شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

اترك/ ي بصمَتك!
الخليج

الخليج "زعلان" من لبنان ومصر أكبر سجون العالم... عصارة الأسبوع في 7 أخبار

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

ثقافة

الأحد 31 أكتوبر 202112:28 م

الخليج "زعلان" من لبنان بسبب قرداحي

المثير للاهتمام في شأن "قرداحي- الخليج"، أن التصريحات التي أدلى بها وزير الإعلام اللبناني حول "عبثية" الحرب التي تشنّها السعودية والإمارات قديمة، أي قبل أن يكون وزيراً، بالتالي تنتمي إلى رأيه الشخصي. لا تصريحات صادرة عن منصبه الجديد، أي ليست باسم الحكومة .

لا نحاول هنا الدفاع عن قرداحي الذي يريد أن يعيد لبنان إلى "زمن الرحابنة"، بل المبالغة في رد الفعل من قبل دول الخليج، سحب السفراء وإيقاف الصادرات، هدّئوا من روعكم يا أخوان، الموضوع لا يحتمل كل هذا، الأهم، هل حقيقة موقف لبنان بخصوص الحرب على اليمن والحوثيين مهم؟

المرعب في ردّ فعل دول الخليج هو فرضهم نوعاً من الرقابة على الشخصيات العامة، إذ لا يمكن المساس بهم أبداً، وإلا ليس فقط الشخص نفسه سيتضرر، بل كما في حالة قرداحي، بلد بأكمله تُهَدّد علاقاته الدبلوماسية معهم بسبب تصريحات من الماضي، وكأن على الواحد منا أن يلتزم الصمت دائماً وأبداً، خوفاً من احتمالات مستقبلية للعمل أو التعاون معهم.

السوريون "يحرّضون على الإذلال"

اتُهم السوريون السبعة الذين سيتم ترحيلهم من تركيا بـ"تحريض الناس على الكراهية والإذلال"، وذلك بسبب صور ومقاطع فيديو يظهرون فيها وهم يأكلون الموز أو يرفعون العلم التركي مستبدلين الهلال بالموزة. لا نفهم بدقة المقصود بالتحريض على الكراهية، لكن "الإذلال"؟ هل هذا منطقي؟ هل يمكن لسوري خسر كل شيء، لاجئ ومهدد من النظام السوري، أن "يذلّ" أحدهم، خصوصاً مواطناً تركياً؟ هذه مفارقة ساخرة لا يمكن تجاهلها!

أردوغان نفسه يقاضي داخل وخارج تركيا كل من سخر منه، وهذا بالضبط ما يكشف لنا عن أحوال اللاجئين في تركيا، بصورة أدق، عن طبيعة حرية التعبير التي "ظنّ" السوريون أنهم يتمتعون بها هناك

الواضح أن المزاح في تركيا غير مقبول، خصوصاً حين يمسّ صورة الدولة، وهذا المرعب في الموضوع، كون أردوغان نفسه يقاضي داخل وخارج تركيا كل من سخر منه، وهذا بالضبط ما يكشف لنا عن أحوال اللاجئين في تركيا، بصورة أدق، عن طبيعة حرية التعبير التي "ظنّ" السوريون أنهم يتمتعون بها هناك.

تركيا ليست بلداً يتغنى بالآراء المختلفة ويدعمها، وهذا بدقة ما يجب على السوريين في تركيا فهمه، هم ليسوا "ضيوفاً مُرحباً بهم"، بل "غرباء مسموح لهم بالبقاء ضمن شروط"، وهذه الشروط هي:

التواضع، الاحترام والامتنان، طأطأة الرأس وتوقع الترحيل في أي لحظة لأغراض سياسية، سواء نحو سوريا أو نحو أوروبا ذات السياج الشائك. حقوقهم هشة يتحكم بها مزاج السلطة و كرامتها. ومن هنا، من المقتطف، نحذّر السوريين أنه تكفي موزة واحدة فقط لتثير غضب تركيا وأردوغان، موزة واحدة فقط تكشف عن وجه السلطة الحقيقي، فاحذروا الموز.

مصر، أكبر سجن في العالم

افتتحت وزارة الداخلية المصرية مجمّع سجن وادي النطريون بأغنية ديو مع فيديو كليب، نماذج ثلاثية الأبعاد ولقطات حية، كما سيحتضن المجمع المساجين، حسب كلمات الأغنية، لتأهيلهم والأخذ بيدهم وتعليمهم صنعة تكون "طوق النجاة لهم". المثير للاهتمام أن مجمّع السجون تم إنشاؤه بـ"10 أشهر فقط"، و يحوي مزارع ودواجن لتحقيق الاكتفاء الذاتي.

لا ندري ما نقول، لكن نتذكر هنا استعراض المومياوات في ميدان التحرير الخالي، الذي، إلى جانب هذا المجمّع الاعتقالي، يكشف لنا عن متخيل غريب لمصر السيسي: هي سجن كبير، صالح للاستعراض وصناعة الفيديوهات، كل ما فيه مضبوط ومحسوب من أجل الصورة التي يجب الحفاظ على "نقاوتها"، إلى حد حبس وإخفاء كل من يشوّهها، ولو عبر التيكتوك. يحلم السيسي ربما بأن تكون مصر سجناً كبيراً، كل من فيه مطيع، سجن مكتفٍ ذاتياً، المحاكم فيه داخل بناء السجن نفسه، وهنا يمكن أن نفهم سبب رفع السيسي لقانون الطوارئ، ما فائدة وجوده إن كان "الجميع" رهن الاعتقال؟

يبدو أن وقوف طفلة لم تبلغ الثامنة عشر عاماً أمام الأمم المتحدة لتحذير وتحريض الدول على اتخاذ خطوات جادة تجاه التغير المناخي لم يكن مقنعاً، فهذا العام، استدعت الأمم المتحدة ديناصوراً، ليُحدّث الحاضرين عن الانقراض

التغير المناخي: كفى لوماً للمستهلك!

يبدو أن وقوف طفلة لم تبلغ الثامنة عشر عاماً أمام الأمم المتحدة لتحذير وتحريض الدول على اتخاذ خطوات جادة تجاه التغير المناخي لم يكن مقنعاً، فهذا العام، استدعت الأمم المتحدة ديناصوراً (طبعا الأمر خدعة بصرية)، ليُحدّث الحاضرين عن الانقراض، وكيف أنه انقرض بسبب نيزك، في حين أن الدول التي تقوم بتمويل شركات الفحم الأحفوري، تسرّع عملية انقراضنا التي نقوم بها بأيدينا، ما دفع الديناصور لرفع شعار (#لا_تختاروا_الانقراض).

ما أجملها هذه البروباغاندا المناخية التي تضغط على الدول ورؤسائها من أجل الحفاظ على "حياة" البشرية، لكن حقيقة، وهذا ما نشهده في كل مرة، المشكلة ليست فقط في شركات الفحم، بل في أغلب الصناعات الأخرى، البيرة مثلاً، عالم الأزياء، السيارات والبلاستيك الذي أصبح جزءاً من تكويننا الخلوي، لكن ما "يبعص" في هذه البروباغاندا، أنها، لاحقاً، توجه اللوم إلى المستهلك، وتُحمّله مسؤولية الحفاظ على الكوكب:

"لا تستخدم شلمونات بلاستيك"، "لا تشتر سيارة"، "لا تستخدم أكياس بلاستيك"، "لا تشتر الأزياء السريعة"... نقل المسؤولية هذا في جوهره يجعل اللوم علينا، نحن الأفراد، الذين مهما غيّرنا من سلوكنا تبقى المشكلة قائمة، لكن عوضاً عن منعنا وزرع الذنب فينا كلما حملنا كيساً بلاستيكياً، على الحكومة ببساطة منع استيرادها وتصنيعها، والتحكم بعدد السيارات التي يجب بيعها، لم الإشارة إلى سلوك المستهلك وتحويله إلى مذنب عوضاً عن مهاجمة المُصنّع نفسه، والمسؤول عن الصناعة والتوزيع والتلويث؟

ببساطة، نحن لم نختر الانقراض، بل تم وضعنا في سباق استهلاكي، المعادلة فيه إما ننقرض الآن أو بعد 10 أعوام، ولحل مشكلة هذا السباق، علينا مُهاجمة مديريه والمروّجين له ومن ينشر الإعلانات ضمنه كي نشتري أكثر، وقبل أن نلوم بلداناً فقيرة على مصانع الإطارات والسيارات التي تستخدمها، لتغلق الصين مصانع البلاستيك، ولتوقف السعودية ضخّ السموم إلى الغلاف الجوي، ولتغلق فرنسا مفاعلاتها النووية التي تهدد "كل" العالم في حال وقع حادث ما، ولتتوقف كوكاكولا عن إنتاج علب بلاستيكية تنتهي في قاع المحيط، قبل أن يُطلب منا ألا نشرب الكوكا كولا في علبة بلاستيك، وأن نركب سيارة كهربائية بطارياتها تستنزف أطفال أفريقيا.

إليك بالدوين والسلاح ذو الرصاص الوهمي

ضجّت وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي بالتعاطف مع أليك بالدوين بسبب الحادث الذي أودى بحياة مديرة التصوير، هالينا هاتشيز، وانتشر العزاء في كل مكان، بدأت التحقيقات وتم توجيه اللوم إلى المسؤولين عن أمن الأسلحة أثناء التصوير، وكيف يمكن لمسدس ذي طلقات وهمية أن يقتل أحدهن؟

لا نحاول هنا أن نسخر من الضحية ولا المتسبب بالحادث، لكن هناك ما يثير الغيظ في كل هذا الشأن الذي شهدته هوليوود، وهو مئات الآراء التي تحاول أن تشرح الخطأ وكيف أن هذه الأسلحة ليس من المفترض أن تقتل أحداً، في حين أن العالم مليء بأدوات القتل التي تبدو بريئة لكنها تودي بحياة الكثيرين، إليكم قائمة بها:

1- البراميل التي اخترعها النظام السوري لقصف الناس.

2- ديكور المنزل "إضاءة داخليةّ، مكواة، سكين طبخ..." التي تودي بحياة آلاف النساء بسبب العنف المنزلي.

3- السكّر واحد من أهم أسباب الموت بالرغم من طعمه اللذيذ.

4- الدين، واحد من أكثر وأشهر أسباب القتل والفناء في العالم.

قريباً يصدر الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون قراراً بإلغاء استخدام اللغة الفرنسية بصورة رسمية ضمن الدولة، وتعريب كل المراسلات وإلزام استخدام اللغة العربية في المدارس إلى جانب الإشارات والعلامات الخارجية، أي حملة تعريب كاملة

الجزائر "عربية"

قريباً يصدر الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون قراراً بإلغاء استخدام اللغة الفرنسية بصورة رسمية ضمن الدولة، وتعريب كل المراسلات وإلزام استخدام اللغة العربية في المدارس إلى جانب الإشارات والعلامات الخارجية، أي حملة تعريب كاملة. لا ننكر أهمية هذه الحركة سياسياً كعلامة على التخلّي النهائي عن فرنسا وتراثها وتاريخها الاستعماري، لكن في ذات الوقت، ظهرت بعض الأصوات التي تُختزل انتقاداتها بالتعليق التالي: " بعد الفرنسية، الجزائر الآن تتبنى لغة استعمارية واحدة"، في إشارة إلى أن العربية أيضا هل لغة احتلال، في تجاهل للغة الأمازيغية.

لا نعلم حقيقة كيف نحتفي بهذه الخطوة، فعلى الصعيد السياسي هي صفعة تستحقها فرنسا، لكن على صعيد الداخل الجزائري الأمر محير.

الأمازيغية معترف بها كلغة رسمية، لكن هيمنة العربية أيضاً إشكالي، هذه المعضلة اللغوية المرتبطة بالهويات تتكرر في أنحاء العالم العربي، ماذا عن الكردية؟ والآشورية؟ والسريانية؟ والآرامية؟ هذه اللغات المحكية من قبل فئات كبيرة كل منها تدعي أنها "الأصل"، وترى في إحلال العربية إهانة وتهميشاً رسمياً، ناهيك عن العامية نفسها، لما لا تعتبر "لغة" رسمية؟

لا نعلم بدقة كيف ننظر إلى الموضوع، خصوصاً أن هذه التعددية اللغوية، وعوضاً عن أن تكون سبباً للغنى الثقافي، تتحول إلى وسيلة للإقصاء، ربما هي ضريبة "العروبة"، أو "الوطنية المفرطة" المرتبطة باللغة العربية، وسخف مفهوم "الأمة" الذي تراهن عليه القوميات العربية لتحقيق فرادتها، لكن ربما في لحظة ما، قد نقرأ دساتير كل بلد "عربي" بكل اللغات المحكية فيه، والابتعاد عن تقديس اللغة وأصلها الديني، وتحويلها، على الأقل على مستوى الدولة، إلى أداة تواصلية أكثر منها هوية وطنية تفرض على الجميع.

" Meta": في سخف الترجمة

انتشرت الكثير من التعليقات حول تغيير شركة فيسبوك لاسمها، لن نخوض في الأسباب التجارية ومحاولة تجاوز الفضائح المتتالية التي لاحقت منصة التواصل الاجتماعي، لكن أسخف ما انتشر هو التعامل بجدية مع تعليقات البعض التي ترى أن فيسبوك تعمّد اختيار هذه التسمية بها كونها بالعربية تلفظ "ميتاً"، حقيقة هكذا سخف أمر لا يستوعب، هل تكتسب الكلمات حين نطقها حرفياً بلغتنا معنى جديداً؟ إن كان الأمر كذلك، لنفكّر بالكلمات التالية إذن:

Dick: وتعني ديك باللغة العربية، و هو طائر يصيح كل صباح.

Pussy: بالعربي هي فعل أمر بصيغة المؤنث المخاطب ويعني قبّلي.

Kiss: اسم نتحاشى كتابته بالعربية ويعني موضع الفحش في جسد المرأة.

Dell: اسم شركة حواسيب ويعيني حين لفظه بالعربية "دِلّ" أي أشر إلى الطريق.

حاشية لدرء الشبهات

اتهمنا أحد المعلقين على المقتطف الجديد أننا لا نقترب من أو نتحدث عن قطر، بحجة أن لها أيادي بيضاء بين أفخاذ محرري المقتطف، الأمر الغريب هو أنه لا يوجد أي محرر بيننا يمتلك ليجساس أو يترأس مركز أبحاث، ونؤكد للمعلق أن لا أحد مُحصن في المقتطف، مثلاً هل تعلم يا من تتهمنا بأن إبراهيم رئيسي، المشارك في فرق الموت في الثمانينيات في إيران، لن يحضر قمة المناخ في غلاسكو، بعد أن تقدم أهالي ضحايا التعذيب بطلب رسمي إلى السلطات من أجل اعتقاله في حال وطئت قدماه المملكة المتحدة؟

بالطبع نتمنى لو أنه حضر وتم اعتقاله، لكن ما دور قطر؟ ببساطة، أمير قطر أهدى رئيسي طائرة فاخرة بمناسب فوزه بالانتخابات، هي هدية بمناسبة العرس الديمقراطي الذي أوصله إلى السلطة، ذات الأمر تكرر مع رجب طيب أردوغان سابقاً، وهذا بالضبط ما يثير الريبة، طائرات خاصة للديكتاتوريات، جاهزة دوماً لأخذهم إلى أنحاء العالم بكل أناقة ولياقة، وهذا بالضبط ما تسعى قطر له، "البريستيج"، خصوصاً مع حلفائها الجدد.

المقتطف الجديد يعبّر عن آراء كتّابه وكاتباته وليس بالضرورة عن رأي رصيف22

إنضمّ/ي إنضمّ/ي

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard