شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

لنبدأ من هنا!

"وثائقي" ميريام فارس على نتفليكس… هل هو حقاً وثائقي؟

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

السبت 5 يونيو 202104:56 م

لليوم الثاني على التوالي، تستمر ردود الفعل المستغربة والممتعضة من "وثائقي" عن تجربة الفنانة اللبنانية ميريام فارس مع الحمل خلال فترة الحجر الصحي على خلفية تفشي فيروس كورونا المستجد، عبر شبكة "نتفليكس" العالمية اعتباراً من 3 حزيران/ يونيو. 

انتُقد في العمل ما قيل إنه "تسطيح" و"تسخيف" لـ"معاناة" المرأة اللبنانية والعربية والشرق أوسطية الحامل خلال أزمة خلّفت أضراراً كارثية على جميع الأصعدة بحجم الجائحة.

بدأ الجدل منذ اللحظة الأولى للإعلان عن العمل. تساءل معلقون "هل تستحق مسيرة ميريام فارس أن يُعد وثائقياً لتوثيقها؟". بشأن الوباء وما ترتب عليه من معاناة، رأى المعلقون أن هناك فنانين عظاماً عانوا معاناة أكبر من معاناة فارس.

معاناة ميريام فارس خلال الحجر

مع بث العمل، زادت الانتقادات والتساؤلات: ما الذي يجعل تجربة فارس الفنانة الثرية التي تعيش في قصر أمراً يستحق التوثيق؟ ما المختلف فيها عن أي امرأة أخرى حملت ووضعت خلال الجائحة، وإن كانت لم تعانِ كآلاف النساء الفقيرات اللواتي ربما لم يكن يملكن كلفة الوضع في مستشفى زهيد؟

خلال الفيلم المعنون "الرحلة - غدارة يا دنيا"، تحدثت فارس عن إجهاض جنينها الثاني عام 2017 وشعورها بـ"الاكتئاب والوحدة"، وإصرارها عقب ذلك على تكوين أسرة كبيرة. 

ظهرت خلال حملها بطفلها الثالث دايف، الذي وضعته عام 2020 ليخفف أحزانها. 

"وثّقتوا ‘الأنا‘ و‘التصنّع‘ يلي الناس ما بحبوه بميريام"... امتعاض من "وثائقي" #ميريام_فارس على #نتفليكس و"السطحية" في تجسيد معاناة المرأة، اللبنانية والعربية والشرق أوسطية، والحامل خلال الوباء

بعيداً عن المعاناة المزعومة، تظهر فارس خلال الفيلم وهي ترقص وتغني مع طفلها البكر جايدن، وفي مشاهد أخرى مع زوجها داني متري في لحظات حميمية. ظهر جايدن ووالده دائماً من الخلف ولم تتضح معالم وجهيهما، وهو دأب فارس في كل صورة تنشرها معهما.

"شو تركت لمعاناة الناس؟"

باستعراض التعليقات على مواقع التواصل الاجتماعي، كانت غالبيتها ساخرة و/ أو غاضبة من العمل، إما من الفكرة بشكل عام، أو من مستوى التصوير والإخراج. رأى البعض العمل مبتذلاً ولا يحوي جديداً سوى إعلان إجهاض طفل فارس الثاني.

عبر تويتر، كتب أسامة حمادة: "مش عم فخّت بميريام فارس بس عنجد قديش بايخ تعمل وثائقي وتحكيلنا عن معاناة الحمل بالكورونا وهيي قاعدة بقصر. شو تركت لمعاناة الناس اللي كانت بدا تولد ووضعها الاقتصادي تعتير؟".

وقالت مديرة البرامج الإخبارية بقناة "الجديد" اللبنانية، مريم البسام: "كانت مخبية عنا الحقيقة المرة مش كرمال خصوصية العيلة وهالخبار، الإنسانة كانت عم بتصمّدن لترفع السعر أعلى ع منصة النتفليكس ونحنا كل هالوقت نتحّزر ‘مين ماخدة‘ ومشغول بالنا ع إصبعو لجايدن ومحروق قلبنا ع مراحل الوحام والطلق. عنجد #غدارة_يا_دنيا ومعها مقطع هاني شاكر #وأنا_بنهار".

"إذا #ميريام_فارس طلع معها وثائقي ساعة ونص تحكي فيه عن معاناتها بالحجر وهيي وقاعدة بقصرها بتطلع دوااااايرررر وبتاخد صور، أنا لازم أعمل عن حياتي ملحمة من 20 جزء"

وغرّد حساب "موتورة" اللبناني، الذي يتابعه أكثر من 200 ألف شخص: "يلي محتار شو يحضر على نتفليكس، بنصحكن بوثائقي رائع مصور بآيفون 6، عن معاناة امرأة خلال سنة 2020. كانت محجورة بالفيلا تبعها يا حرام، عم تربي ابنها وعندها خادمتين بس يا حرام، حبلة ولعيانة نفسها يا حرام. معاناة ما بظن أي إنسان عادي ممكن يتحملها إلا #ملكة_المسرح ميريام فارس".

"لازم أعمل عن حياتي ملحمة"

شعر البعض بالاستفزاز إزاء تأفف فارس من فترة الحجر المنزلي في ظل كل موارد الرفاهية، مقارنةً بالأمهات في لبنان ومناطق أخرى من العالم العربي اللواتي عانين مع التعليم عبر الإنترنت، ولتوفير الطعام والأدوية لأطفالهن.

في هذا الصدد، غرّدت الصحافية اللبنانية أماني جحا: "إذا #ميريام_فارس طلع معها وثائقي ساعة ونص تحكي فيه عن معاناتها بالحجر وهيي وقاعدة بقصرها بتطلع دوااااايرررر وبتاخد صور، أنا لازم أعمل عن حياتي ملحمة من 20 جزء".

وكانت وكالة فرانس برس قد نقلت عن مديرة صندوق الأمم المتحدة للسكان، أسمى قرداحي، أن انفجار الرابع من آب/ أغسطس عام 2020 في لبنان قد شرّد نحو 300 ألف شخص، بينهم نحو 84 ألف امرأة في سن الإنجاب (15 و49 عاماً) يحتجن الدعم لتلبية احتياجاتهن الإنجابية والصحية، وفيهن "نحو 4600 امرأة حامل بحاجة إلى الخدمات الخاصة بالحوامل وخدمات الولادة وما بعد الولادة".

وتناول العديد من الدراسات والتقارير الآثار الاجتماعية والاقتصادية والصحية الهائلة التي تحملتها المرأة في المنطقة العربية والشرق أوسطية جراء تفشي الوباء.

"فيديو كليب طويل" 

وبرؤية فنية متخصصة، قال حساب "هوت نيوز"، للنقد الفني الذي يتابعه أكثر من 60 ألفاً على تويتر، إن العمل عبارة عن "فيديو كليب طويل عن يوميات سبق وشفنا جزء كبير منها على انستا ستوري" وليس "وثائقياً" بسبب "ضعف التصوير والإخراج والرواية".

من أوجه انتقاد العمل، رداءة التصوير والإخراج والرواية. وعدم إظهار وجهي طفل #ميريام_فارس وزوجها، حتى أنها أزعجت المتفرج، بالإضافة إلى تكرار المشاهد من "ستوري انستا" للفنانة واسترجاع بعض أحداث إجهاض فارس عام 2017

وبينما أقر حق الفنانة في إنتاج أفلام عنها عبر نتفليكس، أوضح الحساب أنه كان ينبغي لمريام أن تختار موضوعاً آخر مرتبطاً بعملها وليس موضوع الحمل في الحجر الصحي كونه تجربة ليست أول أو آخر امرأة تعشيها، مضيفاً أن تغيير ديكورات قصرها احتفالاً بعيد ميلاد ابنها أو استقبالاً لمولودها ليست "معاناة" ولا تقارن بالويلات الاقتصادية والصحية التي عاشها الناس خلال الوباء.

وانتقد الحساب ازدواجية الفنانة في التعامل مع حياتها الخاصة حيث تفرض سياجاً حول هوية زوجها وشكل طفلها بينما تشارك تفاصيل الحمل والمنزل الذي تعيش فيه وما شابه.

كذلك طرح الصحافي اللبناني محمد دنكر العديد من التساؤلات حول الفيلم. قال عبر تويتر: "هلأ هيدا الشي عنجد Documentary؟ شو الملفت بقصّة الحبل بوقت الحجر الصحّي تينعمل عنها وثائقي مدّتو ساعة ونص؟ أنو وين الحدث يلّي مش صاير مع مليون امرأة تانية السنة الماضية خلال جائحة كورونا؟ مين عامل الـ editing؟".

وأضاف: "هيدا المستوى يلي عوّدتنا عليه نيتفليكس؟ بفهم تكون المقاطع من التلفون لو القصة مش قديمة كتير (من سنين) مش من كم شهر ومبيّن إنّو كل شي مصوّر بنيّة العرض مستقبلاً. الـtransitions كمحتوى كتير غريبين… بكي ع انفجار بيروت، بعد 3 ثواني: ما وقّفت رقص أبداً".

وحتم: "ما تعملو وثائقي عن حياة فنّانة ببيتها مع ابنها وزوجها إذا ما بدكن تظهروا وجوهن وبس تظهروا وجّها. كل مشاهد الزوج والولد مصوّرين من ورا، وهالشي كتير مزعج للمُشاهد". وأكد: "وثّقتوا ‘الأنا‘ و‘التصنّع‘ يلي الناس ما بحبو بميريام".



برغم الانتقادات، حقق كليب "غدارة يا دنيا" الذي أطلقته فارس عبر قناتها على يوتيوب في 4 حزيران/ يونيو، نحو مليون مشاهدة خلال 24 ساعة.

إنضمّ/ي إنضمّ/ي

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard