أن تأخذ كمية كافية من محارم التواليت حين تختبئ في القبو أو الملجأ، فحين تنادي الطبيعة، لابد من تلبيتها، ومحارم التواليت لا غنى عنها في حال غياب المياه و"الشطافات".

2- احرص على امتلاك كمية كافية من السجائر والطعام المعلب لأنها ستتحول إلى العملة الجديدة، ومارس الرياضة في الملجأ، كون القوة الجسدية ستكون حاسمة في الكثير من الأحيان.

3- استخدم موانع الحمل بكل أنواعها، الجنس وسيلة لتقطيع الوقت في الملجأ، لكن الحمل مشكلة في ظل نهاية العالم.

4- الكتب ثم الكتب ثم الكتب، ويفضل أن تمتلك قارئاً لوحياً يشحن بالطاقة الحركيّة، كون الشمس لن  تكون مرئية.

5- لابد من امتلاك فلتر للبول من أجل الحصول على مياه الشرب.

في مصر: لابد من أسرة مفرطة في صحتها

اقترح  عدد من النواب في البرلمان المصري مشروع قانون "الفحص الطبي الشامل قبل الزواج"، والذي يبدو للوهلة الأولى، أو بصورة أدق، السطور الأولى منه، عقلانياً، إذ لابد من توعية المقبلين على الزواج، خصوصاً فيما يتعلق بالأمراض الجينية، لكن ما إن نتابع مواد القانون حتى نكتشف أننا أمام نص أحفوري -ديستوبي، كلمات كأمراض نفسية، وغرامات ، وصحة جسدية وقاعدة بيانات جينية، تحرك في المخيلة صوراً من التراث النازي ومن الخيال العلميّ.

الملفت في مقابلة محمد بن سلمان الأخيرة مع مجلة الأتلانتيك هو تحول بن سلمان إلى عالم في الرجال  ومفسّر ومنظّر في التيارات الإسلامية المختلفة وطبيعة تعاملها مع المتواتر الديني من أحاديث ونصوص

لا نحاول هنا أن ننتصر للإنجاب العشوائي ولا الوقوف إلى جانب الدولة، لكن الأسرة في مصر أصبحت شأناً شديد السياسية، إلى حد التحكم بسوائلها، ومن يحق له الإنجاب، هكذا قانون أشبه بسياسات حدائق الحيوان، والتحكم بالنسل والتهجين والتدجين، لكن كل هذا لا يهم، نريد فقط قائمة بالأمراض النفسية التي يتحدث عنها القانون. ما هي؟ ما طبيعتها؟ الأهم، ألا يمكن للحب ولو بصورة شديدة الرومانسية أن يتجاوز كل العقبات؟ ماذا لو لم يرغب الشريكان بالإنجاب، هل يغرمان أم يكتبان تعهداً باستخدام موانع الحمل؟

الفوبيا-الروسية: الكراهية العمياء في أشد تجلياتها

لا يمكن تصديق المنع الذي يطال كل ما هو روسي الآن، ولا نتحدث عن تعليق المشاركات الروسية في الأحداث الرياضية والقنوات الروسية والمسلسلات، بل الحماقات التي تكشف عن عطب ثقافة الإلغاء، كمنع القطط الروسية من دخول أوروبا، وسحب فيودور ديستويفسكي من المقرر الدراسي في جامعة إيطالية، ومنع مقطوعات تشايكوفسكي من أن تعزف في أحد الأوركسترات الأمريكية، نتجرأ ونقول إن هذا ليس إلا امتداداً لسياسات الإلغاء والكراهية العمياء التي تنتج عن الأخلاق الهوياتيةّ.

محاولة حلمهة ( سحب الماء من الشيء) العالم من الثقافة الروسية بسبب الحرب على أوكرانيا لا يمكن تفسيره سوى بالفوبيا والكراهية العمياء.

لا مكان هنا لرصد أثر الثقافة الروسية على العالم وما قدمته، ولسنا هنا بموقع الدفاع عنها، لكن نتوجه بأشد الشتائم إلى السذج والمبتذلين، من يعمون أعينهم عن "المشكلة" ويحاربون التاريخ، كل إلغاء يحوي وراءه كراهية، وفي لحظة ما، وفي حال تم ترسيخ هذه التقنية  "إلغاء من لا يعجبنا وتاريخه"، لن يبقى لنا شيء في العالم سوى نيتفليكس، وخوارزمياتها والأفلام التفاعلية، التي يمكن أن تصبح قادرة على منعنا حتى من الاختيار.

هل يمكن منافسة "داعش" فنياً؟

بسرعة اكتشفنا أن السيارات التي تحمل مقاتلين من داعش وتقطع برج حمود في بيروت ليست إلا إكسسوارات وجزءاً من مسلسل يتم تصويره من أجل رمضان، فبيروت ليست قندهار.

الحق بالاختفاء والتلاشي والانعزال مفقود في هذا العالم الأقمار الصناعية الدولية والتابعة للـ"مليارديريّة" ترصد كل حركاتنا لا مكان للاختلاء بالنفس

لكن لدينا هنا سؤال جمالي-ثقافي، هل يمكن مقاربة الجماليات التي قدمتها داعش؟ أي تمثيل ومحاكاة يمكن أن يتفوق على قطع رأس شخص حقيقي أمام العدسة، أو إحراق شخص في قفص؟ إباحية العنف الذي أنتجته داعش على الشاشة والجماليات الانتهاكية الذي يحويه من الصعب على مسلسل "مشترك" أن يتلمسه، خصوصاً أن "الويلات" التي قامت بها داعش ويسعى المسلسل لتصويرها، موجودة، ومنتجة بدقة عالية وبأفضل المعدات الإنتاجيّة.

نترقب ما سنشاهده، ونطرح سؤالاً شديد الانتهاك واللاأخلاقية، أيهما "أجمل" وأكثر "تأثيراً"، الواقعي المفرط في عنفه، أم المحاكاتي الذي نعلم أنه تمثيل في النهاية؟

محمد بن سلمان فقيهاً وعالماً بالرجال

أثارت مقابلة محمد بن سلمان مع مجلة الأتلانتيك جدلاً كبير في الأوساط السعودية وعدد من الدول العربيّة، لكن أكثر ما شد انتباهنا هو تعليقات محمد بن سلمان على الأحاديث النبوية وخصوصاً "التواتر"، التقنية التي يفخر الدين الإسلامي بأنها حفظت الكثير من الدين.

هل يمكن منافسة "داعش" فنياً؟... أخبار الأسبوع من المقتطف الجديد، زاوية أسبوعية غير دورية، مختصرة، متحيّزة، تخضع لأهواء كاتباتها وكتّابها ونزقهم ونزقهن وما يظهر على شاشاتهن/م من أخبار

لا نحاول هنا أن ندافع عن الإسلام، لكن الملفت هو تحول بن سلمان إلى عالم في الرجال،  ومفسر ومنظر في التيارات الإسلامية المختلفة وطبيعة تعاملها مع المتواتر الديني، من أحاديث ونصوص، لا نعلم إن كان بن سلمان يستعرض عضلاته الدينيّة، لكن يا أمير المنشار، إن كنت تريد الحد من سطوة الشيوخ، فلا تتدخل بعملهم، ابق في السياسة والقتل في السفارات، لأن هكذا معركة فقهية لن تكون عادلة بالنسبة لك، إذ ستخسر، خصوصاً أن الخصوم ليسوا شيخاً واحداً أو مفتياً واحداً، بل جيوش وجحافل من المتحمسين للدين في كل العالم.

نطلب من محمد بن سلمان في المرة القادمة أن يذكر لنا هذه المئة حديث فقط التي يجب اتباعها، لنتكشف مدى "الإجماع" عليها، لأن لو كانت فعلاً مئة، لما شهدنا ما شهدنها منذ ألف عام.

روسيا تزحف بالدبابات والجنود، لاستعادة ما هو لها من وجهة نظرها، أما أمريكا و"الغرب" فبالدرونات والطائرات، ومنظمات مجتمع مدني تستبدل الدولة في تأمين الطعام... عصارة الأسبوع في 7 أخبار

التكتيك الحربي من وراء الشاشة

كثرت المقالات عن استخدام  الخبراء لخرائط غوغل وصور الرادار للتبع الغزو الروسي بل وتوقعه قبل حدوثه، الأمر الذي لا يمكن تجاهله، خصوصاً أن هذه الميزات تدخل في تحقيق العدالة على المستوى الشعبي، كما شاهدنا في مسلسل وثائقي بثته نيتفليكس بعنوان "لا تمزح مع القطط-don’t fuck with cats"، هذا الشكل من "التقصي"، الذي يمكن لأي خبير في التصفح واستخدام "الإنترنيت" القيام به، مرعب، ولا يقتصر على الحروب وتتبع المجربين، بل يمكن توظيفه كأداة لاستهداف الأشخاص، أو على الأقل زرع القلق فيهم، فالواضح الآن أن نشر ما يحدث في "العالم" من تحركات برية وبحرية مباح للجميع، ويمكن لأي أحد تتبع أي شيء، سيارة، طيارة، شخص.

لا نعلم ما هو موقفنا من هذا الأمر، لكن الواضح أن الحق بالاختفاء والتلاشي والانعزال مفقود في هذا العالم، الأقمار الصناعية الدولية والتابعة لـ"مليارديريّة" ترصد كل حركاتنا، لا مكان للاختلاء بالنفس أو للنزهة في الطبيعة، والواضح أن هذا العالم يرغب بأن ينتقل كلياً إلى الشاشة، هناك حيث يمكن التقنع والاختفاء بعيداً عن ضوء الشمس.

* يعبّر المقال عن وجهة نظر الكاتب/ة وليس بالضرورة عن رأي رصيف22

إنضمّ/ي إنضمّ/ي

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard