شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

اشترك/ ي وشارك/ ي!
الهجرة حلم الدمشقيين... ثلثي من يعيشون تحت حكم الأسد راغبون في الهرب

الهجرة حلم الدمشقيين... ثلثي من يعيشون تحت حكم الأسد راغبون في الهرب

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الخميس 6 مايو 202102:48 م

نشر "مركز السياسات وبحوث العمليّات" السوري، ومقره تركيا، دراسة تحت عنوان "الاتجاه نحو الهجرة في العاصمة السوريّة دمشق"، توصل فيها إلى أنّ حوالى ثلثي سكان العاصمة السورية الخاضعة لسيطرة الرئيس بشار الأسد -حسب العينة الإحصائيّة التي اعتمدتها الدراسة- يرغبون في الهجرة إلى خارج سوريا، لكن أسباب عدم توفّر القدرة الماليّة، إضافة إلى الارتباطات العائليّة والخوف من الهجرة غير الشرعيّة، تقف عائقًا أمام تنفيذ رغبتهم.

هذه أسباب دفعت إلى حدوث موجات عديدة من النزوح الداخلي، إضافة إلى أسباب أخرى، تدفع العديد من السوريين إلى التفكير في خيار الهجرة واللجوء إلى بلاد أخرى.

 يعرّف "مركز السياسات والبحوث والعمليّات" نفسه، حسب موقعه الإلكتروني، بأنّه مؤسسة أبحاث مستقلة أصيلة ومزوّد خدمات، مقره في مدينة غازي عنتاب التركيّة، تأسس سنة 2014 تحت اسم "مركز سياسات الشرق". كما يذكر الموقع أنّ المركز الذي "يقوده ويملكه سوريون"، يجمع المعرفة المحليّة والخبرة التكنولوجيّة والعلميّة لتقديم منتجات نهائيّة أصيلة وسهلة الفهم.

 لماذا يريد سوريون الهجرة؟

لا توجد أرقام ثابتة لأعداد النازحين داخليًا في سوريا، وتشير التقديرات إلى وجود ما بين 6-8 ملايين نازح داخل البلاد، لأسباب عديدة منها – بحسب الدراسة-: أزمة المواصلات والمحروقات، صعوبة الحصول على علاج في حال المرض وخاصة بعد انتشار فيروس كوفيد-19، جفاف نهر الفرات بسبب منع الحكومة التركيّة المياه من التدفق إلى الداخل السوري، الاعتقالات التعسفيّة، القمع والظلم في سجون نظام الأسد، الأزمة الاقتصاديّة التي أفقدت الأسد ولاء كثيرين من مؤيديه.

 كل هذه الأسباب التي دفعت إلى حدوث موجات عديدة من النزوح الداخلي، إضافة إلى أسباب أخرى، تدفع العديد من السوريين إلى التفكير في خيار الهجرة واللجوء إلى بلاد أخرى، ولا سيما ألمانيا والسويد وكندا، حسب دراسة "مركز السياسات وبحوث العلميّات" الأخيرة، التي ركّزت في عيّنتها الإحصائيّة على مدينة دمشق. تقول الدراسة إنّ 63.5% من المستجيبين للدراسة يرغبون في مغادرة البلاد، ويرغب 36.5% في البقاء.

أما عن أسباب رغبة العينة الإحصائيّة في مغادرة البلاد فقد شكّلت "الظروف المعيشيّة الصعبة" السبب الرئيسي في رغبتهم في الهجرة بنسبة 59.8%، فيما قال 18.1% إنّ البحث عن فرص عمل وتعليم أفضل هو السبب الرئيسي الدافع للهجرة.

 شكّلت "الظروف المعيشيّة الصعبة" السبب الرئيسي في رغبتهم في الهجرة بنسبة 59.8%، فيما قال 18.1% إنّ البحث عن فرص عمل وتعليم أفضل هو السبب الرئيسي الدافع للهجرة.

وفيما يبدو أنّه رد على بروباغندا مناصري النظام السوري، والذين يصورون اللاجئين السوريين كإرهابين لا يحبون بلادهم، حتى أنّ رأس النظام، بشار الأسد، قال في إحدى إطلالاته الإعلاميّة إنّ من بين اللاجئين السوريين إلى أوروبا إرهابيين، بينت الدراسة نظرة مواطني الداخل إلى اللاجئين السوريين خارج البلاد، وجاءت حسب المستجيبين للدراسة نظرة إيجابية، فقال 56.3% منهم إنّ اللاجئين السوريين "محظوظون، نجوا بأنفسهم من كلّ هذه المعاناة"، وقال 37.7% منهم إنّهم كانوا "مجبرين، لم تكن لديهم خيارات". 

لاجئون ونازحون

حسب تقرير للمفوضية السامية لشؤون اللاجئين UNHCR، نُشر صيف 2020، فإنّ أعداد اللاجئين السوريين وصلت في نهاية 2019 إلى نحو 6.6 مليون لاجئ، موزعين في دول العالم المختلفة من أصل 80 مليون لاجئ، أي ما نسبته 8.25% من أعداد اللاجئين في العالم، وبحسب بيانات المكتب المركزي للإحصاء في سوريا، فإن هؤلاء اللاجئين يمثلون حوالى ثلث السكان الذين بلغ عددهم نحو 21 مليون سوري في العام 2011.

وذكرت مصادر أخرى أنّ أعداد النازحين السوريين تجاوزت 13 مليونًا منذ العام 2011، لجأ منهم 6.9 مليون إلى خارج البلاد، مع وجود 6.3 مليون نازح داخلياً، مع العلم أنّ هذه الأرقام في تغيير مستمر، حسب وتيرة المعارك المتغيرة، وحسب الوضع الاقتصادي الآخذ في التدهور يومًا بعد يوم.

وعلى الرغم من صعوبات حياة السوريين في بلاد اللجوء الجديدة، وآخرها سحب تصاريح الإقامة لطالبي اللجوء السوريين في الدنمارك، لا يرغب معظم اللاجئين السوريين في الخارج في العودة إلى سوريا، حسب عدد من التقارير والتحقيقات والآراء، لصعوبة الحياة فيها، ولعدم وضوح مستقبل البلاد السياسي والاقتصادي والاجتماعي.

إنضمّ/ي إنضمّ/ي

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard