شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

قدّم/ ي دعمك!
التحرر الجنسي الذي تدعو إليه جمانة حدّاد

التحرر الجنسي الذي تدعو إليه جمانة حدّاد

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

ثقافة

السبت 23 يناير 202112:22 م

استضافت الدكتورة ساندرين عطالله، المتخصّصة في الطب الجنسي، الإعلامية والناشطة جمانة حدّاد، في برنامجها "حكي صريح"، الذي يُعرض على منصّة حكواتي، وتناقشتا بموضوع اقترحته حدّاد، وهو موضوع "التحرر الجنسي."

فما المقصود بالتحرر الجنسي التي تدعو إليه جمانة حدّاد؟ هل هي دعوة للتفلّت الأخلاقي، وهل مجتمعاتنا العربية جاهزة لأن تتحرر جنسياً؟

تعريف التحرر الجنسي

أكّدت جمانة حدّاد أنه وبمجرّد الحديث عن التحرر الجنسي أوّل ما يتبادر إلى أذهان المستمعين أنه حديث عن الانفلات الأخلاقي، وبالتالي تصبح الدعوة إلى التحرر الجنسي وكأنها دعوة للانفلات.

التحرر الجنسي، بحسب حدّاد، هو أن يمتلك الإنسان جسده، وأن يكون صاحب القرار بكل ما يتعلّق بهذا الجسد، وقد يختار المرء ألا يمارس الجنس بتاتاً ويكون متحرراً في الوقت نفسه، فلا ترى حدّاد علاقة تربط بين كثرة الممارسة والتحرر.

أكّدت جمانة حدّاد أنه وبمجرّد الحديث عن التحرر الجنسي أوّل ما يتبادر إلى أذهان المستمعين أنه حديث عن الانفلات الأخلاقي، وبالتالي تصبح الدعوة إلى التحرر الجنسي وكأنها دعوة للانفلات

وحتى إذا قرّر الإنسان أن تكون له علاقات جنسية متعدّدة، فتعتبر حدّاد أن هذا الموضوع متعلّق بحرية الفرد الشخصية، ولا تعتبره انفلاتاً، شرط أن يتحمّل كل إنسان المسؤولية التي تترتّب عليها ممارسته لحريته.

الرجل العربي بحاجة لأن يتحرر جنسياً قبل المرأة

لفتت جمانة حدّاد إلى أن الدعوة للتحرر لا تخصّ النساء دون الرجال، وأن الرجل العربي أبعد ما يكون عن التحرر الجنسي، إذ يعتقد معظم الرجال أنهم إذا مارسوا الجنس فهم بالتالي متحررون جنسياً، ويفوتهم إدراك أن ممارسة الجنس لا تعني بالضرورة التحرر الجنسي.

فالرجل الذي تتعدّد ممارساته الجنسية قبل الزواج، ويصرّ على الزواج من إمرأة عذراء هو، بحسب حدّاد، غير متحرر جنسياً، مثله مثل الرجل الذي لا يتقبّل الأذواق والميول الجنسية المختلفة للأفراد.

وأضافت الدكتورة ساندرين عطالله إلى ما قالته حدّاد، أن الرجل الذي يخيفه حجم عضوه الذكري ويتمنّى عضواً أكبر هو أيضاً غير متحرر جنسياً؛ لأنه بات من المسلّم به، طبّياً ومنذ زمن بعيد، أن حجم العضو لا يؤثّر على لذة المرأة الجنسية، ورغم ذلك، ما يزال هذا الموضوع يشغل بال عدد كبير من الرجال العرب اليوم.

لفتت جمانة حدّاد إلى أن الدعوة للتحرر لا تخصّ النساء دون الرجال، وأن الرجل العربي أبعد ما يكون عن التحرر الجنسي، إذ يعتقد معظم الرجال أنهم إذا مارسوا الجنس فهم بالتالي تحرّروا جنسياً، ويفوتهم إدراك أن ممارسة الجنس لا تعني بالضرورة التحرر

ويُضاف إلى الرجل المهووس بحجم عضوه، ذلك الذي يشعر بانتقاص في رجولته إن لم يوصل شريكته إلى النشوة الجنسية بإيلاج عضوه الذكري في مهبلها، بحسب عطالله، والمعلوم أن الشريحة الأكبر من النساء لا يصلن إلى النشوة بالإيلاج.

التحرر الجنسي والعالم العربي

أوّل التهم التي تُوجّه لدعاة التحرر الجنسي، بحسب حدّاد، أنهم يعرضون أفكاراً مستوردة من الغرب وغريبة عن ثقافتنا العربية.

وتردّ حدّاد على هؤلاء بتذكيرهم بأن الحضارة العربية تُعدّ من أكثر الحضارات التي اهتمّت بموضوع الجنس والجسد والمتعة، وهي الحضارة نفسها التي تركت إرثاً ثقافياً عظيماً في هذا المجال. فمنذ أقدم العصور احتفل تراثنا العربي احتفالاً خاصاً بموضوع الجنس.

"يوم كنّا في قمّة تحررنا الجنسي لم يكن الغرب يفقه شيئاً عن موضوع التحرر"

"الكاماسوترا ما شي قدّام إرثنا العربي بهيدا المجال!"، تؤكّد حدّاد، وحتى على صعيد المفردات، فإنّنا نجد في لغتنا العربية مفردات رائعة متعلقة بالجسد والمتعة والجنس.

وتختم حدّاد حديثها عن هذه النقطة بالقول: "يوم كنّا في قمّة تحررنا الجنسي لم يكن الغرب يفقه شيئاً عن موضوع التحرر. فما ندعو له هو من صلب ثقافتنا".

أهم تداعيات غياب التحرر الجنسي

غياب التحرر الجنسي، بحسب ما تلاحظ حدّاد، أدّى إلى هوس غير طبيعي بالجنس لدى الشباب، وجعلهم يعلّقون أهمية زائدة ومَرَضية على موضوع يُفترض أن يكون جزءاً من الحياة الطبيعية لأي إنسان.

ويُعدّ الكبت والقمع من أهمّ تداعيات غياب التحرر الجنسي في مجتمعاتنا، وهو ما كان له تداعيات خطيرة على سلامة مجتمعنا وعلى صحّة أفراده النفسية.

وأدّى غياب التحرر الجنسي عند بعض الأفراد، حسب ما تؤكّد ساندرين عطالله، إلى رفضهم حتى ما توصّل إليه العلم في مجال الطب الجنسي.

وهذا الكبت الكبير الموجود في مجتمعاتنا هو ما جعلها عرضة لأبشع أنواع التحرّش، لمجرّد عرضها حقائق علمية بحتة مرتبطة بموضوع الجنس، فساندرين عطالله، الطبيبة التي درست الطب العام وتخصّصت في الطب الجنسي، تتلقّى بشكل دوري، على مواقع التواصل الاجتماعي، روابط أفلام إباحية وصوراً لأعضاء الرجال الجنسية، لمجرّد أنها امرأة قررت التحدّث عن موضوع الجنس.

 منذ أقدم العصور احتفل تراثنا العربي احتفالاً خاصاً بموضوع الجنس. "الكاماسوترا ما شي قدّام إرثنا العربي بهيدا المجال!"، تؤكّد جمانا حدّاد

فالحديث عن الجنس، وإن كان علمياً بحتاً، ليس أمراً مقبولاً في المجتمعات العربيّة، خصوصاً إن كانت المتحدّثة عن هذا الموضوع امرأة.

كيف يمكن أن نصل إلى التحرر الجنسي؟

لا ترى جمانة حدّاد أن هناك طريقاً أو مشروعاً واحداً يؤدّي إلى تحرر الفكر والمجتمع، فنحن بحاجة إلى تضافر جهود مختلفة لتحقيق هذا الهدف المنشود. ومن هذه الجهود ما سيكون فردياً، كالجهود التي تقوم بها الدكتورة ساندرين عطالله، في كسر التابوهات والتوعية بالمفاهيم الخاطئة المرتبطة بكل ما يتعلّق بموضوع الجنس.

غياب التحرر الجنسي، بحسب ما تلاحظ حدّاد، أدّى إلى هوس غير طبيعي بالجنس لدى الشباب، وجعلهم يعلّقون أهمية زائدة ومَرَضية على موضوع يُفترض أن يكون جزءاً من الحياة الطبيعية لأي إنسان

والدولة مدعوّة ومُطالبة، بحسب حدّاد، بنشر التوعية الجنسية في المدارس، لأنه يتوجّب على الأطفال أن يعرفوا عن هذه المواضيع ليحموا أنفسهم من أي خطر تحرّش قد يتعرّضون له.

لم الحديث عن التحرر الجنسي ضروريّ؟

كثيراً ما تُسأل جمانة حدّاد عن سبب إصرارها على الحديث عن التحرر الجنسي وسبب دعوتها إليه، فتجيب بأنها تحرص على الخوض في هذا الموضوع لأنها تعتبر أن المتعة حقّ من حقوق كل إنسان.

ذلك لأن غياب ثقافة المتعة في مجتمعنا، وخصوصاً متعة النساء، جعلهن يتلقّين الجنس ويمارسنه فقط لإشباع رغبات الزوج، من دون أن يطمحن إلى أن يكنّ شريكات فاعلات في العملية الجنسية، ويأخذن نصيبهن المشروع من المتعة.

وغياب التحرر الجنسي في مجتمعنا حوّل الجنس بكل جماليّته إلى شيء تخشاه النساء، ويذهبن إليه بكل خوف وترقّب وكأنه عقاب ينتظرهن.

وبالإضافة لكون اهتمام حدّاد بموضوع التحرر الجنسي نابعاً أولاً من إيمانها بأن المتعة حق لكل إنسان، فهي تعتبر أيضاً أن التحرر الفكري يبقى مجرّد "تنظير وشعارات" إذا بقي الجسد مكبلاً، فهي ترى أن حرية الفكر يجب أن يرافقها، بل أن يسبقها، تحرر الجسد.

إنضمّ/ي إنضمّ/ي

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard