شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

اشترك/ ي وشارك/ ي!

"الحلزونة يمّا الحلزونة"... تركي آل الشيخ على خطى مرجان أحمد مرجان

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

ثقافة

السبت 12 يونيو 202103:34 م

في 11 حزيران/ يونيو، أعلن تركي آل الشيخ، المستشار في الديوان الملكي السعودي، عن قرب توزيع أولى رواياته تحت عنوان "تشيللو"، لتتفجر عاصفة من التعليقات الساخرة والمشككة في "موهبته" الأدبية، مبرزين الشبه بينه وبين شخصية "مرجان أحمد مرجان" للفنان عادل إمام. 

غرّد آل الشيخ (41 عاماً): "وصلتني بروفة روايتي الأولى من دار الطباعة والنشر... انتظروها في معرض الكتاب القادم في الرياض إن شاء الله... وستتحول إلى فيلم سينمائي قريباً".

مع إبراز التوقيع في الغلاف الأخير الذي ورد فيه: "تباع الرواية بدولار أمريكي واحد أو ما يعادله في كل أنحاء العالم دعماً للثقافة"، مع تنويه بأن "التواصل والقراءة والقيم الفكرية لا تقدر بثمن". 

إثر ذلك، تصدر وسم "مرجان أحمد مرجان" قائمة المتداول في مصر وبعض الدول العربية حيث شارك مغردون الخبر حول "تشيللو" مع تعليقات ساخرة مثل: "يا بت هو مرجان أحمد مرجان" و"مرجان أحمد مرجان فكرة والفكرة لا تموت" و"مش سايب تفصيلة من فيلم مرجان أحمد مرجان" و"يبدو أننا أمام نسخة واقعية من مرجان أحمد مرجان".

ومرجان هو شخصية لرجل أعمال ثري يعتقد أن المال يشتري كل شيء، يشتري ديواناً شعرياً، "الحلزونة يمّا الحلزونة"، وجائزة عن دور بمسرحية وبطولة رياضية وشهادة تعليمية وكرسي في مجلس النواب عبر الرشى ليوهم نجليه بأنه شخص جدير بالافتخار به. 

تركي vs مرجان 

أما عن الربط بين الشخصيتين، تركي ومرجان، فقال الصحافي والكاتب المصري أحمد شوقي العطار لرصيف22: "أظن أن السبب في ذلك هو الصورة التي ظهر بها تركي لأول مرة في مصر قبل سنوات إذ بدا رجلاً يشتري الولاءات -ماشي ووراه زكيبة فلوس بيوزعها على كل من يريد التقرب منهم وفلوسه اللي مبتخلصش حاضرة دايماً. تردد أنه دفع أموالاً طائلة في صورة هدايا ليصبح رئيساً شرفياً للنادي الأهلي، وقيل إنه فعل نفس الشيء مع عدد من الفنانين بينهم عمرو دياب ليغنوا من كتاباته".

"نسخة واقعية من مرجان أحمد مرجان"... #تركي_آل_الشيخ يعلن عن أولى رواياته وقرب تحويلها إلى فيلم سينمائي. تشكيك واسع في "موهبته" الأدبية واتهام له بتقليد الزعيم. هل الهجوم عليه نابع من التعاطف مع #آمال_ماهر؟

واستدرك العطار: "هذه الصورة التي قد لا تكون دقيقة بالمناسبة هي التي خلقت في أذهان الناس صورة لـ‘شوال الرز‘ كشخص فاضي وغير موهوب لديه أموال يحاول تصدير صورة مميزة لنفسه باستغلالها".

لكن الكاتب المصري الذي قال إنه متابع جيد لسيرة آل الشيخ وصعوده منذ عام 2009، إذ تزامن صعوده مع تركيز العطار على الشأن السعودي، عبّر عن عدم اعتقاده بأن المستشار السعودي يشتري الأعمال الأدبية المنسوبة له. 

قال: "في وجهة نظري، هذا الادعاء غير صائب بنسبة كبيرة. المتابع لتركي منذ بداية نشاطه الرياضي والفني، في عام 2009 تقريباً، يعرف أنه حاول مع مطربين سعوديين للغناء من كتاباته وهو نشاط يسبق بفترة طويلة مناصبه الحالية ونفوذه الواسع".

ولفت إلى أنه يرى ما يكتبه آل الشيخ "معظمه ركيك جداً خصوصاً ما غناه عمرو دياب. لذا أرفض فكرة أنه يشتريه. لو كان يشتريه لاشترى من أشخاص موهوبين منتجاً أفضل مما هو منسوب إليه"، مضيفاً: "الفكرة أنه لا يشتري ما يُنسب إليه لكنه يدفع حتى يقبل المطربون بغناء مثل هذا الكلام الركيك وحتى تتم الإشادة بهذه الأعمال… دي منطقته". توقع العطار أن تكون "تشيللو" ركيكة أيضاً وتتم الإشادة بها على نطاق واسع من قبل شخصيات نجح "أبو ناصر" في استمالتها.

يتفق الروائي والمترجم المصري أحمد سمير سعد إلى حد ما مع العطار. قال لرصيف22: "التيقن مما إذا كان ما يكتبه هو من بنات أفكاره أم كُتِب له هو أمر عسير ولا دليل عليه ويعد اتهاماً مرسلاً بالطبع".

وأردف: "لكن ما يعزز هذا التصور الذهني هو تصرف هذه الشخصيات في محافل أخرى والطريقة التي يتعاملون بها مع الثروة والنفوذ والآخرين، إذ يكون الإنفاق ببذخ وبلا حساب أو رؤية، وأحياناً بدافع التحدي أو صناعة انتصارات زائفة في معارك وهمية، بعيداً عن أي رؤية حقيقية أو استثمار فعلي أو مسؤولية مجتمعية هو ما يدفع بالطبع إلى استهجان الأمر وإلى إلصاق اتهامات مماثلة سواء كان ذلك صائباً أم لا".

إلى ذلك، يجد العطار في وصف آل الشيخ بمرجان أحمد مرجان "تشبيهاً عبقرياً، ليس من جهة أنه يشتري الأعمال الأدبية وإنما كشخص يتصور أن الأموال تشتري كل شيء بما في ذلك الولاءات والنجاح. أعتقد أن مرجان هو تركي بنسبة 100%؛ هو الشخص الذي ليست لديه موهبة تجعله ‘ينوّر‘ فبيلجأ لفلوسه لخلق هذه الهالة". 

شبّه البعض المستشار التركي أيضاً بشخصية "اللمبي" -التي أداها الفنان محمد سعد - حين كتب لمحبوبته شعراً ركيكاً -"الحب الحب الشوق الشوق". 

وعن ذلك عقّب سعد: "مرجان صورة نمطية للثري الذي يستطيع شراء أي شيء بأمواله، أما اللمبي فهو صورة نمطية لمحدود الموهبة الذي يفشل حتى في الاقتباس والتناص. الصورتان كوميديتان بالطبع وتحملان مبالغة كاريكاتورية لكنهما مغريتان كثيراً كي يُسقط عليهما العقل الجمعي للمجتمع انتقاداته لتصرفات معينة أو لأنماط معينة يستهجنها ولو بشيء من السخرية".

يعتقد البعض أن صورة "‘شوال الرز‘ كشخص فاضي وغير موهوب لديه أموال يحاول تصدير صورة مميزة لنفسه باستغلالها" التي ترسخت في الأذهان عن #تركي_آل_الشيخ هي السبب وراء التشكيك في والسخرية من "نجاحاته" 

تعاطف مع آمال ماهر؟

علاوة على الاعتقاد بأن السخرية من نبأ رواية تحمل اسم آل الشيخ نابع من رفض الناس لما يمثله تركي وفكرة شراء الموهبة بالمال، يعتقد البعض بأن الهجمة ضده نابعة في جزء منها من التعاطف مع الفنانة المصرية آمال ماهر.

قبل أيام أعلنت ماهر اعتزالها الفن والابتعاد عن الوسط الفني، في ما يعتقد أنه ناتج عن أزمتها مع المستشار السعودي. هناك تعاطف واسع معها مترافق بالتعبير عن الغضب والهجوم على آل الشيخ منذ الاعتزال. وبالتوازي، لم يتوان المستشار السعودي عن الإعلان تباعاً عن العديد من البطولات والإنجازات الرياضية والفنية والأدبية التي تتمحور حول شخصه أو حول "هيئة الترفيه" التي يترأسها. علماً أنه اضطر إلى غلق خاصية التعليق على منشوراته بسبب التعليقات المسيئة.

مع ذلك، قال سعد: "الحقيقة أن قضية آمال ماهر هي قضية غائمة كثيراً خاصة مع تصريحاتها المقتضبة بشدة والتي لا تكاد تقول شيئاً فعلياً، وهو الأمر المثير بالطبع للشائعات، لكن أظن إن ردود الفعل (على رواية تركي) تتخطى هذا الموضوع المحدد بكثير".

أشار العطار إلى أن المناخ في مصر والسعودية والدول العربية بشكل عام هو عامل محفز لظهور نماذج مثل آل الشيخ في المجالات الإبداعية إذ بات المتحكم بها أشخاص يعتمدون بالأساس على أمور لا تمت بصلة للموهبة مثل النفوذ والمال والعلاقات.

في السياق ذاته، أوضح سعد أنه في الغرب لدى الأثرياء والمتنفذين مسؤولية اجتماعية أكبر بعض الشيء، وتحول الأنظمة دون تغول بعض الشخصيات، بالإضافة إلى فروق أخرى عديدة، ربما من بينها دور المجتمعات في نبذ مثل هذه الأنماط التي ينتقدها أو يسخر منها.

"الفكرة أنه لا يشتري ما يُنسب إليه لكنه يدفع حتى يقبل المطربون بغناء مثل هذا الكلام الركيك وحتى تتم الإشادة بهذه الأعمال… دي منطقته"

تركي آل الشيخ في سطور

في مقابلة مع قناة العربية السعودية نهاية عام 2017، قال آل الشيخ إنه ولد في 4 آب/ أغسطس عام 1981 بالرياض، في أسرة متوسطة، لأب يعمل بـ"رعاية الشباب" وأم معلمة، وإنه تخرج من كلية الملك فهد للعلوم الأمنية عام 2001 برتبة ملازم.

وأوضح أن العسكرية "اختيرت لي" و"أُجبرت عليها" بينما اهتماماته في الحياة تنصب على كرة القدم والفن. ونوّه بأن والده كان مقرباً من الأميرين فيصل وسلطان بن فهد، وكلاهما ترأس "رعاية الشباب" بالمملكة. وأغلب الظن أن هذا القرب كان مفتاحه إلى العائلة الحاكمة السعودية.

بدأ آل الشيخ حياته العملية في وزارة الداخلية السعودية قبل أن ينتقل إلى مكتب أمير منطقة الرياض، ومن بعده مكتب وزير الدفاع، وصولاً إلى العمل بالديوان الملكي السعودي عام 2015. 

منذ ذلك الحين بات صعوده متسارعاً للغاية. تطلب الأمر عامين فقط ليصبح "مستشاراً للديوان الملكي برتبة وزير"، تحديداً منذ حزيران/ يونيو عام 2017 إلى الآن.

ويعتقد أن قرب آل الشيخ من ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، الحاكم الفعلي للبلاد، هو السبب في صعوده السريع. لم ينف الرجل ذلك، بل شكر بن سلمان مراراً على إيمانه به ومنحه الفرصة رغم عدم انتمائه لآل سعود.

على الصعيد الرياضي، يمتلك آل الشيخ نادي "ألميريا" الإسباني، وهو الرئيس الفخري لناديي "التعاون" و"الوحدة" السعوديين، والمالك السابق لنادي "بيراميدز" في مصر.

كما ترأس الهيئة السعودية العامة للرياضة، والاتحاد العربي لكرة القدم، واللجنة الأولمبية العربية السعودية، والاتحاد الرياضي للتضامن الإسلامي. 

أما فنياً، فهو الرئيس الحالي للهيئة العامة للترفيه بالمملكة، وله ديوان شعري واحد وقد أعلن اعتزال كتابة الشعر في آذار/ مارس الماضي، علاوة على العديد من الأغاني التي أداها مطربون عرب كبار مثل محمد عبده وأنغام وعمرو دياب وماجد المهندس.

حتى العمل الخيري اقتحمه الرجل العام الماضي بإنشاء مؤسسة تركي آل الشيخ الخيرية.

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard