شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ساهم/ ي في صياغة المستقبل!
الانتخابات السورية في لبنان... النازحون يتسابقون إلى التجديد لبشّار الأسد

الانتخابات السورية في لبنان... النازحون يتسابقون إلى التجديد لبشّار الأسد

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

سياسة

الخميس 20 مايو 202109:04 م
Read in English:

Syrian Elections in Lebanon- Refugees Racing to Elect Bashar Al-Assad

وقع إشكال في منطقة جونيه ظهر اليوم بين عدد من الشباب اللبنانيين وبين ناخبين سوريين كانوا في مسيرة سيّارة تحمل صورًا للرئيس بشّار الأسد وأعلامًا سورية أثناء توجّهها إلى اليرزة للمشاركة في الانتخابات الرئاسية السورية. ووقع خلاف آخر في ساحة ساسين بمحلة الأشرفية بين سيارة تقل ناخبين سوريين ومعترضين على مرورهم بسبب رفعهم العلم السوري.

وسط إجراءات أمنية مشدّدة، توجّهت حافلات تقل نازحين سوريين منذ الساعة الخامسة فجرًا الى مقر السفارة في بعبدا، وردّد الناخبون شعارات وهتافات موالية للرئيس السوري الحالي، أبرزها: “بالروح بالدم نفديك يا بشار”، ممًا شكّل استفزازًا لكل من يعارض النظام السوري، خصوصًا أن نتائج الانتخابات محسومة سلفاً لصالح بشار الأسد.

الخوف لا يتلاشى عبر الحدود، وحين لا يبقى للسوري مكان يذهب إليه ويتم تهديده بالطرد ما لم ينتخب هذا النّظام من الخارج، يخضع وينتخب

الشبّان الذين اعتدوا بالضرب على الناخبين، وبحسب الأخبار التي تمّ تداولها، ينتمون لحزب القوّات اللّبنانية. وكان رئيسه سمير جعجع قد أصدر بيانًا تناول فيه النقاط المتعلّقة بالانتخابات السورية في الخارج، وتحديدًا في لبنان، جاء فيه: “يظهر أن عشرات آلاف النازحين السوريين في لبنان يتحضرون للمشاركة غدًا في المهزلة المأساة المسماة انتخابات رئاسية سورية في مقر السفارة السورية في الحازمية”. وأضاف: “تعريف النازح واضح ومتعارف عليه دوليًا وهو الشخص الذي ترك بلاده لقوة قاهرة وأخطار أمنية تحول دون بقائه فيها، وبالتالي نطلب من رئيس الجمهورية ورئيس حكومة تصريف الأعمال إعطاء التعليمات اللازمة لوزارتي الداخلية والدفاع والإدارات المعنية من أجل الحصول على لوائح كاملة بأسماء من سيقترعون للأسد غدًا، والطلب منهم مغادرة لبنان فورًا والالتحاق بالمناطق التي يسيطر عليها نظام الأسد في سوريا ما داموا سيقترعون لهذا النظام ولا يشكل خطرًا عليهم”.

بعد انتشار مقاطع الفيديو عبر مواقع التواصل الاجتماعي مظهرةً تكسير السيارات والتدافع الذي حصل، وبعد انتشار الهتافات الموالية للأسد من قبل الناخبين، انقسمت الآراء في لبنان بين من دان الاعتداء وبين من طلب من كل سوري لاجئ يسعى لإعادة إحياء المنظومة المجرمة العودة إلى سوريا.

في تصريح لرصيف22 تقول الصحافية إليانا بدر: “لا أبرّر أي نوع من الاعتداء على الآخرين رغم الاستفزاز الواضح الذي حصل عبر حمل صور مجرم يجب أن لا يكون موجودًا أو أن يترشّح للانتخابات الرئاسية. ولا أوافق على فكرة أن السوري مجبر على انتخاب بشّار الأسد. هنا مليون ونصف سوري في لبنان لم يذهبوا إلى السفارة لانتخابه. كل الشعوب وفي كل البلدان ترفع صور الرؤساء وأعلام بلادها، وطبعًا لن أبرّر الضرب الذي حدث، لكن في مناطق محدّدة هذا الفعل لن يكون مرحّبًا به”.

وتضيف: “أنواع الاحتلال مختلفة والنظام السوري لا يختلف عن النظام الإسرائيلي، فهو احتلّ لبنان منذ العام 1975 من خلال ممارساته المخزية. ومن المعيب اليوم وبعد 10 سنوات على ثورة سورية، والأرواح التي زهقت، أن نرى أفرادًا ينتخبون بشّار الأسد، هذا الفعل معيب بحق الإنسانية. وأنا أؤمن أن تغيير الأنظمة واجب لدى كل إنسان ذي مبدأ. ولذلك من الظلم أن تبقى سوريا الأسد هي الحاكمة“.

وتختم: “عيب على السوريين بحق الدم الي راح إنو ينتخبوا بشّار الأسد”.

أنواع الاحتلال مختلفة والنظام السوري لا يختلف عن النظام الإسرائيلي

أما فراس المعصراني وهو كاتب لجأ إلى لبنان هربًا من نظام بشّار الأسد، كتب على صفحته على فيسبوك: “شيلكون من الاصطفافات السياسية اللبنانية حول ما حدث اليوم، لكن حقاً أليس من البديهي أن يتم ما تم بأشخاص أذلاء وشبيحة يتواقحون بذهابهم لانتخاب أكبر مجرم على قيد الحياة؟ وأين؟ في بلد مثل لبنان حيث المسألة السورية فيه حساسة جداً. ما تم بديهي جداً وكان يجب أن يكون على أيدي السوريين أنفسهم وليس اللبنانيين فقط. من حق كل سوري تم تشريده أو اعتقاله أو خسارة بيته وعائلته بسبب بشار وشبيحته أن يضرب وينكّل بكل شبيح، ليس في لبنان فقط بل في كل العالم. هذه ليست كراهية بل تصفية حسابات مع عدو أبدي، وأنا أوافق جداً إعادة كل سوري في العالم ينتخب بشار اليوم، لأنه آمن ولن يقربه أحد، وليشبّح في سوريا حتى يشبع. لأن سوريا -وأقول هذا متأسفاً- يجب أن تتحول إلى حديقة شبيحة رسمياً يرمى فيها كل الشبيحة والمطبّلين للنظام الكيماوي، ليس المطبّلون السوريون فقط بل كل مطبّل من أينما كان أصله. عيب بقا بعد كل ما حدث أن يبقى الشبيحة مفلوتين خارج حديقتهم”.

وقال لموقع رصيف22: “لو كنت بالشارع مع الشباب أنا كنت ضربتن. الي بدّوا ينتخب مجرم شرّدنا وهجّرنا وقتلنا لازم ينضرب”.

لو كنت بالشارع مع الشباب أنا كنت ضربتن. الي بدّوا ينتخب مجرم شرّدنا وهجّرنا وقتلنا لازم ينضرب

من ناحية أخرى اعتبر عدد كبير من الناشطين، ومنهم المعارضون للنظام السوري أن لا حق لأحد بالاعتداء على حريّة الأفراد، وأن هؤلاء الذين سينتخبون بشّار الأسد يجب أن لا يعترضهم من انتخبوا سمير جعجع وأنّ هذا النهج بالتعاطي مع القضايا يبرّر للدول الأجنبية الاعتداء على كل لبناني مغترب يريد أن يعيد انتخاب المنظومة الحاكمة، وأن تتم إعادته إلى لبنان. كما أن السوري مجبر على انتخاب بشّار الأسد.

واعتبر الناشط شربل خوري في منشور عبر صفحته على فيسبوك أن لا فرق بين المعتدين على الناخبين وبين بشّار الأسد، وقال لموقع رصيف22: "لا يوجد من يريد بإرادته الكاملة أن ينتخب بشّار الأسد، هؤلاء العمًال واللاجئون الذين تمّ تهديدهم في مختلف المناطق بلقمة عيشهم وأمنهم المباشر لا خيار أمامهم اليوم سوى استقلال الحافلة والإدلاء بأصواتهم. وكنّا قد شهدنا الأفعال الترهيبية في الشمال وفي البقاع من قبل أتباع حزب الله وحلفاء النظام السوري والذين رفعوا عبر مكبرات الصوت في الجوامع الدعوات للانتخاب”.

وختم: “الخوف لا يتلاشى عبر الحدود، وحين لا يبقى للسوري مكان يذهب إليه ويتم تهديده بالطرد ما لم ينتخب هذا النّظام من الخارج، يخضع وينتخب. هناك جهل كبير بالتعاطي مع هؤلاء النّاس. والسّوري مهدّد من كل الجهات. وتحديدًا في لبنان البلد الممانع سياسيًا.السوري ليس حرًا”.


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard