شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

لنبدأ من هنا!
مصريون تحت القصف… شهادة صحافية من جوار الحدود الأوكرانية

مصريون تحت القصف… شهادة صحافية من جوار الحدود الأوكرانية

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

سياسة

الاثنين 28 فبراير 202209:17 م

رسائل لا تنقطع، وأصوات ملتاعة تأتي عبر فيسبوك وتليغرام وواتساب، تستغيث بكل قادر على المساعدة في توفير مأوى أو الحصول على رسالة طمأنة من ابن أو ابنة صار الوصول إليهما صعباً منذ بداية الغزو الروسي لأوكرانيا فجر 24 شباط/ فبراير الجاري. هذا ما عاينته بُعيد بدء الغزو.

انتقلت قبل بضع سنوات من مصر إلى ألمانيا، الواقعة على بعد ألف كيلومتر تقريباً من الحدود الغربية الأوكرانية، وتفصلها عنها دولة بولندا. هناك واصلت العمل صحافية حرة "فري لانس". وبفضول الصحافية، بدأت متابعة تصاعد التهديدات والتحرشات اللفظية بين روسيا وأوكرانيا ودول الاتحاد الأوروبي قبل عدة أيام من بدء الغزو.

وبينما راحت أجهزة الاستخبارات والتصريحات الغربية وخطب الرئيس الروسي تؤكد أن الحرب وشيكة، لم تكن أصوات المصريين والعرب داخل أوكرانيا المهددة تعكس قلقاً كبيراً حتى بدأت الأخبار عن التحركات الروسية على الحدود قبل يومين من الهجمة الفعلية، وهنا وجدت الحياد الصحافي يتبخر والقلق يتسلل مع بدء ظهور منشورات من المصريين على مجموعات فيسبوك الخاصة بالسياحة والسفر يتساءل أفرادها فيها "ما العمل؟" ويبلغون عن محاولاتهم غير الناجحة في التواصل مع السفارة المصرية في كييف والبعثة الدبلوماسية المصرية للتعرف على خطة  لإجلائهم في حال اندلاع الحرب.

اكتفت السفارة في كييف ببث رسائل التحية والطمأنة عبر صفحتها الرسمية على فيسبوك. وبينما طالبت دول عديدة، منها دول عربية مواطنيها بمغادرة أوكرانيا قبل بداية الحرب بأسبوعين على الأقل، ظلت السفارة المصرية ومعها وزارة الخارجية المصرية في حالة تجاهل تام للأحداث. واكتفتا بمناشدة المصريين المقيمين والدارسين موافاتهما ببياناتهم "في ضوء التوترات الأمنية شرق البلاد".

رسائل لا تنقطع، وأصوات ملتاعة تأتي عبر فيسبوك وتليغرام وواتساب، تستغيث بكل قادر على المساعدة في توفير مأوى أو الحصول على رسالة طمأنة من ابن أو ابنة صار الوصول إليهما صعباً منذ بداية الغزو الروسي لأوكرانيا

هواتف مغلقة ومناشدات "هادئة"

مع استمراري في نشر "بوستات" باللغة العربية بشأن ما يحدث في أوكرانيا وترجمة المعلومات التي أتوصل إليها حول الأجواء داخل البلاد، بدأت تردني - على صندوق رسائل فيسبوك- مراسلات من أسر مصرية قلقة على أبنائها، ومن عالقين في البيوت والملاجئ يتساءلون عن معلومات تتصل بالطرق أو متشوقين لأخبار جديدة من الجهات الرسمية في مصر، يتصورون أني قد أكون على اطلاع عليها بحكم صفتي الصحافية.

الرسائل كانت ملأى بالشكوى، ووجدتُ رسائل صوتية من أولياء أمور الطلاب المصريين العالقين تظهر فيها أصوات المسؤولين في وزارتي الخارجية والهجرة المصريتين، لكن لا صلة لها بطمأنة "هادئة" لأولياء الأمور وتقديم معلومات أو إيضاح خطة للتدخل وإجلاء العالقين. وقد شدد الطلاب على أن هواتف السفارة المنتشرة "محدش بيرد عليها".

لكن الأمور لم تتوقف عند تجاهل مسؤولي السفارة الرد على الهاتف، في بعض الأحوال، كما حدث مع الطالب المصري "ع. ن."* إذ أغلقت السيدة إيناس طه السكرتيرة الثالثة للسفارة في كييف الخط أثناء محادثته معها، رداً على سؤاله الغاضب عن سبب تقاعس السفارة عن توفير طريق آمن ووسائل إجلاء أسوة بسفارات أخرى. وقد اكتفت السكرتيرة بقولها: "اتحركوا على مسؤوليتكم واوصلوا الحدود واحجزوا طيران وارجعوا"، ثم أغلقت هاتفها وحظرت رسائل الطالب واتصالاته. يقول الطالب نفسه: "اتصلت بيها بعد ما أنا وزملائي حاولنا الاتصال بكل الأرقام الخاصة بالسفارة وأرقام باقي المسؤولين ومحدش منهم رد علينا".

 بعد يوم من بدء القصف الروسي والإغلاق التام للأجواء الأوكرانية، بدأت السفارة الإجابة على التساؤلات والرد على الهواتف، مؤكدة أن الدولة المصرية ستعمل على تسهيل دخول من ينجح في الوصول إلى حدود الدول المجاورة، أما سؤال: وكيف نصل إلى الحدود تحت القصف؟ فتجاهله المسؤولون أو ردوا عليه ببرودة: "اللي يخرج من البيت يخرج على مسؤوليته الشخصية". وعلناً استمرت السفارة ونبيلة مكرم، وزيرة الهجرة وشؤون المصريين في الخارج، في مناشدة المصريين الموجودين في المنطقة الشرقية وكييف البقاء في منازلهم، فيما تواصل القصف الروسي للمباني والشوارع في مختلف المدن الأوكرانية.

لا يمكن أن أدعي أن مسؤولي الدولة وممثليها كانوا غير مبالين، فما تعكسه رسائلهم الصوتية خلال حديثهم معي أو مع أولياء أمور الطلاب عبر تليغرام، تعكس قلقاً حقيقياً وصادقاً... على "سمعة الدولة"

سمعة مصر

لا يمكن أن أدعي أن مسؤولي الدولة وممثليها كانوا غير مبالين، فما تعكسه رسائلهم الصوتية خلال حديثهم معي أو مع أولياء أمور الطلاب عبر تليغرام، تعكس قلقاً حقيقياً وصادقاً... على "سمعة الدولة".

في 26 شباط/ فبراير، بعد يومين من القصف، كنت قد صرت عضوة في مجموعة خاصة مغلقة على تليغرام تحمل اسم "الجالية المصرية في أوكرانيا". ونجح أحد أفراد المجموعة في ضم النائبة غادة عجمي، العضوة في مجلس النواب المصري وممثلة المصريين في الخارج.

تواصلت معي الموظفة الحكومية من جديد لتعنفني بعدما نشرت ما حدث عبر فيسبوك، وألمحت إلى كوني متآمرة ضد مصر، مضيفة "دا مش وقت الانتقادات"

رسائل عجمي المتتالية على المجموعة المغلقة (يحتفظ رصيف22 بالتسجيلات الصوتية) كررت التأكيد على ضرورة الهدوء، وأن الدولة "بتعمل اللي عليها"، وأن السفارات في الدول المجاورة لأوكرانيا ستساعد الطلاب في حجز تذاكر الطيران والعودة إلى مصر لدى وصولهم إليها. ولم تجب عجمي عن التساؤلات عن خطط الإجلاء والمساعدة المتعلقة بالطلاب الذين لا يملكون المال الكافي لخوض الرحلة إلى الحدود لأنها تكلف ما بين 150 و 500 دولار للفرد. لكن عجمي كانت حاسمة في الرد على تعليقات أولياء أمور الطلاب الغاضبة من تكاسل السفارة المصرية في كييف ومسؤوليها، وناشدتهم الحرص الشديد على ما يكتبونه على وسائل التواصل الاجتماعي "حفاظاً على سمعة الدولة". وطلبت منهم أن يوجهوا أبناءهم وينصحوهم "بالتحلي بالهدوء، وعدم الإنصات للشائعات". ثم عادت إلى الحديث عن قوة الدولة وأعداء الدولة المتربصين بها، ما أدى إلى غضب الأهالي، ورد واحد منهم عليها: "أنتِ بتنصحيني وبتدافعي عن الدولة من إيه؟ إحنا عايزين ولادنا يرجعوا لينا من القصف، والوزير قاعد في بيته ومحدش حاسس بينا". وردت بدورها: "الوزير المفروض يعمل ايه يعني؟ ماهو قاعد في بيته زي ما ولادكم قاعدين في البيوت في أوكرانياّ حتى لو القصف موجود هما مش موجودين في الشارع".

ذلك الحرص على صورة قد تهتز جراء الشكاوى والاستغاثات، استعادته السفيرة نبيلة مكرم التي أثارت تصريحاتها لوسائل الإعلام في اليوم نفسه غضب أولياء الأمور والطلاب العالقين عند الحدود وفي الملاجئ، إذ طمأنت المصريين على أن الأوضاع هادئة؟ وأن سلطات الدولة لم تتلق أي طلب من المصريين في أوكرانيا لمغادرة البلاد.

كما استعادته موظفة قلقة في مكتب وزيرة الهجرة، تواصلت معي عبر رسائل فيسبوك (يحتفظ رصيف22 بالتسجيلات) لطلب بيانات بعض العالقين وطرق التواصل معهم، فلما أرسلت لها أرقام من بينها رقم أحد المتطوعين على الحدود لمساعدة النازحين المصريين الذين نجحوا في الفرار، قضت ساعات من دون تواصل معهم، وتواصلت معي أنا من جديد لتعنفني عندما كتبت عما حدث عبر صفحتي الشخصية وألمحت إلى كوني متآمرة ضد مصر، وأن هذا "مش وقت الانتقادات".

مع توالي نصائح المسؤولين للطلاب بالتحرك نحو الحدود على مسؤوليتهم الشخصية؛ بدأ التنظيم التلقائي لما يشبه مجموعات العمل المتطوعة لتسهيل التواصل بين العالقين وأسرهم، ورسم خرائط للحركة الآمنة وسط صمت السفارة. ومن دون تخطيط وجدت نفسي في قلب تلك المجموعات

فقدان الأمل

في الأثناء، كان أولياء أمور الطلاب والطلاب أنفسهم قد فقدوا الأمل في أن تكون هناك تحركات من الدولة تصل بالأبناء إلى بر الأمان، خاصة أن السفارة لم تشكل غرفة عمليات للتواصل وطمأنة أولياء الأمور على أبنائهم العالقين، في ظل تعطل بعض شبكات الهاتف نتيجة الاختباء في الملاجئ تحت الأرض، ونفاد نقود بعض الطلاب، واستمرار القصف الذي عرقل إيجاد طرق آمنة للخروج نحو الحدود.

ومع توالي نصائح المسؤولين بعيداً عن وسائل الإعلام للطلاب بالتحرك نحو الحدود على مسؤوليتهم الشخصية واكتفاء التصريحات الرسمية بالتأكيد على أن السفارات ستساعد من ينجحون في الوصول إلى الحدود على دخول البلدان المجاورة. إذ ذاك بدأ التنظيم التلقائي لما يشبه مجموعات العمل المتطوعة لتسهيل التواصل بين الأبناء العالقين وأسرهم في مصر، ورسم خرائط للحركة الآمنة وسط صمت السفارة ووزارة الخارجية. ومن دون تخطيط وجدت نفسي في قلب تلك المجموعات.

منذ اليوم التالي على الغزو، وجدتني أتنقل بلا توقف بين تليغرام وفيسبوك وماسنجر وواتساب. الرسائل تتوالى من أفراد يتواصلون معي، أو عبر المجموعات التي أنشأها على وسائل التواصل الطلاب وأولياء الأمور والمتطوعون في الدول المجاورة لأوكرانيا بعدما أبدوا استعدادهم للاستضافة أو القيام بالاتصالات الضرورية لطمأنة الأسر على أبنائها.

وبحكم قدرتي النسبية على التواصل مع المسؤولين في مصر بصفتي الصحافية، صرت وزميلتي بسمة مصطفى المقيمة في دولة مجاورة لأوكرانيا في مجموعات العمل تلك. فئة منها تواصلت مع المغتربين الذين لم يتمكن أهاليهم من الوصول إليهم، وجمعت بيانات الموجودين في كل قطار يتحرك من المدن الأوكرانية إلي الحدود المجاورة، كذلك حاولت التواصل مع الموجودين في مكان واحد للتحرك في مجموعات.

هذه المجموعات شارك فيها مصريون مقيمون في كل أنحاء أوروبا، وهي تعمل من خلال وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة، ولم يكتف أفرادها بمساعدة أبناء جلدتهم من المصريين، بل حاولوا مساعدة كافة الطلاب والأسر العربية العالقة في أوكرانيا.

وضع أكثر تعقيداً

العامل المشترك الذي يجمع المغتربين في أوكرانيا وأهاليهم في مصر والدول العربية، والمتطوعين للمساعدة هو الحزن والقلق.

أوضاع المصريين والعرب الذين تأخرت دولهم في إجلائهم تصبح أكثر تعقيداً على الحدود حيث لا يحتاج الأوكرانيون إلى تأشيرة للتحرك في أوروبا، بينما سُمح للعرب والمغتربين بالحصول على تأشيرة لمدة 15 يوماً عليهم أن يغادروا البلاد خلالها، إضافة إلى احتمال طلب أي من الواصلين إلى حدود الدول المجاورة اللجوء السياسي أو الإنساني، وهو ما تخشاه سلطات تلك الدول، ومنها بولندا التي تستقبل حالياً العدد الأكبر من الفارين من أوكرانيا، واستقبلت حتى لحظة نشر هذه الشهادة نحو 30 ألفاً، ما أدى إلى اكتظاظ المعابر الحدودية البولندية، واضطرار مصريين وعرب إلى المبيت على الحدود في البرد القارس والثلوج. وفي أثناء إعداد هذا التقرير للنشر، كانت محاولات المصريين العالقين في التواصل مع السفارة المصرية في بولندا تفشل رغم اتصالاتهم على أرقام الهواتف المنشورة على صفحتي سفارتي مصر في كييف ووارسو، عاصمتي أوكرانيا وبولندا.

يأتي ذلك في ظل تخوف بعض الطلاب العالقين من الخروج من البلاد وسط صمت الجهات المعنية في مصر عن مستقبلهم الدراسي، وخشيتهم ألَا يتمكنوا من العودة واستكمال دراستهم، وأن ترفض مصر ترتيب أوضاعهم 

على الجانب الآخر، وصل بعض العرب إلى دولة رومانيا، ونشروا فيديوهات يستغيثون فيها، وواجهوا - مثل الواصلين إلى حدود بولندا- تجاهلاً من السفارة المصرية، إذ تواصلت معي طالبة مصرية وصلت إلى حدود رومانيا تدعى ياسمين عتمان، وأكدت أن سفير مصر هناك استقبل المصريين النازحين ونقلهم إلى فندق قريب. وعن عودتهم إلى مصر خلال 15 يوماً قالت ياسمين لرصيف22 إن السفير في رومانيا وعد بتوفير تذاكر طيران من وارسو إلى مرسي علم مقابل 200 دولار للتذكرة على نفقة النازحين، مؤكداً أن هذا أقل عرض استطاعت أن تحصل عليه السفارة ولم يفصح عن خطط لإجلاء من لا يملكون المصروفات المطلوبة للعودة إلى مصر.

وعلم رصيف22 من خلال اتصال هاتفي بأحد الطلاب العالقين داخل أوكرانيا أن الجالية المصرية بدأت تنظيم رحلات قليلة لإجلاء العالقين، ولكن وفق معايير خاصة. يقول جلال عبدالله* إن رئيس الجالية المصرية في أوكرانيا علي فارق أفاده في اتصال هاتفي أن الجالية لم تكن قادرة على مساعدة أي شخص باق في أوكرانيا. يأتي ذلك في ظل تخوف بعض الطلاب العالقين من الخروج من البلاد وسط صمت الجهات المعنية في مصر عن مستقبلهم الدراسي، وخشيتهم ألَا يتمكنوا من العودة واستكمال دراستهم، وأن ترفض مصر ترتيب أوضاعهم في ظل عدم الاعتراف ببعض الجامعات الأوكرانية التي التحقوا بها.

وقال عبدالله لرصيف22 عن الجالية: "طلَّعوا باصين (أتوبيسين) بس، ورفضوا ينقلوا فيهم شباب، بنات وأطفال فقط، ومأعلنوش قبلها. وطلبوا إنه الشباب يوصل الحدود على مسؤوليته وهيلاقي مساعدة هناك. دا نفس كلام السفارة اللي بطلت ترد علينا. أنا هسمع كلام الحكومة الأوكرانية لأنه دا الكلام اللي ممكن أطَّمن ليه دلوقت". 

لا تعلم سلمى المصرية المختبئة في أحد ملاجئ وسط كارخيف، بينما يتوالى القصف الروسي فوق رأسها، ماذا سيحدث غداً. ومع ذلك لديها أمل بالنجاة. تقول: "أتمنى أن لا تتخلى السفارة عنا. أنا منتظرة هنا"

نهايات مفتوحة

بينما أكتب شهادتي الآن، يزداد الوضع سوءاً في أوكرانيا، وما زال طلاب مصريون في مخابئ خاركوف. كلما تحدثت إليهم انتفض قلبي ألماً من أصوات القصف التي لا تكاد تنقطع بينما أطمئنهم بالقول إن كل شيء سيكون بخير. هناك أيضاً المصري أحمد خالد الذي يسير الآن هو وزملاؤه من مدينة لفيف باتجاه الحدود البولندية، وقد نفد طعامهم وشرابهم وهم لا يزالون بعيدين عن الحدود فيما يقترب الليل ويشتد البرد. أبلغني أحمد أن اثنين من زملائه فقدا وعيهما من شدة الإعياء والعطش، ويخشى عليهما من الصقيع.

رين السورية وأفراد عائلتها كانوا في طريقهم بالسيارة إلى بولندا. ونتيجة القصف تركوها واستقلوا أتوبيس إلى مدينة تريوبل، وسينتظرون هناك وهم لا يعرفون أين سيبقون في درجة حرارة تنخفض إلى نحو سبع درجات تحت الصفر في الليل.

وهناك العالقون في محطات المترو، ومع ساعات الحظر الطويلة سينفد الطعام والماء اللذان في حوزتهم. شاب يدعى أيضاً أحمد موجود حالياً في محطة مترو botanichny sad يقول إن "الوضع صعب للغاية. خارج المحطة قصف وضرب. أما داخلها فأجساد المختبئين من القصف تتكدس. التهوية سيئة، والأطفال لا يكفون عن البكاء".

ولا تعلم سلمى المصرية المختبئة في أحد ملاجئ وسط كارخيف، بينما يتوالى القصف الروسي فوق رأسها، ماذا سيحدث غداً. ومع ذلك لديها أمل بالنجاة. تقول: "أتمنى أن لا تتخلى السفارة عنا. أنا منتظرة هنا"**.

--------------------------------

(*) تم تغيير الاسم بناء على طلب المصدر

(**) يحتفظ رصيف22 بصور وتسجيلات المحادثات التي جرت عبر المجموعات أو مع كاتبة الموضوع مباشرة ويمتنع عن نشرها لعدم الحصول على موافقة جميع أفراد الأسر والطلاب المشاركين في المحادثات.

إنضمّ/ي إنضمّ/ي

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard