شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

لنبدأ من هنا!

"الأثر يمتدّ سنوات"... الصحة العالمية: لبنان يواجه "نزيف عقول" في القطاع الطبي

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

السبت 18 سبتمبر 202101:47 م

أعرب مدير منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غبرياسوس عن "قلقه العميق" من أثر الأزمة الاقتصادية اللبنانية على قدرة البلاد على تقديم الخدمات الصحية للمواطنين والمقيمين، وقال في تصريح، الجمعة 18 سبتمبر/ أيلول، خلال زيارة رسمية إلى لبنان، إن البلاد تواجه حالة من "نزيف العقول" نتيجة اتجاه كثير من الأطباء والعاملين بالقطاع الصحي إلى خارج البلاد بحثاً عن الرزق، ما يعزز من أزمة نقص الأطباء في بلد يعاني انخفاض عدد مقدمي الخدمات الصحية. 

وقال أدهانوم غبرياسوس في تصريحات تالية على لقائه عددًا من المسؤولين اللبنانيين في الحكومة المشكلة حديثاً، إن لبنان يحتاج إلى تحرك فوري لأن "ستة ملايين شخص منهم مليون لاجئ سوري، يحتاجون إلى دعم عاجل لحل أزمة نقص الأدوية والوقود، بالإضافة للأزمة الهيكلية الأهم: الهجرة المتزايدة للأطباء". واعتبر غبرياسوس أن أزمة القطاع الطبي في لبنان هي الأسوأ في العالم، قال: "لا أعرف بلداً آخر يعاني قطاعه الطبي إلى هذا الحد".

ويعاني لبنان نقصاً حاداً في الأدوية منذ أشهر إلى حد تهديد حياة أصحاب الأمراض الخطرة والمزمنة، وعلى رأسهم مرضى اعتلالات القلب والكبد والكلى ومرضى السرطان. 

وبحسب بيانات البنك الدولي، كان يوجد في لبنان قبل الأزمة 2.1 طبيب لكل ألف مواطن، ما يضع لبنان في وضع أفضل مقارنة بدول عربية، إلا أن هذه النسبة المعقولة في لبنان ضؤلت خلال الأزمة الاقتصادية الحالية. 

يتجه كثير من الأطباء والعاملين بالقطاع الصحي إلى خارج لبنان بحثاً عن الرزق، ما يعزز من أزمة نقص الأطباء في بلد يعاني انخفاض عدد مقدمي الخدمات الصحية

أزمة متعددة الأوجه

يعد لبنان الوجهة العربية الأهم للسياحة الطبية لما شهده البلد الصغير المساحة والقليل السكان من تطور كبير في القطاع الطبي في علاج الأمراض الخطرة والمزمنة، وتحديداً أمراض السرطان، بالإضافة إلى كونه أبرز وجهة عربية لجراحات التجميل.

ومثَّل تقديم الخدمات الطبية للزائرين العرب مصدراً من مصادر الدخل في لبنان، منذ استقرار الأوضاع الأمنية نسبياً عقب انتهاء الحرب الأهلية، وحتى ما قبل الأزمة الاقتصادية الأخيرة التي أججها انفجار مرفأ بيروت في أغسطس/ آب 2020.

واستطاع لبنان أن يحافظ على مركز جيد في السياحة العلاجية بالعالم العربي، حتى مع صعود المنافسة الإماراتية، التي وضعت السياحة العلاجية من ضمن أولويات التطوير لتوفير المزيد من الدخل من خلالها.

ويهدد نقص التجهيزات الطبية، إلى جانب النزيف المستمر في كوادر القطاع الطبي الذين باتوا هدفاً للدول المنافسة، وعلى رأسها الإمارات، بأن يفقد لبنان قدرته على المنافسة في قطاع السياحة العلاجية الذي مثل مصدراً جيداً للدخل القومي خلال العقدين الأخيرين.

يهدد نقص التجهيزات الطبية، إلى جانب النزيف المستمر في كوادر القطاع الطبي، بأن يفقد لبنان قدرته على المنافسة في قطاع السياحة العلاجية، الذي مثل مصدراً جيداً للدخل القومي خلال العقدين الأخيرين

تدخلت الأمم المتحدة عبر منظمة الصحة العالمية لإعادة بناء مخرن الكارانتينا في مرفأ بيروت، الذي دمِّر تماماً في الانفجار، وكان يمثل مخزن لبنان الرئيسي للأدوية المستوردة والمعدات والتجهيزات الطبية، وبخاصة أدوية الأمراض العالية الخطورة. إلا أن التدخل من أجل توفير الأدوية والمستلزمات الطبية لن يكفي – بحسب غبرياسوس- للخروج من الأزمة الصحية العنيفة التي يواجهها لبنان، سواء في تقديم الخدمات للمواطنين أو اللاجئين أو الزائرين، ما دامت الكوادر الطبية – وبخاصة الأطباء وطواقم التمريض- يغادرون البلاد بشكل متزايد. وعلق مدير منظمة الصحة العالمية: "هذه المشكلة أثرها سيمتد إلى عقود كثيرة مقبلة". 

إنضمّ/ي إنضمّ/ي

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard