شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

انضمّ/ ي إلى ناسك!
غضب من أنباء ترحيل لاجئة سورية معارضة… لماذا قد يُرحل الأردن حسنة الحريري؟

غضب من أنباء ترحيل لاجئة سورية معارضة… لماذا قد يُرحل الأردن حسنة الحريري؟

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

سياسة

الجمعة 2 أبريل 202106:37 م

في خبر حقيقي، ولا علاقة له بما يعرف بكذبة نيسان/ أبريل، طلب الأردن من معارضين سوريين بارزين لاجئين لديها، مغادرة البلاد، خلال 14 يوماً أو سيواجهون خطر الترحيل إلى دمشق.

جرى هذا مطلع نيسان/ أبريل، لذا وجب التنبيه بأنه ليس "كذبة أبريل". لماذا؟ لأن هذه هي المرة الأولى التي يستدعي فيها الأردن معارضين سوريين هكذا، منذ اندلاع الثورة السورية في 2011، ويبلغهم بمغادرة البلاد أو ترحيلهم قسراً. 

أثار الخبر ضجةً كبيرةً على وسائل التواصل الاجتماعي، سيّما ما ورد من أن المعتقلة السورية السابقة، حُسنة الحريري، ضمن الأشخاص الذين أبلغتهم عمّان بالرحيل عن المملكة الهاشمية. وترحيل اللاجئين مخالف للقانون الدولي.

دشّن معارضون ونشطاء سوريون حملة تضامن واسعة عبر وسم "لا لترحيل حسنة الحريري"، المعروفة أيضاً باسم "خنساء حوران" و"أم السوريين" أو "أم الحرائر". 

واعتقلت الحريري لدى قوات النظام السوري عام 2012، ثم أُفرج عنها في صفقة تبادل معتقلين مع المعارضة السورية عام 2013. وفقدت خلال اعتقالها زوجها واثنين من أولادها وأزواج بناتها، ومن هنا جاءت لقبها "خنساء حوران".

قرار الترحيل 

في تصريحات خاصة لرصيف22، أكّد مدير المركز السوري لحقوق الإنسان، رامي عبد الرحمن، أنهم علموا أن السلطات الأردنية طلبت بالفعل من السيدة الحريري الرحيل عن البلاد.

ولم تنف السلطات الأردنية أو تؤكد صحة هذه الأخبار التي تناولتها العديد من وسائل الإعلام.   

وكتب الصحافي السوري هادي العبد الله، في تغريدة على تويتر، أن "السلطات الأمنية في الأردن أبلغت حسنة الحريري وابنها ابراهيم الحريري ورأفت الصلخدي بمغادرة الأردن خلال 14 يوماً، أو ترحيلهم إلى سوريا".

 المرصد السوري لحقوق الإنسان يحذّر عبر رصيف22 من أن ترحيل "خنساء حوران" من الأردن إلى سوريا سيترتب عليه اعتقالها من قبل نظام بشار الأسد... من هي حُسنة الحريري التي تريد عمّان طردها؟ ولماذا؟  

وأضاف العبد الله لمن لا يعرف حسنة الحريري: "خنساء حوران حسناء الحريري، هي أم لشهداء ومعتقلة سابقاً في سجون (الرئيس السوري بشار) الأسد، أتمنى ممن يستطيع العمل على منع هذا القرار الجائر أن يفعل لإيقاف ترحيل أمّنا".

وغرّد المعارض السوري البارز أيمن عبد النور: "تبلغت السيدة حسنة الحريري المقيمة في الأردن قراراً من السلطات الأردنية بالمغادرة خلال فترة 14 يوماً فقط، هي وكامل أفراد عائلتها المؤلفة من تسعة أشخاص".

وأضاف عبد الرحمن خلال حديثه لرصيف22: "في حقيقة الأمر، تفاجئنا بهذا القرار، موقف الأردن كان دائماً أخويّاً وكريماً وإنسانياً رائعاً مع اللاجئين، كان موقفهم احتضان كامل اللاجئين، وليس عنصرياً، عكس تماماً دول أخرى".

وتابع: "تفاجئنا بالتهديد بترحيل خنساء حوران ولاجئين آخرين، من الطبيعي من يريد الرحيل طواعية، يكون مسموحاً له، لكن إرغام اللاجئين السوريين على العودة لسوريا يشكل تهديداً لحياتهم، وليس في مناطق النظام فحسب، بل كل مناطق سوريا".

ودلّل مدير المرصد السوري على كلامه قائلاً: "ذات مرة رحلت تركيا عائلة كردية وسلمتها لحركة النصرة المسلحة، ولا يزال مصير هذه العائلة مجهولاً، وعودة هؤلاء اللاجئين، سواء حسنة الحريري أو الآخرين، إلى سوريا من الأردن يعني اعتقالهم من قبل النظام". 

من جانبه، أعلن رجل الأعمال والسياسي السوري، عبد الله الحمصي، عن تحمله تكاليف سفر وإقامة حسنة الحريري في تركيا.

وكتب الحمصي على تويتر: "من يستطيع أن يصلني بالأم الحرة حسنة الحريري، خنساء حوران، أو إرسال رقم هاتفها لي أو إرسال رقم أحد أقاربها، يتواصل معي على الخاص. أنا أتعهد بكافة نفقات سفرها وإقامتها في تركيا".

وسائل الإعلام السورية المعارضة، زعمت  سابقاً أن الأردن كان يجبر لاجئين سوريين من بينهم أطفال وجرحى، وفلسطينيين أيضاً، للعودة إلى مناطق الجنوب السوري، ثم توقف عن ذلك بعد سيطرة النظام على هذه المناطق، وهو خبر لم يتم تأكيده من قبل منظمات أو عدة صحف أخرى، مثلما يجري في حالة حسنة الحريري.

سر الترحيل... عودة العلاقات؟

في الآونة الأخيرة، بدأ الأردن - الذي عانى من أزمة اقتصادية فادحة جراء الحرب الأهلية في سوريا، توقف حركة التجارة واستقبال أكثر من نصف مليون لاجئ سوري - في إرسال وفود تجارية لدمشق، في مؤشر على رغبة عمّان في تحسين العلاقات مع النظام.  

روت حسنة الحريري في شهادة متلفزة: "سهيل الحسن، اللي يقولوا عليه 'النمر'، حقق معي ثلاثة شهور… ما خلا بنت ما اغتصبها"... لماذا أُثيرت أنباء ترحيلها الآن؟

أوضح الباحث السوري مالك الحافظ لرصيف22، أن قرار الترحيل يتعلق بتواصل حسنة مع شخصيات معارضة في الجنوب السوري، وهذا التواصل لا ترضى عنه السلطات الأردنية، وتعتبر أنه يؤثر عليها وعلى موقفها وتعاملها مع الملف السوري، وبالأخص لما لمنطقة الجنوب السوري من حساسية كبيرة، بخاصة وأن الأردن كان قد لعب دوراً خاصاً في تسوية صيف عام 2018 بمحافظة درعا، والتي توقف بموجبها القتال في هذه المنطقة وعودتها لسيطرة النظام السوري.

وقال الحافظ: "لا أعتقد أن العلاقات الرسمية بين الحكومتين السورية والأردنية بوارد أي تطور حالي. الظروف السياسية الإقليمية غير مواتية، وكذلك الظروف الداخلية في سوريا لا تسمح لأي طرف عربي بالتواصل مع دمشق ضمن إطار العلاقات الرسمية والتعويم السياسي والاقتصادي، لا سيما وأن عقوبات قانون قيصر لها تأثيرها المباشر أيضاً".

ويُقال إن الحريري سجلت مع قناة الحرة الأمريكية، شهادة لها عن جرائم التعذيب في المعتقلات السورية، قبل استدعائها بساعات من المخابرات الأردنية لإبلاغها بقرار ترحيلها.

وتُعتبر حسنة الحريري من النساء السوريات البارزات، اللاتي تعوّل عليهن المعارضة السورية والمنظمات الحقوقية للإدلاء بشهادتها أمام المحاكم، عن التعذيب الذي رأت المعتقلين في سجون النظام يتعرضون له.

وكانت حسنة قد روت في شهادة متلفزة، أن "سهيل الحسن (أحد قادة الجيش السوري النظامي)، اللي يقولوا عليه النمر، حقق معي ثلاثة شهور… ما خلا بنت ما اغتصبها".

في هذا السياق، تساءل الباحث ‎‎السوري في شؤون الجماعات الجهادية، خليل المقداد، على تويتر: "هل قرار السلطات الأردنية ترحيل خنساء حوران حسنة الحريري، المعتقلة السابقة وأم الشهداء، له علاقة بظهورها على قناة الحرة وحديثها عن جرائم الأسد؟".

وأضاف المقداد: "هل ضاقت السلطات ذرعاً بمن يفضح جرائم العصابة المجرمة؟ هل تبييض صفحة العصابة يقتضي ترحيل من يفضحها ويعارضها؟".

اللافت أن أنباء ترحيل المعارضة السورية تأتي بعدما قالت "هيومن رايتس ووتش'' في 30 آذار/ مارس المنصرم، إن السلطات الأردنية رحّلت على الأقل أربعة من طالبي اللجوء اليمنيين المسجلين لدى "المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين".

ولا يعد الأردن أول دولة تتهم بترحيل اللاجئين السوريين، إذ سبق أن اتُهمت تركيا بإعادة سوريين قسراً، عقب عمليات اعتقال واحتجاز تعسفية، وفي بعض الأحيان عبر الإغراءات وحتّى الترهيب والتهديد. كما رصدت منظمات حقوقية، منها "هيومن رايتس ووتش" إن لبنان قام بترحيل 16 سورياً على الأقل، بعضهم مسجلون كلاجئين، لدى وصولهم إلى مطار بيروت في 26 نيسان/ أبريل عام 2019، ورحّلت مصر في 2019 أيضاً لاجئين سوريين قسراً إلى دمشق.

ومطلع الشهر الماضي، أُثيرت أنباء عن أن الدنمارك تستعد لترحيل نحو 100 لاجئ سوري إلى مناطق تعتبرها "آمنة" في سوريا.

إنضمّ/ي إنضمّ/ي

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard