شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

لنبدأ من هنا!
تقرير أممي… داعش استخدم أسلحة كيماوية بهدف إبادة الإيزيديين

تقرير أممي… داعش استخدم أسلحة كيماوية بهدف إبادة الإيزيديين

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

سياسة

الأربعاء 12 مايو 202104:11 م

أعلن كريم خان رئيس فريق الأمم المتحدة "يونيتاد UNITAD" لتعزيز المساءلة عن الجرائم التي ارتكبها تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" في العراق، أنه عثر على "أدلة واضحة ومقنعة" على أن متطرفي التنظيم ارتكبوا إبادة جماعية ضد الأقلية الإيزيدية في عام 2014.

كشف التقرير الأممي، أن تنظيم داعش نجح في تطوير أسلحة كيماوية، وأن أفراد التنظيم استخدموا غازي الخردل والكلور في عملياتهم التي نفذوها في العراق، وبخاصة ضد الأقلية الإيزيدية التي تعرضت لـ"جرائم التطهير" وأُخضعت نساؤها وأطفالها للاسترقاق الجنسي.

وكشف تقرير فريق الأمم المتحدة المنشور في 11 مايو/ أيار الجاري، أن تنظيم داعش نجح في تطوير أسلحة كيماوية، وأن أفراد التنظيم استخدموا غازي الخردل والكلور في عملياتهم التي نفذوها في العراق، وبخاصة ضد الأقلية الإيزيدية التي تعرضت لـ"جرائم التطهير" وأُخضعت نساؤها وأطفالها للاسترقاق الجنسي.

وصوّت مجلس الأمن بالإجماع في سبتمبر/أيلول 2017 على تشكيل فريق تحقيق لمساعدة العراق في جمع الأدلة اللازمة للتحقيق ومساءلة أفراد التنظيم المتشدد في "هذه الفظائع التي قد ترقى إلى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية والإبادة الجماعية".

جرائم ضد الإيزيديين

في تقريره السادس إلى مجلس الأمن، قال خان إن فريق التحقيق التابع للأمم المتحدة لتعزيز المساءلة عن الجرائم التي ارتكبها التنظيم، جمع المزيد من الأدلة التي لديه في الأشهر الستة الماضية.

ولفت إلى حدوث "تطورات هامة" في جمع الأدلة الجنائية من مواقع المقابر الجماعية، والبيانات الرقمية المستخرجة من الأقراص الصلبة التي تنتمي إلى داعش، واستخدام الأدوات التكنولوجية المتقدمة لمعالجة قواعد البيانات والبحث عنها، مما سمح للفريق بـ"وضع جداول زمنية واضحة لأنشطة التنظيم". 

الأدلة تُثبِت بشكل مُقنِع أن "متطرفي داعش ارتكبوا إبادة جماعية ضد الإيزيديين كمجموعة دينية بقصد تدمير الإيزيديين جسدياً وبيولوجياً"

ووصف خان نجاح الفريق في الحصول على الأدلة التي "تُثبِت بشكل مُقنِع أن متطرفي داعش ارتكبوا إبادة جماعية ضد الإيزيديين كمجموعة دينية بقصد تدمير الإيزيديين جسدياً وبيولوجياً"، بأنه لحظة تاريخية.

وقال خان إن تنظيم داعش قتل آلاف الإيزيديين، إما عن طريق الإعدام الجماعي أو إطلاق النار عليهم أثناء فرارهم، أو التسبب في موتهم نتيجة الظروف القاسية التي تعرضوا إليها في جبل سنجار أثناء محاولتهم الهروب.

وبيّن أن آلافاً آخرين تعرضوا للاستعباد، وجرى اختطاف النساء والأطفال من عائلاتهم، وتعرضوا لأشد الانتهاكات الوحشية، بما في ذلك الاغتصاب المتسلسل وأشكال أخرى من العنف الجنسي الذي لا يمكن تحمله لسنوات عديدة، وهذا ما أدى إلى موت بعض الضحايا.

وأضاف خان أن جرائم التنظيم ضد الإيزيديين لا تزال مستمرة باستمرار تبعاتها، إذ تم فصل آلاف النساء والأطفال عن عائلاتهم وطرد المجتمع الإيزيدي النساء اللائي تم استعبادهن جنسياً حين تمسكن باستعادة أطفالهن الذين حملن بهم بعد اغتصابهن من أفراد التنظيم. كما تعرضت نساء وأطفال إلى الفقد، ولا يزال بعض المختطفات قيد الأسر والاستعباد الجنسي لدى مقاتلي التنظيم.

أسلحة كيماوية 

قال خان الذي يعمل مستشاراً في الأمم المتحدة إن المعلومات الواردة من الأجهزة الإلكترونية التي تخص متطرفين من داعش، قادت إلى فتح تحقيق جديد في تطوير التنظيم من أدواته ونشره أسلحة كيماوية وبيولوجية في العراق.

وقال خان إن الأدلة التي جمعها فريقه توضح كيفية استخدام الجماعة المسلحة للمختبرات في جامعة الموصل "كمركز لبرنامج أسلحتها الكيماوية، بالاعتماد على خبرة العلماء والمهنيين الطبيين من العراق والخارج".

في البداية، على حد قوله، استولت داعش على غاز الكلور من محطات معالجة المياه التي سيطر عليها مقاتلوها في عام 2014، ثم طوروها إلى "مركبات سامة قاتلة بما في ذلك الثاليوم، وتم اختبار تلك المكونات السامة على السجناء الأحياء، مما أدى إلى موتهم".

وأضاف أن "داعش" طور بعد ذلك نظاماً لإنتاج غاز الخردل، الذي يُعرف أيضاً باسم خردل الكبريت، "وقد تم استخدامه في  آذار/مارس 2016 من خلال إطلاق 40 صاروخاً على بلدة التركمان الشيعية ‘تازة خورماتو‘".

وأشار خان، الذي سيصبح كبير المدعين العامين في المحكمة الجنائية الدولية في 15 حزيران/يونيو المقبل، إلى أن هذا التحقيق يتقدم بسرعة، ومن المتوقع أن تكتمل النتائج الأولية في غضون خمسة أشهر. وبحلول نهاية العام ، يتوقع الفريق أيضاً تقديم نتائج أولية "تتناول الجرائم ضد الأقليات المسيحية، الكاكائية والشبك والتركمان الشيعة والسنة في العراق، فضلاً عن مذبحة السجناء الشيعة في سجن بادوش"، التي قُتل فيها 600 شخص.

وأخبر خان مجلس الأمن أن الفريق خلُص إلى أن التنظيم ارتكب جرائم حرب ضد طلاب وأفراد من أكاديمية تكريت الجوية، وذلك بعد أَسْرِهِم وتعذيبهم وإعدامهم جماعياً في يونيو/ حزيران 2014.

وقال خان إن فيديو نشره التنظيم في تموز/يوليو 2015، يُظهر عمليات القتل التي "تشكل تحريضاً مباشراً وعلنياً على ارتكاب إبادة جماعية ضد المسلمين الشيعة".

وأعرب عن أمله في أن يتبنى المشرِّعون العراقيون أساساً قانونياً لمحاكمة أعضاء داعش على جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية والإبادة الجماعية التي ارتكبوها.


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard