شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

اشترك/ ي وشارك/ ي!
اسطنبول رصيف 22

اسطنبول رصيف 22

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الجمعة 3 يونيو 201605:21 م
إن كنت لا تخشى القليل من البرد، إختر أسبوعاً مشمساً من فصل الشتاء وإقصد إسطنبول. في الشتاء ترتاح المدينة قليلاً من تدفق السواح، لذا ستجدها في انتظارك، مرحبة بك. لن تحتاج إلى الكثير من البحث لإيجاد فندق مناسب بما أن الموسم السياحي ما زال متأخراً. اغتنم الفرصة لاختيار أحد الفنادق الصغيرة الموزعة في منطقة ”السلطان أحمد“. بما يقارب 60 دولاراً لليلة الواحدة، قد لا تتوفر لك كل الوسائل الكمالية للراحة، ولكنك ستحصل على المطلوب.
هكذا ستكون على مقربة خطوتين من ”جامع السلطان أحمد / الجامع الأزرق“، و”آيا صوفيا“، معلمان لا يمكن تفويتهما في المدينة. الأهم، أنك في كل يوم حين تغادر فندقك أو تعود إليه، سوف تنعم بنزهات بين أرجاء عمارات مبهرة من الخارج بقدر ما هي من الداخل، ففي إسطنبول عدد لا يحصى من الجوامع والكنائس والمتاحف والقصور. مع ذلك، خصص ولو يوماً واحداً لك وللمدينة. دعها تقودك في شوارعها لكي تتعرف على إيقاعها.
استقيظ في أحد صباحاتك الإسطنبوليّة، وتناول الفطور في الفندق. ثم اتجه سيراً نحو محطة ”سلطان أحمد“ لركوب الترام المتوجه إلى ”كاباتاش“. توقف عند محطة ”إيمينونو“ لتجد نفسك أمام جسر يعبر نهر البوسفور. ترجل درجاً تجده عند أول الجسر يساراً يقودك إلى الجزء السفلي من الجسر. إذا كانت قهوة الفطور لم ترو غليلك، فلا تتردد في ارتشاف أخرى في أحد المقاهي المعلقة في الجسر والمطلة على البوسفور. في نهاية الجسر سوق سمك شعبي، إختر سمكة للغداء واستمتع بها في أحد المقاهي الصغيرة التابعة لأهالي السوق، أو انتظر قليلاً حتى تبلغ محطة أخرى. إتجه إلى خلف سوق السمك وخذ الترام الذي يدعى ”تونيل“ (من أقدم خطوط المواصلات الحديثة في إسطنبول). ولكن انتبه أن بطاقته بـ 4 ليرات، فيما الترام العادي بـ 3 ليرات، ذلك لأنه يصل مباشرة إلى وسط شارع ”استقلال“، بدلاً من أوله عند ساحة ”تقسيم“. تستطيع عبور هذا الشارع المخصص للمشاة، والذي يعج أيام العطل بالناس. لا تتردد في البحث يميناً ويساراً عن مخارج تصب في الشوارع المحاذية له، حيث قد تجد عوالم مختلفة تماماً داخل الأزقة. محلات للأحذية والثياب ”الفينتيج“، محلات موسيقى وإسطوانات جرامافون... وفي زوايا تلك الشوارع مطاعم صغيرة، تعرض في براداتها ثلاث أو أربع أطباق طبخ، تختار إحداها أو أكثر مع لبن عيران، وتجلس على طاولة مجاورة على الشارع للغداء. هكذا بأقل من 20 ليرة تتذوق المطبخ التركي المعدّ على الطريقة المنزلية بدلاً من أن تدفع ثمنه حوالي 70 ليرة في أي مطعم تقليدي. للتحلية اتجه نزولاً نحو ”كاركوي“ حيث ستجد محلات عديدة تقدم الحلويات التركية التي يتناولها أهل إسطنبول لا تلك المعلبة والجاهزة للسواح. (الليرة التركية تساوي نصف دولار أميركي).
من كاركوي، يمكنك السير على ضفاف البوسفور عودة إلى الفندق لاستراحة قصيرة. عند الغروب وبما أنك في منطقة السلطان أحمد، توجه سيراً نزولاً حتى جادة ”كينيدي“ المحاذية للبوسفور. لتمر ما بين بيوت صغيرة ومجتمعات متوسطة أو حتى متدنية الدخل لتستكشف محيطاً مختلفاً عن منطقة السلطان أحمد السياحية. ستجد قرب الكورنيش قهوة في حديقة عامة صغيرة، يمكنك أن ترتشف فيها كأس شاي قبالة النهر، أو الانتظار للوصول إلى أحد المقاعد الموزعة على الرصيف البحري. ذلك القسم من الكورنيش غير مقصود كثيراً من السواح، وستشاركه مع بعض أهل إسطنبول. لا شمس تغيب في المياه، ولكن في الأفق لوحات مذهلة من الألوان تتشكل وتتبدل. في طريق العودة إبحث بين المطاعم الصغيرة عن عشاء دافئ.
ليلاً وللسهر عد وتوجه إلى شارع استقلال حيث أمامك خيارات كثيرة ما بين مقاهٍ ومطاعم وملاهٍ موزعة في المنطقة. إذا أردت أن تقصد المنطقة الأكثر ارتياداً ليلاً فأقصد ”عسملي مشيت“، أو عد فإختر أحد تفرعات الشارع بحثاً عن أزقة مليئة بالمطاعم والبارات الصغيرة التي تحتل طاولاتها وكراسيها الأرصفة، فتزدحم بالناس. تجد في معظم تلك المطاعم مغنياً يرافقه موسيقي على البزق أو القيثارة، فإختر الصوت الذي يجذبك، لتقضي ليلتك على أنغام الموسيقى التركية. تذكر قبل أن يغفلك التعب أن الترام يتوقف عن العمل عند منتصف الليل. إذا تخطيت الموعد، سلمّ نفسك لسائق تاكسي قد يدور بك في أرجاء إسطنبول فتتعرف على مناطق لم ترها من قبل. ربما يأمرك عدّاده بليرات إضافية، أو يوصلك مباشرة إلى سلطان أحمد بما لا يتخطى 8 ليرات.
إنضمّ/ي إنضمّ/ي

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard