شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ضمّ/ ي صوتك إلينا!
أغلفة وعناوين الكتب الأكثر جرأة وإثارة للجدل في 2021

أغلفة وعناوين الكتب الأكثر جرأة وإثارة للجدل في 2021

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

ثقافة

الخميس 10 فبراير 202210:00 ص

من وقت لآخر، يُفاجأ القارئ العربي ببعض الكتب الجريئة ذات العناوين المثيرة للجدل، والتي قد يصبو أصحابها لمكاسب تجارية، أو قد يكون محتوى الكتاب يستكشف مناطق غير مسبوقة. وفي العام الماضي ظهرت بعض هذه الأعمال التي حققت بالفعل رواجاً على مواقع التواصل الاجتماعي، وصارت حديث الجميع، سواء من باب الاستنكار والرفض أو الفضول والترقب.

سيكولوجية الإنسان المهزأ... كيرلس بهجت

أصدر الكاتب المصري كيرلس بهجت كتابه "سيكولوجية الإنسان المهزأ" ليتسبب في جدل واسع بين القرّاء الذين حاولوا أن يخمنوا ما يريده الكاتب من وراء هذا العنوان، وما إذا كان يسخر من الشخصية التي تتعرض للتنمر أو التعنيف باستمرار.

وأوضح كيرلس بهجت في مقدمة كتابه: "الكتاب ده بيتكلم عن الناس المؤدبة اللي مبتعرفش تعبر عن غضبها بأسلوب حازم أو ملحوظ... ضحايا التربية غير السوية والقناعات المغلوطة... المقهورين باسم الأخلاق والعادات الاجتماعية... سجناء وهم العالم المثالي!".

وأكمل: "الكتاب ده بيتكلم عن واحد ناجح بشكل كبير في شغله بس مبيقدرش يقول “لأ” لمديره المستغل. عن واحدة طيبة وذوق بس مبتعرفش تحمي حدودها أو خصوصيتها. عن إنسان صدق في قيم الخير والعدالة، لكنه مأخدش فكرة أن العالم برضه موضع للخبث والبغض والكره والظلم".

من وقت لآخر، يُفاجأ القارئ العربي ببعض الكتب الجريئة ذات العناوين المثيرة للجدل، والتي قد يصبو أصحابها لمكاسب تجارية، أو قد يكون محتوى الكتاب يستكشف مناطق غير مسبوقة. وفي العام الماضي ظهرت بعض هذه الأعمال التي حققت بالفعل رواجاً على مواقع التواصل الاجتماعي

المسحة... أشرف الخمايسي

تسبب غلاف كتاب "المسحة" للكاتب المصري أشرف الخمايسي، الصادر عن دار المؤسسة للنشر، في جدل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي، لأنه يسخر من الكاتب خالد منتصر، حيث ظهرت عليه صورة منتصر مرسومة على "مناديل تواليت".

الخمايسي دافع عن غلاف كتابه بعد الهجوم عليه من خلال حسابه الخاص وكتب: "خالد منتصر لم يكن لديه أي مانع في أن تقوم المجلة الفرنسية بنشر صور مسيئة للنبي محمد، معتبراً إياها حرية فكر، وعاب وسخر من الذين عارضوا الرسوم. وليت أتباعه فهموا درسه الأستنواري جيدا! فها هم اليوم ما إن رأوا غلاف كتاب عليه رسمة يعتبرونها مسيئة لشخص سيدهم، حتى هاجوا وماجوا يعترضون على حرّية تعبير الآخرين! هو خالد منتصر، قدّس الله سرّه، أفضل من الرسول؟!".

لنتعرّف معًا على 9 كتب عربية صادرة في عام 2021 صارت حديث الجميع، سواء من باب الاستنكار أو الرفض أو الفضول أو الترقب!

نهديات السيدة واو... وفاء بعتور

أشعلت الشاعرة التونسية وفاء بعتور، عاصفة من السخرية والغضب بين القراء والمثقفين، بعد إصدار ديوانها الجديد "نهديات السيدة واو"، لما يحمله الغلاف واسم الديوان من إيحاءات جنسية.

وسرعان ما صار الكتاب حديث الوسط الثقافي في تونس وخارجها أيضاً، ورأينا بعتور تظهر على شاشات التلفزيون لتردّ على منتقديها وتفكك ما في كتابها من بُعد "إيروسي"، وها هي تعلن عن صدور الجزء الثاني عبر صفحتها على فيس بوك: "شطحتي الثّانية من (نهديّات السّيّدة واو) تتوثّب للحياة، وستكون بإذن اللّه حاضرة في معرض تونس الدّولي للكتاب... شكراً لنهدي المولود من فم الشعر، شكراً لشعري المنثال من فم النهد، شكراً لأبٍ بارَكَني وبَسْمَلَ وألقى بيَ في جُبّ اللّغة، شكراً لكلّ أصدقائي القرّاء بلا استثناء، الدّاخل منهم للصّلاة أو الاستمناء. بكم يلتئم طين الوجود والمعنى والحُلم".

وعن سبب وضع صورتها "الإشكالية" على غلاف الديوان، تقول بعتور في تصريح لرصيف 22: "قررت وضع صورتي على الغلاف لسببين، ذاتي وموضوعي. الذاتي هو لإشباع غرور المبدعة والأنثى فيّ، أما الموضوعي لأحدث صدمة ودهشة فنية أنشق بها عن السائد الأدبي في تشكيل الهوية البصرية للكتاب، وأنتقم بشكل ما من ثقافة العامود الشعري وأوهام الجندرية المريضة".

أما عن تشبثها بتكرار مفردة "النهد" بالذات، فتبرر: "أزعم أن كلمة نهد دون سواها هي الرحم الدلالي التعددي الأخصب والأنجع والأمثل لإعادة الصياغة الفلسفية والجمالية للكون والموجودات. النهد في شعري تصميم لغوي بريء القصد". ونقرأ في الديوان على سبيل المثال: هذا نهدي في جانب اللّيل/ هشّ/ بشّ/ خَضِل/ ذَرِبٌ/ حيّ اللّسان/ وادع إلى فروته في إبطِكَ/ يتنشّق حِمْضه التّرابيّ المُزّ/ ويُكبِّرُ ماتِعاً: هو الحبّ سيّد الأديان.

لكن قبل أن نستوعب "جماليات" هذه القصيدة، تبادرنا بوعتور: "مجتمعاتنا العربيّة عموماً رغم حداثتها المزعومة، ترفض وتلفظ وتنتكس للأقلام الحرّة والجريئة والمختلفة والمجدّدة والفاضحة السّالخة للسّلطة والموروث والمستور الأنثروبولوجي الاجتماعي والفلسفي والنّفسي واللّغوي... فهي لا تزال حبيسة أطواق أخلاقويّة جندرية ذكورية غبيّة بائسة بائدة".

ماقدرش أهز جامد من غير ما أقول لحامد... أسامة غريب

أثار كتاب "ماقدرش أهز جامد من غير ما أقول لحامد" للكاتب المصري أسامة غريب، موجة من التعليقات الساخرة من العنوان، الذي اعتبر أنه مسيء ويُقلّل من المحتوى مهما كان جيداً. وقد عوّدنا الكاتب أسامة غريب على أسلوب متهكم لاذع نجده في الكتاب، على شكل مقالات ساخرة تدور حول الفن وكرة القدم والسينما وغيرها من المواضيع الشخصية. ويقول في تصريح لرصيف 22: "العنوان في رأيي لابد أن يكون جذاباً... أنا أكتب حتى أسعد نفسي وأشعر أن سعادتي ستنتقل للقارئ، فالمضمون جاد وليس هزلياً كما يعتقد البعض بالحكم على العنوان، واخترته من خلال قصة تكلمت عنها في الكتاب. هناك من اتهمني بالإسفاف وانحدار الذوق، ولكني أخاطب القارئ الذي يتابع أعمالي منذ سنوات طويلة ويعرفني جيداً، أما هذه الفئة التي تضيّق علينا الخناق فلا أهتم بها".

خصيان فلسفية في مائة نص ونص... إبراهيم محمود

الكتابة لدى الباحث السوري إبراهيم محمود تنقيب في المحظور، وها هو يعود بعنوان لا يقل وطأة عن عناوين كتبه السابقة: "خصيان فلسفية"، وقد عوّدنا على هذه العبارات "الجذابة" ذات الصبغة الجنسية والتي تجلب له كل مرة سيلاً من الانتقادات واللعنات مثل: "الجنس في القرآن" و"جغرافية الملذات" و"المتعة المحظورة".

تتجاوز مفردة الخصية هنا المعنى الحرفي للغة ذي المدلول الجنساني التقليدي، ويتناول ابراهيم محمود فكرة الاخصاء والذكورة في فكر وكتابات العديد من رجال الفكر، ولكل نصه الخاص ولوحته المرسومة بريشته، نجد على سبيل المثال: خصية الكندي، خصية الفارابي، خصية ابن سينا، خصية الفارابي، خصية ابن طفيل، خصية ابن عربي، خصية ابن رشد، خصية الغزالي، خصية ابن خلدون، خصية السهروردي.

ولا تنجو السيدات أيضاً من هذه النظرية، إذ يضيف الكاتب خصية سيمون دي بوفوار، خصية فاطمة المرنيسي، خصية أميرة حلمي مطر، خصية رجاء بن سلامة... إلخ. ولو نفتح الكتاب مثلاً على "خصية نوال السعداوي" سنقرأ: "التي تحمل أكبر خصية في داخلها منازلة الرجل الممتلئ ذكورة على حلبة الجنسانية تاريخياً".

ذكر شرقي منقرض... د. محمد طه

عندما أصدر الدكتور محمد طه كتابه "ذكر شرقي منقرض" أثار عاصفة من الجدل، وخاصة بين الرجال في مصر، وتساءل كثيرون عن هذا الشارب الكثيف الذي احتل الغلاف. ويحدد الكاتب الفرق بين الرجولة والذُّكورة، الذُّكورة هي النوع والرجولة هي الفِكر، الذُّكورة هي الجنس والرجولة هي السلوك، الذُّكورة هي البيولوجيا والرجولة هي الموقف.

ويضيف: "هذا الكتاب ليس عن الرجل الشرقي الذي سمعنا عنه وعرفناه قديماً، بل عن الذَّكَر الشرقي الذي تسلل إلينا مؤخراً وعاش بيننا بديلاً عنه، تلك النسخة الباهتة في ألوانها والمُشوَّهة في ملامحها، "الذُّكورية الشرقية"- بهذا الشكل وذلك السلوك- مرض صعب جدّاً، مش بس مرض، دي مُتلازمة مَرضية كاملة، تبدأ من تربية الآباء والأمهات لأبنائهم وبناتهم، وتنتهي نهايات مأساوية مُجحِفة للجميع".

ويقدّم الكاتب رؤية تحليلية عن سبب تفشي وظهور الذكورية الشرقية في المجتمع، وكيف تساهم كل الفئات في تعزيز وجودها، ويخلص إلى أن هذه الشخصية الدخيلة علينا إلى زوال مهما مر الوقت، وأن هذا الديناصور البشري (كما وصفه) ينبغي أن يقوم بتفكيك نفسه والتخلص من هذه الصفات على وجه السرعة.

لماذا يريد الرجل وترفض المرأة؟... د. شريف عرفة

عنوان مثير للفضول اختاره الدكتور شريف عرفة لأحدث كتبه الصادرة في عام 2021، وجعل تصنيفه العمري + 18 يزيد من فضول الجمهور حول المحتوى.

الكتاب مثل روشتة يقدمها الكاتب للأزواج الذين يريدون أن يعيشوا حياة جنسية سعيدة ومتجددة، ويتناول مواضيع مثل: الفرق بين غريزة الرجل والمرأة، الأفلام الإباحية، العادة السرية، علاج الفتور الزوجي، استحضار الرغبة، أورغازم المرأة، دم البكارة، تكوين الشخصية الجنسية، التحكم في القذف، أساليب التواصل الجنسي.

ويقول الكاتب في تصريح لرصيف 22: "الكتاب عن الثقافة الجنسية من منظور علم النفس الإيجابي، استناداً إلى دراسات وتجارب علمية. ستجدون مصادر أكاديمية مكتوبة في كل صفحة، وهذا ما جعل متخصصين مثل البروفيسور أحمد عكاشة يشيدون به. العنوان بالطبع لا يجب أن يكون ثقيل الظل أو رسمياً أو أكاديمياً، لأنني صحفي ورسام كاريكاتير وجزء من شغلي أن يكون الكتاب مُسلّياً وبسيطاً. هذا ضروري في عملي، خاصة وأن الفكرة التي يحملها العنوان مذكورة باستفاضة في الكتاب ضمن قضايا أخرى كثيرة، مثل ختان الإناث والأفلام الإباحية وغيرها... كله من منظور علمي بحت".

THINK LIKE أمينة ACT LIKE أنجلينا... مها سامي

كان كتاب الدكتورة مها سامي من أكثر الكتب جذباً العام الماضي لما يحمله الغلاف من تناقض، حيث جمعت الكاتبة بين نجمة هوليود أنجلينا جولي وبين الفنانة آمال زايد والتي جسدت شخصية أمينة في فيلم "بين القصرين". وتقول في تصريح لرصيف 22 إنها اختارت هذا العنوان لأنه يعكس تناقض الرجل الشرقي الذي يرغب في امرأة تكون "دلوعة" وتتصرف بخفة وفقاً لهواه، ولكنه في الوقت ذاته يريدها أن تحتويه كأم رصينة، وقد سمح له المجتمع أن يفكر بهذه الطريقة ومهّد له ذلك باسم الدين. وتضيف مها سامي أنها أرادت من خلال الكتاب أن تكشف عن الخلل الذي يسود المجتمعات العربية، وعن العلاقات غير السوية.

هل يريد الرجل العربي من شريكته أن تتمايل وتتقلب بين أدوار مستحيلة؟ كأن تكون زوجة صالحة لكن رهن إشارته وساخنة في الفراش، نداً له، متحررة، تتحمل المسؤولية وفي نفس الوقت مطيعة كدمية؟

نساء في مخدع داعش

في حوار مع رصيف 22 تقول الكاتبة والصحفية عبير عبد الستار، إن فكرة الكتاب بدأت بمقال عن دور السيدات في التنظيمات الإرهابية، قررت أن تتوسع فيه وقامت بجمع المعلومات من مصر وخارجها لمدة ستة أشهر، ثم قسمته إلى فصول، بعدما عرفت أن هؤلاء النسوة اللواتي تحولن إلى آلة للقتل، يحملن جنسيات مختلفة، ومنها "ألمانيات في دولة داعش – مهاجرات – سودانيات " نجد أيضاً فصلاً عن كيفية تجنيدهن ودورهن في التنظيم، وآخر بعنوان "مراهقات في مخدع داعش"، وأخريات كن يعملن في لجان العقاب.

وعن اختيار عنوان الكتاب تقول المؤلفة لرصيف22: "أقصد بكلمة مخدع السرير وجزء من الخداع الذي يتعرضون له".

ويسلط الكتاب الضوء على الدور الخفي الذي تلعبه النساء ذوات الميول المتطرفة في هذه الجماعات، وهو لا يقتصر على كون المرأة زوجة أو أماً، بل لها دور فعال في استقطاب غيرها من النساء للجماعة. والعنوان أقرب للواقع منه إلى لفت الانتباه المجاني، فهناك فصل تحدثت فيه الكاتبة عن المثقف الوسيم الذي يجذب الفتيات المراهقات للتنظيم، من خلال مداعبة مشاعرهن ودغدغة أحاسيسهن بكلمات العشق والغرام، كذلك كان اللعب على الظروف الاجتماعية والنفسية الصعبة التي تعاني منها بعض الفتيات، مثل انفصال الأسر أو المدمنات أو فتيات الليل، واستقطابهن عن طريق إقناعهن بدخول الجنة والفوز بالآخرة.

إنضمّ/ي إنضمّ/ي

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard