شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

اترك/ ي بصمَتك!
نصيحة شخصية: تواصلي مع عيون حبيبك في أثناء ممارستك الجنس

نصيحة شخصية: تواصلي مع عيون حبيبك في أثناء ممارستك الجنس

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

رأي

الأربعاء 10 نوفمبر 202109:34 ص


"ما ترفعيش عينيكي فيّا"؛ كلمة تسمعها المرأة العربية أكثر من مرة، سواء من أبيها، أو من أخيها الأكبر، وتُقال عادةً عندما تحاول المرأة تبرير موقفها، أو مناقشة الطرف الذكوري الآخر، وهي ناظرة في عينيه، وحتى إن كانت على حق، "فرفع العين"، أو النظر في عين الأخ والأب في أثناء المناقشة، يندرج، من وجهة نظر السلطة الأبوية، تحت بند التحدي، و"قلة الأدب".

"ما بترفعش عينها من على الأرض"؛ جملة تُقال عن المرأة، حين يريد أحد مدحها، أو وصفها بالأخلاق، وكأن عدم تواصل المرأة بالعين، دليل على احترامها للآخرين، ووسيلة لاستحقاقها رضا المجتمع، أو الحصول على شريك حياة، خاصةً وأن تلك الجملة عادةً ما تقال في حالة عدّ المواصفات الحسنة في المرأة، كزوجة مستقبلية.

التواصل بالعين ليس أمراً هيّناً على المرأة العربية، وقد أدركت هذا تماماً حين ممارستي تمارين التمثيل على يد الممثل أحمد كمال، والتي تتطلب مني أن أتواصل بالعين مع أحد زملائي في التدريبات لفترة طويلة، ودائماً كنت أنا الخاسرة في هذا التمرين، وبمراقبتي لبقية زميلاتي، اكتشفت المشكلة نفسها لديهن.

راقبت ابتسامات النصر على وجوه الرجال المتدربين معنا، وكأنهم "كسروا عين" زميلاتهم، وشعرت بالغضب، وأتيت إلى التدريب التالي مستعدةً تماماً، وأقسمت أنني لو لم أفز في هذا التدريب، هذه المرة، لن أعود إلى الستوديو مرة أخرى، ولكني فزت، وأنا أرتعش وأتوتر أمام نظرات زميلي الثاقبة، وأمعائي تصدر أصواتٍ من شدة الارتباك، ولكني صمدت، والتحدي في عيني جعل الموقف محرجاً، وموتِّراً لزميلي، فأبعد عينه، وفزت أنا.

"ما بترفعش عينها من على الأرض"؛ جملة تُقال عن المرأة، حين يريد أحد مدحها، أو وصفها بالأخلاق، وكأن عدم تواصل المرأة بالعين، دليل على احترامها للآخرين، ووسيلة لاستحقاقها رضا المجتمع، أو الحصول على شريك حياة

الفكرة أنهم، أي الرجال، كانوا يفوزون لأنه لم تكن هناك منافسة من الأساس، فالمتدربات لم يصمدوا طويلاً ليختبروا قدرة الرجال على الصمود، ومن هذا اليوم لم أضع عيني في الأرض أبداً.

ولكن بعد أن كبرت، وأصبحت لي حياة جنسية، أدركت أن هناك مشكلة بالفعل في التواصل بالعين بين الرجل والمرأة، وفي أثناء ممارسة الجنس بالأخص، وهذا أمر كان غريباً جداً عليّ. كنت أود أن أفهمه، خاصةً بعد أن شاهدت العديد من الأفلام الرومانسية، والتي تجسد ممارسة الجنس بين المحبين، وفيها تواصل بالأعين، خاصةً في رحلة الوصول إلى الأورغازم. ولكن بعد تفكير، أدركت أن الأمر أشبه بتدريب التمثيل، فالرجال لم يتعودوا أن تنظر إليهم المرأة في عيونهم، في الأوقات العادية، وعندما تنظر إليهم في أثناء ممارسة الجنس يرتبكون، ويشعرون بأنهم تحت المنظار، وقد يشيحون بأعينهم، أو يفقدون انتصابهم، أو يختارون وضعاً جنسياً لا يضعهم تحت منظار شريكتهم.

مثل أي شيء في حياتي، كافحت للوصول إلى هذا الشعور؛ أن تكون العين في العين في أثناء ممارسة الجنس، وفي أثناء التواصل الجسدي في أبهى وأرقى صوره، وأن يكون هذا التواصل روحياً وجسدياً في الوقت نفسه؛ ألا يقولون أنّ "العين نافذة الروح؟".

 بعد أن كبرت، وأصبحت لي حياة جنسية، أدركت أن هناك مشكلة بالفعل في التواصل بالعين بين الرجل والمرأة، وفي أثناء ممارسة الجنس بالأخص، وهذا أمر كان غريباً جداً عليّ.

عندما تنظرين في عين شريكك، في أثناء ممارسة الجنس، ستكون لحظة تواصل فريدة، والأولى من نوعها بينكما، وستكشف لكِ الكثير عن علاقتك بالطرف الآخر، فإن لم يكن هناك حب، أو قدر لا بأس به من المشاعر الطيبة بين الطرفين، لن يستطيعا الاستمرار في ممارسة الجنس، والعين في العين، فالعين دائماً تفضح.

وإذا كان طرف من الطرفين عادةً ما يتخيل شخصاً آخر في أثناء ممارسة الجنس، ليثير نفسه، فلن يكون هذا متاحاً في تلك اللحظة، كما أن التواصل بالعين سيكون بمثابة عجلة القيادة للعملية الجنسية، التي من خلالها تستطيعين توجيهه من دون أي كلام، إلى ما تحتاجينه في تلك اللحظة، حتى تصلي إلى الأورغازم، وحتى إن تكلمتِ، فسيكون كلامك همساً ورومانسياً، وكأنك تناجين حبيباً.

عندما تحدثت مع واحدة من صديقاتي عن هذا الأمر، وهي متزوجة ولديها ثلاثة أبناء، أخبرتني بأنها طوال فترة زواجها التي دامت ما يزيد عن العشر سنوات، لم تنظر في عين زوجها في أثناء ممارسة الجنس، موضحةً لي أنها كانت ستموت "من الكسوف"، لو فعلت ذلك، مؤكدةً لي أنها لا تريد من الأساس أن يرى ملامح وجهها وهي في لحظات المتعة، والنشوة، أو الوصول إلى الأورغازم، خوفاً من أن تكون ملامحها "مضحكةً"، أو "غريبةً" في هذا الوقت، ولم أنجح في إقناعها حتى بالمحاولة، أو بمناقشة الأمر مع زوجها.

أنا لا ألومها، فـ"كسرة العين" تلك التي تربينا عليها، في تفاصيل صغيرة في الحياة، مثل النقاش مع من يملك السلطة الأبوية؛ ستكون أضعافاً مضاعفةً، حين يصل الأمر إلى ممارسة الجنس، فهو أمر "مخجل" بالنسبة إلى الكثيرات من النساء اللواتي ينظرن إلى متعتهن، وملامحهن في أثناء ممارسة الجنس، على أنها شيء يجب أن يُخفى، ولا يجهر به.

مثل أي شيء في حياتي، كافحت للوصول إلى هذا الشعور؛ أن تكون العين في العين في أثناء ممارسة الجنس، وفي أثناء التواصل الجسدي في أبهى وأرقى صوره، وأن يكون هذا التواصل روحياً وجسدياً في الوقت نفسه؛ ألا يقولون أنّ "العين نافذة الروح؟"

والتحرر من تلك القيود التي فُرضت على نساء المجتمع العربي، في التعبير عن أنفسهن، والتواصل بالعين من دون خوف، والتي كان لها أثر كبير في قدرتهن على التعبير جنسياً عن أنفسهن، فهن لا يردن لشركائهن أن يروهن في هذه الحالة، وكأنها "وصمة"، أو "فضيحة" إن تقلصت ملامحهن، وظهر في عيونهن الشوق، والرغبة في أثناء ممارسة الجنس.

في الثقافة الهندية القديمة، هناك مفهوم يُطلق عليه "التانترا"، وكلمة "تانترا" هي كلمة في اللغة السنسكريتية، وهي لغة هندية قديمة، وتعني "منسوجين معاً"، أو "نسيجاً واحداً"، وهي دلالة على الغرض منها في أثناء ممارسة الجنس بين الرجل والمرأة، إذ يتوحّد الشريكان جسدياً وروحياً في نسيج واحد، ويتحولوا إلى كيان روحاني واحد منسوج بدوره مع القوى الكونية العليا، أو الإله. تلك باختصار هي فكرة التانترا الهندية، وكل من جرّب تمرينات التانترا شعر بتطور جيد مع شريكه، سواء في حياتهما الجنسية، أو في الحياة اليومية العادية إذ يشعر كل منهما بأنه يذوب في الآخر.

التواصل بالعين مع شريكك في أثناء ممارسة الجنس، تجربة جسدية وروحية فريدة تستحق منكِ أن تجربّيها.

ومن أشهر تمارين التانترا التي يمكنك أن تبدأ بها مع شريكك، إذا كنت تودّ اكتشاف هذا العالم الجديد: اجلس/ ي أمام شريكك، وأنتما ترتديان ملابسكما، ثم تفرس/ ي في عينيه/ ا بدقة، واختار/ ي عيناً واحدةً من عيني شريكك لتركز/ ي كل طاقتك عليها، وتأملها/ تأمليها جيداً، فالعين هي نافذة الروح، ولا تحاول/ ي نقل عينك بين عينيه/ ا الاثنتين، وركّز/ ي في عين واحدة فقط، حتى لا تشتت/ ي نفسك وتركيزك، وعلى شريكك أن يفعل/ تفعل بالمثل، ثم نسّقا أنفاسكما معاً؛ الشهيق مع الشهيق، والزفير مع الزفير، وبعد دقيقة قوما بالتبديل، فلو كان شريكك يقوم/ تقوم بالشهيق، قم/ قومي بالزفير، وهكذا. قم/ قومي بهذا التمرين مع شريكك على الأقل لمدة عشر دقائق.

هذه الثقافة القادمة إلينا من زمن بعيد، تخبرنا كما أخبرك الآن، بضرورة التواصل بالعين مع شريكك في أثناء ممارسة الجنس، أو حتى خارج هذا الإطار، والتمرين السابق يمكن أن يبدأ به الشريكان اللذان يجدان صعوبةً في تنفيذ التواصل بالعين في أثناء ممارسة الجنس مباشرةً، وسيكون بمثابة تدريب لهما على كسر هذا الحاجز بينهما.

التواصل بالعين مع شريكك في أثناء ممارسة الجنس، تجربة جسدية وروحية فريدة تستحق منكِ أن تجربّيها، وستكون بمثابة عامل تغيير إيجابي في حياتكما الزوجية ككل. في أحد تصريحاته الإعلامية، كان النجم توم هانكس يوجّه جملةً إلى جماهيره كنصيحة، مفادها:" عليك أن تتحدث... عليك أن تسمع... عليك أن تضحك… وعليك أن تمارس يوجا التانترا"، وقد تفسّر هذه النصيحة حياة توم هانكس الزوجية السعيدة، والتي استمرت ما يزيد عن 25 عاماً.

إنضمّ/ي إنضمّ/ي

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.



* يعبّر المقال عن وجهة نظر الكاتب/ة وليس بالضرورة عن رأي رصيف22

Website by WhiteBeard