شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

اترك/ ي بصمَتك!
أحضرَ لعلاء زلزلي لعبة ملفوفة بقماشة بيضاء… إعلامي لبناني يثير غضباً واسعاً

أحضرَ لعلاء زلزلي لعبة ملفوفة بقماشة بيضاء… إعلامي لبناني يثير غضباً واسعاً

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الخميس 14 يناير 202112:41 م

عام 2012، تُوفيت قمر، ابنة الفنان اللبناني علاء زلزلي بعد ثلاثة أيام من ولادتها وهي الابنة الأولى بعد ثلاثة أشقاء. كشف أطباء آنذاك إصابتها بخلل في رئتيها، وباءت محاولات إنقاذها بالفشل.

بعد تسع سنوات من الحادثة، أثار الإعلامي اللبناني تمّام بليق غضباً واسعاً بين روّاد التواصل الاجتماعي بعدما استضاف زلزلي في برنامجه على قناة "الجديد" اللبنانية "مع تمّام"، وقرر استرجاع الحادثة بإحدى أسوأ الطُرق الممكنة من أجل استثارة عواطفه وجلب أعلى نسب المشاهدة. 

ما قام به هو أنه أحضر لعبة على شكل رضيعة. أخرجها من صندوق أسود وهي ملفوفة بقماشة بيضاء. سلّمها لزلزلي على أن يحملها خلال الاستجواب، وقال له: "كفن قمر. بتعرفها لقمر؟". 

أجاب زلزلي مبتسماً وهو يحرك رأسه: "بنتي". 

تابع بليق : "علاء زلزلي، سؤال. وأنت عم تدفن بنتك، شو كنت عم بتحس؟ شو كنت بتفكر وأنت بتدفنها تحت التراب؟". ردّ: "شو بدي قلّك. ما بعرف شو الواحد بيحكي. الحمدلله الله يخليلي ولادي. بس كنت بتمنى يكون عندي بنّوت. لسوء الحظ إنها راحت".

وقاطع بليق زلزلي، طالباً منه أن ينظر إلى اللعبة وهو يتحدّث. وفيما كان زلزلي متماسكاً ومبتسماً أثناء الردّ، قال بليق: "اتطلع فيها، شو بتقول لقمر؟"، فقال لها إنها عصفورة في الجنة، "ولو بقيتي كنتِ زيّنتي حياة بيّك وإخوتك"، علماً أنه منفصل عن زوجته.

انتشر هذا الفيديو على مواقع التواصل الاجتماعي، مثيراً موجة غضب حيال بليق الذي كثيراً ما "يقسو" على ضيوفه بهدف إثارة عواطفهم. وبالعودة إلى الحلقة كاملةً، فلم يطرح بليق موضوع ابنة زلزلي الراحلة فقط. ولكنه أيضاً أخرج من نفس الصندوق الأسود صورة لجنازة والدة زلزلي التي لم يستطع حضورها، علماً أنه قال في بداية الحلقة إن "والدته كل حياته".

أنزل زلزلي الصورة، في رغبة منه ألا ينظر إليها. فرفعها بليق مجدداً، قائلاً: "شوفها". رد: "شفتها". ورغم ذلك، رفعها أيضاً.

- "شو بدك تقول؟"
- "الله يرحم روحها".
- "شو بدك تقول؟"
- "ولا شي".
- "ليه؟ على شو بتندم هون؟ (وقت الدفن). ما قدران تحكي؟"
- "إمي ما ماتت بعد". 

- "اتطلع بالصورة. شو تذكرت؟"
- "هي بتعرف ليه ما كنت. يا ريت كنت محلها والصورة تكون إلي".

ومما قاله بليق: "كيف ترثيها بما إنك لم تكن حاضراً"، و"بكلمة واحدة. تقول لوالدتك سامحيني على ماذا؟". وهنا لم يجبِه وقال "مبسوط إني ما كنت". 

وبليق من الإعلاميين الذين يتلذذون في الحديث عمّا يقلّب المواجع على أمل أن تلتقط عدسة الكاميرا لقطة "مؤثرة" للضيف، إذ لا تعتبر هذه المرة الأولى التي يحاول إبكاء ضيفه أو ضيفته. 

عدا المشاهد المؤثرة، لا يتردد بليق في أن يسأل ضيفته: "أنتِ حيوانة؟"، أي كل ما هو ممكن لشد انتباه الجماهير، علماً أن العديد من روّاد التواصل ينتقدون هذا الأسلوب بشدة.

"بلبنان كلنا مختلفين بالسياسة والدين والطائفية والإستراتيجية والحرب والسلم حتى مواضيع حضارة الهونولولو مختلفين عليها، بس كلنا متفقين إنه تمام بليق أسوأ بني آدم صدرته شاشة تلفزيون"... غضب حيال إعلامي لبناني يتلذذ في إبكاء ضيوفه

"أسوأ ما صدرته شاشة تلفزيون"

مما كُتب في الفضاء الإلكتروني في هذا السياق: "بلبنان كلنا مختلفين بالسياسة والدين والطائفية والإستراتيجية والدفاع والهجوم والمحاور والرئيس الأمريكي والفرنسي والخبز والترسيم والحرب والسلم حتى مواضيع حضارة الهونولولو مختلفين عليها.... بس كلنا متفقين إنه تمام بليق أسوأ بني آدم صدرته شاشة تلفزيون بالعالم!". 

واعتبرت الناشطة اللبنانية ميساء الشريف أن بليق "جعان شهرة"، قائلةً لزلزلي: "كل الحبّ، وقمر ملاك بالسما". 

ويرى فريق أن على الجماهير ألا تشجع نشر هذا النوع من الإعلام، وذلك من خلال عدم مشاهدة هذا الطراز من البرامج، وهو ما دفع أحد روّاد تويتر ليكتب: "يا شباب برنامج تمام بليق حالياً عالجديد، انتبهوا ما حدا يحط عليه بالغلط".

من ناحية أُخرى، يعتبر البعض أن الخطأ يقع على الضيوف الذين يقبلون الظهور مع بليق. 

وكان موقع الفنّ المختص بأخبار الفنانين قد طرح مجموعة أسئلة عقب ملاحظة تلذذ بليق في إبكاء ضيوفه: "لماذا يحب تمام البحث دائماً عما يبكي ضيوفه؟ هل لدى تمام مشكلة نفسية تجعله يُبكي ضيوفه أم أنه يشعر بالاثارة عندما يشاهد أحداً يبكي أمامه؟".

"علاء زلزلي، سؤال. وأنت عم تدفن بنتك، شو كنت عم بتحس؟ شو كنت بتفكر وأنت بتدفنها تحت التراب؟"... غضب حيال إعلامي لبناني يتلذذ في إبكاء ضيوفه

وفي مقابلة مع عبد الهادي الدعاس، حين كان يُقدم برنامجه "بلا تشفير" على نفس القناة، قال بليق: "الضيف عندما يبكي على الهواء يكون متأثراً بموقف ما، وأنا أشعر بإنسانيته وأحزن من الداخل والخارج لكن لا أظهر له هذا الشيء، لأن 'بلا تشفير' ليس برنامجاً استعراضياً وفي النهاية أنا إنسان لهُ مشاعره وأحاسيسه".

وكان قد صرّح: "لستُ أنا أسير 'الريتينغ Rating' بل هو أسيري، لأنه يعتمد عليّ وليس العكس، وهذا باعتقادي ثقة وليس غروراً، فـالجمهور اليوم ينتظر تمام بليق ماذا يريد أن يسأل، أما البرامج الأخرى فتعتمد على ما سيقوله الضيف". 

وفي ما يخص هذه الأسئلة، اعتبر البعض أن "الانحطاط الإعلامي والأخلاقي يتجسّد في أسئلة بليق ومحاولاته الحثيثة لإرباك ضيوفه وسرقة دمعة منهم على حساب مشاعرهم وكراماتهم". 


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard