شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ضمّ/ ي صوتك إلينا!

"قطع رأسه جلباً للحظ في الحياة الآخرة"...جرعة الأسبوع في سبعة أخبار

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

ثقافة

السبت 24 أبريل 202110:10 ص

ألم ينقض وقت كاف، أم مازال المزاح "الداعشي" مرفوضاً؟

لا يوجد عُرف يضبط الزمن اللازم انقضاءه قبل أن نتمكن من إطلاق نكتة حول موضوع مأساويّ أو حدث عنيف، مثلاً الكوميدي الأمريكي لوي س.ك المغضوب عليه حالياً، يرى أنه بإمكاننا إطلاق النكتة بعد ثوان، ويضرب مثال هجمات 11 أيلول، وإمكانية تحولها إلى موضوع لنكتة أو مزحة بعد انهيار البرج الأول.

ربما الأمر مختلف في العالم العربي، وهذا ما اكتشفناه بعد موجة الانتقادات التي وجّهت ضد برنامج المقالب العراقي "طنب رسلان"، إذ يُخدع المشاركون من المشاهير، ليجدو أنفسهم فجأة مختطفين من قبل "داعش"، وعلى وشك تنفيذ عملية جهادية أو التعرّض للتعذيب، لتنقذهم بعدها قوات الحشد الشعبي من أيدي الموت المحتم.

كمُّ السخرية من الانتخابات في سوريا عصي على الإحصاء، لا لأن بشار الأسد سيفوز، بل لوجود مرشحين منافسين له، ومن ضمنهم امرأة لم تتم الموافقة على ترشّحها بعد

الإشكالية أننا لسنا أمام برنامج هزليّ بالمعنى الواضح، أي لا يقدم المؤدون صورة كاريكاتورية عن داعش، صحيح أننا أمام كوميديا قاسية لكن "الضحية" في كل مقلب شخص لم يذهب بإرادته، أو لم يتم الاتفاق معه مسبقاً كحالة برامج "رامز جلال"، ناهيك عن بروباغندا الحشد الشعبي الذي يُقال أنه مشارك في إنتاج البرنامج، كما أننا لسنا أمام نكتة، بل فخ ضحيّته غافلة، لا يُستهزأ ضمن تصميمه بالتنظيم، بل بالشخص نفسه، أي يحافظ التنظيم على سطوته المرعبة، دون أن يكون محط السخرية، وكأننا أمام "مزاح سمج" وبروباغندا مبتذلة، لا تسخر حتى من عدوها.

هناك مرشحون للرئاسة في سوريا "ينافسون" بشار الأسد!

كمُّ السخرية من الانتخابات في سوريا عصي على الإحصاء، لا لأن بشار الأسد سيفوز، بل لوجود مرشحين منافسين له، ومن ضمنهم امرأة لم تتم الموافقة على ترشّحها بعد.

لن نحاول إطلاق النكات، أو السخرية من أن الأسد هو قائم على أعمال "حي المهاجرين" فقط في العاصمة دمشق، لكن المثير للاهتمام هو العملية الانتخابية نفسها، أي عمل الدولة ومؤسساتها وقدرتها على متابعة عمليات الترشيح والانتخاب... إلخ

بالرغم من أن الجميع يعلم أنها مسرحية وواجهة ساخرة، إلا أن سطوة الديكتاتورية ورعبها تكمن في فاعليتها، أي أن الماكينة الإدارية والقانونية مستمرة في العمل، تنتج وثائق وأوراقاً ومعاملات وأفراداً يعملون ويداومون، بل ويصوّتون، ولا نتحدث هنا عن مؤيدي نظام الأسد، بل الجهاز البشري الذي يعمل ويبذل جهداً لا قيمة له كونه يعلم سلفاً ما هي النتيجة، ونحن نعلم ما هي النتيجة، وأجيال قادمة تعلم من سيكون الرئيس.

المحزن والمثير للحنق في ذات الوقت، هو اضطرار الكثيرين لتصديق ما يحصل، والمشاركة في العرس الانتخابي، ما يرسّخ فقدان الأمل لدى الكثيرين، لأن شكل الدولة الذي ما زال فعّالاً، بالرغم من عدم قدرتها على تلبية متطلبات الناس، أشبه بصفعة يومية ودرس "خطابي" قاس. إن كانت الدولة ساخرة وكاذبة ولا تمثل أحد، لم لا نتصرف كأفراد على ذات المنوال: فضاء من السخرية والأكاذيب لا ضابط لها سوى المصلحة الفردية.

سوق أسود للكورونا: "العافية" كسلعة رابحة

أشار تحقيق صحفي إلى أن سعر فحوصات الكورونا المزوّرة يتحرك بين 40 إلى 100 دولار في العراق، والأمر مشابه في مختلف أنحاء العالم، حيث يتم تقديم نتائج فحص سلبية مزيفة للمصابين أو المتعجّلين، إذ فتحت الجائحة سوقاً جديداً للتزوير والتهريب، كما أكدت فايزر أيضاً وجود لقاحات مغشوشة تباع في كل بولندا والمكسيك.

المشكلة أننا لا نعلم من علينا أن نشتم في هذه الحالة: المزوِّر؟ من يشتري المُزوَّر؟ لأن تهديد حياة الكثيرين ونقل العدوى لهم أمر لا يوصف إلا بالنذالة أو الجهل، إذ لا يخاطر كل فرد بحياته في هذه الحالة بل يهدد حياة الكثيرين.

ندرك بدقة تردّي الشروط الصحية في العديد من دول العالم، لكنننا في هذا الوباء أمام مسؤولية شخصية، والرهان على الصحة أو تجاهلها أمر لا يمكن السكوت عنه، لكن ما الحل؟

أشار تحقيق صحفي إلى أن سعر فحوصات الكورونا المزوّرة يتحرك بين 40 إلى 100 دولار في العراق، حيث يتم تقديم نتائج فحص سلبية مزيفة للمصابين أو المتعجّلين، كما أكدت فايزر أيضاً وجود لقاحات مغشوشة تباع في كل بولندا والمكسيك

يمكن القول إن البعض أمام موتين، جوعاً أو مرضاً، ومخاطر المرض أقل من مخاطر الجوع، أو ربما العكس، لكن حقيقة لا يمكن سوى لوم السلطات، ومؤسساتها وسنوات من التقصير والفساد واللامبالاة التي تركت الفرد يراهن على أحد خطرين من أجل نجاته.

ترحيل الدنمارك للاجئين السورين: من نتهم؟

رُفعت لوحات إعلانية في الدنمارك، تدعو اللاجئين السوريين للعودة إلى وطنهم، بصورة أدق، إلى "دمشق الآمنة"، إذ يُقال إن هناك ما يقارب الـ500 شخص سيتم ترحيلهم، وآخرين يُعاد النظر في أوراقهم الرسمية، في مخالفة واضحة للقوانين الدولية، وفي استفادة من حذلقة قانونية مفادها أن "الحماية" في الدنمارك التي ينالها اللاجئون، تتعطّل حين يعلن غياب الخطر في بلد الأصل.

لكن، من نلوم على ذلك؟ عنصرية حكومة الدنمارك؟ اليمين المتطرف؟ النظام السوري؟ الإشكالية، حسب العديدين، تكمن في التقارير التي اعتمدت عليها وزارة الهجرة، خصوصاً أن القرار يبدو أحمقاً لأن سفارة الدنمارك مغلقة، ولا يوجد علاقات بين سوريا والدنمارك، وقد ينتهي الأمر باللاجئين الذي أسسوا حيواتهم بعد الهجرة مأسورين في مراكز الترحيل المؤجل.

يُمكن أن يوجه اللوم بدقة إلى صناع التقارير التي تقول إن دمشق آمنة، إذ يبدو أن بروباغندا النظام السوري نجحت، وتبييض وجه العاصمة وسردية "الانتصار" التي يروّج لها نالت صدى لدى بعض الباحثين المتخفّين، والصحفيين الإنسانويين، وأعضاء الأحزاب اليمينية الأوربية الذين يتحركون في زيارات دائمة إلى دمشق، لأكل الكنافة والتقاط الصور التي تحوي كنيسة وجامعاً.

سردية "انتصار الأسد" نالت صدى لدى بعض الباحثين المتخفّين، الصحفيين الإنسانويين وأعضاء الأحزاب اليمينية الأوربية الذين يزورون دمشق، لأكل الكنافة والتقاط الصور التي تحوي كنيسة وجامعاً

لا تصادر حق الشعب يا "وانغبريشا"

قرر الراهب البوذي ثاماكورن وانغبريشا ذو الـ68 عاماً قطع رأسه بمقصلة، تقرّباً من بوذا وذلك كي" يحالفه الحظ في الحياة الآخرة".

صديقي الراهب، سيادتك على جسدك وحياتك وموتك لا نقاش فيها، لكن المقصلة ملك للشعب، اختراع يمارس فيه الشعب سطوته على "رأس" السلطة، والحظ في الحياة الآخرة لا تضمنه المقصلة كاختراع بشري- سياسي، بل تراهن على استعراض القتل لأجل تحقيق عدالة شعبية من نوع ما.

ليتك، أيها الصديق الشجاع، تقدمت بهذه النصيحة إلى بعض رجال السلطة، وأقنعتهم بأنهم لو قاموا بذلك، لرافق الحظ ملايين الأحياء، خصوصاً أن المقصلة رمز لعدالة الشعب وفوضويتها وتسرّعها، عدالة لا علاقة للسماء بها، فالمقصلة كجهاز مفاهيمي مصممة لأجل تهديد عدالة السماء اللاحقة.

صديقي الراهب، لن أتدخل في إيمانك، لكن، ليتك حاولت نشر هذه الدعوة، واستهدفت قائمة محددة، من أولئك الفارين من العدالة، أو الذين لم تطلهم العدالة، وأقنعتهم بحس الحظ في الحياة اللاحقة، ولو فعلاً تمكنت من ذلك، لصنعنا لك تمثالاً، وبلا رأس أيضاً، حينها ستكون محظوظاً ومحبوباً في الحياة وفي الممات.

قائمة متخيلة بأغلى ما بيع على NFTs في العالم العربي

فجأة اتسعت فقاعة سوق الفن مع انتشار الـNFTs، نظام التشفير الذي يتيح امتلاك ما هو على الإنترنيت فقط، كالصور، التغريدات، الملفات، المقالات وغيرها مما نراه على الشاشة، ووصلت المبيعات إلى الملايين، إثر اعتبار هذه "الشيفرات" أعمالاً فنية، وكأن سوق الفن وجد منفذاً جديداً له لغسيل الأموال والتهرب الضريبي، هذه المرة دون أي حاجة للصالات أو حتى الأعمال نفسها.

ننتظر الآن أن يشتري محمد بن سلمان، سرّاً، تغريدة لجيف بيزوس مثلاً، أو صورة الرسالة التي أرسلها له كي يخترق هاتفه المحمول عبر برنامج بيغاسوس

ننتظر الآن أن يشتري محمد بن سلمان سرّاً تغريدة لجيف بيزوس مثلاً، أو صورة الرسالة التي أرسلها له كي يخترق هاتفه المحمول عبر برنامج بيغاسوس. لكن، ونحن نخاطب جامعي الفنّ، نقترح القائمة التالية من "الأعمال" التي سيكون شراؤها مثيراً للاهتمام:

1- صورة حسني مبارك المعدلة على الفوتوشوب والتي يظهر فيها أمام الرئيس الأمريكي.

2- كل تغريدات إيفخاي أدرعي التي تدعوا إلى العيش المشترك والسلام بين الشعبين الفلسطيني والإسرائيلي (يُنصح بمشتر إماراتي).

3- منشور لعبد الله رشدي يتحدث فيه عن حقوق المرأة.

4- أي صورة لحبة بندورة تحوي بعد قطعها كلمة "الله".

5- صفحة كل يوم نفس الصورة لراغب علامة.

كرة القدم الأوروبية الجشع ونفي "احتمالات" البطولة

لم يمض أكثر من 48 ساعة على إعلان عدد من أندية أوروبا رغبتها بتأسيس دوري جديد، حتى اشتعلت وسائل التواصل الاجتماعي، تحرّك السياسيون وتوعد المعجبون "المؤسسة" التي تحاول مصادرة حقهم بمشاهدة الفرق التي يحبّونها على حساب "الأبطال"، ما دفع أغلب النوادي المشاركة في الإعلان عن "دوري السوبر" إلى الانسحاب السريع.

ما يثير السخط أن هذه النوادي/ المؤسسات الربحية التي أعلنت عن الدوري الجديد، تريد احتكار "البطولة" لنفسها، واختزال المنافسين الجدد إلى 5 فرق فقط، تتصارع خارج الدوري لتصل إلى "حلبة الأبطال"، وكأن هذه النوادي المُؤسِسة أكبر من أن تنافس النوادي الصغيرة والمتواضعة.

والأهم، هذا الإعلان يقلّل بشكل كبير من "ضربة الحظ"، تلك التي يمكن أن ينتصر فيها واحد من هذه النوادي "الأقل" دون سابق إنذار، كما أنه ينفي الاحتمالات بالوصول إلى البطولة بمعناها الواسع، وحصرها بعدد من الفرق التي افترضت أن المشجّعين يشاهدون مبارياتها ومنافساتها فقط، وكأن اللعب مع الباقين مضيعة للوقت، وقتل لأحلام الفرق الصغيرة ومتابعيها الشغوفين، الحالمين بلحظة نصر، يمكن أن تتحقق، ولو مصادفةً.

*المقتطف الجديد يعبّر عن آراء كتّابه وكاتباته وليس بالضرورة عن رأي رصيف22


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard