شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ضمّ/ ي صوتك إلينا!
بعد تعهّد بن سلمان بالقضاء على التطرف... هكذا تطوّر خطاب رجال الدين السعوديين

بعد تعهّد بن سلمان بالقضاء على التطرف... هكذا تطوّر خطاب رجال الدين السعوديين

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

سياسة

السبت 4 ديسمبر 202110:38 ص

أثار ظهور إمام المسجد الحرام السابق، الشيخ عادل الكلباني، في الإعلان الترويجي لموسم الرياض الترفيهي، الجدل، ليصبح حديث مواقع التواصل الاجتماعي، متصدراً أكثر المواضيع تداولاً على تويتر في المملكة، على محركات البحث لأيام؛ إذ ظهر مرتدياً زياً عسكرياً، وهو يقود المعركة خلال مقطع ترويجي للّعبة الافتراضية، "كومبات فيلد"، إلى جانب خبير الفلك، خالد الزعاق، وعدد من نجوم كرة القدم والفنانين، مثل: محمد الدعيع، وسعيد العويران، وخالد عبد الرحمن.


وشهدت مواقع التواصل أخذاً ورداً بين مؤيدٍ لظهور الكلباني ومتابعيه، ومعارضٍ له، واتهمه مغرّدون بالتحول من إمامٍ للحرم، إلى مهرّج وممثلٍ وداعمٍ لأهل الباطل، ونشر الفساد، وسخر بعضهم من الأمر، متوقّعين أن تشارك هيئة كبار العلماء في موسم الرياض القادم، في حين مدح آخرون الإعلان، وطريقة الإخراج، إلاّ أن الكلباني ردّ على منتقديه عبر تويتر، بالسؤال: "الرماية فيها مخالفة لأمر الله ورسوله؟".

وعقب نشر تركي آل الشيخ، رئيس هيئة الترفيه السعودية، لمقطع الفيديو الترويجي، علّق الكلباني عبر حسابه على "تويتر"، الذي يبلغ عدد متابعيه حوالي 6.5 مليون شخص، قائلاً: "ظنّك يمدي أروح لهوليود؟"، ليرد آل الشيخ: "صراحةً، أنا عن نفسي بحسب حسابك يا غالي في أي شي قدام".

"الرجل أو المرأة مطالبان بأن يفعلا ما يتقناه، فإذا أتقنت الرقص فارقص، وإذا أتقنت التصفيق صفّق، وإذا أتقنت الغناء غنِّ"

ولم يكن الظهور الأخير للكلباني بمعزلٍ عن سلسلة من الفتاوى الجريئة التي أعلنها مؤخراً، إذ أباح الموسيقى والغناء، متبرّئاً من فتواه السابقة التي كانت تُحرّم مثل هذه الأمور، وأباح كذلك الرقص، والتصفيق، والغناء، خلال حضور الحفلات، قائلاً إن "الرجل أو المرأة مطالبان بأن يفعلا ما يتقناه، فإذا أتقنت الرقص فارقص، وإذا أتقنت التصفيق صفّق، وإذا أتقنت الغناء غنِّ"، كما أجاز إنشاء دور السينما في المملكة، وأحلّ التمثيل للمرأة، في الأفلام والمسلسلات، مشترطاً أن تكون محتشمة.

لسنواتٍ، عانت النساء السعوديات من حرمانهن من قيادة السيارات، ولكن حين صدر الأمر الملكي بالسماح لهن بالقيادة، سارع مفتي المملكة، إلى الترحيب بالقرار

لسنواتٍ، عانت النساء السعوديات من حرمانهن من قيادة السيارات، ولكن حين صدر الأمر الملكي بالسماح لهن بالقيادة، سارع مفتي المملكة، الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ، إلى الترحيب بالقرار، مؤكداً أن "قيادة المرأة للسيارة ليست فيها أي مخالفة شرعية، والمجتمع السعودي مهيّأ لقبول المرأة خلف عجلة القيادة".

وتتّسق تلك الفتاوى مع توجهات ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، الساعي إلى تعزيز سلطته من خلال تقديم نفسه كإصلاحي، وممثل لآمال الشباب وطموحاتهم، معلناً عن رغبته في تجديد الخطاب الديني، والانفتاح، والتحرر، وتقديم نموذج للإسلام المعتدل، وتخفيف القيود المفروضة على النساء في السعودية التي سيطرت عليها أفكار الوهابية، وتيارات الصحوة، لعقودٍ، عادّاً أن التحرر الاجتماعي لبلاده، أحد الأجزاء الحيوية لخطة التحديث الاقتصادي الراديكالية، وفقاً لرؤية 2030. 

الاعتذار عن أخطاء "الصحوة"

وشهدت السعودية سلسلةً من إجراءات الانفتاح الاجتماعي، بعد عقودٍ من الانغلاق، واضطهاد المرأة بغطاءٍ ديني؛ إذ جرّدت، في عام 2016، الحكومةُ السعودية الشرطةَ الدينية من سلطاتها الكثيرة، وتم رفع الحظر عن قيادة النساء للسيارات، والسماح لهن بحضور المباريات، وتم افتتاح دور السينما بعد حظرٍ دام 35 عاماً، وعادت الموسيقى إلى الأماكن العامة، كما أصدرت وزارة العدل السعودية سلسلة إجراءات لتمكين النساء المضطهدات من تزويج أنفسهن، إذا ما واجهن رفض العائلة لخُطّابهن، ورغباتهن في إتمام الزواج تحت أي ظرف، بينما أعلنت وزارة الداخلية السعودية، عن السماح للنساء فوق الـ21 سنةً، باستخراج جوازات سفر بأنفسهن، والسفر إلى الخارج، من دون الحاجة إلى موافقة مسبقة من أولياء الأمور.

مؤخراً، قدّم الداعية السعودي الشهير، الشيخ عائض القرني، مراجعةً فكريةً على الهواء، عبر برنامج "الليوان"، على فضائية "روتانا خليجية"، للأفكار التي كان "يعتقدها، هو ومجموعة من دعاة الصحوة، ويروّجون لها في الماضي، والتشدد والأمور التي خالفت سماحة الإسلام، والدين المعتدل الوسطي، وضيقت على الناس"، مضيفاً: "أنا الآن مع الإسلام المعتدل الوسطي المنفتح على العالم، الذي نادى به سمو ولي العهد، محمد بن سلمان، والذي هو ديننا".

عائض القرني: أنا الآن مع الإسلام المعتدل الوسطي المنفتح على العالم، الذي نادى به سمو ولي العهد، والذي هو ديننا

ومنذ ستينيات القرن الماضي، سيطر تيار "الصحوة الإسلامية"، على مفاصل الحياة في السعودية، إلى جانب التيارات السلفيّة والوهابيّة، وتعود جذوره إلى الخمسينيات، حين فرّ الآلاف من جماعة الإخوان المسلمين إلى المملكة إبّان حكم الملك فيصل بن عبد العزيز، ونشروا فيها أيديولوجيتهم، التي امتزجت بالثقافة الدينية السعودية.

القرني الذي ظهر ضيفاً على شاشة "روتانا خليجيّة"، مع الإعلامي عبد الله المديفر، قبل عامين من الآن، تبرّأ من انتماءاته السّابقة كلها، مؤكداً أنه أصبح سيفاً من سُيوف الدولة، مقدّماً الدعم الديني لولي العهد السعودي الشّاب، معلناً أنه لا مكان للمنطقة الرماديّة بعد اليوم، وأن الحياد خيانة.

سابقاً، أفتى ذیاب بن سعد الغامدي، أحد أقطاب الوهابية، بتحريم كرة القدم، قائلاً: "لا أشُكُّ طَرْفَةَ عَيْنٍ أنَّ (كُرَةَ القَدَمِ): لَهِي أشَدُّ حُرْمَةً وضَرَرًا مِنَ الخَمْرِ، والمَيْسِرِ، والقِمَارِ"

وأباح الداعية السعودي، الشيخ عبد الله المعيوف، استقلال الفتاة، وعيشها في سكنٍ آخر وحدها، عقب بلوغها سن الرشد، عادّاً الأمر حقاً مشروعاً، وهي فتوى شكّلت مفاجأةً للمجتمع السعودي المحافظ.

وسابقاً، أفتى ذیاب بن سعد الغامدي، أحد أقطاب الوهابية، بتحريم كرة القدم، قائلاً: "لا أشُكُّ طَرْفَةَ عَيْنٍ أنَّ (كُرَةَ القَدَمِ): لَهِي أشَدُّ حُرْمَةً وضَرَرًا مِنَ الخَمْرِ، والمَيْسِرِ، والقِمَارِ الَّذِي أجْمَعَ أهْلُ العِلْمِ عَلَى تَحْرِيْمِها"، إلاّ أن دعاة السعودية، ومشايخها، غيّروا موقفهم من اللعبة الأكثر شعبيةً حول العالم، إلى النقيض تماماً، حتى أن الشيخ السعودي صالح المغامسي، قد أجاز إفطار شهر رمضان للاعبي منتخب بلاده، خلال مشاركتهم في كأس العالم 2018 في روسيا.

وسابقاً، نهى الداعية السعودي، محمد العريفي، المحسوب على تيار الصحوة، عن زيارة مدائن صالح، وآثار قوم ثمود، الواقعة على مساحات من محافظة العلا في شمال غرب السعودية، قائلاً في لقاء تلفزيوني: "أستغرب ممن يذهبون للسياحة في العلا، ومدائن صالح، ثم يقومون بالتصوير، ويتضاحكون في ديارٍ أصابتها لعنة، بينما الواجب على الداخل إليها أن يبكي"، إلاّ أنه عاد وظهر في المدائن، مروّجاً لفعاليات مهرجان "شتاء طنطورة"، متحدثاً عن فوائد السفر، بينما يتجوّل بين قصر الفريد، ومسرح مرايا، وجبل عكمة.

الاعتقال لمعارضي الانفتاح

في وقتٍ سابق، تعهد الأمير محمد بن سلمان، بما أسماه "العودة إلى الوسطية والاعتدال والقضاء على التطرف"، في إشارة إلى تمرّده على الوهابية، وقال ولي العهد السعودي، خلال منتدى "مبادرة مستقبل الاستثمار" في الرياض: "نحن فقط نعود إلى ما كنّا عليه، الإسلام الوسطي المعتدل المنفتح على العالم، وعلى جميع الأديان"، مضيفاً: "لن نضيّع 30 سنة من حياتنا، بالتعامل مع أفكار مدمّرة، وسوف ندمّرها اليوم وفوراً"، موضحاً أن هذه الأفكار بدأت تدخل إلى السعودية في العام 1979، في إطار مشروع "صحوة" دينية.

حذّر الداعية السلفي، عبد العزيز الريس، أحد أقطاب التيار "الجامي" في السعودية، من أي فتوى قد تدفع الناس للخروج على الحاكم، محرّماً انتقاد الأخير علناً، "ولو أقدم على الزنا وشرب الخمر"

بدوره، حذّر الداعية السلفي، عبد العزيز الريس، أحد أقطاب التيار "الجامي" في السعودية، من أي فتوى قد تدفع الناس للخروج على الحاكم، محرّماً انتقاد الأخير علناً، "ولو أقدم على الزنا وشرب الخمر على شاشات التلفزيون".

ولجأ ولي العهد إلى أسلوب الاعتقال بحق من يعارض خطة الانفتاح الاجتماعي في المملكة، والذي تسارعت وتيرته منذ أصبح ولياً للعهد في العام 2015؛ إذ جرى توقيف عددٍ من رجال الدين السعوديين، أبرزهم: سلمان العودة، والدكتور عوض القرني، والدكتور علي العمري، وعلي بادحدح، ومحمد موسى الشريف.

يُعدّ كلٌّ من العودة والقرني، أحد أبرز وجوه الصحوة في السعودية، ويواجه كلاهما خطر الإعدام بتهم مختلفة

ويُعدّ كلٌّ من العودة والقرني، أحد أبرز وجوه الصحوة في السعودية، ويواجه الأول 37 تهمةً منها: "الإفساد في الأرض"، و"الدعوة إلى تغيير الحكومة السعودية، والانضمام إلى جمعيات ومنظمات عالمية، وتأليب الرأي العام، وإثارة الفتنة". ووفقاً لنجله عبد الله العودة، فقد طالبت النيابة العامة بإعدامه، بينما يواجه الثاني خطر الإعدام، بتهم التعاطف مع المحتجزين في القضايا الأمنية، والدعوة إلى إطلاق سراحهم، وتشهيره بالدولة، وسياساتها، وقوانينها.

ويُعدّ محمد بن سلمان، الحاكم الفعلي للمملكة؛ إذ يتولى مناصب نائب رئيس الوزراء، ووزير الدفاع، ورئيس صندوق الاستثمارات العامة، ورئيس مجلس الشؤون السياسية والأمنية، ورئيس مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية في البلاد.

شرعية دينية للقرارات السياسية

في مقدّمته الشهيرة، يقول مؤسس علم الاجتماع، ابن خلدون، إن "العرب لا يحصل لهم الملك إلا بصبغةٍ دينية من نبوّة، أو ولاية، أو أثر عظيم من الدين على الجملة؛ والسبب في ذلك أنهم لخلق التوحش الذي فيهم، أصعب الأمم انقياداً بعضهم لبعض، للغلظة والأنفة وبعد الهمة والمنافسة في الرياسة. فقلّما تجتمع أهواؤهم‏.‏ فإذا كان الدين بالنبوّة، أو الولاية، كان الوازع لهم من أنفسهم، وذهب خلق الكبر والمنافسة منهم، فسهل انقيادهم واجتماعهم".

ومنذ عام 1744، بدأ التحالف بين العائلة المالكة السعودية، والشيخ محمد بن عبد الوهاب، في الدولة السعودية الأولى، وحمل مقاتلو الوهابية رايات التوحيد التي أصبحت علم المملكة، وأخذ التحالف بينهما شكل المصاهرة حين تزوّج الملك عبد العزيز من ابنة الشيخ عبد الله بن عبداللطيف آل الشيخ، وبلغ نفوذ مشايخ الوهابية درجةً دفعت الملك المؤسس لمنع استخدام المذياع والتلغراف، بعدما أفتوا له بتحريم استخدامهما.

منذ عام 1744، بدأ التحالف بين العائلة المالكة السعودية، والشيخ محمد بن عبد الوهاب، في الدولة السعودية الأولى، وحمل مقاتلو الوهابية رايات التوحيد التي أصبحت علم المملكة

واستمر التحالف لعقودٍ، وصولاً إلى محمد آل الشيخ في الدولة السعودية الثالثة، واستمدّت العائلة نفوها السياسي من الدعم الديني للوهابية، التي لعبت أيضاً دوراً بارزاً في الصراع على السلطة بين الملك سعود وشقيقه فيصل، وكانت لها الكلمة الفصل عندما أصدر مفتي السعودية الأسبق، الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ، في 2 نوفمبر/ تشرين الثاني عام 1964، فتوى بخلع الملك سعود، وإحلال شقيقه فيصل مكانه.

وسبق أن قدّمت الوهابية الغطاء الشرعي للسلطة، لتمرير قرارها بالتحالف مع الولايات المتحدة، ونشر القوات الأمريكية على الأراضي السعودية، عقب اجتياح جيش الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين الكويت، عام 1990، إذ أصدرت لجنة من علماء الدين ترأسها المفتي الراحل الشيخ عبد العزيز ابن باز، فتوى تجيز ذلك، على الرغم من كون القرار يشكّل تفريطاً بصلب عقيدة الوهابية، وتحديداً مبدأ "الولاء والبراء"، كما أجرت السعودية حينها تعديلات على المناهج الدينية، حذفت من خلالها الآيات المتعلقة بالولاء والبراء، كي لا ترى فيها الحكومة الأمريكية عداءً لها.

الفكر يُعالَج بالفكر

من جهته، يؤكد المحلل السياسي والباحث في شؤون الجماعات الإسلامية، عمرو عبد المنعم، لرصيف22، أن "الانفتاح الاجتماعي الذي بدأت تشهده المملكة، يحتاج إلى الكثير من الفهم والدقة في التعامل معه، لأن هناك من يحاول أن يسوّق لتقديم السعودية بذلك نموذجاً يضاهي النموذج الغربي للانفتاح، ويؤثر على طبيعة المجتمع السعودي، وتكوينه، على الرغم من أن السعوديين ناقشوا كثيراً تلك القضايا، بأبعادها المختلفة، قبل التعامل مع الحركة الوهابية في الداخل، مثل: قضايا المرأة، والفن، والموسيقى، وغيرها، وذلك في وقتٍ سابقٍ من تطبيقها حالياً".

الانفتاح الاجتماعي الذي بدأت تشهده المملكة، يحتاج إلى الكثير من الفهم والدقة في التعامل معه، لأن هناك من يحاول أن يسوّق لتقديم السعودية بذلك نموذجاً يضاهي النموذج الغربي

ويوضح عبد المنعم، أن "التيار الوهابي هو أيديولوجيا، بينما السعودية دولة سياسية لها باع طويل في التعامل مع القضايا السياسية والإقليمية، منذ نشأتها وحتى الآن، بينما عفى الزمن على الوهابية فكراً وأيديولوجيا، لذا تحاول السلطة التخلّص منها، من الناحية السياسية، وليس العقائدية، لكن الفكر الوهابي لا يزال متغلغلاً في جذور المؤسسات وأروقة الحكم، بينما تخلّصت من تأثيرها السياسي".

ويضيف: "التعامل مع تيارات الصحوة، لا زال يحتاج إلى وقتٍ طويل، بسبب التغلغل داخل المؤسسات الدينية والشرعية، والمجتمع نفسه، ويجب تقديم رؤية جديدة تردّ على الحركات الدينية، بعيداً عن المواجهات الأمنية والإعلامية، فالأمر يتطلب المواجهة الفكرية، لأن الفكر لا يعالَج إلاّ بالفكر، والمشروع الحضاري، لا سيما أن الحركات الإسلامية الآن أصبحت عالميةً، ويتطلب التعامل معها وجود إستراتيجية عربية موحدة".

ويشير الخبير السياسي إلى أن "الخطاب الديني في السعودية لا يزال تقليداً معتمداً من قبل الشيخ الذي يُدرّس العلوم الشرعية، ويعتمد على الاتصال المباشر، في الوقت الذي يسود فيه الخطاب الرقمي التوعوي الذي يؤثّر في الشباب، والأجيال الحديثة"، لافتاً إلى أن "المجتمع العربي والإسلامي تطور تطوراً كبيراً، وإذا لم تنتهج المملكة نهجاً جديداً في التعامل مع قضايا الإسلام السياسي، فسوف يؤثر ذلك على بنية المجتمع السعودي، والمجتمعات الإسلامية التي تتخذها نموذجاً وقدوةً، لوجود الحرمين الشريفين فيها".

المجتمع العربي والإسلامي تطور تطوراً كبيراً، وإذا لم تنتهج المملكة نهجاً جديداً في التعامل مع قضايا الإسلام السياسي، فسوف يؤثر ذلك على بنية المجتمع السعودي

ويرى عبد المنعم أن "الحل الجذري لمشكلات السعودية، يكون عبر تفكيك الخطاب المتطرف المتشدد الذي يؤدّي إلى الإرهاب والتعامل مع معضلات الخطاب الديني بشكلٍ حديث، عبر إدخال العلوم الاجتماعية والسياسية والنفسية والاجتماعية والاقتصادية في مناهج الدراسة الدينية، من أجل معرفة الظواهر بطريقة سليمة محايدة، وفقاً لما يخص كل مجتمع، وأن يكون هناك خبراء ومتخصصون في تفكيك ذلك الخطاب، ليصبّ في الجيل الجديد من خلال مؤسسات واعية تضع له إطاراً منهجياً ينطلق نحو المستقبل، وفقاً للتحديات الرقمية".


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard