شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

اشترك/ ي وشارك/ ي!

"حلم جلجامش" المنهوب عاد إلى العراق

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

ثقافة

الأربعاء 22 سبتمبر 202106:07 م

تتسلم وزارة الآثار العراقية رسمياً، غداً الخميس 23 أيلول/ سبتمبر، لوح الحلم، وهو أحد الألواح المسجلة عليها الملحمة السومرية الأشهر "جلجامش". وهو من الآثار المنهوبة التي وجدت طريقها إلى الولايات المتحدة الأمريكية عام 2007 بعد 15 عاماً من اختفائها من المتحف العراقي في بغداد عام 1991.   

اللوح الأثري المهم كان من المقتنيات العراقية المنهوبة التي استحوذ عليها متجر "هوبي لوبي" الأمريكي، الذي يُعتقد أنه استولى على عشرات الآلاف من القطع الأثرية العراقية والسورية المهمة، مستغلاً الفوضى التي اجتاحت البلدين في العقدين الأخيرين. وقامت وزارة العدل الامريكية بمصادرة مقتنيات متحف "الكتاب المقدس" التابع لـ"هوبي لوبي" عام 2019، وبدأت في الشهور الماضية إعادة المقتنيات التي ثبت أنها دخلت إلى الولايات المتحدة بطريقة غير مشروعة من الدول المالكة لها، تحت إشراف اليونيسكو. 

واضطر "هوبي لوبي" إلى دفع غرامة بلغت ثلاثة ملايين دولار بعد فضح شرائه آثاراً منهوبة من العراق ومصر، إلى جانب تسليم آلاف القطع الأثرية العراقية. ونفى صاحبه الملياردير الأمريكي المتشدد ستيف غرين أن يكون على علم بأن تلك الآثار كانت منهوبة، وادعى أنه ظن أنه يشتريها بشكل مشروع، مضيفاً "كان يجب أن نتخذ المزيد من الخطوات للتأكد من أن مقتنياتنا مشروعة فعلاً".

 اضطر "هوبي لوبي" إلى دفع غرامة بلغت ثلاثة ملايين دولار بعد فضح شرائه آثاراً منهوبة من العراق ومصر، إلى جانب تسليم آلاف القطع الأثرية العراقية.

مخاوف عراقية

وتسلم وزير الثقافة  السياحة والآثار العراقي حسن ناظم في 3 آب/أغسطس الماضي، شحنة آثار عائدة من الولايات المتحدة، تُقدر بـ 17 ألف قطعة أثرية، أغلبها من الرقم الطينية، يعود تاريخها للحضارة السومرية، وكانت تلك أكبر عودة لآثار منهوبة في تاريخ بلاد الرافدين.

وقال رئيس الهيئة العامة للاثار والتراث العراقي ليث حسين مجيد إنه تم تسلم الآثار المستردة من الولايات المتحدة وسيجري فرزها لتهيئتها للعرض في قاعات المتحف العراقي أمام الزائرين. 

وفي وقت سابق، ذكرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية أن القطع الآثرية التي عادت في صناديق خشبية إلى العراق في بداية آب/ أغسطس، كان بعضها في حوزة جامعة كورنيل في نيويورك، التي يعتقد أنها كانت وراء مشتريات ضخمة غير مشروعة من الآثار السومرية العراقية خلال فترة التسعينيات.

 بدأت عملية نهب الآثار العراقية عندما فقدت القوات الحكومية في عهد الرئيس السابق صدام حسين، السيطرة على أجزاء من الجنوب عقب حرب الخليج الأولى عام 1991

وجاءت أهم القطع العائدة من الولايات المتحدة في آب/ أغسطس من شركة التجزئة "هوبي لوبي" الأمريكية، التي طالما اتهمت مع متحف الكتاب المقدس بشراء قطع أثرية بشكل غير قانوني من مصر والعراق تحديداً.

 عام 2011، صادرت الجمارك الأمريكية شحنات من قطع أثرية عراقية تم نهبها واشتراها "هوبي لوبي" عام 2010. وعام 2017، جرى تغريم الشركة بثلاثة ملايين دولار، وفي السنوات التي تلت ذلك، أعادت الشركة آلاف القطع إلى بغداد والقاهرة.

 وبدأت عملية نهب الآثار العراقية عندما فقدت القوات الحكومية في عهد الرئيس السابق صدام حسين، السيطرة على أجزاء من جنوب العراق عام 1991، عقب حرب الخليج الأولى، وحدثت أعمال نهب واسعة النطاق في مواقع غير محفورة. واستمرت السرقات وسط فراغ أمني بعد الغزو الذي قادته الولايات المتحدة عام 2003.

ورصدت وزارة العدل الأمريكية أن الشحنات وضع عليها علامة "بلاط سيراميك" تركي، وتم شحنها إلى شركة هوبي لوبي وشركتين مرتبطتين بتجار في الإمارات. وأعلن آخرون كذباً أن إسرائيل هي مصدر تلك المنهوبات.

 الحماية

في سياق آخر، حذر الكاتب والمخرج العراقي قاسم من أنه "لا مكان في العراق مهيأً لإستقبال الآثار وحفظها بالطريقة العلمية النظامية وهي قابلة للتلف والتصدع، هذا إذا لم تكن هذه الرقم المعادة، متصدعة أصلاً، حين تم الاستيلاء عليها ونقلها وإعادتها". 

وكتب الكاظمي عبر تويتر: "التزامن مع إعادة 17 ألف قطعة أثرية عراقية مع وفدنا الذي أنهى زيارة ناجحة إلى واشنطن، وجهنا بإعادة افتتاح المتحف العراقي للجمهور والباحثين لتكون بداية جديدة لاستلهام قيمنا الحضارية العريقة، وهويتنا الوطنية الأصيلة، وتثقيف أجيالنا بما قدمت هذه الأرض من علوم وثقافات وإنجازات". 



رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard