شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

لنبدأ من هنا!
346 مليار دولار في 75 عاماً… لماذا يرتاب المواطنون العرب في المساعدات الأمريكية لبلدانهم؟

346 مليار دولار في 75 عاماً… لماذا يرتاب المواطنون العرب في المساعدات الأمريكية لبلدانهم؟

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

اقتصاد

السبت 21 أغسطس 202111:54 ص

346 مليار دولار من المساعدات العسكرية والإنسانية والتنموية قدمتها الولايات المتحدة إلى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا على مدى الـ75 عاماً الأخيرة، أي منذ عام 1946. غير أن غالبية مواطني المنطقة يشككون في "النيّة الحقيقية" الكامنة وراء المساعدات الأمريكية، والغربية بوجه عام.

في استطلاع للرأي أجراه الباروميتر العربي، وهو منظمة بحثية غير حكومية، بين عامي 2018 و2019، عبّر نحو نصف المستطلعة آراؤهم تقريباً، 47%، عن اعتقادهم بأن الدافع الأساسي للمساعدات الغربية هو اكتساب نفوذ في بلادهم.

في غضون ذلك، رجّح 18% فقط أن يكون تعزيز التنمية الاقتصادية هو الدافع الرئيسي وراءها، و12% آخرين غلب لديهم الظن بأن زيادة الاستقرار الداخلي أو تحسين حياة المواطنين هما الغاية من المساعدات.

346 مليار دولار من المساعدات العسكرية والإنسانية والتنموية قدمتها الولايات المتحدة إلى الدول العربية في الـ75 عاماً الأخيرة. لكن غالبية مواطني المنطقة يشككون في "النيّة الحقيقية" الكامنة وراءها. ومع ذلك، يتمنون زيادتها!

المواطنون العرب مع/ ضد المساعدات الأمريكية

وبرغم هذه الشكوك، تمنّى غالبية مواطني المنطقة زيادة المساعدات الأمريكية إلى بلدانهم، بمن فيهم أكثر من نصف الأردنيين (69%) والسودانيين (63%) واللبنانيين (54%) والمغاربة (53%) والمصريين (52%)، ونسب متفاوتة في فلسطين (49%) والعراق (48%) وتونس (45%).

لوحظ انخفاض أعداد من يفضلون زيادة المعونات الأمريكية فقط في ليبيا والجزائر، إلى أقل من الثلث. ويمكن تفسير الرغبة في زيادة المساعدات الأمريكية -بشكل جزئي- باعتقاد المؤيدين، وهم أغلبية، أنها مفيدة لبلادهم.

في أحدث استطلاع للمؤسسة البحثية، نظم بين عامي 2020 و2021، في ست دول عربية، رأى أربعة من 10 أشخاص أن المساعدات الأمريكية "تساعد في الدفع بحقوق المرأة"، بمن فيهم 48% من لبنان، و45% من تونس و43% من الأردن.

ورأى أربعة على الأقل من 10 أشخاص أن المساعدات الأمريكية "تعزز المجتمع المدني" في بلدانهم، وبلغت النسبة أعلاها في لبنان (50%) ثم تونس (46%) والمغرب (41%) فالأردن (40%).

يرتابون فيها ويتمنون زيادتها... هكذا ينظر المواطنون العرب إلى المساعدات الأمريكية لبلدانهم بشكل براغماتي

ولدى السؤال عن أهم المجالات التي تستثمر فيها المساعدات الأجنبية في دولهم، كان "تحسين التعليم" الرد الأكثر شيوعاً، وشمل ذلك 45% من المستطلعين المغاربة، و41% من الجزائريين و40% من الليبيين و37% من التونسيين.

وكان "تحسين البنية التحتية" ثاني أهم ملفات المساعدات، برأي 39% من الليبيين والعراقيين و29% من التونسيين و27% من اللبنانيين. علاوة على اتفاق نحو 15% في جميع الدول المشمولة بالاستطلاع على أن "المساعدات الأجنبية يجب أن تستهدف بالأساس دعم حقوق المرأة".

في المقابل، قال نحو 11% من المستطلعين في جميع الدول إن المساعدات ينبغي أن توجه لدعم المجتمع المدني، وارتفعت النسبة في لبنان إلى 20%.

وتعكس هذه النتائج كيف يتعامل المواطنون العرب مع المساعدات الأمريكية بشكل براغماتي برغم شكوك الكثيرين منهم في الدوافع الكامنة وراءها، إذ يوجد تأييد كبير لزيادة معدلات المساعدات من الولايات المتحدة تحديداً.

وفسّر محللو الباروميتر النتائج على أن "ثمة شعوراً بأن المساعدات تحقق فعلاً أهدافها المرجوة، مع اعتقاد بوحوب أن تستهدف تحسين التعليم والبنية التحتية، على افتراض أن هذا الإنفاق سوف يساعد في تحسين الفرص الاقتصادية للأفراد ودولهم بشكل عام".

إنضمّ/ي إنضمّ/ي

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard